وأما
nindex.php?page=treesubj&link=30760_28833قوله [1] : " الخلاف الثاني : الواقع في مرضه [2] : أنه قال جهزوا جيش nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة ، لعن الله من تخلف عنه . فقال قوم : يجب علينا امتثال أمره وأسامة قد برز [3] ، وقال قوم : قد اشتد مرضه ، ولا يسع [4] قلوبنا المفارقة " .
فالجواب
[5] : " أن هذا كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بالنقل ; فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقل : "
لعن الله من تخلف عنه " ولا نقل هذا بإسناد ثبت ، بل ليس له إسناد في كتب أهل الحديث أصلا ، ولا امتنع أحد من أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة من الخروج معه لو خرج ، بل كان
nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة [ ص: 319 ] هو الذي توقف في الخروج ، لما خاف أن يموت النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : كيف أذهب وأنت هكذا ، أسأل عنك الركبان ؟ فأذن له النبي - صلى الله عليه وسلم - في المقام . ولو عزم على
nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة في الذهاب لأطاعه ، ولو ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة لم يتخلف عنه أحد ممن كان معه ، وقد ذهبوا جميعهم معه بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولم يتخلف عنه أحد بغير إذنه .
nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر - رضي الله عنه - لم يكن في
nindex.php?page=treesubj&link=30760_31522جيش nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة باتفاق أهل العلم ، لكن روي أن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر كان فيهم ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر خارجا مع
nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة لكن طلب منه
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر أن يأذن له في المقام عنده لحاجته إليه ، فأذن له ، مع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما مات كان أحرص الناس على تجهيز
nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة هو
nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر وجمهور الصحابة أشاروا عليه بأن لا يجهزه خوفا عليهم من العدو ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر - رضي الله عنه - : والله لا أحل راية عقدها النبي - صلى الله عليه وسلم - . وكان إنفاذه من أعظم المصالح التي فعلها
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر - رضي الله عنه - في أول خلافته ولم يكن في شيء من ذلك نزاع مستقر أصلا
[6] .
nindex.php?page=showalam&ids=14592والشهرستاني لا خبرة له بالحديث وآثار الصحابة والتابعين . ولهذا نقل في كتابه هذا ما ينقله من اختلاف غير المسلمين واختلاف المسلمين ، ولم ينقل مع هذا مذهب الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين في الأصول
[ ص: 320 ] الكبار ، لأنه لم يكن يعرف هذا هو وأمثاله من أهل الكلام ، وإنما ينقلون ما يحدثونه في كتب المقالات ، وتلك فيها أكاذيب كثيرة
[7] من جنس ما في التواريخ .
ولكن أهل الفرية يزعمون أن الجيش كان فيه
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، وأن مقصود الرسول كان إخراجهما لئلا ينازعا
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا . وهذا إنما يكذبه ويفتريه من هو من أجهل الناس بأحوال الرسول والصحابة ، وأعظم الناس تعمدا للكذب ، وإلا فالرسول - صلى الله عليه وسلم - طول مرضه يأمر
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر أن يصلي بالناس ، والناس كلهم حاضرون ، ولو ولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الناس من ولاه لأطاعوه ، وكان
المهاجرون والأنصار يحاربون من نازع أمر الله ورسوله ، وهم الذين نصروا دينه أولا وآخرا .
ولو أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يستخلف
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا في الصلاة : هل كان يمكن أحدا أن يرده ؟ ولو أراد تأميره على الحج على
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ومن معه هل كان ينازعه أحد ؟ ولو قال لأصحابه : هذا هو الأمير عليكم والإمام بعدي ، هل كان يقدر أحد أن يمنعه ذلك ؟ .
ومعه جماهير المسلمين من المهاجرين
والأنصار كلهم مطيعون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ليس فيهم من يبغض
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا ، ولا من قتل علي أحدا من أقاربه .
وقد دخل النبي - صلى الله عليه وسلم -
مكة عام الفتح في عشرة آلاف : سليم ألف ، ومزينة ألف ، وجهينة ألف ، وغفار ألف ، ونحو ذلك . والنبي -
[ ص: 321 ] صلى الله عليه وسلم - يقول : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=653252أسلم سالمها الله ، وغفار غفر الله لها "
[8] ، ويقول : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=653242قريش والأنصار وأسلم وغفار وجهينة موالي دون الناس ، ليس لهم مولى دون الله ورسوله "
[9] .
وهؤلاء لم يقتل علي أحدا منهم ، ولا أحدا من
الأنصار . وقد كان
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - أشد عداوة منذ أسلم للمشركين من
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، فكانوا يبغضونه أعظم من بغضهم لسائر الصحابة . وكان الناس ينفرون عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لغلظته وشدته ، أعظم من نفورهم عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، حتى كره بعضهم تولية
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر له ، وراجعوه لبغض النفوس للحق ، لأنه كان لا تأخذه في الله لومة لائم ، فلم
[ ص: 322 ] يكن قط سبب يدعو المسلمين إلى تأخير من قدمه النبي - صلى الله عليه وسلم - ونص عليه ، وتقديم من يريد تأخيره وحرمانه .
ولو أراد إخراجهما في جيش
nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة خوفا منهما ، لقال للناس : لا تبايعوهما . فيا ليت شعري ممن كان يخاف الرسول ؟ فقد نصره الله وأعزه ، وحوله
المهاجرون والأنصار الذين لو أمرهم بقتل آبائهم وأبنائهم لفعلوا .
وقد أنزل الله سورة براءة ، وكشف فيها حال المنافقين ، وعرفهم المسلمين ، وكانوا مدحوضين مذمومين عند الرسول وأمته .
nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر كانا
[10] أقرب الناس عنده ، وأكرم الناس عليه ، وأحبهم إليه ، وأخصهم به ، وأكثر الناس له صحبة ليلا ونهارا ، وأعظمهم موافقة له ومحبة له ، وأحرص الناس على امتثال أمره وإعلاء دينه . فكيف يجوز عاقل أن يكون هؤلاء عند الرسول من جنس المنافقين ؟ ، الذين كان أصحابه قد عرفوا إعراضه عنهم وإهانته لهم ولم يكن يقرب أحدا منهم بعد سورة براءة .
بل قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا ) [ سورة الأحزاب : 60 ، 61 ] فانتهوا عن إظهار النفاق وانقمعوا .
هذا
nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر عنده أعز الناس وأكرمهم وأحبهم إليه .
وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=30760_28833قَوْلُهُ [1] : " الْخِلَافُ الثَّانِي : الْوَاقِعُ فِي مَرَضِهِ [2] : أَنَّهُ قَالَ جَهِّزُوا جَيْشَ nindex.php?page=showalam&ids=111أُسَامَةَ ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ . فَقَالَ قَوْمٌ : يَجِبُ عَلَيْنَا امْتِثَالُ أَمْرِهِ وَأُسَامَةُ قَدْ بَرَزَ [3] ، وَقَالَ قَوْمٌ : قَدِ اشْتَدَّ مَرَضُهُ ، وَلَا يَسَعُ [4] قُلُوبُنَا الْمُفَارَقَةَ " .
فَالْجَوَابُ
[5] : " أَنَّ هَذَا كَذِبٌ مَوْضُوعٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالنَّقْلِ ; فَإِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَقُلْ : "
لَعَنَ اللَّهُ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ " وَلَا نُقِلَ هَذَا بِإِسْنَادٍ ثَبَتَ ، بَلْ لَيْسَ لَهُ إِسْنَادٌ فِي كُتُبِ أَهْلِ الْحَدِيثِ أَصْلًا ، وَلَا امْتَنَعَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=111أُسَامَةَ مِنَ الْخُرُوجِ مَعَهُ لَوْ خَرَجَ ، بَلْ كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=111أُسَامَةُ [ ص: 319 ] هُوَ الَّذِي تَوَقَّفَ فِي الْخُرُوجِ ، لَمَّا خَافَ أَنْ يَمُوتَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَقَالَ : كَيْفَ أَذْهَبُ وَأَنْتَ هَكَذَا ، أَسْأَلُ عَنْكَ الرُّكْبَانَ ؟ فَأَذِنَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمُقَامِ . وَلَوْ عَزَمَ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=111أُسَامَةَ فِي الذَّهَابِ لَأَطَاعَهُ ، وَلَوْ ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=111أُسَامَةُ لَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْهُ أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ ، وَقَدْ ذَهَبُوا جَمِيعُهُمْ مَعَهُ بَعْدَ مَوْتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْهُ أَحَدٌ بِغَيْرِ إِذْنِهِ .
nindex.php?page=showalam&ids=1وَأَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لَمْ يَكُنْ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=30760_31522جَيْشِ nindex.php?page=showalam&ids=111أُسَامَةَ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ ، لَكِنْ رُوِيَ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ كَانَ فِيهِمْ ، وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ خَارِجًا مَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=111أُسَامَةَ لَكِنْ طَلَبَ مِنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ فِي الْمُقَامِ عِنْدَهُ لِحَاجَتِهِ إِلَيْهِ ، فَأَذِنَ لَهُ ، مَعَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا مَاتَ كَانَ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى تَجْهِيزِ
nindex.php?page=showalam&ids=111أُسَامَةَ هُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=1وَأَبُو بَكْرٍ وَجُمْهُورُ الصَّحَابَةِ أَشَارُوا عَلَيْهِ بِأَنْ لَا يُجَهِّزَهُ خَوْفًا عَلَيْهِمْ مِنَ الْعَدُوِّ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : وَاللَّهِ لَا أَحُلُّ رَايَةً عَقَدَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . وَكَانَ إِنْفَاذُهُ مِنْ أَعْظَمِ الْمَصَالِحِ الَّتِي فَعَلَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي أَوَّلِ خِلَافَتِهِ وَلَمْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ نِزَاعٌ مُسْتَقِرٌّ أَصْلًا
[6] .
nindex.php?page=showalam&ids=14592وَالشَّهْرَسْتَانِيُّ لَا خِبْرَةَ لَهُ بِالْحَدِيثِ وَآثَارِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ . وَلِهَذَا نَقَلَ فِي كِتَابِهِ هَذَا مَا يَنْقُلُهُ مِنَ اخْتِلَافِ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ وَاخْتِلَافِ الْمُسْلِمِينَ ، وَلَمْ يَنْقُلْ مَعَ هَذَا مَذْهَبَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ فِي الْأُصُولِ
[ ص: 320 ] الْكِبَارِ ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ هَذَا هُوَ وَأَمْثَالُهُ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ ، وَإِنَّمَا يَنْقُلُونَ مَا يُحَدِّثُونَهُ فِي كُتُبِ الْمَقَالَاتِ ، وَتِلْكَ فِيهَا أَكَاذِيبُ كَثِيرَةٌ
[7] مِنْ جِنْسِ مَا فِي التَّوَارِيخِ .
وَلَكِنَّ أَهْلَ الْفِرْيَةِ يَزْعُمُونَ أَنَّ الْجَيْشَ كَانَ فِيهِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرُ ، وَأَنَّ مَقْصُودَ الرَّسُولِ كَانَ إِخْرَاجَهُمَا لِئَلَّا يُنَازِعَا
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا . وَهَذَا إِنَّمَا يُكَذِّبُهُ وَيَفْتَرِيهِ مَنْ هُوَ مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ بِأَحْوَالِ الرَّسُولِ وَالصَّحَابَةِ ، وَأَعْظَمِ النَّاسِ تَعَمُّدًا لِلْكَذِبِ ، وَإِلَّا فَالرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طُولَ مَرَضِهِ يَأْمُرُ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ، وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ حَاضِرُونَ ، وَلَوْ وَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى النَّاسِ مَنْ وَلَّاهُ لَأَطَاعُوهُ ، وَكَانَ
الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ يُحَارِبُونَ مَنْ نَازَعَ أَمْرَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَهُمُ الَّذِينَ نَصَرُوا دِينَهُ أَوَّلًا وَآخِرًا .
وَلَوْ أَرَادَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَسْتَخْلِفَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا فِي الصَّلَاةِ : هَلْ كَانَ يُمْكِنُ أَحَدًا أَنْ يَرُدَّهُ ؟ وَلَوْ أَرَادَ تَأْمِيرَهُ عَلَى الْحَجِّ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ وَمَنْ مَعَهُ هَلْ كَانَ يُنَازِعُهُ أَحَدٌ ؟ وَلَوْ قَالَ لِأَصْحَابِهِ : هَذَا هُوَ الْأَمِيرُ عَلَيْكُمْ وَالْإِمَامُ بَعْدِي ، هَلْ كَانَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَمْنَعَهُ ذَلِكَ ؟ .
وَمَعَهُ جَمَاهِيرُ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
وَالْأَنْصَارِ كُلُّهُمْ مُطِيعُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، لَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يُبْغِضُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا ، وَلَا مَنْ قَتَلَ عَلِيٌّ أَحَدًا مِنْ أَقَارِبِهِ .
وَقَدْ دَخَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ فِي عَشَرَةِ آلَافٍ : سُلَيْمٌ أَلْفٌ ، وَمُزَيْنَةُ أَلْفٌ ، وَجُهَيْنَةُ أَلْفٌ ، وَغِفَارُ أَلْفٌ ، وَنَحْوُ ذَلِكَ . وَالنَّبِيُّ -
[ ص: 321 ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=653252أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ ، وَغِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا "
[8] ، وَيَقُولُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=653242قُرَيْشٌ وَالْأَنْصَارُ وَأَسْلَمُ وَغِفَارُ وَجُهَيْنَةُ مَوَالِيَّ دُونَ النَّاسِ ، لَيْسَ لَهُمْ مَوْلًى دُونَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ "
[9] .
وَهَؤُلَاءِ لَمْ يَقْتُلْ عَلِيٌّ أَحَدًا مِنْهُمْ ، وَلَا أَحَدًا مِنَ
الْأَنْصَارِ . وَقَدْ كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَشَدَّ عَدَاوَةً مُنْذُ أَسْلَمَ لِلْمُشْرِكِينَ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ ، فَكَانُوا يُبْغِضُونَهُ أَعْظَمَ مِنْ بُغْضِهِمْ لِسَائِرِ الصَّحَابَةِ . وَكَانَ النَّاسُ يَنْفِرُونَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ لِغِلْظَتِهِ وَشِدَّتِهِ ، أَعْظَمَ مِنْ نُفُورِهِمْ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ ، حَتَّى كَرِهَ بَعْضُهُمْ تَوْلِيَةَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ لَهُ ، وَرَاجَعُوهُ لِبُغْضِ النُّفُوسِ لِلْحَقِّ ، لِأَنَّهُ كَانَ لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ ، فَلَمْ
[ ص: 322 ] يَكُنْ قَطُّ سَبَبٌ يَدْعُو الْمُسْلِمِينَ إِلَى تَأْخِيرِ مَنْ قَدَّمَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَصَّ عَلَيْهِ ، وَتَقْدِيمِ مَنْ يُرِيدُ تَأْخِيرَهُ وَحِرْمَانَهُ .
وَلَوْ أَرَادَ إِخْرَاجَهُمَا فِي جَيْشِ
nindex.php?page=showalam&ids=111أُسَامَةَ خَوْفًا مِنْهُمَا ، لَقَالَ لِلنَّاسِ : لَا تُبَايِعُوهُمَا . فَيَا لَيْتَ شِعْرِي مِمَّنْ كَانَ يَخَافُ الرَّسُولُ ؟ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ وَأَعَزَّهُ ، وَحَوْلَهُ
الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ الَّذِينَ لَوْ أَمَرَهُمْ بِقَتْلِ آبَائِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ لَفَعَلُوا .
وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ سُورَةَ بَرَاءَةٍ ، وَكَشَفَ فِيهَا حَالَ الْمُنَافِقِينَ ، وَعَرَّفَهُمُ الْمُسْلِمِينَ ، وَكَانُوا مَدْحُوضِينَ مَذْمُومِينَ عِنْدَ الرَّسُولِ وَأُمَّتِهِ .
nindex.php?page=showalam&ids=1وَأَبُو بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرُ كَانَا
[10] أَقْرَبَ النَّاسِ عِنْدَهُ ، وَأَكْرَمَ النَّاسِ عَلَيْهِ ، وَأَحَبَّهُمْ إِلَيْهِ ، وَأَخَصَّهُمْ بِهِ ، وَأَكْثَرَ النَّاسِ لَهُ صُحْبَةً لَيْلًا وَنَهَارًا ، وَأَعْظَمَهُمْ مُوَافَقَةً لَهُ وَمَحَبَّةً لَهُ ، وَأَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى امْتِثَالِ أَمْرِهِ وَإِعْلَاءِ دِينِهِ . فَكَيْفَ يُجَوِّزُ عَاقِلٌ أَنْ يَكُونَ هَؤُلَاءِ عِنْدَ الرَّسُولِ مِنْ جِنْسِ الْمُنَافِقِينَ ؟ ، الَّذِينَ كَانَ أَصْحَابُهُ قَدْ عَرَفُوا إِعْرَاضَهُ عَنْهُمْ وَإِهَانَتَهُ لَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ يُقَرِّبُ أَحَدًا مِنْهُمْ بَعْدَ سُورَةِ بَرَاءَةٍ .
بَلْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ) [ سُورَةُ الْأَحْزَابِ : 60 ، 61 ] فَانْتَهَوْا عَنْ إِظْهَارِ النِّفَاقِ وَانْقَمَعُوا .
هَذَا
nindex.php?page=showalam&ids=1وَأَبُو بَكْرٍ عِنْدَهُ أَعَزُّ النَّاسِ وَأَكْرَمُهُمْ وَأَحَبُّهُمْ إِلَيْهِ .