[ ص: 315 ] وقاتل
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب الفرس المجوس ، وفتح أرضهم ، وظهر تصديق خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=908614إذا هلك nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى فلا nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى بعده ، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده ، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله عز وجل . أخرجاه في الصحيحين .
وهذا بعد أن
nindex.php?page=treesubj&link=30936بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رسوله إلى المجوس ، وكتب كتابا إلى nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى ملك الفرس ، كما كتب إلى ملوك
النصارى ، كما تقدم عن
قيصر والمقوقس ، ولكن ملوك
النصارى تأدبوا معه وخضعوا له ، فبقي ملكهم . وأما ملك
الفرس فمزق كتابه ، فدعا
[ ص: 316 ] عليهم فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=883383اللهم مزق ملكهم كل ممزق ، فلم يبق لهم ملك .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس :
nindex.php?page=hadith&LINKID=654072بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=196عبد الله بن حذافة بكتابه إلى nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى ، فدفعه إلى عظيم البحرين ، فدفعه عظيم البحرين إلى nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى ، فلما قرأه يعني nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى مزقه ، فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق nindex.php?page=treesubj&link=30936كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى وقيصر ، فأما
nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى فلما قرأ الكتاب مزقه ، وأما
قيصر لما قرأ الكتاب طواه ووضعه عنده ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=883382أما هؤلاء يعني كسرى فيمزقون ، وأما هؤلاء فستكون لهم بقية .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ ص: 317 ] nindex.php?page=showalam&ids=196عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي إلى
nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى بن هرمز ملك
الفرس ، وكتب :
nindex.php?page=hadith&LINKID=68398بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى عظيم فارس ، سلام على من اتبع الهدى ، وآمن بالله ورسوله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، فإني أدعوك بدعاية الله ، فإني رسول الله إلى الناس كافة ; لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ، فأسلم تسلم ، وإن أبيت فإن إثم المجوس عليك .
فلما قرأ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شققه ، وقال : يكتب إلي بهذا الكتاب وهو عبدي ؟
[ ص: 318 ] قلت : وسبب قول
nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى هذا استعلائه : أن
الحبشة كانوا قد ملكوا
اليمن ، وملكهم سار إلى
مكة بالفيل ; ليخرب البيت ، وكانوا
نصارى ، فأرسل الله عليهم من ناحية البحر طيرا أبابيل ، وهي جماعات في تفرقة تحمل حجارة من طين ، فألقتها على
الحبشة النصارى فأهلكتهم ، وكان هذا آية عظيمة خضعت بها الأمم للبيت وجيران البيت .
وعلم العقلاء أن هذا لم يكن نصرا من الله لمشركي العرب ; فإن دين
النصارى خير من دينهم ، وإنما كان نصرا للبيت وللأمة المسلمة التي تعظمه ، وللنبي المبعوث من البيت ، وكان ذلك عام مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله في ذلك :
nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=1ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=2ألم يجعل كيدهم في تضليل nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=3وأرسل عليهم طيرا أبابيل nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=4ترميهم بحجارة من سجيل nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=5فجعلهم كعصف مأكول .
ثم إن
سيف بن ذي يزن ذهب إلى
nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى ، وطلب منه جيشا
[ ص: 319 ] يغزو به
الحبشة ، فأرسل معه عسكرا من
الفرس والمجوس ، فأخرجوا
الحبشة من
اليمن ، وصارت
اليمن بيد العرب ، وبها نائب
nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى ،
وسيف بن ذي يزن هذا ممن بشر بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل ظهوره ، وأخبر بذلك جده
عبد المطلب لما وفد عليه .
فلما كانت
اليمن مطيعة
لكسرى ، لهذا أرسل إلى نائبه على
اليمن أن يأتيه بالنبي صلى الله عليه وسلم ; لأن عسكر
اليمن في العادة يقهر أهل
مكة والمدينة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : فبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=883383مزق الله ملكه حين بلغه أنه شقق كتابه .
ثم كتب
nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى إلى
باذان - وهو على
اليمن - أن ابعث إلى هذا الرجل الذي
بالحجاز من عندك رجلين جلدين فليأتياني به ، قال : فبعث
[ ص: 320 ] باذان قهرمانه ، وهو بابويه ، وقال غيره :
فيروز الديلمي ، وكان حاسبا كاتبا ، وبعث معه برجل من
الفرس ، وكتب معهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمره أن ينصرف معهما إلى
nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى ، وقال لبابويه : ويلك ، انظر ما الرجل وكلمه وائتني بخبره .
قال : فخرجا حتى قدما إلى
الطائف فسألا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : هو
بالمدينة واستبشروا يعني الكفار ، وقالوا : قد نصب له
nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى كفيتم الرجل ، فخرجا حتى قدما
المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه بابويه ، وقال : إن شاهنشاه ملك الملوك
nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى كتب إلى الملك
باذان يأمره أن يبعث إليك من يأتيه بك ، وقد بعثني إليك فانطلق معي ، فإن فعلت كتب معك إلى ملك الملوك بكتاب ينفعك ويكف عنك به ، وإن أبيت فهو من قد علمت وهو مهلكك ومهلك قومك ومخرب بلادك .
وكانا قد دخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حلقا لحاهما ، وأبقيا شواربهما فكره النظر إليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال لهما :
ويلكما من أمركما بهذا ؟ ، قالا : أمرنا بهذا ربنا - يعنيان
nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى - فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ ص: 321 ] لكن ربي عز وجل أمرني بإعفاء لحيتي وبقص شاربي ثم قال لهما ارجعا حتى تأتياني الغد .
قال : وجاء الخبر من السماء : أن الله عز وجل سلط على
nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى ابنه
شيرويه ، فقتله في شهر كذا ، في ليلة كذا ، في ساعة كذا ، فلما أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال لهما :
إن ربي قتل ربكما ليلة كذا ، في شهر كذا ، بعدما مضى من الليل كذا ، سلط عليه ابنه شيرويه فقتله ، فقالا له : هل تدري ما تقول ؟ إنا قد نقمنا منك ما هو أيسر من هذا فنكتب بهذا عنك ونخبر الملك به ؟ قال :
نعم أخبراه ذلك عني ، وقولا له إن ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ ملك nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى ، وينتهي إلى منتهى الخف والحافر ، وقولا له : إنك إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك وملكتك على قومك من الأبناء . وأعطى رفيقه منطقة من ذهب وفضة كان أهداها له بعض الملوك ، فخرجا من عنده حتى قدما على
باذان وأخبراه الخبر .
[ ص: 322 ] فقال : والله ما هذا بكلام ملك ، وإني لأرى الرجل نبيا كما يقول ، ولننظرن ما قد قال ، فلئن كان ما قد قال حقا ما بقي فيه كلام إنه لنبي مرسل ، وإن لم يكن فسنرى فيه رأينا ، فلم يلبث
باذان أن قدم عليه كتاب
شيرويه : أما بعد ، فإنني قد قتلت
nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى ولم أقتله إلا غضبا
لفارس لما كان قد استحل قتل أشرافهم وتجهيزهم في بعوثهم ، فإذا جاءك كتابي هذا فخذ لي الطاعة ممن قبلك ، وانظر الرجل الذي كان
nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى كتب إليك فيه فلا تهجه حتى يأتيك أمري فيه .
فلما انتهى كتاب
شيرويه إلى
باذان قال : إن هذا الرجل لرسول الله ، وأسلم لله ، وأسلمت أبناء
فارس من كان منهم
باليمن .
[ ص: 323 ] وقال
أبو معشر : حدثني
المقبري قال : جاء
فيروز الديلمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن
nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى كتب إلى
باذان : بلغني أن في أرضك رجلا تنبأ فاربطه وابعث به إلي ، فقال له
[ ص: 324 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن ربي غضب على ربك فقتله ، فدمه بنحره سخن الساعة فخرج من عنده فسمع الخبر فأسلم وحسن إسلامه ، وكان رجلا صالحا له في الإسلام آثار جميلة منها قتل
الأسود العنسي الكذاب الذي ادعى النبوة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان
الأسود جبارا استدعى
nindex.php?page=showalam&ids=12150بأبي مسلم الخولاني ، فقال له : أتشهد أني رسول الله ؟ فقال
أبو مسلم : ما أسمع . فقال له : أتشهد أن
محمدا رسول الله ؟ قال : نعم . فردد ذلك عليه مرارا ، فأمر بنار عظيمة فأضرمت ، ثم أمر بإلقاء
أبي مسلم فيها فلم تضره ، فأخمدها الله تعالى حين ألقي فيها ، فقيل له : أخرج هذا عنك من أرضك ; لئلا يفسد عليك أتباعك فأخرجه .
فقدم
أبو مسلم المدينة ، وقد توفي رسول الله صلى الله عليه
[ ص: 325 ] وسلم ، واستخلف
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ، فأناخ راحلته بباب المسجد ، ثم دخل المسجد فقام يصلي إلى سارية ، فبصر به
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، فقام إليه فقال : ممن الرجل ؟ قال : من أهل
اليمن . قال : ما فعل الذي حرقه الكذاب ؟ قال : ذلك
عبد الله بن ثوب . قال : نشدتك بالله أنت هو ؟ قال : اللهم نعم . فاعتنقه ، ثم بكى ، ثم ذهب به حتى أجلسه بينه وبين
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، فقال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة
محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به كما فعل
بإبراهيم خليل الرحمن .
[ ص: 326 ] ثم خرج
فيروز الديلمي على
الأسود العنسي فقتله ، وجاء الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله وهو في مرض موته ، فخرج فأخبر أصحابه . وقال :
قتل الأسود العنسي الليلة رجل صالح من قوم صالحين . وقصته مشهورة ، وكذلك قصة
مسيلمة الكذاب ونحوهما من المتنبئين الكذابين .
[ ص: 315 ] وَقَاتَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْفُرْسَ الْمَجُوسَ ، وَفَتَحَ أَرْضَهُمْ ، وَظَهَرَ تَصْدِيقُ خَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=908614إِذَا هَلَكَ nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى فَلَا nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى بَعْدَهُ ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ .
وَهَذَا بَعْدَ أَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=30936بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولَهُ إِلَى الْمَجُوسِ ، وَكَتَبَ كِتَابًا إِلَى nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى مَلِكِ الْفُرْسِ ، كَمَا كَتَبَ إِلَى مُلُوكِ
النَّصَارَى ، كَمَا تَقَدَّمَ عَنْ
قَيْصَرَ وَالْمُقَوْقِسِ ، وَلَكِنَّ مُلُوكَ
النَّصَارَى تَأَدَّبُوا مَعَهُ وَخَضَعُوا لَهُ ، فَبَقِيَ مُلْكُهُمْ . وَأَمَّا مَلِكُ
الْفُرْسِ فَمَزَّقَ كِتَابَهُ ، فَدَعَا
[ ص: 316 ] عَلَيْهِمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=883383اللَّهُمَّ مَزِّقْ مُلْكَهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ، فَلَمْ يَبْقَ لَهُمْ مُلْكٌ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=654072بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ nindex.php?page=showalam&ids=196عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ بِكِتَابِهِ إِلَى nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى ، فَدَفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ ، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى ، فَلَمَّا قَرَأَهُ يَعْنِي nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى مَزَّقَهُ ، فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ nindex.php?page=treesubj&link=30936كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى وَقَيْصَرَ ، فَأَمَّا
nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ مَزَّقَهُ ، وَأَمَّا
قَيْصَرُ لَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ طَوَاهُ وَوَضَعَهُ عِنْدَهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=883382أَمَّا هَؤُلَاءِ يَعْنِي كِسْرَى فَيُمَزَّقُونَ ، وَأَمَّا هَؤُلَاءِ فَسَتَكُونُ لَهُمْ بَقِيَّةٌ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[ ص: 317 ] nindex.php?page=showalam&ids=196عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسٍ السَّهْمِيَّ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ مَلِكِ
الْفُرْسِ ، وَكَتَبَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=68398بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى عَظِيمِ فَارِسَ ، سَلَامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ، وَآمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ اللَّهِ ، فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً ; لِأُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ، فَأَسْلِمْ تَسْلَمْ ، وَإِنْ أَبَيْتَ فَإِنَّ إِثْمَ الْمَجُوسِ عَلَيْكَ .
فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَقَّقَهُ ، وَقَالَ : يَكْتُبُ إِلَيَّ بِهَذَا الْكِتَابِ وَهُوَ عَبْدِي ؟
[ ص: 318 ] قُلْتُ : وَسَبَبُ قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى هَذَا اسْتِعْلَائُهُ : أَنَّ
الْحَبَشَةَ كَانُوا قَدْ مَلَكُوا
الْيَمَنَ ، وَمَلِكُهُمْ سَارَ إِلَى
مَكَّةَ بِالْفِيلِ ; لِيُخَرِّبَ الْبَيْتَ ، وَكَانُوا
نَصَارَى ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَحْرِ طَيْرًا أَبَابِيلَ ، وَهِيَ جَمَاعَاتٌ فِي تَفْرِقَةٍ تَحْمِلُ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ ، فَأَلْقَتْهَا عَلَى
الْحَبَشَةِ النَّصَارَى فَأَهْلَكَتْهُمْ ، وَكَانَ هَذَا آيَةً عَظِيمَةً خَضَعَتْ بِهَا الْأُمَمُ لِلْبَيْتِ وَجِيرَانِ الْبَيْتِ .
وَعَلِمَ الْعُقَلَاءُ أَنَّ هَذَا لَمْ يَكُنْ نَصْرًا مِنَ اللَّهِ لِمُشْرِكِي الْعَرَبِ ; فَإِنَّ دِينَ
النَّصَارَى خَيْرٌ مِنْ دِينِهِمْ ، وَإِنَّمَا كَانَ نَصْرًا لِلْبَيْتِ وَلِلْأُمَّةِ الْمُسْلِمَةِ الَّتِي تُعَظِّمُهُ ، وَلِلنَّبِيِّ الْمَبْعُوثِ مِنَ الْبَيْتِ ، وَكَانَ ذَلِكَ عَامَ مَوْلِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=1أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=2أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=3وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=4تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=5فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ .
ثُمَّ إِنَّ
سَيْفَ بْنَ ذِي يَزَنَ ذَهَبَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى ، وَطَلَبَ مِنْهُ جَيْشًا
[ ص: 319 ] يَغْزُو بِهِ
الْحَبَشَةَ ، فَأَرْسَلَ مَعَهُ عَسْكَرًا مِنَ
الْفُرْسِ وَالْمَجُوسِ ، فَأَخْرَجُوا
الْحَبَشَةَ مِنَ
الْيَمَنِ ، وَصَارَتِ
الْيَمَنُ بِيَدِ الْعَرَبِ ، وَبِهَا نَائِبُ
nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى ،
وَسَيْفُ بْنُ ذِي يَزَنَ هَذَا مِمَّنْ بَشَّرَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ ظُهُورِهِ ، وَأَخْبَرَ بِذَلِكَ جَدَّهُ
عَبْدَ الْمُطَّلِبِ لَمَّا وَفَدَ عَلَيْهِ .
فَلَمَّا كَانَتِ
الْيَمَنُ مُطِيعَةً
لِكِسْرَى ، لِهَذَا أَرْسَلَ إِلَى نَائِبِهِ عَلَى
الْيَمَنِ أَنْ يَأْتِيَهُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; لِأَنَّ عَسْكَرَ
الْيَمَنِ فِي الْعَادَةِ يَقْهَرُ أَهْلَ
مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ : فَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=883383مَزَّقَ اللَّهُ مُلْكَهُ حِينَ بَلَغَهُ أَنَّهُ شَقَّقَ كِتَابَهُ .
ثُمَّ كَتَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى إِلَى
بَاذَانَ - وَهُوَ عَلَى
الْيَمَنِ - أَنِ ابْعَثْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي
بِالْحِجَازِ مِنْ عِنْدِكَ رَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ فَلْيَأْتِيَانِي بِهِ ، قَالَ : فَبَعَثَ
[ ص: 320 ] بَاذَانُ قَهْرُمَانَهُ ، وَهُوَ بَابَوَيْهِ ، وَقَالَ غَيْرُهُ :
فَيْرُوزُ الدَّيْلَمِيُّ ، وَكَانَ حَاسِبًا كَاتِبًا ، وَبَعَثَ مَعَهُ بِرَجُلٍ مِنَ
الْفُرْسِ ، وَكَتَبَ مَعَهُمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُهُ أَنْ يَنْصَرِفَ مَعَهُمَا إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى ، وَقَالَ لِبَابَوَيْهِ : وَيْلَكَ ، انْظُرْ مَا الرَّجُلُ وَكَلِّمْهُ وَائْتِنِي بِخَبَرِهِ .
قَالَ : فَخَرَجَا حَتَّى قَدِمَا إِلَى
الطَّائِفِ فَسَأَلَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالُوا : هُوَ
بِالْمَدِينَةِ وَاسْتَبْشَرُوا يَعْنِي الْكُفَّارَ ، وَقَالُوا : قَدْ نَصَبَ لَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى كُفِيتُمُ الرَّجُلَ ، فَخَرَجَا حَتَّى قَدِمَا
الْمَدِينَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ بَابَوَيْهِ ، وَقَالَ : إِنَّ شَاهِنْشَاهْ مَلِكَ الْمُلُوكِ
nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى كَتَبَ إِلَى الْمَلِكِ
بَاذَانَ يَأْمُرُهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْكَ مَنْ يَأْتِيهِ بِكَ ، وَقَدْ بَعَثَنِي إِلَيْكَ فَانْطَلِقْ مَعِي ، فَإِنْ فَعَلْتَ كَتَبَ مَعَكَ إِلَى مَلِكِ الْمُلُوكِ بِكِتَابٍ يَنْفَعُكَ وَيَكُفُّ عَنْكَ بِهِ ، وَإِنْ أَبَيْتَ فَهُوَ مَنْ قَدْ عَلِمْتَ وَهُوَ مُهْلِكُكَ وَمُهْلِكُ قَوْمِكَ وَمُخَرِّبُ بِلَادِكَ .
وَكَانَا قَدْ دَخَلَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ حَلَقَا لِحَاهُمَا ، وَأَبْقَيَا شَوَارِبَهُمَا فَكَرِهَ النَّظَرَ إِلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ لَهُمَا :
وَيْلَكُمَا مَنْ أَمَرَكُمَا بِهَذَا ؟ ، قَالَا : أَمَرَنَا بِهَذَا رَبُّنَا - يَعْنِيَانِ
nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى - فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[ ص: 321 ] لَكِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي بِإِعْفَاءِ لِحْيَتِي وَبِقَصِّ شَارِبِي ثُمَّ قَالَ لَهُمَا ارْجِعَا حَتَّى تَأْتِيَانِي الْغَدَ .
قَالَ : وَجَاءَ الْخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ : أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَلَّطَ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى ابْنَهُ
شِيرَوَيْهِ ، فَقَتَلَهُ فِي شَهْرِ كَذَا ، فِي لَيْلَةِ كَذَا ، فِي سَاعَةِ كَذَا ، فَلَمَّا أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لَهُمَا :
إِنَّ رَبِّي قَتَلَ رَبَّكُمَا لَيْلَةَ كَذَا ، فِي شَهْرِ كَذَا ، بَعْدَمَا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ كَذَا ، سَلَّطَ عَلَيْهِ ابْنَهُ شِيرَوَيْهِ فَقَتَلَهُ ، فَقَالَا لَهُ : هَلْ تَدْرِي مَا تَقُولُ ؟ إِنَّا قَدْ نَقَمْنَا مِنْكَ مَا هُوَ أَيْسَرُ مِنْ هَذَا فَنَكْتُبُ بِهَذَا عَنْكَ وَنُخْبِرُ الْمَلِكَ بِهِ ؟ قَالَ :
نَعَمْ أَخْبِرَاهُ ذَلِكَ عَنِّي ، وَقُولَا لَهُ إِنَّ دِينِي وَسُلْطَانِي سَيَبْلُغُ مَا بَلَغَ مُلْكُ nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى ، وَيَنْتَهِي إِلَى مُنْتَهَى الْخُفِّ وَالْحَافِرِ ، وَقُولَا لَهُ : إِنَّكَ إِنْ أَسْلَمْتَ أَعْطَيْتُكَ مَا تَحْتَ يَدَيْكَ وَمَلَّكْتُكَ عَلَى قَوْمِكَ مِنَ الْأَبْنَاءِ . وَأَعْطَى رَفِيقَهُ مِنْطَقَةً مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ كَانَ أَهْدَاهَا لَهُ بَعْضُ الْمُلُوكِ ، فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى قَدِمَا عَلَى
بَاذَانَ وَأَخْبَرَاهُ الْخَبَرَ .
[ ص: 322 ] فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا هَذَا بِكَلَامِ مَلِكٍ ، وَإِنِّي لَأَرَى الرَّجُلَ نَبِيًّا كَمَا يَقُولُ ، وَلَنَنْظُرَنَّ مَا قَدْ قَالَ ، فَلَئِنْ كَانَ مَا قَدْ قَالَ حَقًّا مَا بَقِيَ فِيهِ كَلَامٌ إِنَّهُ لَنَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَسَنَرَى فِيهِ رَأْيَنَا ، فَلَمْ يَلْبَثْ
بَاذَانُ أَنْ قَدِمَ عَلَيْهِ كِتَابُ
شِيرَوَيْهِ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّنِي قَدْ قَتَلْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى وَلَمْ أَقْتُلْهُ إِلَّا غَضَبًا
لِفَارِسَ لِمَا كَانَ قَدِ اسْتَحَلَّ قَتْلَ أَشْرَافِهِمْ وَتَجْهِيزَهُمْ فِي بُعُوثِهِمْ ، فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا فَخُذْ لِيَ الطَّاعَةَ مِمَّنْ قِبَلَكَ ، وَانْظُرِ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى كَتَبَ إِلَيْكَ فِيهِ فَلَا تُهِجْهُ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي فِيهِ .
فَلَمَّا انْتَهَى كِتَابُ
شِيرَوَيْهِ إِلَى
بَاذَانَ قَالَ : إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ لَرَسُولُ اللَّهِ ، وَأَسْلَمَ لِلَّهِ ، وَأَسْلَمَتْ أَبْنَاءُ
فَارِسَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ
بِالْيَمَنِ .
[ ص: 323 ] وَقَالَ
أَبُو مَعْشَرٍ : حَدَّثَنِي
الْمَقْبُرِيُّ قَالَ : جَاءَ
فَيْرُوزُ الدَّيْلَمِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : إِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى كَتَبَ إِلَى
بَاذَانَ : بَلَغَنِي أَنَّ فِي أَرْضِكَ رَجُلًا تَنَبَّأَ فَارْبِطْهُ وَابْعَثْ بِهِ إِلَيَّ ، فَقَالَ لَهُ
[ ص: 324 ] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنْ رَبِّي غَضِبَ عَلَى رَبِّكَ فَقَتَلَهُ ، فَدَمُهُ بِنَحْرِهِ سَخُنَ السَّاعَةَ فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ فَسَمِعَ الْخَبَرَ فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا لَهُ فِي الْإِسْلَامِ آثَارٌ جَمِيلَةٌ مِنْهَا قَتْلُ
الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ الْكَذَّابِ الَّذِي ادَّعَى النُّبُوَّةَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ
الْأَسْوَدُ جَبَّارًا اسْتَدْعَى
nindex.php?page=showalam&ids=12150بِأَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ ، فَقَالَ لَهُ : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ؟ فَقَالَ
أَبُو مُسْلِمٍ : مَا أَسْمَعُ . فَقَالَ لَهُ : أَتَشْهَدُ أَنَّ
مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ . فَرَدَّدَ ذَلِكَ عَلَيْهِ مِرَارًا ، فَأَمَرَ بِنَارٍ عَظِيمَةٍ فَأُضْرِمَتْ ، ثُمَّ أَمَرَ بِإِلْقَاءِ
أَبِي مُسْلِمٍ فِيهَا فَلَمْ تَضُرَّهُ ، فَأَخْمَدَهَا اللَّهُ تَعَالَى حِينَ أُلْقِيَ فِيهَا ، فَقِيلَ لَهُ : أَخْرِجْ هَذَا عَنْكَ مِنْ أَرْضِكَ ; لِئَلَّا يُفْسِدَ عَلَيْكَ أَتْبَاعَكَ فَأَخْرَجَهُ .
فَقَدِمَ
أَبُو مُسْلِمٍ الْمَدِينَةَ ، وَقَدْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
[ ص: 325 ] وَسَلَّمَ ، وَاسْتُخْلِفَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ ، فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ بِبَابِ الْمَسْجِدِ ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَامَ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ ، فَبَصُرَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ ، فَقَامَ إِلَيْهِ فَقَالَ : مِمَّنِ الرَّجُلُ ؟ قَالَ : مِنْ أَهْلِ
الْيَمَنِ . قَالَ : مَا فَعَلَ الَّذِي حَرَقَهُ الْكَذَّابُ ؟ قَالَ : ذَلِكَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَوْبٍ . قَالَ : نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ أَنْتَ هُوَ ؟ قَالَ : اللَّهُمَّ نَعَمْ . فَاعْتَنَقَهُ ، ثُمَّ بَكَى ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ حَتَّى أَجْلَسَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى أَرَانِي فِي أُمَّةِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ فَعَلَ بِهِ كَمَا فَعَلَ
بِإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ .
[ ص: 326 ] ثُمَّ خَرَجَ
فَيْرُوزُ الدَّيْلَمِيُّ عَلَى
الْأَسْوَدِ الْعَنْسِي فَقَتَلَهُ ، وَجَاءَ الْخَبَرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِهِ وَهُوَ فِي مَرَضِ مَوْتِهِ ، فَخَرَجَ فَأَخْبَرَ أَصْحَابَهُ . وَقَالَ :
قَتَلَ الْأَسْوَدَ الْعَنْسِيَّ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ قَوْمٍ صَالِحِينَ . وَقِصَّتُهُ مَشْهُورَةٌ ، وَكَذَلِكَ قِصَّةُ
مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ وَنَحْوِهِمَا مِنَ الْمُتَنَبِّئِينَ الْكَذَّابِينَ .