الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يأخذ راتبي بحجة أن راتبه لا يكفيه، فكيف أتصرف معه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا امرأة متزوجة، وعندي 5 أطفال، أعيش في سوريا، موظفة في مجال التعليم، وزوجي أيضًا موظف مثلي، لكن زوجي يأخذ كل راتبي بحجة أن راتبه لا يكفيه، ويقول: الأسعار مرتفعة، ولا يكفيني راتبي، وكل فترة يعطي أخاه مالًا ليساعده؛ لأنه فقير.

ومنذ يومين أصابت أمي رصاصة في حوضها؛ لأنها تعيش في مناطق يوجد فيها اشتباكات، وأردت أن أبعث لها شيئًا، ولكن لم يرض زوجي؛ بحجة أن أمي ميسورة الحال، لقد كرهته بصراحة، وكرهت تصرفاته.

انصحوني: ماذا أفعل؟ وماذا يقول الشرع في ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك حُسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك، وأن يُلهمه السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

بدايةً: نسأل الله أن يكتب سلامة الوالدة، وأن يرفع الغمّة عن الأُمّة، وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق، وأن يُرينا بمن يريدُ بنا الشر عجائب قدرته، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

لا شك أن الذي بين الأزواج أكبر من الدرهم والدينار، وزوجك ينبغي أيضًا أن يُراعي هذه الجوانب الأسرية، ولكن إذا كان شقيقه محتاجًا، فأتمنى أن يجد المساعدة والتشجيع منك على صلة رحمه، والإحسان إلى أهله، وأنتِ تُشكرين على هذا التعاون معه في سبيل رفاهية الأسرة، وإسعادها، رغم أن الذي يُكلَّف بالإنفاق هو الرجل، لكن من حُسن المعاشرة أن تُعين الزوجة زوجها على الإنفاق إذا كانت تستطيع، بل يجوز لها إذا كانت غنيةً أن تُخرج زكاتها لزوجها، وتتصدَّق عليه أيضًا.

الذي نرفضه هو رفضه لك التواصل مع الوالدة، والإحسان إليها؛ لأن هذا أمرٌ من الأهمية بمكان، فالشرع الذي يُبيح له أن يُساعد إخوانه، هو الشرع الذي يُبيح لك أن تتواصلي مع الوالدة وتُحسني إليها، رغبةً في ثواب الله تبارك وتعالى، وكنوعٍ من البر الذي هو من واجبات هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

وسعدنا أنك تكرهين التصرفات، لكن أتمنّى ألَّا تتسع دائرة الكره فتكرهين زوجك، وتذكري أن بينكما أطفالاً، ولكن حاوريه، وذكّريه بالله تبارك وتعالى، وبيّني له أن الذي شرع له الإحسان إلى شقيقه، هو الذي شرع لك وطلب منك الإحسان إلى والدتك، وإذا ساعد الرجل زوجته وشجعها على التواصل مع أهلها؛ فإن ذلك ينعكس على أبنائهما بِرًّا وصلاحًا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينكما على الوفاء، وأن يُعينه على تقدير ظرف الوالدة، وحتى لو لم تكن الوالدة محتاجةً، فمساعدتها بالهدايا والعطايا مطلب شرعي، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

الشرع يدعوك إلى الإحسان إلى الوالدة، والسؤال عنها، والاهتمام بها، بل نحن ندعوه إلى أن يُشاركك هذا الاهتمام؛ لأن الوالدة لها فضل، فهي والدة الزوجة، وجدة الأبناء.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً