ويقال : ثالثا : هب أن واحدا من الصحابة :
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أو غيرها قال في ذلك
[1] على وجه الغضب ، لإنكاره بعض ما ينكر ، فليس قوله حجة ، ولا يقدح ذلك لا في إيمان
[2] القائل ولا المقول له ، بل قد يكون كلاهما وليا لله تعالى من أهل الجنة ، ويظن أحدهما جواز قتل الآخر ، بل يظن كفره ، وهو مخطئ في هذا الظن .
كما [ ثبت ]
[3] في الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي وغيره في
nindex.php?page=treesubj&link=30883قصة nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب بن أبي بلتعة ، وكان من أهل
بدر والحديبية . وقد ثبت في الصحيح أن غلامه
nindex.php?page=hadith&LINKID=666169قال : يا رسول الله ، والله ليدخلن nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب النار . فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " كذبت ، إنه قد
[4] شهد بدرا والحديبية " [5] . وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=hadith&LINKID=653939أن nindex.php?page=showalam&ids=195حاطبا كتب إلى المشركين يخبرهم ببعض أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أراد غزوة الفتح فأطلع الله نبيه على ذلك ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير : " اذهبا حتى تأتيا روضة خاخ ، فإن بها ظعينة معها كتاب " . فلما [ ص: 331 ] أتيا بالكتاب ، قال : " ما هذا يا nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب ؟ " فقال : والله يا رسول الله ما فعلت هذا ارتدادا ولا رضا بالكفر ، ولكن كنت امرأ ملصقا في قريش ، ولم أكن من أنفسهم ، وكان من معك من المهاجرين لهم بمكة قرابات يحمون بها أهليهم ، فأحببت إذ فاتني ذلك أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي . فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - : دعني أضرب عنق هذا المنافق . فقال : " إنه شهد بدرا ، وما يدريك أن الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " وأنزل الله تعالى أول سورة الممتحنة (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة ) [ سورة الممتحنة : 1 ]
[6] وهذه القصة مما اتفق أهل العلم على صحتها ، وهي متواترة عندهم ، معروفة عند علماء التفسير ، وعلماء الحديث
[7] وعلماء المغازي والسير والتواريخ ، وعلماء الفقه ، وغير هؤلاء . وكان
nindex.php?page=showalam&ids=8علي - رضي الله عنه - يحدث بهذا الحديث في خلافته بعد الفتنة ، وروى عنه كاتبه
عبد الله بن أبي رافع ليبين [ لهم ]
[8] أن السابقين مغفور لهم ، ولو جرى منهم
[9] ما جرى .
فإن
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان nindex.php?page=showalam&ids=8وعليا nindex.php?page=showalam&ids=55وطلحة [10] nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير أفضل باتفاق المسلمين من
nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب [ ص: 332 ] بن أبي بلتعة ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب مسيئا إلى مماليكه ، وكان ذنبه في مكاتبة المشركين
[11] وإعانتهم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أعظم من الذنوب التي تضاف إلى هؤلاء ، ومع هذا فالنبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن قتله ، وكذب من قال : إنه يدخل النار ، لأنه شهد
بدرا والحديبية ، وأخبر بمغفرة الله لأهل
بدر . ومع هذا فقد قال
[12] nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - : دعني أضرب عنق هذا المنافق . فسماه منافقا ، واستحل قتله ، ولم يقدح ذلك في إيمان واحد منهما ، ولا في كونه من أهل الجنة .
وكذلك في الصحيحين [ وغيرهما ]
[13] في حديث الإفك لما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - خطيبا على المنبر يعتذر من رأس المنافقين
عبد الله بن أبي فقال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=654381من يعذرني من رجل [ قد ]
[14] بلغني أذاه في أهلي . والله ما علمت على أهلي إلا خيرا ، ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا "
[15] . فقام
nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ سيد
الأوس ، وهو الذي اهتز لموته عرش الرحمن ، وهو الذي كان لا تأخذه في الله لومة لائم ، بل حكم في حلفائه من
بني قريظة بأن يقتل مقاتلهم وتسبى ذراريهم وتغنم أموالهم ، حتى قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3503117لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة "
[16] .
nindex.php?page=hadith&LINKID=654381فقال : يا رسول الله نحن نعذرك منه . إن كان من إخواننا من [ ص: 333 ] الأوس
[17] ضربنا عنقه ، وإن كان من إخواننا من الخزرج
[18] أمرتنا ففعلنا فيه أمرك . فقام nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة فقال : كذبت لعمر الله ، لا تقتله ولا تقدر على قتله . فقام nindex.php?page=showalam&ids=168أسيد بن حضير ، فقال : كذبت لعمر الله لنقتلنه ، فإنك منافق تجادل عن المنافقين . وكادت تثور فتنة بين الأوس والخزرج ، حتى نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - وخفضهم [19] .
وهؤلاء الثلاثة من خيار السابقين الأولين ، وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=168أسيد بن حضير nindex.php?page=showalam&ids=228لسعد بن عبادة : " إنك منافق تجادل عن المنافقين " وهذا مؤمن ولي لله من أهل الجنة ، وذاك مؤمن ولي لله
[20] من أهل الجنة ; فدل على أن الرجل قد يكفر آخر
[21] بالتأويل ، ولا يكون واحد منهما كافرا .
[ ص: 334 ] وكذلك في الصحيحين حديث
عتبان بن مالك nindex.php?page=hadith&LINKID=650407لما أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - منزله في نفر من أصحابه ، فقام يصلي وأصحابه يتحدثون بينهم ، ثم أسندوا عظم ذلك إلى مالك بن الدخشم
[22] ، وودوا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا عليه فيهلك ، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته
[23] وقال : " أليس يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ؟ " قالوا : [ بلى ] وإنه يقول
[24] ذلك ، وما هو في قلبه . فقال : " لا يشهد أحد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فيدخل النار أو تطعمه "
[25] .
وإذا كان ذلك
[26] فإذا ثبت أن شخصا من الصحابة : إما
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، وإما
[ ص: 335 ] nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر ، وإما غيرهما : كفر آخر من الصحابة :
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان أو غيره ، * أو أباح قتله على وجه التأويل - كان هذا من باب التأويل المذكور ، ولم يقدح ذلك في إيمان واحد منهما ، ولا في كونه من أهل الجنة ; فإن
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان وغيره *
[27] أفضل من
nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب بن أبي بلتعة ،
nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر أفضل من
nindex.php?page=showalam&ids=56عمار nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة وغيرهما ، وذنب
nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب أعظم
[28] ، فإذا غفر
nindex.php?page=showalam&ids=195لحاطب ذنبه ، فالمغفرة
nindex.php?page=showalam&ids=7لعثمان أولى ، وإذا جاز أن يجتهد مثل
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=168وأسيد بن حضير في التكفير أو استحلال القتل ، ولا يكون ذلك مطابقا ، فصدور مثل ذلك من
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة [29] nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار أولى .
وَيُقَالُ : ثَالِثًا : هَبْ أَنَّ وَاحِدًا مِنَ الصَّحَابَةِ :
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ أَوْ غَيْرَهَا قَالَ فِي ذَلِكَ
[1] عَلَى وَجْهِ الْغَضَبِ ، لِإِنْكَارِهِ بَعْضَ مَا يُنْكَرُ ، فَلَيْسَ قَوْلُهُ حُجَّةً ، وَلَا يَقْدَحُ ذَلِكَ لَا فِي إِيمَانِ
[2] الْقَائِلِ وَلَا الْمَقُولِ لَهُ ، بَلْ قَدْ يَكُونُ كِلَاهُمَا وَلِيًّا لِلَّهِ تَعَالَى مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَيَظُنُّ أَحَدُهُمَا جَوَازَ قَتْلِ الْآخَرِ ، بَلْ يَظُنُّ كُفْرَهُ ، وَهُوَ مُخْطِئٌ فِي هَذَا الظَّنِّ .
كَمَا [ ثَبَتَ ]
[3] فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=30883قِصَّةِ nindex.php?page=showalam&ids=195حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ
بَدْرٍ وَالْحُدَيْبِيَةِ . وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ غُلَامَهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=666169قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَاللَّهِ لِيَدْخُلَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=195حَاطِبٌ النَّارَ . فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " كَذَبْتَ ، إِنَّهُ قَدْ
[4] شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ " [5] . وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ nindex.php?page=hadith&LINKID=653939أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=195حَاطِبًا كَتَبَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا أَرَادَ غَزْوَةَ الْفَتْحِ فَأَطْلَعَ اللَّهُ نَبِيَّهُ عَلَى ذَلِكَ ، فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=8لِعَلِيٍّ nindex.php?page=showalam&ids=15وَالزُّبَيْرِ : " اذْهَبَا حَتَّى تَأْتِيَا رَوْضَةَ خَاخٍ ، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً مَعَهَا كِتَابٌ " . فَلَمَّا [ ص: 331 ] أَتَيَا بِالْكِتَابِ ، قَالَ : " مَا هَذَا يَا nindex.php?page=showalam&ids=195حَاطِبُ ؟ " فَقَالَ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ هَذَا ارْتِدَادًا وَلَا رِضًا بِالْكُفْرِ ، وَلَكِنْ كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ ، وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ بِمَكَّةَ قُرَابَاتٌ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي . فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : دَعْنِي أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ . فَقَالَ : " إِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا ، وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ " وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى أَوَّلَ سُورَةِ الْمُمْتَحِنَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ) [ سُورَةُ الْمُمْتَحَنَةِ : 1 ]
[6] وَهَذِهِ الْقِصَّةُ مِمَّا اتَّفَقَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى صِحَّتِهَا ، وَهِيَ مُتَوَاتِرَةٌ عِنْدَهُمْ ، مَعْرُوفَةٌ عِنْدَ عُلَمَاءِ التَّفْسِيرِ ، وَعُلَمَاءِ الْحَدِيثِ
[7] وَعُلَمَاءِ الْمَغَازِي وَالسِّيَرِ وَالتَّوَارِيخِ ، وَعُلَمَاءِ الْفِقْهِ ، وَغَيْرِ هَؤُلَاءِ . وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ فِي خِلَافَتِهِ بَعْدَ الْفِتْنَةِ ، وَرَوَى عَنْهُ كَاتِبُهُ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ لِيُبَيِّنَ [ لَهُمْ ]
[8] أَنَّ السَّابِقِينَ مَغْفُورٌ لَهُمْ ، وَلَوْ جَرَى مِنْهُمْ
[9] مَا جَرَى .
فَإِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ nindex.php?page=showalam&ids=8وَعَلِيًّا nindex.php?page=showalam&ids=55وَطَلْحَةَ [10] nindex.php?page=showalam&ids=15وَالزُّبَيْرَ أَفْضَلُ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=195حَاطِبِ [ ص: 332 ] بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ ، وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=195حَاطِبٌ مُسِيئًا إِلَى مَمَالِيكِهِ ، وَكَانَ ذَنْبُهُ فِي مُكَاتَبَةِ الْمُشْرِكِينَ
[11] وَإِعَانَتِهِمْ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابِهِ أَعْظَمَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي تُضَافُ إِلَى هَؤُلَاءِ ، وَمَعَ هَذَا فَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ قَتْلِهِ ، وَكَذَّبَ مَنْ قَالَ : إِنَّهُ يَدْخُلُ النَّارَ ، لِأَنَّهُ شَهِدَ
بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ ، وَأَخْبَرَ بِمَغْفِرَةِ اللَّهِ لِأَهْلِ
بَدْرٍ . وَمَعَ هَذَا فَقَدَ قَالَ
[12] nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : دَعْنِي أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ . فَسَمَّاهُ مُنَافِقًا ، وَاسْتَحَلَّ قَتْلَهُ ، وَلَمْ يَقْدَحْ ذَلِكَ فِي إِيمَانِ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ، وَلَا فِي كَوْنِهِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ .
وَكَذَلِكَ فِي الصَّحِيحَيْنِ [ وَغَيْرِهِمَا ]
[13] فِي حَدِيثِ الْإِفْكِ لَمَّا قَامَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَطِيبًا عَلَى الْمِنْبَرِ يَعْتَذِرُ مِنْ رَأْسِ الْمُنَافِقِينَ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَقَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=654381مَنْ يَعْذُرُنِي مِنْ رَجُلٍ [ قَدْ ]
[14] بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي . وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا ، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا "
[15] . فَقَامَ
nindex.php?page=showalam&ids=307سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ سَيِّدُ
الْأَوْسِ ، وَهُوَ الَّذِي اهْتَزَّ لِمَوْتِهِ عَرْشُ الرَّحْمَنِ ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ ، بَلْ حَكَمَ فِي حُلَفَائِهِ مِنْ
بَنِي قُرَيْظَةَ بِأَنْ يُقْتَلَ مُقَاتِلُهُمْ وَتُسْبَى ذَرَارِيهِمْ وَتُغْنَمُ أَمْوَالُهُمْ ، حَتَّى قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3503117لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعَةِ أَرْقِعَةٍ "
[16] .
nindex.php?page=hadith&LINKID=654381فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ نَعْذُرُكَ مِنْهُ . إِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ [ ص: 333 ] الْأَوْسِ
[17] ضَرَبْنَا عُنُقَهُ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ
[18] أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا فِيهِ أَمْرَكَ . فَقَامَ nindex.php?page=showalam&ids=228سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ : كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ ، لَا تَقْتُلُهُ وَلَا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ . فَقَامَ nindex.php?page=showalam&ids=168أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ ، فَقَالَ : كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ . وَكَادَتْ تَثُورُ فِتْنَةٌ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ ، حَتَّى نَزَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَخَفَضَهُمْ [19] .
وَهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ مِنْ خِيَارِ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ ، وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=168أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=228لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ : " إِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ " وَهَذَا مُؤْمِنٌ وَلِيٌّ لِلَّهِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَذَاكَ مُؤْمِنٌ وَلِيٌّ لِلَّهِ
[20] مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ; فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الرَّجُلَ قَدْ يُكَفِّرُ آخَرَ
[21] بِالتَّأْوِيلِ ، وَلَا يَكُونُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا كَافِرًا .
[ ص: 334 ] وَكَذَلِكَ فِي الصَّحِيحَيْنِ حَدِيثُ
عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=650407لَمَّا أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْزِلَهُ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَقَامَ يُصَلِّي وَأَصْحَابُهُ يَتَحَدَّثُونَ بَيْنَهُمْ ، ثُمَّ أَسْنَدُوا عِظَمَ ذَلِكَ إِلَى مَالِكِ بْنِ الدُّخْشُمِ
[22] ، وَوَدُّوا أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَعَا عَلَيْهِ فَيَهْلِكَ ، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَاتَهُ
[23] وَقَالَ : " أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ؟ " قَالُوا : [ بَلَى ] وَإِنَّهُ يَقُولُ
[24] ذَلِكَ ، وَمَا هُوَ فِي قَلْبِهِ . فَقَالَ : " لَا يَشْهَدُ أَحَدٌ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَيَدْخُلَ النَّارَ أَوْ تَطْعَمَهُ "
[25] .
وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ
[26] فَإِذَا ثَبَتَ أَنَّ شَخْصًا مِنَ الصَّحَابَةِ : إِمَّا
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ ، وَإِمَّا
[ ص: 335 ] nindex.php?page=showalam&ids=56عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ ، وَإِمَّا غَيْرَهُمَا : كَفَّرَ آخَرَ مِنَ الصَّحَابَةِ :
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ أَوْ غَيْرَهُ ، * أَوْ أَبَاحَ قَتْلَهُ عَلَى وَجْهِ التَّأْوِيلِ - كَانَ هَذَا مِنْ بَابِ التَّأْوِيلِ الْمَذْكُورِ ، وَلَمْ يَقْدَحْ ذَلِكَ فِي إِيمَانِ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ، وَلَا فِي كَوْنِهِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ; فَإِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ وَغَيْرَهُ *
[27] أَفْضَلُ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=195حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمْرَ أَفْضَلُ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=56عَمَّارٍ nindex.php?page=showalam&ids=25وَعَائِشَةَ وَغَيْرِهِمَا ، وَذَنْبَ
nindex.php?page=showalam&ids=195حَاطِبٍ أَعْظَمُ
[28] ، فَإِذَا غُفِرَ
nindex.php?page=showalam&ids=195لِحَاطِبٍ ذَنْبُهُ ، فَالْمَغْفِرَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=7لِعُثْمَانَ أَوْلَى ، وَإِذَا جَازَ أَنْ يَجْتَهِدَ مِثْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=168وَأُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ فِي التَّكْفِيرِ أَوِ اسْتِحْلَالِ الْقَتْلِ ، وَلَا يَكُونَ ذَلِكَ مُطَابِقًا ، فَصُدُورُ مِثْلِ ذَلِكَ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ [29] nindex.php?page=showalam&ids=56وَعَمَّارٍ أَوْلَى .