الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نتعامل مع والدتنا وهي ترفض العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

والدتي مريضة منذ صغري، وكان الشيوخ يقولون إن بها مساً قديماً باقٍياً في قدمها منذ بداية مرضها، وقد عُولجت بداية وفاة والدي، ولكن الشيوخ يقولون إن المتبقي قديم وله أثر وأعراض، ومن أعراضه أنها تتحدث قائلةً: (فلان فعل لي سحراً، وفلان ضرَّني) وهكذا.

أصبحنا نخاف أن تؤذي نفسها، ولذلك راجعنا طبيبة نفسية قبل سنة أو سنتين، وأعطتها مهدئات تستمر عليها لتهدأ، وأصبحت صحتها النفسية جيدة، ولكن اتصل أخي وأخبرني أنها عادت كما كانت في السابق، ولا تقبل أن تعطي الوصفة لأخي ليجلب علاجها، فماذا أفعل؟ هل أستمر على علاجها، أم ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونشكرك على استشارتك وسؤالك عن مرض والدتك، والتي ذكرتِ في رسالتك أنها تتحدث عن فلان أنه فعل لها كذا، وفلان ضرَّها -أو هكذا- وأنكم راجعتم طبيبة نفسية قبل سنتين، وأعطيت بعض الأدوية، وصحتها النفسية تحسَّنت، ولكن يبدو أنها أوقفت العلاج ورجعت لها الحالة، وتسألين: هل ترجع والدتك إلى وصفة الطبيبة وتستمر في العلاج؟

أختي الفاضلة: طالما أن هذه الوالدة -شافاها الله وعافاها- قد تمت مراجعة حالتها بوصف الطبيبة النفسية، ووصفَتْ لها العلاج، فمن باب أولى أن تراجع الطبيبة مرة أخرى، حتى تتأكد هل ما تعاني منه اليوم هو نفس الأعراض السابقة!

إذا كانت الوالدة استجابت في البداية للعلاج النفسي؛ فهذا مؤشر إيجابي أيضًا لاستجابتها -إن شاء الله- للعلاج هذه المرة أيضًا، ولكن تحديد نوع العلاج، وطريقة استخدامه، ومدة استخدامه، كلها تحتاج إلى مراجعة الطبيبة وتشخيص حالتها هذه المرة، وتحديد التشخيص المناسب، ثم التأكد من الخطة العلاجية المناسبة.

أحيانًا كبار السن يصعب قليلًا التعامل معهم في موضوع العلاجات والأدوية، وهذا أمرٌ يحتاج إلى شيء من المرونة والتعامل فيه، وإشراكها أيضًا في عملية علاجها، وإعطائها المعلومات الكافية لها، حتى تُساعد في المحافظة على صحتها النفسية، وهناك طرق أخرى لمحاولة استخدامات العلاجات في حالة رفض المريض تمامًا، وعدم استجابته لمقدمي المساعدة له، خاصة عند كبار السن.

إذًا يجب أن تراجع الوالدة الطبيبة -أو أي طبيب آخر- للتأكد من الجرعة المناسبة، لمثل عمر الوالدة -فأنت لم تخبرينا بعمرها في استشارتك- ولكن عادةً إذا كانت من كبار السن، فتحتاج لجرعات أقل كثيرًا من الجرعات التي يحتاجها الأشخاص في الأعمار الصغيرة.

عمومًا إذا كان لا بد من استخدام العلاج القديم، فيمكن البدء بجرعات صغيرة، والاستمرار عليه إلى أن يتم مراجعة الطبيب.

وفقكم الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً