الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نساعد أخي على التخلص من مشكلة الانطوائية لديه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي أخ بعمر 19 عامًا، لديه خجل بطريقة غريبة جداً، لدرجة أنه منذ يومين -ولمناسبة يوم ميلاده- قامت أمي بإحضار الكعك للاحتفال به، وكان لا يريد، فردة فعله غريبة، وأبى أن يجلس في الاحتفال، بحجة أنه بعمر 19 سنة، وما زلنا نريد الاحتفال به والغناء له!

شخصيته انطوائية نوعاً ما، ويحب الجلوس وحده، ونحن كأسرة لا نعلم ماذا يحدث معه خارج المنزل، بسبب سريته التامة، فما الحل لتخفيف الخجل والانطوائية لديه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فردوس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك ولأسرتك الصحة والعافية.

أولاً: الحمد لله على ترابط الأسرة، وهذا بالطبع من الخصال الجميلة العظيمة، والتي تُهيئ للأسرة الجو النفسي والاجتماعي المعافى، الخالي من الشحناء والبغضاء.

ثانيًا: لابد من معرفة الأسباب التي جعلت أخاك ينطوي ولا يتفاعل مع الآخرين، فهل هو شبَّ على ذلك منذ الطفولة؟ أم ظهرت المشكلة حديثًا؟ وما وضع ترتيبه بين إخوته؟ وهل هو الابن الوحيد وسط البنات وليس لديه إخوة ذكور؟ وهل هو أصغر أم أكبر أخٍ؟ وكيف كانت معاملة الوالدين له منذ الطفولة؟ وهل مرَّ بأي صعوبات أو صدمات أدَّت إلى ابتعاده عن مخالطة الناس؟

أمَّا عدم تفاعله مع الحدث الذي يخصّه مثل الاحتفال بيوم ميلاده، ربما يكون بسبب أنه -وحسب وجه نظره- صار شابًّا ناضجًا مستقلًّا ومعتمدًا على نفسه، وأن مثل هذه الاحتفالات تجعله وكأنه طفل كما اعتاد عليها من قبل في طفولته، ولا بد من التركيز على هذه النقطة، ولكن العمر ربما ليس له علاقة بموضوع الخجل والانطواء، وإنما ربما بسبب طريقة تعامل الأسرة معه.

لذا ينبغي معرفة أيضًا صداقاته الخارجية، فهل له أصدقاء يخرجُ ويتفاعلُ معهم؟ أو يدعوهم إلى منزله؟ وإذا لم يحدث ذلك فشجّعوه على هذا السلوك، وهيِّئوا له الأجواء التي تسمح له بزيارة أصدقائه وبدعوتهم إلى منزله.

كما ينبغي ملاحظة سلوكياته الأخرى، فهل لديه أي أعراض اكتئابية، كعدم الاستمتاع بالأشياء الممتعة؟ أو الإحساس بالفشل، وعدم الثقة بالنفس، والتفكير في أخطاء الماضي، ولوم النفس، وعدم ممارسة أو أداء نشاطاته الحياتية اليومية؟ وغيرها من الأعراض التي تدلُّ على أن الشخص يُعاني من شيءٍ ما، ولكنّه لا يُفصح عنه.

هذا الأمر يتطلب دراسة حالته دراسة كاملة مستفيضة، والجلوس معه بين الحين والآخر، وخاصة الذين يثق فيهم من أفراد الأسرة، وربما يُفصح عن أشياء لم تكن ظاهرة، فإذا احتاج الأمر لمقابلة الطبيب فالأفضل أن يكون ذلك في وقتٍ مبكّرٍ؛ حتى لا تتفاقم المشكلة وتُؤثّر على حياته وعلى مستقبله.

نسأل الله سبحانه وتعالى الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً