[ ص: 304 ] الرابع : أن
بني عبد المطلب لم يبلغوا أربعين رجلا حين نزلت هذه الآية ; فإنها نزلت
بمكة في أول الأمر ، ثم ولا بلغوا أربعين رجلا في مدة حياة النبي صلى الله عليه وسلم ; فإن
بني عبد المطلب لم يعقب منهم باتفاق الناس إلا أربعة :
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس ،
وأبو طالب ،
والحارث ،
وأبو لهب . وجميع ولد
عبد المطلب من هؤلاء الأربعة ، وهم
بنو هاشم ، ولم يدرك
[1] . النبوة من عمومته إلا أربعة :
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=135وحمزة ،
وأبو طالب وأبو لهب . فآمن اثنان ، وهما :
nindex.php?page=showalam&ids=135حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=18والعباس [2] ، وكفر اثنان أحدهما نصره وأعانه ، وهو
أبو طالب ، والآخر عاداه وأعان أعداءه ، وهو
أبو لهب .
وأما العمومة وبنو العمومة ،
فأبو طالب كان له أربعة بنين :
طالب ،
nindex.php?page=showalam&ids=222وعقيل ،
وجعفر ،
nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي .
وطالب لم يدرك الإسلام ، وأدركه الثلاثة فآمن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ،
وجعفر في أول الإسلام ، وهاجر
جعفر إلى
أرض الحبشة ، ثم إلى
المدينة عام
خيبر .
وكان [ عقيل ]
[3] . قد استولى على رباع
[4] .
بني هاشم لما هاجروا وتصرف فيها ، ولهذا لما
nindex.php?page=hadith&LINKID=659413قيل للنبي صلى الله عليه وسلم في حجته : " ننزل غدا في دارك بمكة " قال : " وهل ترك لنا عقيل من دار ؟ "
[5] .
[ ص: 305 ] وأما
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس فبنوه كلهم صغار ; إذ لم يكن
[6] . فيهم
بمكة رجل ، وهب أنهم كانوا رجالا فهم :
عبد الله ،
وعبيد الله ،
والفضل ، وأما
قثم فولد بعدهم ، وأكبرهم
الفضل ، وبه كان يكنى ،
وعبد الله ولد في
الشعب بعد نزول قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وأنذر عشيرتك الأقربين ) ( سورة الشعراء : 214 ) ، وكان له في الهجرة له :
[7] . نحو ثلاث سنين ، أو أربع سنين ، ولم يولد
nindex.php?page=showalam&ids=18للعباس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إلا
الفضل ،
وعبد الله ،
وعبيد الله ، وأما سائرهم فولدوا بعده .
وأما
الحارث بن عبد المطلب ،
وأبو لهب فبنوهما أقل ،
والحارث كان له ابنان
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان ،
وربيعة ، وكلاهما تأخر إسلامه ، وكان من مسلمة الفتح .
وكذلك
بنو أبي لهب تأخر إسلامهم إلى زمن الفتح ، وكان له ثلاثة ذكور ، فأسلم منهم اثنان :
عتبة ومغيث ، وشهد
الطائف وحنينا ،
وعتيبة دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأكله الكلب فقتله السبع
بالزرقاء [8] من
الشام كافرا
[9] .
[ ص: 306 ] فهؤلاء
بنو عبد المطلب لا يبلغون عشرين رجلا ، فأين الأربعون ؟ .
الخامس : قوله : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=941862إن الرجل منهم كان يأكل الجذعة ، ويشرب الفرق من اللبن " فكذب
[10] . على القوم ، ليس
بنو هاشم معروفين بمثل هذه الكثرة في الأكل ، ولا عرف فيهم من كان يأكل جذعة ، ولا يشرب فرقا .
السادس : أن قوله للجماعة : "
من يجبني إلى هذا الأمر ويؤازرني على القيام به يكن أخي ووزيري ووصيي وخليفتي من بعدي " كلام مفترى على النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز نسبته إليه ، فإن مجرد الإجابة إلى الشهادتين والمعاونة على ذلك لا يوجب هذا كله ، فإن جميع المؤمنين أجابوا إلى هاتين الكلمتين ، وأعانوه على هذا الأمر ، وبذلوا أنفسهم وأموالهم في إقامته وطاعته
[11] ، وفارقوا أوطانهم وعادوا إخوانهم ، وصبروا على الشتات بعد الألفة ، وعلى الذل بعد العز ، وعلى الفقر بعد الغنى ، وعلى الشدة بعد الرخاء ، وسيرتهم معروفة مشهورة ، ومع هذا فلم يكن أحد منهم بذلك
[12] . خليفة له .
[ ص: 307 ] وأيضا فإن كان عرض هذا الأمر على أربعين رجلا أمكن أن يجيبوه - أو أكثرهم أو عدد منهم - فلو أجابه منهم عدد من كان الذي يكون الخليفة بعده أيعين واحدا
[13] . بلا موجب ؟ أم يجعل
[14] . الجميع خلفاء في وقت واحد ؟ وذلك أنه لم يعلق الوصية والخلافة ، والأخوة والمؤازرة ، إلا بأمر سهل ، وهو الإجابة على الشهادتين ، والمعاونة على هذا الأمر ، وما من مؤمن يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر إلى يوم القيامة ، إلا وله من هذا نصيب وافر ، ومن لم يكن له من ذلك حظ فهو منافق فكيف يجوز نسبة مثل هذا الكلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؟ !
السابع : أن
nindex.php?page=showalam&ids=135حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=315وجعفرا ،
nindex.php?page=showalam&ids=136وعبيدة بن الحارث أجابوا إلى ما أجابه
nindex.php?page=showalam&ids=8علي من الشهادتين والمعاونة على هذا الأمر ، فإن هؤلاء من السابقين الأولين الذين آمنوا بالله ورسوله في أول الأمر ، بل
nindex.php?page=showalam&ids=135حمزة أسلم قبل أن يصير المؤمنون أربعين رجلا ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في دار
nindex.php?page=showalam&ids=377الأرقم بن أبي الأرقم ، وكان اجتماع النبي صلى الله عليه وسلم به في
دار الأرقم ، ولم يكن يجتمع هو
وبنو عبد المطلب كلهم في دار واحدة ، فإن
أبا لهب كان مظهرا لمعاداة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولما حصر
بنو هاشم في
الشعب لم يدخل معهم
أبو لهب .
( الثامن )
[15] . : أن الذي في الصحاح من نزول هذه الآية غير هذا ، ففي الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة - واللفظ له - عن النبي صلى الله
[ ص: 308 ] عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=689217لما نزلت: ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وأنذر عشيرتك الأقربين ) ( سورة الشعراء : 214 ) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فاجتمعوا فخص وعم فقال : " يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار ( 1 يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار 1 ) [16] . ، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار يا nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة ( بنت محمد ) [17] . أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها "
[18] .
وفي الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه أيضا
nindex.php?page=hadith&LINKID=654398لما نزلت هذه الآية قال : " يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا بني عبد المطلب لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا nindex.php?page=showalam&ids=199صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا ، يا nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئا سلاني ما شئتما من مالي "
[19] .
وخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث
ابن [ ص: 309 ] المخارق ،
وزهير بن عمرو [20] ، ومن
[21] . حديث
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، وقال فيه : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=657312قام علي الصفا "
[22] .
وقال في حديث
قبيصة : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=657314انطلق إلى رضمة من جبل ، فعلا أعلاها حجرا [23] . ، ثم نادى : " يا بني عبد مناف إني لكم نذير ، إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق يربأ أهله فخشي أن يسبقوه فجعل يهتف: يا صباحاه "
[24] .
وفي الصحيحين من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=657314لما نزلت هذه الآية خرج رسول الله وسلم حتى صعد الصفا فهتف : " يا صباحاه " [25] . فقالوا : من هذا الذي يهتف ؟ قالوا : محمد ، فاجتمعوا إليه فجعل ينادي : " يا بني فلان ، يا بني عبد مناف ، يا بني عبد المطلب " ، وفي رواية : " يا بني فهر ، يا بني عدي ، يا بني فلان " لبطون قريش ، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا ينظر ما هو فاجتمعوا ، فقال : " أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل ، أكنتم [ ص: 310 ] مصدقي ؟ " قالوا : ما جربنا عليك كذبا ، قال : " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " قال : فقال أبو لهب : تبا لك أما [26] . جمعتنا إلا لهذا ؟ ! فقام فنزلت هذه [27] . السورة: ( nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب وتب ) ( سورة المسد : 1 )
[28] .
وفي رواية :
nindex.php?page=hadith&LINKID=654427 " أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم ويمسيكم أكنتم تصدقوني ؟ " قالوا : بلى [29] .
فإن قيل : فهذا الحديث قد ذكره طائفة من المفسرين والمصنفين في الفضائل
nindex.php?page=showalam&ids=13968كالثعلبي nindex.php?page=showalam&ids=13889والبغوي وأمثالهما
nindex.php?page=showalam&ids=15286والمغازلي [30] .
قيل له : مجرد رواية هؤلاء لا توجب ثبوت الحديث باتفاق أهل العلم بالحديث ، فإن في كتب هؤلاء من الأحاديث الموضوعة ما اتفق أهل العلم على أنه كذب موضوع ، وفيها شيء كثير يعلم بالأدلة اليقينية السمعية والعقلية أنها كذب ، بل فيها ما يعلم بالاضطرار أنه كذب .
nindex.php?page=showalam&ids=13968والثعلبي وأمثاله لا يتعمدون الكذب
[31] . ، بل فيهم من الصلاح والدين ما يمنعهم من ذلك ، لكن ينقلون ما وجدوه في الكتب ، ويروون ما سمعوه ، وليس لأحدهم من الخبرة بالأسانيد ما لأئمة الحديث ،
كشعبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=17293ويحيى بن سعيد القطان ،
nindex.php?page=showalam&ids=16349وعبد الرحمن بن مهدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل ،
nindex.php?page=showalam&ids=16604وعلي بن [ ص: 311 ] المديني ،
nindex.php?page=showalam&ids=17336ويحيى بن معين ،
وإسحاق ،
ومحمد بن يحيى الذهلي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري ،
nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم ،
nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبي داود ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ،
وأبي حاتم وأبي زرعة الرازيين ،
nindex.php?page=showalam&ids=13568وأبي عبد الله بن منده ،
nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني ، وأمثال هؤلاء من أئمة الحديث ونقاده وحكامه وحفاظه الذين لهم خبرة ومعرفة تامة بأحوال النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحوال من نقل العلم والحديث عن النبي من الصحابة والتابعين ( وتابعيهم )
[32] ، ومن بعدهم من نقلة العلم .
وقد صنفوا الكتب الكثيرة في معرفة الرجال الذين نقلوا الآثار ، وأسماءهم ، وذكروا أخبارهم ، وأخبار من أخذوا عنه ، ومن أخذ عنهم مثل " كتاب العلل وأسماء الرجال " عن
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان ،
nindex.php?page=showalam&ids=16604وابن المديني ،
nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=17336وابن معين [33] . ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري ،
nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم ،
وأبي زرعة ،
وأبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ،
وأحمد بن عدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان ،
وأبي الفتح الأزدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني ، وغيرهم .
وتفسير
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي فيه أحاديث موضوعة وأحاديث صحيحة ، ومن الموضوع فيه الأحاديث التي في فضائل السور : سورة سورة .
وقد ذكر هذا الحديث
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري nindex.php?page=showalam&ids=15466والواحدي [34] ، وهو كذب موضوع باتفاق أهل الحديث ، وكذلك غير هذا .
[ ص: 312 ] وكذلك
nindex.php?page=showalam&ids=15466الواحدي تلميذ
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13889والبغوي اختصر تفسيره من تفسير
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي nindex.php?page=showalam&ids=15466والواحدي ، لكنهما أخبر
[35] . بأقوال المفسرين منه ،
nindex.php?page=showalam&ids=15466والواحدي أعلم بالعربية من هذا وهذا ،
nindex.php?page=showalam&ids=13889والبغوي أتبع للسنة منهما .
nindex.php?page=treesubj&link=29668_31309_28833وليس لكون الرجل من الجمهور الذين يعتقدون خلافة الثلاثة يوجب له أن كل ما رواه صدق ، كما أن كونه من الشيعة لا يوجب أن يكون كل ما رواه كذبا ، بل الاعتبار بميزان العدل .
وقد وضع الناس أحاديث كثيرة مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأصول ، والأحكام ، والزهد ، والفضائل ، ووضعوا كثيرا من فضائل الخلفاء الأربعة ، وفضائل
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية .
ومن الناس من يكون قصده رواية كل ما روي في الباب من غير تمييز بين صحيح وضعيف كما فعله
أبو نعيم في فضائل الخلفاء ، وكذلك غيره ممن صنف في الفضائل ، ومثل ما جمعه
أبو الفتح بن أبي الفوارس ،
وأبو علي الأهوازي ، وغيرهما في فضائل
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ، ومثل ما جمعه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في فضائل
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، وكذلك ما جمعه
nindex.php?page=showalam&ids=13359أبو القاسم بن عساكر في فضائل
nindex.php?page=showalam&ids=8علي وغيره ، فإن هؤلاء وأمثالهم قصدوا أن يرووا ما سمعوا من غير تمييز بين صحيح ذلك وضعيفه ، فلا يجوز أن يجزم بصدق الخبر بمجرد رواية الواحد من هؤلاء باتفاق أهل العلم .
وأما من يذكر الحديث بلا إسناد من المصنفين في الأصول والفقه والزهد والرقائق ، فهؤلاء يذكرون أحاديث كثيرة صحيحة ، ويذكر بعضهم
[ ص: 313 ] أحاديث كثيرة ضعيفة وموضوعة ، كما يوجد ذلك في كتب الرقائق والرأي وغير ذلك .
[ ص: 304 ] الرَّابِعُ : أَنَّ
بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَمْ يَبْلُغُوا أَرْبَعِينَ رَجُلًا حِينَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ; فَإِنَّهَا نَزَلَتْ
بِمَكَّةَ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ ، ثُمَّ وَلَا بَلَغُوا أَرْبَعِينَ رَجُلًا فِي مُدَّةِ حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; فَإِنَّ
بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَمْ يُعَقِّبْ مِنْهُمْ بِاتِّفَاقِ النَّاسِ إِلَّا أَرْبَعَةٌ :
nindex.php?page=showalam&ids=18الْعَبَّاسُ ،
وَأَبُو طَالِبٍ ،
وَالْحَارِثُ ،
وَأَبُو لَهَبٍ . وَجَمِيعُ وَلَدِ
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةِ ، وَهُمْ
بَنُو هَاشِمٍ ، وَلَمْ يُدْرِكِ
[1] . النُّبُوَّةَ مِنْ عُمُومَتِهِ إِلَّا أَرْبَعَةٌ :
nindex.php?page=showalam&ids=18الْعَبَّاسُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=135وَحَمْزَةُ ،
وَأَبُو طَالِبٍ وَأَبُو لَهَبٍ . فَآمَنُ اثْنَانِ ، وَهُمَا :
nindex.php?page=showalam&ids=135حَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=18وَالْعَبَّاسُ [2] ، وَكَفَرَ اثْنَانِ أَحَدُهُمَا نَصَرَهُ وَأَعَانَهُ ، وَهُوَ
أَبُو طَالِبٍ ، وَالْآخَرُ عَادَاهُ وَأَعَانَ أَعْدَاءَهُ ، وَهُوَ
أَبُو لَهَبٍ .
وَأَمَّا الْعُمُومَةُ وَبَنُو الْعُمُومَةِ ،
فَأَبُو طَالِبٍ كَانَ لَهُ أَرْبَعَةُ بَنِينَ :
طَالِبٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=222وَعَقِيلٌ ،
وَجَعْفَرٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=8وَعَلِيٌّ .
وَطَالِبٌ لَمْ يُدْرِكِ الْإِسْلَامَ ، وَأَدْرَكَهُ الثَّلَاثَةُ فَآمَنَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ ،
وَجَعْفَرٌ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ ، وَهَاجَرَ
جَعْفَرٌ إِلَى
أَرْضِ الْحَبَشَةِ ، ثُمَّ إِلَى
الْمَدِينَةِ عَامَ
خَيْبَرَ .
وَكَانَ [ عَقِيلٌ ]
[3] . قَدِ اسْتَوْلَى عَلَى رِبَاعِ
[4] .
بَنِي هَاشِمٍ لَمَّا هَاجَرُوا وَتَصَرَّفَ فِيهَا ، وَلِهَذَا لَمَّا
nindex.php?page=hadith&LINKID=659413قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ : " نَنْزِلُ غَدًا فِي دَارِكَ بِمَكَّةَ " قَالَ : " وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مِنْ دَارٍ ؟ "
[5] .
[ ص: 305 ] وَأَمَّا
nindex.php?page=showalam&ids=18الْعَبَّاسُ فَبَنُوهُ كُلُّهُمْ صِغَارٌ ; إِذْ لَمْ يَكُنْ
[6] . فِيهِمْ
بِمَكَّةَ رَجُلٌ ، وَهَبْ أَنَّهُمْ كَانُوا رِجَالًا فَهُمْ :
عَبْدُ اللَّهِ ،
وَعُبَيْدُ اللَّهِ ،
وَالْفَضْلُ ، وَأَمَّا
قُثَمَ فَوُلِدَ بَعْدَهُمْ ، وَأَكْبَرُهُمُ
الْفَضْلُ ، وَبِهِ كَانَ يُكَنَّى ،
وَعَبْدُ اللَّهِ وُلِدَ فِي
الشِّعْبِ بَعْدَ نُزُولِ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) ( سُورَةُ الشُّعَرَاءِ : 214 ) ، وَكَانَ لَهُ فِي الْهِجْرَةِ لَهُ :
[7] . نَحْوُ ثَلَاثِ سِنِينَ ، أَوْ أَرْبَعِ سِنِينَ ، وَلَمْ يُولَدْ
nindex.php?page=showalam&ids=18لِلْعَبَّاسِ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا
الْفَضْلُ ،
وَعَبْدُ اللَّهُ ،
وَعُبَيْدُ اللَّهِ ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَوُلِدُوا بَعْدَهُ .
وَأَمَّا
الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ،
وَأَبُو لَهَبٍ فَبَنُوهُمَا أَقَلُّ ،
وَالْحَارِثُ كَانَ لَهُ ابْنَانِ
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبُو سُفْيَانَ ،
وَرَبِيعَةُ ، وَكِلَاهُمَا تَأَخَّرَ إِسْلَامُهُ ، وَكَانَ مِنْ مُسْلِمَةِ الْفَتْحِ .
وَكَذَلِكَ
بَنُو أَبِي لَهَبٍ تَأَخَّرَ إِسْلَامُهُمْ إِلَى زَمَنِ الْفَتْحِ ، وَكَانَ لَهُ ثَلَاثَةُ ذُكُورٍ ، فَأَسْلَمَ مِنْهُمُ اثْنَانِ :
عُتْبَةُ وَمُغِيثٌ ، وَشَهِدَ
الطَّائِفَ وَحُنَيْنًا ،
وَعُتَيْبَةُ دَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْكُلَهُ الْكَلْبُ فَقَتَلَهُ السَّبُعُ
بِالزَّرْقَاءِ [8] مِنَ
الشَّامِ كَافِرًا
[9] .
[ ص: 306 ] فَهَؤُلَاءِ
بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا يَبْلُغُونَ عِشْرِينَ رَجُلًا ، فَأَيْنَ الْأَرْبَعُونَ ؟ .
الْخَامِسُ : قَوْلُهُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=941862إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَأْكُلُ الْجَذَعَةَ ، وَيَشْرَبُ الْفَرَقَ مِنَ اللَّبَنِ " فَكَذِبٌ
[10] . عَلَى الْقَوْمِ ، لَيْسَ
بَنُو هَاشِمٍ مَعْرُوفِينَ بِمِثْلِ هَذِهِ الْكَثْرَةِ فِي الْأَكْلِ ، وَلَا عُرِفَ فِيهِمْ مَنْ كَانَ يَأْكُلُ جَذَعَةً ، وَلَا يَشْرَبُ فَرَقًا .
السَّادِسُ : أَنَّ قَوْلَهُ لِلْجَمَاعَةِ : "
مَنْ يُجِبْنِي إِلَى هَذَا الْأَمْرِ وَيُؤَازِرْنِي عَلَى الْقِيَامِ بِهِ يَكُنْ أَخِي وَوَزِيرِي وَوَصِيِّي وَخَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي " كَلَامٌ مُفْتَرًى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَجُوزُ نِسْبَتُهُ إِلَيْهِ ، فَإِنَّ مُجَرَّدَ الْإِجَابَةِ إِلَى الشَّهَادَتَيْنِ وَالْمُعَاوَنَةِ عَلَى ذَلِكَ لَا يُوجِبُ هَذَا كُلَّهُ ، فَإِنَّ جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ أَجَابُوا إِلَى هَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ ، وَأَعَانُوهُ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ ، وَبَذَلُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ فِي إِقَامَتِهِ وَطَاعَتِهِ
[11] ، وَفَارَقُوا أَوْطَانَهُمْ وَعَادَوْا إِخْوَانَهُمْ ، وَصَبَرُوا عَلَى الشَّتَاتِ بَعْدَ الْأُلْفَةِ ، وَعَلَى الذُّلِّ بَعْدَ الْعِزِّ ، وَعَلَى الْفَقْرِ بَعْدَ الْغِنَى ، وَعَلَى الشِّدَّةِ بَعْدَ الرَّخَاءِ ، وَسِيرَتُهُمْ مَعْرُوفَةٌ مَشْهُورَةٌ ، وَمَعَ هَذَا فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِذَلِكَ
[12] . خَلِيفَةً لَهُ .
[ ص: 307 ] وَأَيْضًا فَإِنْ كَانَ عَرَضَ هَذَا الْأَمْرَ عَلَى أَرْبَعِينَ رَجُلًا أَمْكَنَ أَنْ يُجِيبُوهُ - أَوْ أَكْثَرُهُمْ أَوْ عَدَدٌ مِنْهُمْ - فَلَوْ أَجَابَهُ مِنْهُمْ عَدَدٌ مَنْ كَانَ الَّذِي يَكُونُ الْخَلِيفَةَ بَعْدَهُ أَيُعَيِّنُ وَاحِدًا
[13] . بِلَا مُوجِبٍ ؟ أَمْ يَجْعَلُ
[14] . الْجَمِيعَ خُلَفَاءَ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ ؟ وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يُعَلِّقِ الْوَصِيَّةَ وَالْخِلَافَةَ ، وَالْأُخُوَّةَ وَالْمُؤَازَرَةَ ، إِلَّا بِأَمْرٍ سَهْلٍ ، وَهُوَ الْإِجَابَةُ عَلَى الشَّهَادَتَيْنِ ، وَالْمُعَاوَنَةُ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ ، وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، إِلَّا وَلَهُ مِنْ هَذَا نَصِيبٌ وَافِرٌ ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ ذَلِكَ حَظٌّ فَهُوَ مُنَافِقٌ فَكَيْفَ يَجُوزُ نِسْبَةُ مِثْلِ هَذَا الْكَلَامِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ !
السَّابِعُ : أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=135حَمْزَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=315وَجَعْفَرًا ،
nindex.php?page=showalam&ids=136وَعُبَيْدَةَ بْنَ الْحَارِثِ أَجَابُوا إِلَى مَا أَجَابَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ مِنَ الشَّهَادَتَيْنِ وَالْمُعَاوَنَةِ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ مِنَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ ، بَلْ
nindex.php?page=showalam&ids=135حَمْزَةُ أَسْلَمَ قَبْلَ أَنْ يَصِيرَ الْمُؤْمِنُونَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَارِ
nindex.php?page=showalam&ids=377الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ ، وَكَانَ اجْتِمَاعُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ فِي
دَارِ الْأَرْقَمِ ، وَلَمْ يَكُنْ يَجْتَمِعُ هُوَ
وَبَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كُلُّهُمْ فِي دَارٍ وَاحِدَةٍ ، فَإِنَّ
أَبَا لَهَبٍ كَانَ مُظْهِرًا لِمُعَادَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَمَّا حُصِرَ
بَنُو هَاشِمٍ فِي
الشِّعْبِ لَمْ يَدْخَلْ مَعَهُمْ
أَبُو لَهَبٍ .
( الثَّامِنُ )
[15] . : أَنَّ الَّذِي فِي الصِّحَاحِ مِنْ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ غَيْرُ هَذَا ، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبِي هُرَيْرَةَ - وَاللَّفْظُ لَهُ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
[ ص: 308 ] عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=689217لَمَّا نَزَلَتْ: ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) ( سُورَةُ الشُّعَرَاءِ : 214 ) دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرَيْشًا فَاجْتَمَعُوا فَخَصَّ وَعَمَّ فَقَالَ : " يَا بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ، يَا بَنِي مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ( 1 يَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ 1 ) [16] . ، يَا بَنِي هَاشِمٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ يَا nindex.php?page=showalam&ids=129فَاطِمَةُ ( بِنْتَ مُحَمَّدٍ ) [17] . أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا "
[18] .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=hadith&LINKID=654398لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَالَ : " يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، يَا nindex.php?page=showalam&ids=199صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، يَا nindex.php?page=showalam&ids=129فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا سَلَانِي مَا شِئْتُمَا مِنْ مَالِي "
[19] .
وَخَرَّجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ
ابْنِ [ ص: 309 ] الْمُخَارِقِ ،
وَزُهَيْرِ بْنِ عَمْرٍو [20] ، وَمِنْ
[21] . حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ ، وَقَالَ فِيهِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=657312قَامَ عَلِيٌّ الصَّفَا "
[22] .
وَقَالَ فِي حَدِيثِ
قَبِيصَةَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=657314انْطَلَقَ إِلَى رَضْمَةٍ مِنْ جَبَلٍ ، فَعَلَا أَعْلَاهَا حَجَرًا [23] . ، ثُمَّ نَادَى : " يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ ، إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ رَأَى الْعَدُوَّ فَانْطَلَقَ يَرْبَأُ أَهْلَهُ فَخَشِيَ أَنْ يَسْبِقُوهُ فَجَعَلَ يَهْتِفُ: يَا صَبَاحَاهُ "
[24] .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=657314لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ وَسَلَّمَ حَتَّى صَعِدَ الصَّفَا فَهَتَفَ : " يَا صَبَاحَاهُ " [25] . فَقَالُوا : مَنْ هَذَا الَّذِي يَهْتِفُ ؟ قَالُوا : مُحَمَّدٌ ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ فَجَعَلَ يُنَادِي : " يَا بَنِي فُلَانٍ ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ " ، وَفِي رِوَايَةٍ : " يَا بَنِي فِهْرٍّ ، يَا بَنِي عَدِيٍّ ، يَا بَنِي فُلَانٍ " لِبُطُونِ قُرَيْشٍ ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا يَنْظُرُ مَا هُوَ فَاجْتَمَعُوا ، فَقَالَ : " أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا تَخْرُجُ بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ ، أَكُنْتُمْ [ ص: 310 ] مُصَدِّقِيَّ ؟ " قَالُوا : مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا ، قَالَ : " فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ " قَالَ : فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ : تَبًّا لَكَ أَمَا [26] . جَمَعْتَنَا إِلَّا لِهَذَا ؟ ! فَقَامَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ [27] . السُّورَةُ: ( nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) ( سُورَةُ الْمَسَدِ : 1 )
[28] .
وَفِي رِوَايَةٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=654427 " أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ يُصَبِّحُكُمْ وَيُمَسِّيكُمْ أَكَنَتُمْ تُصَدِّقُونِي ؟ " قَالُوا : بَلَى [29] .
فَإِنْ قِيلَ : فَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ ذَكَرَهُ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ وَالْمُصَنِّفِينَ فِي الْفَضَائِلِ
nindex.php?page=showalam&ids=13968كَالثَّعْلَبِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=13889وَالْبَغَوِيِّ وَأَمْثَالِهِمَا
nindex.php?page=showalam&ids=15286وَالْمَغَازِلِيِّ [30] .
قِيلَ لَهُ : مُجَرَّدُ رِوَايَةِ هَؤُلَاءِ لَا تُوجِبُ ثُبُوتَ الْحَدِيثِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ ، فَإِنَّ فِي كُتُبِ هَؤُلَاءِ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْمَوْضُوعَةِ مَا اتَّفَقَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّهُ كَذِبٌ مَوْضُوعٌ ، وَفِيهَا شَيْءٌ كَثِيرٌ يُعْلَمُ بِالْأَدِلَّةِ الْيَقِينِيَّةِ السَّمْعِيَّةِ وَالْعَقْلِيَّةِ أَنَّهَا كَذِبٌ ، بَلْ فِيهَا مَا يُعْلَمُ بِالِاضْطِرَارِ أَنَّهُ كَذِبٌ .
nindex.php?page=showalam&ids=13968وَالثَّعْلَبِيُّ وَأَمْثَالُهُ لَا يَتَعَمَّدُونَ الْكَذِبَ
[31] . ، بَلْ فِيهِمْ مِنَ الصَّلَاحِ وَالدِّينِ مَا يَمْنَعُهُمْ مِنْ ذَلِكَ ، لَكِنْ يَنْقُلُونَ مَا وَجَدُوهُ فِي الْكُتُبِ ، وَيَرْوُونَ مَا سَمِعُوهُ ، وَلَيْسَ لِأَحَدِهِمْ مِنَ الْخِبْرَةِ بِالْأَسَانِيدِ مَا لِأَئِمَّةِ الْحَدِيثِ ،
كَشُعْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17293وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16349وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12251وَأَحْمَدِ بْنِ حَنْبَلٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16604وَعَلِيِّ بْنِ [ ص: 311 ] الْمَدِينِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17336وَيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ ،
وَإِسْحَاقَ ،
وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070وَالْبُخَارِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17080وَمُسْلِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11998وَأَبِي دَاوُدَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيِّ ،
وَأَبِي حَاتِمٍ وَأَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيَّيْنِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13568وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14269وَالدَّارَقُطْنِيِّ ، وَأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ مِنْ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ وَنُقَّادِهِ وَحُكَّامِهِ وَحُفَّاظِهِ الَّذِينَ لَهُمْ خِبْرَةٌ وَمَعْرِفَةٌ تَامَّةٌ بِأَحْوَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَحْوَالِ مَنْ نَقَلَ الْعِلْمَ وَالْحَدِيثَ عَنِ النَّبِيِّ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ ( وَتَابِعِيهِمْ )
[32] ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ نَقَلَةِ الْعِلْمِ .
وَقَدْ صَنَّفُوا الْكُتُبَ الْكَثِيرَةَ فِي مَعْرِفَةِ الرِّجَالِ الَّذِينَ نَقَلُوا الْآثَارَ ، وَأَسْمَاءَهُمْ ، وَذَكَرُوا أَخْبَارَهُمْ ، وَأَخْبَارَ مَنْ أَخَذُوا عَنْهُ ، وَمَنْ أَخَذَ عَنْهُمْ مِثْلَ " كِتَابِ الْعِلَلِ وَأَسْمَاءِ الرِّجَالِ " عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17293يَحْيَى الْقَطَّانِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16604وَابْنِ الْمَدِينِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12251وَأَحْمَدَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17336وَابْنِ مَعِينٍ [33] . ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070وَالْبُخَارِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17080وَمُسْلِمٍ ،
وَأَبِي زُرْعَةَ ،
وَأَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيِّ ،
وَأَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنِ حِبَّانَ ،
وَأَبِي الْفَتْحِ الْأَزْدِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14269وَالدَّارَقُطْنِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ .
وَتَفْسِيرُ
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثَّعْلَبِيِّ فِيهِ أَحَادِيثُ مَوْضُوعَةٌ وَأَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ ، وَمِنَ الْمَوْضُوعِ فِيهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي فِي فَضَائِلِ السُّوَرِ : سُورَةً سُورَةً .
وَقَدْ ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=15466وَالْوَاحِدِيُّ [34] ، وَهُوَ كَذِبٌ مَوْضُوعٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْحَدِيثِ ، وَكَذَلِكَ غَيْرُ هَذَا .
[ ص: 312 ] وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=15466الْوَاحِدِيُّ تِلْمِيذُ
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثَّعْلَبِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13889وَالْبَغَوِيُّ اخْتَصَرَ تَفْسِيرَهُ مِنْ تَفْسِيرِ
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثَّعْلَبِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=15466وَالْوَاحِدِيِّ ، لَكِنَّهُمَا أَخْبَرُ
[35] . بِأَقْوَالِ الْمُفَسِّرِينَ مِنْهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15466وَالْوَاحِدِيُّ أَعْلَمُ بِالْعَرَبِيَّةِ مِنْ هَذَا وَهَذَا ،
nindex.php?page=showalam&ids=13889وَالْبَغَوِيُّ أَتْبَعُ لِلسُّنَّةِ مِنْهُمَا .
nindex.php?page=treesubj&link=29668_31309_28833وَلَيْسَ لِكَوْنِ الرَّجُلِ مِنَ الْجُمْهُورِ الَّذِينَ يَعْتَقِدُونَ خِلَافَةَ الثَّلَاثَةِ يُوجِبُ لَهُ أَنَّ كُلَّ مَا رَوَاهُ صِدْقٌ ، كَمَا أَنَّ كَوْنَهُ مِنَ الشِّيعَةِ لَا يُوجِبُ أَنْ يَكُونَ كُلُّ مَا رَوَاهُ كَذِبًا ، بَلْ الِاعْتِبَارُ بِمِيزَانِ الْعَدْلِ .
وَقَدْ وَضَعَ النَّاسُ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً مَكْذُوبَةً عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأُصُولِ ، وَالْأَحْكَامِ ، وَالزُّهْدِ ، وَالْفَضَائِلِ ، وَوَضَعُوا كَثِيرًا مِنْ فَضَائِلِ الْخُلَفَاءِ الْأَرْبَعَةِ ، وَفَضَائِلِ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةَ .
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَكُونُ قَصْدُهُ رِوَايَةَ كُلِّ مَا رُوِيَ فِي الْبَابِ مِنْ غَيْرِ تَمْيِيزٍ بَيْنَ صَحِيحٍ وَضَعِيفٍ كَمَا فَعَلَهُ
أَبُو نُعَيْمٍ فِي فَضَائِلِ الْخُلَفَاءِ ، وَكَذَلِكَ غَيْرُهُ مِمَّنْ صَنَّفَ فِي الْفَضَائِلِ ، وَمِثْلُ مَا جَمَعَهُ
أَبُو الْفَتْحِ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ ،
وَأَبُو عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيُّ ، وَغَيْرُهُمَا فِي فَضَائِلِ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةَ ، وَمِثْلُ مَا جَمَعَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ فِي فَضَائِلِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ ، وَكَذَلِكَ مَا جَمَعَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13359أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَسَاكِرَ فِي فَضَائِلِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ وَأَمْثَالَهُمْ قَصَدُوا أَنْ يَرْوُوا مَا سَمِعُوا مِنْ غَيْرِ تَمْيِيزٍ بَيْنَ صَحِيحِ ذَلِكَ وَضَعِيفِهِ ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُجْزَمَ بِصِدْقِ الْخَبَرِ بِمُجَرَّدِ رِوَايَةِ الْوَاحِدِ مِنْ هَؤُلَاءِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ .
وَأَمَّا مَنْ يَذْكُرُ الْحَدِيثَ بِلَا إِسْنَادٍ مِنَ الْمُصَنِّفِينَ فِي الْأُصُولِ وَالْفِقْهِ وَالزُّهْدِ وَالرَّقَائِقِ ، فَهَؤُلَاءِ يَذْكُرُونَ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً صَحِيحَةً ، وَيَذْكُرُ بَعْضُهُمْ
[ ص: 313 ] أَحَادِيثَ كَثِيرَةً ضَعِيفَةً وَمَوْضُوعَةً ، كَمَا يُوجَدُ ذَلِكَ فِي كُتُبِ الرَّقَائِقِ وَالرَّأْيِ وَغَيْرِ ذَلِكَ .