فصل
في الطرق التي يعلم بها كذب المنقول .
منها :
nindex.php?page=treesubj&link=18985أن يروى خلاف ما علم بالتواتر والاستفاضة ، مثل أن نعلم أن
مسيلمة الكذاب ادعى النبوة ، واتبعه طوائف كثيرة من
بني حنيفة فكانوا مرتدين لإيمانهم بهذا المتنبئ الكذاب ، وأن
أبا لؤلؤة قاتل
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر كان مجوسيا كافرا ، وأن
أبا الهرمزان كان مجوسيا أسلم ، وأن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر *
nindex.php?page=treesubj&link=31184كان يصلي بالناس مدة مرض الرسول صلى الله عليه وسلم ويخلفه بالإمامة بالناس لمرضه ، وأن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر *
[1] nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر دفنا في حجرة
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ومثل ما يعلم من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم التي كان فيها القتال كبدر ثم أحد ثم الخندق ثم خيبر ثم فتح
مكة ثم غزوة
الطائف ، والتي لم يكن فيها قتال كغزوة
تبوك وغيرها ، وما نزل من القرآن
[ ص: 438 ] في الغزوات كنزول الأنفال بسبب
[2] بدر ،
nindex.php?page=treesubj&link=28861_32266ونزول آخر آل عمران بسبب أحد ، ونزول أولها بسبب نصارى
نجران ،
nindex.php?page=treesubj&link=32311_28861ونزول سورة الحشر بسبب
بني النضير ، ونزول الأحزاب بسبب الخندق ، ونزول سورة الفتح بسبب صلح
الحديبية ، ونزول براءة بسبب غزوة
تبوك ، وغيرها وأمثال ذلك .
فإذا روي في الغزوات - وما يتعلق بها - ما يعلم أنه خلاف الواقع علم أنه كذب ، مثل ما يروي هذا الرافضي ، وأمثاله من
الرافضة وغيرهم من الأكاذيب
[3] الباطلة الظاهرة في الغزوات ، كما تقدم التنبيه عليه ، ومثل أن يعلم نزول القرآن في أي وقت كان ، كما يعلم أن سورة البقرة ، وآل عمران ، والنساء
[4] ، والمائدة ، والأنفال ، وبراءة نزلت بعد الهجرة في
المدينة ، وأن الأنعام ، والأعراف ، ويونس ، وهودا ، ويوسف ، والكهف ، وطه ، ومريم ، واقتربت الساعة ، وهل أتى على الإنسان ، وغير ذلك نزلت قبل الهجرة
بمكة ، وأن المعراج كان
بمكة ، وأن الصفة كانت
بالمدينة ، وأن
أهل الصفة كانوا من جملة الصحابة الذين لم يقاتلوا النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يكونوا ناسا معينين ، بل كانت الصفة منزلا ينزل بها من لا أهل له من الغرباء القادمين ، وممن دخل فيهم
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص ،
nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة ، وغيرهما من صالحي المؤمنين ،
وكالعرنيين [5] الذين ارتدوا عن
[ ص: 439 ] الإسلام فبعث النبي صلى الله عليه وسلم في آثارهم ، فقطع أيديهم وأرجلهم ، وسمل أعينهم ، وألقاهم في الحرة يستسقون
[6] ، فلا يسقون
[7] ، وأمثال ذلك من الأمور المعلومة .
فإذا روى الجاهل نقيض ذلك علم أنه كذب ،
nindex.php?page=treesubj&link=31309_28833_20365ومن الطرق التي يعلم بها الكذب أن ينفرد الواحد والاثنان بما يعلم أنه لو كان واقعا لتوفرت الهمم والدواعي على نقله ، فإنه من المعلوم أنه لو أخبر الواحد ببلد عظيم بقدر
بغداد ،
والشام ،
والعراق لعلمنا كذبه في ذلك ; لأنه
[8] لو كان موجودا لأخبر به الناس .
[ ص: 440 ] وكذلك لو أخبرنا بأنه تولى
[9] رجل بين
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان ، أو تولى بين
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي ، أو أخبرنا بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤذن له في العيد ، أو في صلاة الكسوف أو الاستسقاء ، أو أنه كان يقام
بمدينته يوم الجمعة أكثر من جمعة واحدة ، أو يصلى يوم العيد أكثر من عيد واحد ، أو أنه كان يصلي العيد
بمنى يوم العيد ، أو أن أهل
مكة كانوا يتمون الصلاة
بعرفة ومزدلفة ومنى خلفه ، أو أنه
[10] كان يجمع بين الصلاتين
بمنى ، كما كان يقصر ، أو أنه فرض صوم شهر آخر غير رمضان ، أو أنه فرض صلاة سادسة وقت الضحى أو نصف الليل ، أو أنه فرض حج بيت آخر غير
الكعبة ، أو أن القرآن عارضه طائفة من العرب أو غيرهم بكلام يشابهه ، ونحو هذه الأمور - لكنا نعلم كذب هذا الكاذب ، فإنا نعلم انتفاء هذه الأمور بانتفاء لازمها ، فإن هذه لو كانت مما يتوفر الهمم والدواعي على نقلها عامة لبني آدم ، وخاصة لأمتنا شرعا ، فإذا لم ينقلها أحد من أهل العلم ، فضلا عن أن تتواتر ، علم أنها كذب .
ومن هذا الباب نقل النص على خلافة
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، فإنا نعلم أنه كذب من طرق كثيرة ، فإن هذا النص لم ينقله أحد ( من أهل العلم ) بإسناد
[11] صحيح ، فضلا عن أن يكون متواترا ، ولا نقل أن أحدا ذكره على عهد
[12] [ ص: 441 ] الخلفاء
[13] مع تنازع الناس في الخلافة ، وتشاورهم
[14] فيها يوم
السقيفة ، وحين موت
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، وحين جعل الأمر شورى بينهم في ستة ، ثم لما قتل
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان واختلف الناس على
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، فمن المعلوم * أن مثل هذا النص لو كان كما تقوله
الرافضة من أنه نص على
nindex.php?page=showalam&ids=8علي نصا جليا قاطعا للعذر علمه المسلمون ، لكان من المعلوم *
[15] بالضرورة أنه لا بد أن ينقله الناس نقل مثله ، وأنه لا بد أن يذكره لكثير
[16] من الناس ، بل أكثرهم ، في مثل هذه المواطن التي تتوفر الهمم على ذكره فيها غاية التوفر ، فانتفاء ما يعلم أنه لازم يقتضي انتفاء ما يعلم أنه ملزوم ، ونظائر ذلك كثيرة .
ففي الجملة الكذب هو نقيض الصدق وأحد النقيضين يعلم انتفاؤه تارة بثبوت نقيضه ، وتارة بما يدل على انتفائه بخصوصه .
والكلام مع
الشيعة أكثره مبني على النقل ، فمن كان خبيرا بما وقع ، وبالأخبار الصادقة التي توجب العلم اليقيني علم انتفاء ما يناقض ذلك يقينا
[17] ، ولهذا ليس في أهل العلم بالأحاديث النبوية ( إلا )
[18] ما يوجب العلم بفضل
[19] الشيخين وصحة إمامتهما ، وكذب ما تدعيه
الرافضة .
[ ص: 442 ] ثم كل من كان أعلم بالرسول وأحواله ، كان أعلم ببطلان مذهب
الزيدية وغيرهم ، ممن يدعي نصا خفيا ، وأن
[20] nindex.php?page=showalam&ids=8عليا كان أفضل من الثلاثة ، أو يتوقف في التفضيل ، فإن هؤلاء إنما وقعوا في الجهل المركب أو البسيط لضعف علمهم بما علمه أهل العلم بالأحاديث والآثار .
فَصْلٌ
فِي الطُّرُقِ الَّتِي يُعْلَمُ بِهَا كَذِبُ الْمَنْقُولِ .
مِنْهَا :
nindex.php?page=treesubj&link=18985أَنْ يُرْوَى خِلَافُ مَا عُلِمَ بِالتَّوَاتُرِ وَالِاسْتِفَاضَةِ ، مِثْلَ أَنْ نَعْلَمَ أَنَّ
مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ ادَّعَى النُّبُوَّةَ ، وَاتَّبَعَهُ طَوَائِفُ كَثِيرَةٌ مِنْ
بَنِي حَنِيفَةَ فَكَانُوا مُرْتَدِّينَ لِإِيمَانِهِمْ بِهَذَا الْمُتَنَبِّئِ الْكَذَّابِ ، وَأَنَّ
أَبَا لُؤْلُؤَةَ قَاتِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ كَانَ مَجُوسِيًّا كَافِرًا ، وَأَنَّ
أَبَا الْهُرْمُزَانِ كَانَ مَجُوسِيًّا أَسْلَمَ ، وَأَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ *
nindex.php?page=treesubj&link=31184كَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ مُدَّةَ مَرَضِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَخْلُفُهُ بِالْإِمَامَةِ بِالنَّاسِ لِمَرَضِهِ ، وَأَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ *
[1] nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ دُفِنَا فِي حُجْرَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمِثْلَ مَا يُعْلَمُ مِنْ غَزَوَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي كَانَ فِيهَا الْقِتَالُ كَبَدْرٍ ثُمَّ أُحُدٍ ثُمَّ الْخَنْدَقِ ثُمَّ خَيْبَرَ ثُمَّ فَتْحِ
مَكَّةَ ثُمَّ غَزْوَةِ
الطَّائِفِ ، وَالَّتِي لَمْ يَكُنْ فِيهَا قِتَالٌ كَغَزْوَةِ
تَبُوكَ وَغَيْرِهَا ، وَمَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ
[ ص: 438 ] فِي الْغَزَوَاتِ كَنُزُولِ الْأَنْفَالِ بِسَبَبِ
[2] بَدْرٍ ،
nindex.php?page=treesubj&link=28861_32266وَنُزُولِ آخِرِ آلِ عِمْرَانَ بِسَبَبِ أُحُدٍ ، وَنُزُولِ أَوَّلِهَا بِسَبَبِ نَصَارَى
نَجْرَانَ ،
nindex.php?page=treesubj&link=32311_28861وَنُزُولِ سُورَةِ الْحَشْرِ بِسَبَبِ
بَنِي النَّضِيرِ ، وَنُزُولِ الْأَحْزَابِ بِسَبَبِ الْخَنْدَقِ ، وَنُزُولِ سُورَةِ الْفَتْحِ بِسَبَبِ صُلْحِ
الْحُدَيْبِيَةِ ، وَنُزُولِ بَرَاءَةَ بِسَبَبِ غَزْوَةِ
تَبُوكَ ، وَغَيْرِهَا وَأَمْثَالِ ذَلِكَ .
فَإِذَا رُوِيَ فِي الْغَزَوَاتِ - وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهَا - مَا يُعْلَمُ أَنَّهُ خِلَافُ الْوَاقِعِ عُلِمَ أَنَّهُ كَذِبٌ ، مِثْلَ مَا يَرْوِي هَذَا الرَّافِضِيُّ ، وَأَمْثَالُهُ مِنَ
الرَّافِضَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْأَكَاذِيبِ
[3] الْبَاطِلَةِ الظَّاهِرَةِ فِي الْغَزَوَاتِ ، كَمَا تَقَدَّمَ التَّنْبِيهُ عَلَيْهِ ، وَمِثْلَ أَنْ يُعْلَمَ نُزُولُ الْقُرْآنِ فِي أَيِّ وَقْتٍ كَانَ ، كَمَا يُعْلَمُ أَنَّ سُورَةَ الْبَقَرَةِ ، وَآلِ عِمْرَانَ ، وَالنِّسَاءِ
[4] ، وَالْمَائِدَةِ ، وَالْأَنْفَالِ ، وَبَرَاءَةَ نَزَلَتْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ فِي
الْمَدِينَةِ ، وَأَنَّ الْأَنْعَامَ ، وَالْأَعْرَافَ ، وَيُونُسَ ، وَهُودًا ، وَيُوسُفَ ، وَالْكَهْفَ ، وَطه ، وَمَرْيَمَ ، وَاقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ ، وَغَيْرَ ذَلِكَ نَزَلَتْ قَبْلَ الْهِجْرَةِ
بِمَكَّةَ ، وَأَنَّ الْمِعْرَاجَ كَانَ
بِمَكَّةَ ، وَأَنَّ الصُّفَّةَ كَانَتْ
بِالْمَدِينَةِ ، وَأَنَّ
أَهْلَ الصُّفَّةِ كَانُوا مِنْ جُمْلَةِ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَمْ يَكُونُوا نَاسًا مُعَيَّنِينَ ، بَلْ كَانَتِ الصُّفَّةُ مَنْزِلًا يَنْزِلُ بِهَا مَنْ لَا أَهْلَ لَهُ مِنَ الْغُرَبَاءِ الْقَادِمِينَ ، وَمِمَّنْ دَخَلَ فِيهِمْ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبُو هُرَيْرَةَ ، وَغَيْرُهُمَا مِنْ صَالِحِي الْمُؤْمِنِينَ ،
وَكَالْعُرَنِيِّينَ [5] الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَنِ
[ ص: 439 ] الْإِسْلَامِ فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آثَارِهِمْ ، فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ ، وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ ، وَأَلْقَاهُمْ فِي الْحَرَّةِ يَسْتَسْقُونَ
[6] ، فَلَا يُسْقَوْنَ
[7] ، وَأَمْثَالُ ذَلِكَ مِنَ الْأُمُورِ الْمَعْلُومَةِ .
فَإِذَا رَوَى الْجَاهِلُ نَقِيضَ ذَلِكَ عُلِمَ أَنَّهُ كَذِبٌ ،
nindex.php?page=treesubj&link=31309_28833_20365وَمِنَ الطُّرُقِ الَّتِي يُعْلَمُ بِهَا الْكَذِبُ أَنْ يَنْفَرِدَ الْوَاحِدُ وَالِاثْنَانِ بِمَا يُعْلَمُ أَنَّهُ لَوْ كَانَ وَاقِعًا لَتَوَفَّرَتِ الْهِمَمُ وَالدَّوَاعِي عَلَى نَقْلِهِ ، فَإِنَّهُ مِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّهُ لَوْ أَخْبَرَ الْوَاحِدُ بِبَلَدٍ عَظِيمٍ بِقَدْرِ
بَغْدَادَ ،
وَالشَّامِ ،
وَالْعِرَاقِ لَعَلِمْنَا كَذِبَهُ فِي ذَلِكَ ; لِأَنَّهُ
[8] لَوْ كَانَ مَوْجُودًا لَأَخْبَرَ بِهِ النَّاسَ .
[ ص: 440 ] وَكَذَلِكَ لَوْ أَخْبَرَنَا بِأَنَّهُ تَوَلَّى
[9] رَجُلٌ بَيْنَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=7وَعُثْمَانَ ، أَوْ تَوَلَّى بَيْنَ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ nindex.php?page=showalam&ids=8وَعَلِيٍّ ، أَوْ أَخْبَرَنَا بِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُؤَذَّنُ لَهُ فِي الْعِيدِ ، أَوْ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ أَوِ الِاسْتِسْقَاءِ ، أَوْ أَنَّهُ كَانَ يُقَامُ
بِمَدِينَتِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَكْثَرُ مِنْ جُمُعَةٍ وَاحِدَةٍ ، أَوْ يُصَلَّى يَوْمَ الْعِيدِ أَكْثَرُ مِنْ عِيدٍ وَاحِدٍ ، أَوْ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي الْعِيدَ
بِمِنًى يَوْمَ الْعِيدِ ، أَوْ أَنَّ أَهْلَ
مَكَّةَ كَانُوا يُتِمُّونَ الصَّلَاةَ
بِعَرَفَةَ وَمُزْدَلِفَةَ وَمِنًى خَلْفَهُ ، أَوْ أَنَّهُ
[10] كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ
بِمِنًى ، كَمَا كَانَ يَقْصُرُ ، أَوْ أَنَّهُ فَرَضَ صَوْمَ شَهْرٍ آخَرَ غَيْرِ رَمَضَانَ ، أَوْ أَنَّهُ فَرَضَ صَلَاةً سَادِسَةً وَقْتَ الضُّحَى أَوْ نِصْفَ اللَّيْلِ ، أَوْ أَنَّهُ فَرَضَ حَجَّ بَيْتٍ آخَرَ غَيْرِ
الْكَعْبَةِ ، أَوْ أَنَّ الْقُرْآنَ عَارَضَهُ طَائِفَةٌ مِنَ الْعَرَبِ أَوْ غَيْرِهِمْ بِكَلَامٍ يُشَابِهُهُ ، وَنَحْوَ هَذِهِ الْأُمُورِ - لَكُنَّا نَعْلَمُ كَذِبَ هَذَا الْكَاذِبِ ، فَإِنَّا نَعْلَمُ انْتِفَاءَ هَذِهِ الْأُمُورِ بِانْتِفَاءِ لَازِمِهَا ، فَإِنَّ هَذِهِ لَوْ كَانَتْ مِمَّا يَتَوَفَّرُ الْهِمَمُ وَالدَّوَاعِي عَلَى نَقْلِهَا عَامَّةً لِبَنِي آدَمَ ، وَخَاصَّةً لِأُمَّتِنَا شَرْعًا ، فَإِذَا لَمْ يَنْقُلْهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، فَضْلًا عَنْ أَنْ تَتَوَاتَرَ ، عُلِمَ أَنَّهَا كَذِبٌ .
وَمِنْ هَذَا الْبَابِ نَقْلُ النَّصِّ عَلَى خِلَافَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ ، فَإِنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ كَذِبٌ مِنْ طُرُقٍ كَثِيرَةٍ ، فَإِنَّ هَذَا النَّصَّ لَمْ يَنْقُلْهُ أَحَدٌ ( مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ) بِإِسْنَادٍ
[11] صَحِيحٍ ، فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ مُتَوَاتِرًا ، وَلَا نُقِلَ أَنَّ أَحَدًا ذَكَرَهُ عَلَى عَهْدِ
[12] [ ص: 441 ] الْخُلَفَاءِ
[13] مَعَ تَنَازُعِ النَّاسِ فِي الْخِلَافَةِ ، وَتَشَاوُرِهِمْ
[14] فِيهَا يَوْمَ
السَّقِيفَةِ ، وَحِينَ مَوْتِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ ، وَحِينَ جُعِلَ الْأَمْرُ شُورَى بَيْنَهُمْ فِي سِتَّةٍ ، ثُمَّ لَمَّا قُتِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ وَاخْتَلَفَ النَّاسُ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ ، فَمِنَ الْمَعْلُومِ * أَنَّ مِثْلَ هَذَا النَّصِّ لَوْ كَانَ كَمَا تَقُولُهُ
الرَّافِضَةُ مِنْ أَنَّهُ نَصَّ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ نَصًّا جَلِيًّا قَاطِعًا لِلْعُذْرِ عَلِمَهُ الْمُسْلِمُونَ ، لَكَانَ مِنَ الْمَعْلُومِ *
[15] بِالضَّرُورَةِ أَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَنْقُلَهُ النَّاسُ نَقْلَ مِثْلِهِ ، وَأَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَذْكُرَهُ لِكَثِيرٍ
[16] مِنَ النَّاسِ ، بَلْ أَكْثَرِهِمْ ، فِي مِثْلِ هَذِهِ الْمَوَاطِنِ الَّتِي تَتَوَفَّرُ الْهِمَمُ عَلَى ذِكْرِهِ فِيهَا غَايَةَ التَّوَفُّرِ ، فَانْتِفَاءُ مَا يُعْلَمُ أَنَّهُ لَازِمٌ يَقْتَضِي انْتِفَاءَ مَا يُعْلَمُ أَنَّهُ مَلْزُومٌ ، وَنَظَائِرُ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ .
فَفِي الْجُمْلَةِ الْكَذِبُ هُوَ نَقِيضُ الصِّدْقِ وَأَحَدُ النَّقِيضَيْنِ يُعْلَمُ انْتِفَاؤُهُ تَارَةً بِثُبُوتِ نَقِيضِهِ ، وَتَارَةً بِمَا يَدُلُّ عَلَى انْتِفَائِهِ بِخُصُوصِهِ .
وَالْكَلَامُ مَعَ
الشِّيعَةِ أَكْثَرُهُ مَبْنِيٌّ عَلَى النَّقْلِ ، فَمَنْ كَانَ خَبِيرًا بِمَا وَقَعَ ، وَبِالْأَخْبَارِ الصَّادِقَةِ الَّتِي تُوجِبُ الْعِلْمَ الْيَقِينِيَّ عَلِمَ انْتِفَاءَ مَا يُنَاقِضُ ذَلِكَ يَقِينًا
[17] ، وَلِهَذَا لَيْسَ فِي أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ ( إِلَّا )
[18] مَا يُوجِبُ الْعِلْمَ بِفَضْلِ
[19] الشَّيْخَيْنِ وَصِحَّةِ إِمَامَتِهِمَا ، وَكَذِبِ مَا تَدَّعِيهِ
الرَّافِضَةُ .
[ ص: 442 ] ثُمَّ كُلُّ مَنْ كَانَ أَعْلَمَ بِالرَّسُولِ وَأَحْوَالِهِ ، كَانَ أَعْلَمَ بِبُطْلَانِ مَذْهَبِ
الزَّيْدِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ ، مِمَّنْ يَدَّعِي نَصًّا خَفِيًّا ، وَأَنَّ
[20] nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا كَانَ أَفْضَلَ مِنَ الثَّلَاثَةِ ، أَوْ يَتَوَقَّفُ فِي التَّفْضِيلِ ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ إِنَّمَا وَقَعُوا فِي الْجَهْلِ الْمُرَكَّبِ أَوِ الْبَسِيطِ لِضَعْفِ عِلْمِهِمْ بِمَا عَلِمَهُ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْأَحَادِيثِ وَالْآثَارِ .