ولما ظهر هذا سألوا أئمة الإسلام مثل
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر الصادق [1] وأمثاله ، فقالوا لجعفر [ الصادق ]
[2] :
nindex.php?page=treesubj&link=29453القرآن خالق أم مخلوق ؟ [3] فقال : ليس بخالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الله . ومعلوم أن قوله : " ليس بخالق ولا مخلوق " لم يرد به [ أنه ]
[4] ليس بكاذب ولا مكذوب ، لكن أراد [ أنه ]
[5] ليس هو الخالق للمخلوقات ، ولا هو من المخلوقات ولكنه كلام الخالق .
وكذلك ما نقل عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب - [ رضي الله عنه ]
[6] - لما قيل
[ ص: 252 ] له : حكمت مخلوقا ! ؟ قال : لم أحكم مخلوقا وإنما حكمت القرآن .
وما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم في " الرد على
الجهمية "
[7] . قال : " كتب إلي
nindex.php?page=showalam&ids=15703حرب الكرماني ، ثنا
محمد بن المصفى ،
[8] ثنا
عبد الله بن محمد ، عن
عمرو بن جميع ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : لما حكم
nindex.php?page=showalam&ids=8علي الحكمين ، قالت
الخوارج : حكمت رجلين ؟ قال : ما حكمت مخلوقا ، إنما حكمت القرآن .
حدثنا
الأشج ، ثنا
يحيى بن يمان ، ثنا
حسن بن صالح ، عن
عبد الله بن الحسن ، قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي للحكمين : احكما بالقرآن كله ، فإنه كله لي " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم : " ثنا أبي
[9] ، ثنا
الصهيبي ابن عم
علي بن عاصم وعلي بن صالح ، عن
عمران بن حدير [10] ، عن
عكرمة قال : كان
ابن [ ص: 253 ] عباس في جنازة فسمع رجلا يقول : يا رب القرآن ارحمه . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : مه ، القرآن منه ، القرآن كلام الله وليس بمربوب ، منه خرج وإليه يعود .
حدثنا
محمد بن عمار بن الحارث ، ثنا
أبو مروان الطبري بمكة - يعني
الحكم بن محمد - ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16705عمرو بن دينار : سمعت مشيختنا منذ سبعين سنة يقولون :
nindex.php?page=treesubj&link=29453القرآن كلام الله غير مخلوق . وفي رواية : منه بدأ وإليه يعود " . وهذا رواه
[11] غير واحد عن [
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان ] [12] بن عيينة عن
عمرو ، ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في كتاب " خلق أفعال العباد "
[13] .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم : " ثنا أبي ، ثنا
العباس بن عبد العظيم ، ثنا
رويم بن يزيد المقري ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، عن أبيه قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28744سئل nindex.php?page=showalam&ids=16600علي بن الحسين عن القرآن ، فقال : ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الخالق ، ورواه
أبو زرعة ، عن
يحيى بن منصور ، عن
رويم ، فذكره .
وحدثنا
[14] جعفر بن محمد بن هارون ، ثنا
عبد الرحمن بن مصعب ، ثنا
موسى بن داود الكوفي عن رجل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، عن أبيه أنه سأله : إن قوما يقولون : القرآن مخلوق ؟ فقال : ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله .
[ ص: 254 ] حدثنا
موسى بن سهل الرملي ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17174موسى بن داود ، ثنا
معبد أبو عبد الرحمن عن
معاوية [15] بن عمار الذهبي ، قال : قلت
لجعفر بن محمد : إنهم يسألوني عن القرآن : مخلوق أو خالق ؟ فقال : إنه ليس بخالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الله .
وحدثنا
أبو زرعة ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16071سويد بن سعيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ، فذكره .
وحدثنا أبي
[16] ، قال : حدثنا
الحسن بن الصباح ، ثنا
معبد بمثله .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي ، قال : قال أبي
[17] : وحدثت
[18] عن
nindex.php?page=showalam&ids=17174موسى بن داود بهذا الحديث عن
معبد ، قال
[19] : رأيت
معبدا هذا ولم يكن به بأس ، وأثنى عليه
[20] ثم قال : كان يفتي برأي
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى .
حدثنا
عبد الله مولى المهلب بن أبي صفرة ، ثنا
علي بن أحمد بن علي بن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن أخيه
موسى بن جعفر ، قال : سئل أبي [
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ]
[21] عن القرآن : خالق أو مخلوق ؟ قال : لو كان خالقا لعبد ، ولو كان مخلوقا لنفد " .
ومثل هذه الآثار كثيرة عن الصحابة والتابعين والأئمة من أهل البيت
[22] [ ص: 255 ] وغيرهم .
nindex.php?page=showalam&ids=8فعلي - [ رضي الله عنه ]
[23] - لم يرد بقوله : ما حكمت مخلوقا وإنما حكمت القرآن ، أي : ما حكمت كلاما مفترى ; فإن
الخوارج إنما قالوا له : حكمت مخلوقا من الناس ! ؟ - وهما
nindex.php?page=showalam&ids=110أبو موسى nindex.php?page=showalam&ids=59وعمرو بن العاص [24] - فقال : لم أحكم مخلوقا ، وإنما حكمت القرآن ، وهو كلام الله .
فالحكم لله ، وهو سبحانه يصف كلامه بأنه يحكم ويقص
[25] [ ويفتي ]
[26] ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=76إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل ) [ سورة النمل : 76 ] وكقوله
[27] : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=127ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء ) [ سورة النساء : 127 ] أي : وما يتلى عليكم يفتيكم فيهن .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ) [ سورة البقرة : 213 ) .
وإذا أضيف الحكم والقصص والإفتاء
[28] إلى القرآن - الذي هو كلام الله - فالله هو الذي
[29] حكم به وأفتى به وقص به ، كما أضاف ذلك إلى نفسه في غير موضع .
[ ص: 256 ] فهذا هو مراد
nindex.php?page=showalam&ids=8علي [ بن أبي طالب ]
وجعفر [ بن محمد ] وغيرهما
[30] من أهل البيت - [ رضوان الله عليهم ]
[31] - وسائر سلف الأمة بلا ريب . فتبين أن هؤلاء
nindex.php?page=treesubj&link=29453_28833الرافضة مخالفون لأئمة أهل البيت وسائر السلف في مسألة القرآن كما خالفوهم في غيرها .
وأما قولهم : إنه مجعول ، فالله لم يصفه بأنه مجعول معدى إلى مفعول واحد ، بل قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=3إنا جعلناه قرآنا عربيا ) [ سورة الزخرف : 3 ] ، فإذا قالوا : هو مجعول قرآنا عربيا ، فهذا حق . وأما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ) [ سورة الأنبياء : 2 ] ، فهذه الآية تدل على أن " الذكر " نوعان : محدث وغير محدث ، كما تقول : ما جاءني من رجل عدل إلا قبلت شهادته ، وصفة النكرة للتخصيص ، وعندهم كل ذلك محدث ، والمحدث في القرآن ليس هو المحدث في كلامهم ، فلم يوافقوا القرآن .
ثم إذا قيل : هو محدث
[32] ، لم يلزم من ذلك أن يكون مخلوقا بائنا
[33] عن الله ، بل إذا تكلم الله به
[34] بمشيئته وقدرته وهو قائم به ، جاز أن يقال : هو محدث ، وهو مع ذلك كلامه القائم بذاته وليس بمخلوق .
وهذا قول كثير من أئمة السنة والحديث . وقد احتج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره على ذلك بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=848789إن الله يحدث من أمره ما [ ص: 257 ] يشاء [35] ، وإن مما أحدث أن لا تكلموا [36] في الصلاة "
[37] . ومعلوم أن الذي أحدثه هو أمره أن لا يتكلموا في الصلاة ، لا عدم تكلمهم في الصلاة ، فإن ذلك يكون باختيارهم . ومنهم من تكلم بعد النهي ، لكن نهوا عن ذلك ، ولهذا قال : يحدث من أمره ما يشاء
[38] .
وَلَمَّا ظَهَرَ هَذَا سَأَلُوا أَئِمَّةَ الْإِسْلَامِ مِثْلَ
nindex.php?page=showalam&ids=15639جَعْفَرٍ الصَّادِقِ [1] وَأَمْثَالِهِ ، فَقَالُوا لِجَعْفَرٍ [ الصَّادِقِ ]
[2] :
nindex.php?page=treesubj&link=29453الْقُرْآنُ خَالِقٌ أَمْ مَخْلُوقٌ ؟ [3] فَقَالَ : لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلَا مَخْلُوقٍ ، وَلَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ . وَمَعْلُومٌ أَنَّ قَوْلَهُ : " لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلَا مَخْلُوقٍ " لَمْ يُرِدْ بِهِ [ أَنَّهُ ]
[4] لَيْسَ بِكَاذِبٍ وَلَا مَكْذُوبٍ ، لَكِنْ أَرَادَ [ أَنَّهُ ]
[5] لَيْسَ هُوَ الْخَالِقَ لِلْمَخْلُوقَاتِ ، وَلَا هُوَ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ وَلَكِنَّهُ كَلَامُ الْخَالِقِ .
وَكَذَلِكَ مَا نُقِلَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]
[6] - لَمَّا قِيلَ
[ ص: 252 ] لَهُ : حَكَّمْتَ مَخْلُوقًا ! ؟ قَالَ : لَمْ أُحَكِّمْ مَخْلُوقًا وَإِنَّمَا حَكَّمْتُ الْقُرْآنَ .
وَمَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي " الرَّدِّ عَلَى
الْجَهْمِيَّةِ "
[7] . قَالَ : " كَتَبَ إِلَيَّ
nindex.php?page=showalam&ids=15703حَرْبٌ الْكِرْمَانِيُّ ، ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى ،
[8] ثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17188مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا حَكَّمَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ الْحَكَمَيْنِ ، قَالَتِ
الْخَوَارِجُ : حَكَّمْتَ رَجُلَيْنِ ؟ قَالَ : مَا حَكَّمْتُ مَخْلُوقًا ، إِنَّمَا حَكَّمْتُ الْقُرْآنَ .
حَدَّثَنَا
الْأَشَجُّ ، ثَنَا
يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ ، ثَنَا
حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ لِلْحَكَمَيْنِ : احْكُمَا بِالْقُرْآنِ كُلِّهِ ، فَإِنَّهُ كُلَّهُ لِي " .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : " ثَنَا أَبِي
[9] ، ثَنَا
الصُّهَيْبِيُّ ابْنُ عَمِّ
عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ وَعَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ
عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ [10] ، عَنْ
عِكْرِمَةَ قَالَ : كَانَ
ابْنُ [ ص: 253 ] عَبَّاسٍ فِي جِنَازَةٍ فَسَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ : يَا رَبَّ الْقُرْآنِ ارْحَمْهُ . فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : مَهْ ، الْقُرْآنُ مِنْهُ ، الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَلَيْسَ بِمَرْبُوبٍ ، مِنْهُ خَرَجَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ .
حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ الْحَارِثِ ، ثَنَا
أَبُو مَرْوَانَ الطَّبَرِيُّ بِمَكَّةَ - يَعْنِي
الْحَكَمَ بْنَ مُحَمَّدٍ - ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16008سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16705عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ : سَمِعْتُ مَشْيَخَتَنَا مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً يَقُولُونَ :
nindex.php?page=treesubj&link=29453الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ . وَفِي رِوَايَةٍ : مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ " . وَهَذَا رَوَاهُ
[11] غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ [
nindex.php?page=showalam&ids=16008سُفْيَانَ ] [12] بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ
عَمْرٍو ، وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ " خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ "
[13] .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : " ثَنَا أَبِي ، ثَنَا
الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ ، ثَنَا
رُوَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِي ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17416يُونُسَ بْنِ بَكِيرٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15639جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28744سُئِلَ nindex.php?page=showalam&ids=16600عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنِ الْقُرْآنِ ، فَقَالَ : لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلَا مَخْلُوقٍ وَلَكِنَّهُ كَلَامُ الْخَالِقِ ، وَرَوَاهُ
أَبُو زُرْعَةَ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ مَنْصُورٍ ، عَنْ
رُوَيْمٍ ، فَذَكَرَهُ .
وَحَدَّثَنَا
[14] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ ، ثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُصْعَبٍ ، ثَنَا
مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الْكُوفِيُّ عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15639جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَأَلَهُ : إِنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ ؟ فَقَالَ : لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلَا مَخْلُوقٍ وَلَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ .
[ ص: 254 ] حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17174مُوسَى بْنُ دَاوُدَ ، ثَنَا
مَعْبَدٌ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ
مُعَاوِيَةَ [15] بْنِ عَمَّارٍ الذَّهَبِيِّ ، قَالَ : قُلْتُ
لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ : إِنَّهُمْ يَسْأَلُونِي عَنِ الْقُرْآنِ : مَخْلُوقٌ أَوْ خَالِقٌ ؟ فَقَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلَا مَخْلُوقٍ ، وَلَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ .
وَحَدَّثَنَا
أَبُو زُرْعَةَ ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16071سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةَ ، فَذَكَرَهُ .
وَحَدَّثَنَا أَبِي
[16] ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، ثَنَا
مَعْبَدٌ بِمِثْلِهِ .
حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ، قَالَ : قَالَ أَبِي
[17] : وَحُدِّثْتُ
[18] عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17174مُوسَى بْنِ دَاوُدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ
مَعْبَدٍ ، قَالَ
[19] : رَأَيْتُ
مَعْبَدًا هَذَا وَلَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ
[20] ثُمَّ قَالَ : كَانَ يُفْتِي بِرَأْيِ
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابْنِ أَبِي لَيْلَى .
حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ مَوْلَى الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ ، ثَنَا
عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ أَخِيهِ
مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ : سُئِلَ أَبِي [
nindex.php?page=showalam&ids=15639جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ]
[21] عَنِ الْقُرْآنِ : خَالِقٌ أَوْ مَخْلُوقٌ ؟ قَالَ : لَوْ كَانَ خَالِقًا لَعُبِدَ ، وَلَوْ كَانَ مَخْلُوقًا لَنَفِدَ " .
وَمِثْلُ هَذِهِ الْآثَارِ كَثِيرَةٌ عَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَالْأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ
[22] [ ص: 255 ] وَغَيْرِهِمْ .
nindex.php?page=showalam&ids=8فَعَلِيٌّ - [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]
[23] - لَمْ يُرِدْ بِقَوْلِهِ : مَا حَكَّمْتُ مَخْلُوقًا وَإِنَّمَا حَكَّمْتُ الْقُرْآنَ ، أَيْ : مَا حَكَّمْتُ كَلَامًا مُفْتَرًى ; فَإِنَّ
الْخَوَارِجَ إِنَّمَا قَالُوا لَهُ : حَكَّمْتَ مَخْلُوقًا مِنَ النَّاسِ ! ؟ - وَهُمَا
nindex.php?page=showalam&ids=110أَبُو مُوسَى nindex.php?page=showalam&ids=59وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ [24] - فَقَالَ : لَمْ أُحَكِّمْ مَخْلُوقًا ، وَإِنَّمَا حَكَّمْتُ الْقُرْآنَ ، وَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ .
فَالْحُكْمُ لِلَّهِ ، وَهُوَ سُبْحَانُهُ يَصِفُ كَلَامَهُ بِأَنَّهُ يَحْكُمُ وَيَقُصُّ
[25] [ وَيُفْتِي ]
[26] ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=76إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ) [ سُورَةُ النَّمْلِ : 76 ] وَكَقَوْلِهِ
[27] : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=127وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ ) [ سُورَةُ النِّسَاءِ : 127 ] أَيْ : وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ .
وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ) [ سُورَةُ الْبَقَرَةِ : 213 ) .
وَإِذَا أُضِيفَ الْحُكْمُ وَالْقَصَصُ وَالْإِفْتَاءُ
[28] إِلَى الْقُرْآنِ - الَّذِي هُوَ كَلَامُ اللَّهِ - فَاللَّهُ هُوَ الَّذِي
[29] حَكَمَ بِهِ وَأَفْتَى بِهِ وَقَصَّ بِهِ ، كَمَا أَضَافَ ذَلِكَ إِلَى نَفْسِهِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ .
[ ص: 256 ] فَهَذَا هُوَ مُرَادُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ [ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ]
وَجَعْفَرِ [ بْنِ مُحَمَّدٍ ] وَغَيْرِهِمَا
[30] مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ - [ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ]
[31] - وَسَائِرِ سَلَفِ الْأُمَّةِ بِلَا رَيْبٍ . فَتَبَيَّنَ أَنَّ هَؤُلَاءِ
nindex.php?page=treesubj&link=29453_28833الرَّافِضَةَ مُخَالِفُونَ لِأَئِمَّةِ أَهْلِ الْبَيْتِ وَسَائِرِ السَّلَفِ فِي مَسْأَلَةِ الْقُرْآنِ كَمَا خَالَفُوهُمْ فِي غَيْرِهَا .
وَأَمَّا قَوْلُهُمْ : إِنَّهُ مَجْعُولٌ ، فَاللَّهُ لَمْ يَصِفْهُ بِأَنَّهُ مَجْعُولٌ مُعَدَّى إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ ، بَلْ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=3إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا ) [ سُورَةُ الزُّخْرُفِ : 3 ] ، فَإِذَا قَالُوا : هُوَ مَجْعُولٌ قُرْآنًا عَرَبِيًّا ، فَهَذَا حَقٌّ . وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ ) [ سُورَةُ الْأَنْبِيَاءِ : 2 ] ، فَهَذِهِ الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ " الذِّكْرَ " نَوْعَانِ : مُحْدَثٌ وَغَيْرُ مُحْدَثٍ ، كَمَا تَقُولُ : مَا جَاءَنِي مِنْ رَجُلٍ عَدْلٍ إِلَّا قَبِلْتُ شَهَادَتَهُ ، وَصِفَةُ النَّكِرَةِ لِلتَّخْصِيصِ ، وَعِنْدَهُمْ كُلُّ ذَلِكَ مُحْدَثٌ ، وَالْمُحْدَثُ فِي الْقُرْآنِ لَيْسَ هُوَ الْمُحْدَثُ فِي كَلَامِهِمْ ، فَلَمْ يُوَافِقُوا الْقُرْآنَ .
ثُمَّ إِذَا قِيلَ : هُوَ مُحْدَثٌ
[32] ، لَمْ يَلْزَمْ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ مَخْلُوقًا بَائِنًا
[33] عَنِ اللَّهِ ، بَلْ إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِهِ
[34] بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ وَهُوَ قَائِمٌ بِهِ ، جَازَ أَنْ يُقَالَ : هُوَ مُحْدَثٌ ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ كَلَامُهُ الْقَائِمُ بِذَاتِهِ وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ .
وَهَذَا قَوْلُ كَثِيرٍ مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ . وَقَدِ احْتَجَّ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=848789إِنَّ اللَّهَ يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ مَا [ ص: 257 ] يَشَاءُ [35] ، وَإِنَّ مِمَّا أَحْدَثَ أَنْ لَا تَكَلَّمُوا [36] فِي الصَّلَاةِ "
[37] . وَمَعْلُومٌ أَنَّ الَّذِي أَحْدَثَهُ هُوَ أَمْرُهُ أَنْ لَا يَتَكَلَّمُوا فِي الصَّلَاةِ ، لَا عَدَمُ تَكَلُّمِهِمْ فِي الصَّلَاةِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَكُونُ بِاخْتِيَارِهِمْ . وَمِنْهُمْ مَنْ تَكَلَّمَ بَعْدَ النَّهْيِ ، لَكِنْ نُهُوا عَنْ ذَلِكَ ، وَلِهَذَا قَالَ : يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ مَا يَشَاءُ
[38] .