الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدمت لخطبة فتاة ولكن أهلها رفضوني، فأصبحت تدعو عليّ!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أتقدم بالشكر الجزيل للقائمين على موقع إسلام ويب، فأنا من المتابعين للموقع منذ أكثر من خمس سنوات، وأستفيد كثيرًا من محتواه.

مشكلتي كالتالي:

كنت على علاقة بفتاة، واتفقنا على الزواج، واستمرت علاقتنا قرابة عشرة أشهر، تقدّمت رسميًا لخطبتها، لكن عائلتها رفضت، لأنهم أرادوا أن تُكمل دراستها الجامعية أولًا، فوعدتهم بأن أعود للتقدم مرة أخرى بعد فترة.

المشكلة أنني لم أعد قادرًا على الاستمرار في هذه العلاقة، ولا أستطيع الصبر أكثر، فقررت الانفصال عنها خوفًا من الله، وحرصًا على ترك الحرام، واحتسابًا للأجر، لعلّ الله يعوّضني خيرًا، كما في الحديث: "من ترك شيئًا لله عوّضه الله خيرًا منه".

بعد الانفصال بدأت الفتاة تراسلني، وترسل لي رسائل تهديد ووعيد بأمور لا قيمة لها، وتصرّ على أن نعود كما كنا، وأنا الآن على وشك خطبة فتاة أخرى بالحلال.

سؤالي: هل دعواتها عليّ بأني ظلمتها، ودعاؤها عليّ في قيام الليل وسجودها، قد يصيبني؟ هل لها حق في ذلك أم أن دعاءها غير مقبول؟ لأنها كانت على علاقة محرمة بي.

هل ما فعلته من الانفصال خوفًا من الحرام وابتغاء وجه الله، هو الصواب؟ إني أريد الستر بالحلال، وقد أتيت من الباب كما يُقال، فهل أنا على حق؟

أكثر ما يؤرقني أنها تقول: إنها ستحاججني أمام الله، وأنا أخاف هذا الأمر، فهل يجب أن أعود إليها رغم رفض أهلها، وأنتظرها حتى تنهي الجامعة، أم أستمر على موقفي وأمضي في طريق الحلال؟

أغيثوني، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فقد أحسنت -أيها الأخ الحبيب- بقطع علاقتك بهذه الفتاة، وهذا هو الواجب عليك وعليها، فإن الاستمرار على الذنب عاقبته وخيمة في الدنيا والآخرة، فالحمد لله الذي وفقك للتوبة، والإقلاع عن هذا الذنب، ونسأل الله تعالى أن يهدى هذه الأخت أيضاً، لتتوب وتندم على ما فعلت، قبل أن تندم حين لا ينفع الندم.

اعلم -أيها الحبيب- أنك مطالب بالندم على ما فات من الذنب والعزم على أن لا تعود إليه في المستقبل، مع تركه في الحال، فإذا فعلت هذا فإن الله تعالى سيتوب عليك، ويمحو ذنبك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) والله تعالى يحب التوابين ويفرح بتوبتهم، فأحسن توبتك وأحسن ظنك بربك.

لا تخش ولا تخف مما تهددك به هذه الفتاة من الدعاء عليك أو المحاجة بين يدي الله تعالى، فإن الله تعالى لا يقبل الدعاء الذي فيه إثم.

نحن نؤكد عليك ونشجعك على السعي في تنفيذ القرار السديد الذي اتخذته، لتعف نفسك بالحلال، فبادر إلى الزواج ما دمت مستطيعاً فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

هذه الأخت إن هي تابت وأحسنت توبتها، واتقت الله فإنه سيجعل لها فرجاً ومخرجاً، وأنت عليك أن تقطع كل علاقة لك بها.

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً