الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب اختلاف الرواة عن القارئ الواحد في أوجه القراءة

السؤال

في قراءة السوسي عن أبي عمرو: كيف تختلف الطرق عنه؟
يقولون هنا تثبت الياء الزائدة، وأحيانا لا تثبت.
أليس القارئ واحدا، والتلاميذ مختلفون؟ فكيف تنسب القراءة للقارئ، مع اختلاف التلاميذ؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن السائل لم يعطنا مثالا على ما يشكل عليه، ولكن اختلاف الطرق عن أحد الرواة ليس فيه ما يستغرب؛ فإن الشيخ قد يأخذ عن شيخه وجهين، فيقرئ واحدًا من طلابه بوجه، ويقرئ آخر بوجه، ومثل هذا ما حصل من اختلاف الأزرق والأصبهاني فيما روياه عن ورش، في القصر والمد. وكذا ما حصل من اختلاف الطرق عن حفص في إثبات السكت، وتركه.

ذكر الجزري في غاية النهاية في طبقات القراء: أن حفصًا سأل عاصمًا، فقال له: أبو بكر يخالفني، فقال: أقرأتك بما أقرأني به أبو عبد الرحمن السلمي، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وأقرأت أبا بكر، بما أقرأني زرُّ بن حبيش، عن ابن مسعود. انتهى.

وقال الضباع في كتابه: صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص: قد اختار ابن الجزري رواية حفص من طريقي عبيد وعمر، وعنه ... واختار طريق عمرو من طريقي الفيل، وذرعان عنه ... واختار طريق الفيل من طريق ابن خليع من المصباح، والمبهج، ومن طريق الطبري من الوجيز والكامل والمستنير، ومن طريق الحمامي من المستنير والكامل والمصباح والتذكار، وكفاية أبي العز وجامع ابن فارس، وغاية أبي العلاء، وكذا من روضة المالكي، وروضة المعدل على ما حرره الازميري زيادة على ما في النشر. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني