السؤال
طوال حياتي، ومنذ أن كنت صغيرة، كنت أحمل أعباء ليست من مسؤوليتي، لكنني لم أكن أبالي بها، كنت دائمًا أقول: "طالما أمي وزوجها وأولادها بخير، فأنا بخير."
كبرت، ودخلت الجامعة، وزادت الأعباء التي أحملها، لكنني كنت أعيش وأكمل طريقي، لكن بعد التخرج، وحتى الآن، مضت ست سنوات ولم يتحقق شيء في حياتي: لا وظيفة، لا زواج، وحتى صحتي الجسدية بدأت تتأثر.
أنا والله محتسبة أمري لله، ومرّ عليّ أكثر من مرة شعرت فيها أن هناك فرصة لتجاوز ما أنا فيه، كأن أتقدّم لوظيفة وأتأمل وأجتهد، لكن في آخر لحظة تُغلق الأبواب في وجهي.
لا شيء في حياتي يسير كما يجب، وأشعر نوعًا ما أنني أعيش كضيفة في بيت أمي، حتى إخوتي من أمي الذين ربيتهم، أحدهم بيني وبينه 8 سنوات، وتوأمان بيني وبينهم 12 سنة، وآخر بيني وبينه 19 سنة، كلهم ربيتهم مع أمي، وكنت في أغلب الوقت المسؤولة عنهم، والآن أشعر أنني غريبة بينهم، وكأن كل شيء مغلق في وجهي، وكأنني مقطوعة من شجرة، لا شيء يربطني بهذه الحياة.
أنا -ولله الحمد- ملتزمة، مختمرة، وأصلي، وأحاول قدر الإمكان أن لا أرتكب الذنوب، لكنني وصلت إلى مرحلة لا أفهم فيها ما يحدث معي: هل هذا غضب من الله؟ هل ارتكبت شيئًا أغضب الله عليّ؟
كل من حولي حياتهم تسير بشكل طبيعي -الله يبارك لهم-، أما أنا فحياتي متعثرة في كل النواحي، وكأنني محاصرة داخل البيت.
لا أعرف ماذا أفعل، ولا كيف أتصرف لأخرج من هذه الظلمة التي أعيش فيها!
يعطيكم العافية، وأعتذر على الإطالة.