السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب مصري أحمل شهادة عليا، أنا أصغر إخوتي، وعائلتي من البسطاء من أبناء قرى مصر، أعيش في مكان شبه منعزل، نموذج لإنسان فاشل وفوضوي بدرجة متأخرة جدا من الفشل والفوضى، أستطيع أن أخبركم بأنني عبارة عن توليفة من خصال وصفات سلبية متشابكة ومعقدة لا تصلح في مسلم فضلا عن أن تكون في إنسان عاقل.
لذا فإنني أريد و-بشدة- مساعدتي في تخطي هذه المحنة، لا أريد أن أموت وأنا على هذا الحال، ولا أريد أن أكون مسؤولاً عن عائلة وأورث لها خصالي السلبية، أو قبل كل شيء أن أستمر في عدم رضا الله عز وجل. أستطيع تلخيص وتحليل مشاكلي في النقاط التالية:
1- الوهم الزائف فيما يخص مستقبلي الشخصي، والتعمد غير المقصود للجهل بعواقب الأمور التي قد تؤثر بالسلب أو بالإيجاب في حياتي الشخصية والاجتماعية، مثل التسرع في إتخاذ قرارات غير مدروسة، وتوريط نفسي في أمور قد تكون مؤهلاتي وإمكانياتي أقل من أن أشغلها، وتكرار الأخطاء بالرغم من أنني وقعت في شراكها مسبقا ألا أنه لا يوجد ما يحول بيني وبينها.
2- عدم المثابرة وعدم الانتهاء من أي فعل أعزم على فعله، فلا أذكر لنفسي أنني قد أتممت شيئا قد كلفت به من قبل عملي أو شيئا أردت فعله مثل قراءة كتاب لنهايته، أو نظام غذائي، أو أي شيء يعتمد على إتمامه للوصول للغاية المرجوة منه.
3- عدم الإحساس بالزمن والعمر الذي يمر دون أي جدوى، لا أرى أنني أنجز شيئاً أو أنني أنجزت شيئاً قويا، فقد رسبت في الجامعة 3 سنوات، وعملت ببلدي 5 سنوات، وعملت بالخارج 5 سنوات لم أدخر مالا بعد، ولم أتزوج بعد، فقد ضاع هذا الوقت سدى، وكلما أستحضر كشف حساب لما فاتني لا أصاب بالاحباط، بل ينتابني الشعور الزائف والثقة الزائفة بأنني سأتغير للأفضل، ويتلاشى مفعول هذه الحقنة المسكنة بعد مرور يوم وأعود للسابق بل وللأسوأ.
4- أفتقد القدوة الحسنة الحاضرة معي منذ صغري أو وجود شخصية ملهمة، وليس لي أصدقاء، أميل للانطواء وعدم الاجتماع مع الآخرين.
5- الإهمال والخمول والتكاسل وانطفاء الشعلة المتقدة سريعا حينما أعزم على فعل أمر ما أو اتخاذ قرار ما.
6- أنا لا أعرف من أنا، لم أجد لنفسي أي تصنيف إلا أنني فشلت أن أكون ناجحا إيجابيا، وفشلت بأن أكون فاشلا سلبيا أستطيع تشخيص حالي، إلا أنني أشعر أنني تائه وضال وأسير في طريق مظلم متشعب.
7- أشعر بأنني أملك شيئا من النرجسية في بعض الأمور، وأنه لدي شيء إيجابي أو مهارة أتميز بها عن الآخرين إلا أنني لا أجرؤ على إبرازها؛ لضعف ثقتي بنفسي وخوفي من الخوض في شيء قد يورطني في مستقبل مجهول.
8- الحياة في وادي وملكوت آخر، وعدم التركيز وإدراك ووعي نصف الكلام فقط، مع أنني أعي أي أمر قد أتعرض له.
أنا على تمام العلم وعلى ثقة بأن مشاكلي لها حل جذري، وعلى علم بأن السؤال هو نصف العلاج، وما زلت للحظة أؤمن بأن الله سيلهمني الصواب، وأنني سأتخطى هذه المرحلة الحرجة -بإذن الله- إذا وجهت السؤال لأهل الاختصاص.
أشكر لكم سعة صدركم، ومنتظر ردكم الكريم.