وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد بن حزم في كتابه في
[1] " الملل والنحل "
[2] اختلف الناس في الإمامة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالت
[3] طائفة : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يستخلف أحدا ، ثم اختلفوا
[4] فقال بعضهم : [ لكن ]
[5] لما استخلف
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر [6] على الصلاة كان ذلك دليلا على أنه أولاهم بالإمامة والخلافة على الأمر
[7] . وقال بعضهم : لا ، ولكن كان أبينهم
[8] فضلا فقدموه لذلك .
وقالت طائفة : بل
nindex.php?page=treesubj&link=31185نص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على استخلاف nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر بعده على أمور الناس نصا جليا .
قال
أبو محمد : وبهذا نقول لبراهين ، أحدها إطباق الناس كلهم ،
[ ص: 494 ] وهم الذين قال الله فيهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون [ سورة الحشر : 8 ] .
فقد اتفق
[9] هؤلاء الذين شهد الله لهم بالصدق وجميع إخوانهم من
الأنصار - رضي الله عنهم - على أن سموه خليفة رسول - الله صلى الله عليه وسلم - .
ومعنى الخليفة في اللغة هو الذي يستخلفه المرء لا الذي يخلفه دون أن يستخلفه [ هو ]
[10] ، لا يجوز غير هذا ألبتة في اللغة بلا خلاف . تقول :
[11] استخلف فلان فلانا يستخلفه فهو خليفة
[12] ومستخلفه ، فإن قام مكانه دون أن يستخلفه
[13] لم يقل إلا : خلف فلان فلانا يخلفه فهو خالف .
قال
[14] : " ومحال أن يعنوا بذلك الاستخلاف على الصلاة لوجهين ضرورين : أحدهما : أنه لم
[15] يستحق
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر قط
[16] هذا الاسم على
[ ص: 495 ] الإطلاق في حياة رسول الله
[17] - صلى الله عليه وسلم - ، وهو حينئذ خليفته [ على الصلاة ]
[18] ، فصح [ يقينا ]
[19] أن خلافته المسمى بها
[20] هي غير خلافته على الصلاة .
والثاني أن كل من استخلفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حياته
nindex.php?page=showalam&ids=8كعلي في غزوة
تبوك ،
nindex.php?page=showalam&ids=100وابن أم مكتوم في غزوة
الخندق ،
nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان بن عفان في غزوة
ذات الرقاع ، وسائر من استخلفه على البلاد
باليمن والبحرين والطائف وغيرها ، لم يستحق أحد منهم قط بلا خلاف بين أحد من الأمة
[21] أن يسمى خليفة رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ]
[22] ، فصح يقينا بالضرورة التي لا محيد عنها أنها الخلافة
[23] بعده على أمته .
ومن المحال
[24] أن يجمعوا على ذلك وهو
[25] لم يستخلفه نصا ، ولو لم يكن هاهنا
[26] إلا استخلافه في الصلاة
[27] لم يكن
[28] nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر أولى بهذه التسمية
[29] من سائر من ذكرنا
[30] " .
[ ص: 496 ] قال
[31] : " وأيضا فإن الرواية قد صحت
nindex.php?page=hadith&LINKID=653386أن [32] امرأة قالت : يا رسول الله أرأيت إن رجعت فلم [33] أجدك ؟ كأنها تعني [34] الموت . قال : فأتى nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر " قال
[35] : " وهذا نص جلي على استخلاف
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر " .
قال
[36] : " وأيضا فإن الخبر قد جاء من الطرق الثابتة
nindex.php?page=hadith&LINKID=661407أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة [37] في مرضه الذي توفي فيه [38] : " لقد هممت أن أبعث إلى أبيك وأخيك ، وأكتب كتابا وأعهد عهدا ، لكيلا [39] يقول قائل : أنا أحق ، أو يتمنى متمن ، ويأبى الله والمؤمنون إلا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر [40] .
( * وروي
[41] :
nindex.php?page=hadith&LINKID=661407ويأبى الله ورسوله والمؤمنون [ إلا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر ]
[42] * )
[43] . وروي
[ ص: 497 ] [ أيضا ]
[44] :
nindex.php?page=hadith&LINKID=661407ويأبى الله والنبيون إلا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر " قال :
[45] " فهذا نص جلي على استخلافه - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر على ولاية الأمة " بعده .
قال
[46] : " واحتج من قال : لم يستخلف [
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر ]
[47] بالخبر المأثور عن
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر [48] ، أنه قال : إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني - يعني
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر - وإلا أستخلف فلم يستخلف من هو خير مني ، يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . وبما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة [ رضي الله عنها ]
[49] إذ
[50] سئلت : من كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستخلفا لو استخلف ؟
[51] " .
[ ص: 498 ] قال
[52] " ومن المحال
[53] أن يعارض إجماع الصحابة الذي
[54] ذكرنا عنهم
[55] ، والأثران الصحيحان المسندان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من لفظه ، بمثل هذين الأثرين الموقوفين على
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة [56] - رضي الله عنهما -
[57] مما لا تقوم به
[58] حجة ظاهرة
[59] ، من أن
[60] هذا الأثر خفي على
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر [61] كما خفي عليه كثير من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كالاستئذان
[62] [ ص: 499 ] وغيره ، أو أنه
[63] أراد استخلافا بعهد مكتوب ، ونحن نقر أن استخلاف
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر [64] لم يكن بعهد مكتوب
[65] .
وأما الخبر في ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة [66] فكذلك أيضا
[67] . وقد يخرج كلاهما
[68] على سؤال سائل ، وإنما الحجة في روايتهما لا في قولهما
[69] . " .
قلت : والكلام في تثبيت خلافة
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر وغيره مبسوط في غير هذا الموضع ، وإنما المقصود هنا
nindex.php?page=treesubj&link=33696البيان لكلام الناس في خلافته : هل حصل عليها نص جلي أو نص خفي ؟
[70] وهل ثبتت بذلك أو بالاختيار من أهل الحل والعقد ؟
فقد تبين أن كثيرا من السلف والخلف قالوا فيها بالنص الجلي أو الخفي ، وحينئذ فقد بطل قدح الرافضي في أهل السنة بقوله : إنهم يقولون : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينص على إمامة أحد ، وأنه مات من غير وصية ، وذلك
[71] أن هذا القول لم يقله جميعهم ، فإن كان
[ ص: 500 ] حقا فقد قاله بعضهم ، وإن كان الحق هو نقيضه فقد قال بعضهم ذلك . فعلى التقديرين لم يخرج الحق عن أهل السنة .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فِي كِتَابِهِ فِي
[1] " الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ "
[2] اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الْإِمَامَةِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَقَالَتْ
[3] طَائِفَةٌ : إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَسْتَخْلِفْ أَحَدًا ، ثُمَّ اخْتَلَفُوا
[4] فَقَالَ بَعْضُهُمْ : [ لَكِنْ ]
[5] لَمَّا اسْتَخْلَفَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ [6] عَلَى الصَّلَاةِ كَانَ ذَلِكَ دَلِيلًا عَلَى أَنَّهُ أَوْلَاهُمْ بِالْإِمَامَةِ وَالْخِلَافَةِ عَلَى الْأَمْرِ
[7] . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَا ، وَلَكِنْ كَانَ أَبْيَنَهُمْ
[8] فَضْلًا فَقَدَّمُوهُ لِذَلِكَ .
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : بَلْ
nindex.php?page=treesubj&link=31185نَصَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى اسْتِخْلَافِ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ بَعْدَهُ عَلَى أُمُورِ النَّاسِ نَصًّا جَلِيًّا .
قَالَ
أَبُو مُحَمَّدٍ : وَبِهَذَا نَقُولُ لِبَرَاهِينَ ، أَحَدُهَا إِطْبَاقُ النَّاسِ كُلُّهُمْ ،
[ ص: 494 ] وَهُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [ سُورَةُ الْحَشْرِ : 8 ] .
فَقَدِ اتَّفَقَ
[9] هَؤُلَاءِ الَّذِينَ شَهِدَ اللَّهُ لَهُمْ بِالصِّدْقِ وَجَمِيعُ إِخْوَانِهِمْ مِنَ
الْأَنْصَارِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - عَلَى أَنْ سَمَّوْهُ خَلِيفَةَ رَسُولِ - اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
وَمَعْنَى الْخَلِيفَةِ فِي اللُّغَةِ هُوَ الَّذِي يَسْتَخْلِفُهُ الْمَرْءُ لَا الَّذِي يَخْلُفُهُ دُونَ أَنْ يَسْتَخْلِفَهُ [ هُوَ ]
[10] ، لَا يَجُوزُ غَيْرُ هَذَا أَلْبَتَّةَ فِي اللُّغَةِ بِلَا خِلَافٍ . تَقُولُ :
[11] اسْتَخْلَفَ فُلَانٌ فُلَانًا يَسْتَخْلِفُهُ فَهُوَ خَلِيفَةٌ
[12] وَمُسْتَخْلِفُهُ ، فَإِنْ قَامَ مَكَانَهُ دُونَ أَنْ يَسْتَخْلِفَهُ
[13] لَمْ يَقُلْ إِلَّا : خَلَفَ فُلَانٌ فُلَانًا يَخْلُفُهُ فَهُوَ خَالِفٌ .
قَالَ
[14] : " وَمُحَالٌ أَنْ يَعْنُوا بِذَلِكَ الِاسْتِخْلَافَ عَلَى الصَّلَاةِ لِوَجْهَيْنِ ضَرُورَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ لَمْ
[15] يَسْتَحِقَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ قَطُّ
[16] هَذَا الِاسْمَ عَلَى
[ ص: 495 ] الْإِطْلَاقِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ
[17] - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَهُوَ حِينَئِذٍ خَلِيفَتُهُ [ عَلَى الصَّلَاةِ ]
[18] ، فَصَحَّ [ يَقِينًا ]
[19] أَنَّ خِلَافَتَهُ الْمُسَمَّى بِهَا
[20] هِيَ غَيْرُ خِلَافَتِهِ عَلَى الصَّلَاةِ .
وَالثَّانِي أَنَّ كُلَّ مَنِ اسْتَخْلَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَيَاتِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=8كَعَلِيٍّ فِي غَزْوَةِ
تَبُوكَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=100وَابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فِي غَزْوَةِ
الْخَنْدَقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=7وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي غَزْوَةِ
ذَاتِ الرِّقَاعِ ، وَسَائِرِ مَنِ اسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْبِلَادِ
بِالْيَمَنِ وَالْبَحْرَيْنِ وَالطَّائِفِ وَغَيْرِهَا ، لَمْ يَسْتَحِقَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ قَطُّ بِلَا خِلَافٍ بَيْنَ أَحَدٍ مِنَ الْأُمَّةِ
[21] أَنْ يُسَمَّى خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ [ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ]
[22] ، فَصَحَّ يَقِينًا بِالضَّرُورَةِ الَّتِي لَا مَحِيدَ عَنْهَا أَنَّهَا الْخِلَافَةُ
[23] بَعْدَهُ عَلَى أُمَّتِهِ .
وَمِنَ الْمُحَالِ
[24] أَنْ يُجْمِعُوا عَلَى ذَلِكَ وَهُوَ
[25] لَمْ يَسْتَخْلِفْهُ نَصًّا ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ هَاهُنَا
[26] إِلَّا اسْتِخْلَافُهُ فِي الصَّلَاةِ
[27] لَمْ يَكُنْ
[28] nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ أَوْلَى بِهَذِهِ التَّسْمِيَةِ
[29] مِنْ سَائِرِ مَنْ ذَكَرْنَا
[30] " .
[ ص: 496 ] قَالَ
[31] : " وَأَيْضًا فَإِنَّ الرِّوَايَةَ قَدْ صَحَّتْ
nindex.php?page=hadith&LINKID=653386أَنَّ [32] امْرَأَةً قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ رَجَعْتُ فَلَمْ [33] أَجِدْكَ ؟ كَأَنَّهَا تَعْنِي [34] الْمَوْتَ . قَالَ : فَأْتَى nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ " قَالَ
[35] : " وَهَذَا نَصٌّ جَلِيٌّ عَلَى اسْتِخْلَافِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ " .
قَالَ
[36] : " وَأَيْضًا فَإِنَّ الْخَبَرَ قَدْ جَاءَ مِنَ الطُّرُقِ الثَّابِتَةِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=661407أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=25لِعَائِشَةَ [37] فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ [38] : " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَ إِلَى أَبِيكِ وَأَخِيكِ ، وَأَكْتُبَ كِتَابًا وَأَعْهَدَ عَهْدًا ، لِكَيْلَا [39] يَقُولُ قَائِلٌ : أَنَا أَحَقُّ ، أَوْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ ، وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّا nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ [40] .
( * وَرُوِيَ
[41] :
nindex.php?page=hadith&LINKID=661407وَيَأْبَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ [ إِلَّا nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ ]
[42] * )
[43] . وَرُوِيَ
[ ص: 497 ] [ أَيْضًا ]
[44] :
nindex.php?page=hadith&LINKID=661407وَيَأْبَى اللَّهُ وَالنَّبِيُّونَ إِلَّا nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ " قَالَ :
[45] " فَهَذَا نَصٌّ جَلِيٌّ عَلَى اسْتِخْلَافِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ عَلَى وِلَايَةِ الْأُمَّةِ " بَعْدَهُ .
قَالَ
[46] : " وَاحْتَجَّ مَنْ قَالَ : لَمْ يَسْتَخْلِفْ [
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ ]
[47] بِالْخَبَرِ الْمَأْثُورِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ [48] ، أَنَّهُ قَالَ : إِنِ أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي - يَعْنِي
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ - وَإِلَّا أَسْتَخْلِفْ فَلَمْ يَسْتَخْلِفْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي ، يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . وَبِمَا رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ]
[49] إِذْ
[50] سُئِلَتْ : مَنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُسْتَخْلِفًا لَوِ اسْتَخْلَفَ ؟
[51] " .
[ ص: 498 ] قَالَ
[52] " وَمِنَ الْمُحَالِ
[53] أَنْ يُعَارَضَ إِجْمَاعُ الصَّحَابَةِ الَّذِي
[54] ذَكَرْنَا عَنْهُمْ
[55] ، وَالْأَثَرَانِ الصَّحِيحَانِ الْمُسْنَدَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ لَفْظِهِ ، بِمِثْلِ هَذَيْنِ الْأَثَرَيْنِ الْمَوْقُوفَيْنِ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=25وَعَائِشَةَ [56] - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -
[57] مِمَّا لَا تَقُومُ بِهِ
[58] حُجَّةٌ ظَاهِرَةٌ
[59] ، مِنْ أَنَّ
[60] هَذَا الْأَثَرُ خَفِيَ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ [61] كَمَا خَفِيَ عَلَيْهِ كَثِيرٌ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَالِاسْتِئْذَانِ
[62] [ ص: 499 ] وَغَيْرِهِ ، أَوْ أَنَّهُ
[63] أَرَادَ اسْتِخْلَافًا بِعَهْدٍ مَكْتُوبٍ ، وَنَحْنُ نُقِرُّ أَنَّ اسْتِخْلَافَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ [64] لَمْ يَكُنْ بِعَهْدٍ مَكْتُوبٍ
[65] .
وَأَمَّا الْخَبَرُ فِي ذَلِكَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ [66] فَكَذَلِكَ أَيْضًا
[67] . وَقَدْ يَخْرُجُ كِلَاهُمَا
[68] عَلَى سُؤَالِ سَائِلٍ ، وَإِنَّمَا الْحُجَّةُ فِي رِوَايَتِهِمَا لَا فِي قَوْلِهِمَا
[69] . " .
قُلْتُ : وَالْكَلَامُ فِي تَثْبِيتِ خِلَافَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ وَغَيْرِهِ مَبْسُوطٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ ، وَإِنَّمَا الْمَقْصُودُ هُنَا
nindex.php?page=treesubj&link=33696الْبَيَانُ لِكَلَامِ النَّاسِ فِي خِلَافَتِهِ : هَلْ حَصَلَ عَلَيْهَا نَصٌّ جَلِيٌّ أَوْ نَصٌّ خَفِيٌّ ؟
[70] وَهَلْ ثَبَتَتْ بِذَلِكَ أَوْ بِالِاخْتِيَارِ مِنْ أَهْلِ الْحَلِّ وَالْعَقْدِ ؟
فَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ كَثِيرًا مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ قَالُوا فِيهَا بِالنَّصِّ الْجَلِيِّ أَوِ الْخَفِيِّ ، وَحِينَئِذٍ فَقَدَ بَطَلَ قَدْحُ الرَّافِضِيِّ فِي أَهْلِ السُّنَّةِ بِقَوْلِهِ : إِنَّهُمْ يَقُولُونَ : إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَنُصَّ عَلَى إِمَامَةِ أَحَدٍ ، وَأَنَّهُ مَاتَ مِنْ غَيْرِ وَصِيَّةٍ ، وَذَلِكَ
[71] أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ لَمْ يَقُلْهُ جَمِيعُهُمْ ، فَإِنْ كَانَ
[ ص: 500 ] حَقًّا فَقَدْ قَالَهُ بَعْضُهُمْ ، وَإِنْ كَانَ الْحَقُّ هُوَ نَقِيضَهُ فَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ ذَلِكَ . فَعَلَى التَّقْدِيرَيْنِ لَمْ يَخْرُجِ الْحَقُّ عَنْ أَهْلِ السُّنَّةِ .