[ ص: 483 ] nindex.php?page=treesubj&link=28674التعريف بالشرك
( وهو ) أي الشرك الذي تقدم ذكره في المتن وذكر النصوص فيه في الشرح ( اتخاذ العبد غير الله ) من نبي أو ولي أو ملك أو قبر أو جني أو شجر أو حجر أو حيوان أو نار أو شمس أو قمر أو كوكب أو غير ذلك . ( ندا ) من دون الله ( مسويا به ) الله يحبه كحب الله ويخافه ويخشاه كخشية الله ويتبعه على غير مرضاة الله ويطيعه في معصية الله ويشركه في عبادة الله ( مضاه ) به الله ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=165ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ) ( البقرة : 165 ) وحكى عنهم في اختصامهم في النار : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=96قالوا وهم فيها يختصمون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=97تالله إن كنا لفي ضلال مبين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=98إذ نسويكم برب العالمين ) ( الشعراء 96 - 98 ) وقد أخبرنا الله عز وجل أنهم لم يسووهم به في خلق ولا رزق ولا إحياء ولا إماتة ولا في شيء من تدبير الملكوت ، بل أخبرنا أنهم مقرون لله تعالى بالربوبية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=9ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ) ( الزخرف : 9 ) وغير ذلك من الآيات والأحاديث التي تقدمت ، ولكنهم سووهم بالله تعالى في حبهم إياهم كحب الله ولم يجعلوا المحبة لله وحده ، في خوفهم منهم وخشيتهم كخشية الله ، ولم يجعلوا الخشية لله والخوف من الله وحده ، وأشركوهم في عبادة الله ولم يفردوا الله بالعبادة دون من سواه ، مع أنهم لم يعبدوهم استقلالا ، بل زعموهم شفعاء لهم عند الله ليقربوهم إلى الله زلفى ، ولكن اعتقدوا تلك الشفاعة والتقريب ملكا للمخلوق ويبطلونه منه ، وأن له أن يشفع بدون إذن الله ، والله تعالى يقول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3ما من شفيع إلا من بعد إذنه ) ( يونس : 3 ) ولهذا سمى الله تعالى استشفاعهم ذلك شركا ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=18ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون ) ( يونس : 18 ) فجمعوا في ذلك بين شركين : الأول عبادتهم إياهم من دون الله عز وجل ، والثاني جعلهم شفعاء بدون إذن الله عز وجل ، وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=3ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )
[ ص: 484 ] ( الزمر : 3 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء ) ( الأنعام : 94 ) .
وأيضا فقد أخبرنا الله تعالى أنهم إنما كانوا يعبدون معه غيره في الرخاء ، وأما في الشدة فكانوا يخلصون العبادة لله ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ) ( العنكبوت : 65 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=23فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق ) ( يونس : 22 - 23 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=63قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=64قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون ) ( الأنعام : 63 ) .
وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله ) ( الزمر : 8 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون ) ( الروم : 33 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا ) ( الإسراء : 67 ) الآيات . وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=40قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=41بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون ) ( الأنعام : 40 - 41 ) وغير ذلك من الآيات .
وفي حديث
حصين المتقدم ، لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024540كم تعبد اليوم من إله ؟ " قال : سبعة ; ستة في الأرض وواحد في السماء . قال : " فمن تعبد لرغبتك ورهبتك ؟ " قال : الذي في السماء .
ولما ركب بعض مشركي
قريش فارا من النبي صلى الله عليه وسلم
[ ص: 485 ] حين فتح
مكة ، فلما اضطرب البحر عليهم وشاهدوا من أمر الله ما شاهدوا ، فقال بعضهم لبعض : ادعوا الله فإنه لا ينجيكم من هذه إلا هو . فقال : والله إن كان لا ينفع في البحر إلا هو فإنه لا ينفع في البر إلا هو ، لئن أخرجني الله من هذه لأذهبن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأضعن يدي في يده . وهذا بخلاف مشركي زماننا اليوم من عباد القبور وغيرها ، فإنهم يشركون في الشدة أضعاف شركهم في الرخاء ، حتى إن كانوا ينذرون لهذا الولي في الرخاء ببعير أو تبيع أو شاة أو دينار أو درهم أو نحو ذلك فأصابتهم الشدة زادوا ضعف ذلك ، فجعلوا له بعيرين أو تبيعين أو شاتين أو دينارين أو درهمين أو غير ذلك . وأيضا فإنهم يعتقدون فيهم من صفات الربوبية وأنهم متصرفون فيما لا يقدر عليه إلا الله ، وغلا بعضهم حتى جعل منهم المتصرف في تدبير الكون على سبيل الاستقلال ، ويقولون فيه : إنها لا تتحرك ذرة ولا تسكن إلا بإذن فلان ، تعالى الله وتقدس وجل وعلا عن أن يكون معه إله غيره ، أو يكون له شريك في الملك أو ولي من الذل ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=22لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=91ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=92عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=42قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=43سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=44تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا ) وغير ذلك من الآيات .
يقصده عند نزول الضر لجلب خير أو لدفع الشر أو عند أي غرض لا يقدر
عليه إلا المالك المقتدر مع جعله لذلك المدعو
أو المعظم أو المرجو في الغيب سلطانا به يطلع
على ضمير من إليه يفزع
.
[ ص: 486 ] ( يقصده ) أي المتخذ ذلك الند من دون الله يقصد نده عند نزول الضر به من خير فاته أو شر دهمه ( لجلب خير ) له أو ( لدفع الشر عنه ) ( أو عند ) احتياج ( أي غرض ) من الأغراض ، والحال أنه ( لا يقدر عليه ) أي على ذلك الغرض ( إلا المالك المقتدر ) وهو الله سبحانه وتعالى ( مع جعله ) أي العبد ( لذلك المدعو أو المعظم أو المرجو ) من ملك أو نبي أو ولي أو قبر أو شجر أو حجر أو كوكب أو جني ( في الغيب سلطانا ) ; أي يعتقد أن له سلطانا غيبيا فوق طوق البشر ( به يطلع ) ; أي بذلك السلطان الذي اعتقده فيه ( على ضمير من إليه ) إلى ذلك الند ( يفزع ) في قضاء أي حاجة من شفاء مريض أو رد غائب أو غير ذلك ، فيرى أنه يسمعه إذا دعاه ويرى مكانه ويعلم حاجته ويقضيها بقدرة اعتقدها فيه مع الله ، والمقصود أنه يثبت له من صفات الربوبية ما يرفعه عن درجة العبودية إلى درجة الربوبية ، ويجعله مستحقا العبادة مع الله . ومن هنا يتبين لك ما قدمنا من أن الشرك في الألوهية يستلزم الشرك في الربوبية والأسماء والصفات ولا بد ، ويتبين لك عظم ذنب الشرك وأنه أقبح الذنوب وأظلم الظلم وأكبر الكبائر ، وأن الله تعالى لا يغفره ولا يقبل لأحد معه عملا ، وأنه لا أشد هلكة منه ، وما أرسل الله الرسل وأنزل الكتب إلا بالنذارة عن الشرك والدعوة إلى التوحيد ، وما هلكت الأمم الغابرة وأعدت لهم النيران في الآخرة إلا بالشرك والإباء عن التوحيد ، ولا نجا الرسل وأتباعهم من خزي الدنيا وعذاب الآخرة إلا بالتزام التوحيد والبراءة من الشرك ، فما هلك
قوم نوح بالطوفان ، ولا
عاد بالريح العظيم ، ولا
ثمود بالصيحة ، ولا
أهل مدين بعذاب يوم الظلة ، إلا بالشرك وعبادة الأصنام ، وهكذا الأمم من بعدهم بأنواع العذاب ، ولم يخرج عصاة الموحدين من النار في الآخرة إلا بالتوحيد ، ولم يخلد غيرهم فيها أبدا مؤبدا إلا بالشرك ، ثم اعلم أن ما عبد من دون الله إما عاقل أو غير عاقل ، فالعاقل كالآدمي والملائكة والجن وينقسمون إلى قسمين : راض بالعبادة له وغير راض بها . فالأول
كفرعون وإبليس وغيرهما من الطواغيت ، وهؤلاء في النار مع عابديهم ، كما قال الله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=166إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=167وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار )
[ ص: 487 ] ( البقرة : 166 ) .
وقال تعالى في شأن إبليس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=85لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين ) ( ص : 85 ) وقال في شأن
فرعون : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=98يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود ) ( هود : 98 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=29وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ) ( فصلت : 29 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128ويوم يحشرهم جميعا يامعشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله ) ( الأنعام : 128 ) وغير ذلك من الآيات .
والقسم الثاني وهو من كان مطيعا لله وغير راض بالعبادة له من دون الله ،
كعيسى ومريم وعزير والملائكة وغيرهم ، فهم برآء ممن عبدهم في الدنيا والآخرة ، كما قال الله تعالى عن
عيسى عليه السلام : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ) ( المائدة : 116 ) إلى آخر الآيات . وقال تعالى في شأن الملائكة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=40ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=41قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون ) ( سبأ : 40 ) .
وقال تعالى في شأن كل من عبد من دون الله تعالى من الملائكة
وعيسى وأمه
وعزير وغيرهم من أولياء الله مطلقا إلى يوم القيامة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=17ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=18قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=19فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا ) ( الفرقان : 17 - 19 ) الآية وغيرها من الآيات .
[ ص: 488 ] وأما غير العاقل من الأشجار والأحجار وغيرها مما لا يعقل فيشملها قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=99لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون ) ( الأنبياء : 98 - 99 ) ولكن الأحجار لا أرواح فيها وإنما يعذب بها من عبدها من دون الله ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=6ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ) ( التحريم : 6 ) الآية . وكما يعذب عبد الدينار والدرهم بهما ، كما قال الله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=34والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=35يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم ) ( التوبة : 34 - 35 ) .
وفي الصحيح من حديث
أبي سعيد في الشفاعة بطوله ، وفيه : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024541ينادي مناد : ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون . فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم ، وأصحاب الأوثان مع أوثانهم ، وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم " . وفيه في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024542يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول : من كان يعبد شيئا فليتبعه . فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ، ويتبع من كان يعبد القمر القمر ، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت " الحديث .
وفي حديث الصور الطويل : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024543ألا ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون من دون الله ، فلا يبقى أحد عبد من دون الله إلا مثلت له آلهته بين يديه ويجعل يومئذ ملك من الملائكة على صورة عزير ، ويجعل ملك من الملائكة على صورة عيسى بن مريم ، ثم يتبع هذا اليهود وهذا النصارى ، ثم قادتهم آلهتهم إلى النار ، وهو الذي يقول تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=99لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون ) . وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله عنه عند
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدراقطني nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني وعبد الله بن أحمد وغيرهم من المصنفين
[ ص: 489 ] في السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث بطوله . وفيه : "
ثم ينادي : أيها الناس ، ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا أن يولي كل أناس منكم ما كانوا يتولون ويعبدون في الدنيا ، أليس ذلك عدلا من ربكم ؟ قالوا : بلى . قال : فينطلق كل قوم إلى ما كانوا يعبدون ويتولون في الدنيا . قال : فينطلقون ويمثل لهم أشباه ما كانوا يعبدون ، فمنهم من ينطلق إلى الشمس ، ومنهم من ينطلق إلى القمر وإلى الأوثان من الحجارة وأشباه ما كانوا يعبدون . قال : ويمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى ، ويمثل لمن كان يعبد عزيرا شيطان عزيز ، ويبقى محمد صلى الله عليه وسلم وأمته " الحديث . قلت : وقوله : " ويمثل لهم أشباه ما كانوا يعبدون " إلخ ، هذا في مثل
عيسى وعزير . وأما عبدة الطاغوت فتقودهم طواغيتهم حقيقة لا أشباهها ، كما صرح به الكتاب والسنة . والله أعلم .
[ ص: 483 ] nindex.php?page=treesubj&link=28674التَّعْرِيفُ بِالشِّرْكِ
( وَهُوَ ) أَيِ الشِّرْكُ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي الْمَتْنِ وَذِكْرُ النُّصُوصِ فِيهِ فِي الشَّرْحِ ( اتِّخَاذُ الْعَبْدِ غَيْرَ اللَّهِ ) مِنْ نَبِيٍّ أَوْ وَلِيٍّ أَوْ مَلَكٍ أَوْ قَبْرٍ أَوْ جِنِّيٍّ أَوْ شَجَرٍ أَوْ حَجَرٍ أَوْ حَيَوَانٍ أَوْ نَارٍ أَوْ شَمْسٍ أَوْ قَمَرٍ أَوْ كَوْكَبٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ . ( نِدًّا ) مِنْ دُونِ اللَّهِ ( مُسَوِّيًا بِهِ ) اللَّهَ يُحِبُّهُ كَحُبِّ اللَّهِ وَيَخَافُهُ وَيَخْشَاهُ كَخَشْيَةِ اللَّهِ وَيَتَّبِعُهُ عَلَى غَيْرِ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَيُطِيعُهُ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَيُشْرِكُهُ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ ( مُضَاهٍ ) بِهِ اللَّهَ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=165وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ) ( الْبَقَرَةِ : 165 ) وَحَكَى عَنْهُمْ فِي اخْتِصَامِهِمْ فِي النَّارِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=96قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=97تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=98إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) ( الشُّعَرَاءِ 96 - 98 ) وَقَدْ أَخْبَرَنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُمْ لَمْ يُسَوُّوهُمْ بِهِ فِي خَلْقٍ وَلَا رِزْقٍ وَلَا إِحْيَاءٍ وَلَا إِمَاتَةٍ وَلَا فِي شَيْءٍ مِنْ تَدْبِيرِ الْمَلَكُوتِ ، بَلْ أَخْبَرَنَا أَنَّهُمْ مُقِرُّونَ لِلَّهِ تَعَالَى بِالرُّبُوبِيَّةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=9وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ) ( الزُّخْرُفِ : 9 ) وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالْأَحَادِيثِ الَّتِي تَقَدَّمَتْ ، وَلَكِنَّهُمْ سَوَّوْهُمْ بِاللَّهِ تَعَالَى فِي حُبِّهِمْ إِيَّاهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَلَمْ يَجْعَلُوا الْمَحَبَّةَ لِلَّهِ وَحْدَهُ ، فِي خَوْفِهِمْ مِنْهُمْ وَخَشْيَتِهِمْ كَخَشْيَةِ اللَّهِ ، وَلَمْ يَجْعَلُوا الْخَشْيَةَ لِلَّهِ وَالْخَوْفَ مِنَ اللَّهِ وَحْدَهُ ، وَأَشْرَكُوهُمْ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ وَلَمْ يُفْرِدُوا اللَّهَ بِالْعِبَادَةِ دُونَ مَنْ سِوَاهُ ، مَعَ أَنَّهُمْ لَمْ يَعْبُدُوهُمُ اسْتِقْلَالًا ، بَلْ زَعَمُوهُمْ شُفَعَاءَ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ لِيُقَرِّبُوهُمْ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ، وَلَكِنِ اعْتَقَدُوا تِلْكَ الشَّفَاعَةَ وَالتَّقْرِيبَ مِلْكًا لِلْمَخْلُوقِ وَيُبْطِلُونَهُ مِنْهُ ، وَأَنَّ لَهُ أَنْ يَشْفَعَ بِدُونِ إِذْنِ اللَّهِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ) ( يُونُسَ : 3 ) وَلِهَذَا سَمَّى اللَّهُ تَعَالَى اسْتِشْفَاعَهُمْ ذَلِكَ شِرْكًا ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=18وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ( يُونُسَ : 18 ) فَجَمَعُوا فِي ذَلِكَ بَيْنَ شِرْكَيْنِ : الْأَوَّلُ عِبَادَتُهُمْ إِيَّاهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالثَّانِي جَعْلُهُمْ شُفَعَاءَ بِدُونِ إِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=3أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى )
[ ص: 484 ] ( الزُّمَرِ : 3 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ) ( الْأَنْعَامِ : 94 ) .
وَأَيْضًا فَقَدْ أَخْبَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُمْ إِنَّمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مَعَهُ غَيْرَهُ فِي الرَّخَاءِ ، وَأَمَّا فِي الشِّدَّةِ فَكَانُوا يُخْلِصُونَ الْعِبَادَةَ لِلَّهِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ) ( الْعَنْكَبُوتِ : 65 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=23فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ) ( يُونُسَ : 22 - 23 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=63قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=64قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ ) ( الْأَنْعَامِ : 63 ) .
وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ) ( الزُّمَرِ : 8 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ ) ( الرُّومِ : 33 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا ) ( الْإِسْرَاءِ : 67 ) الْآيَاتِ . وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=40قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=41بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ) ( الْأَنْعَامِ : 40 - 41 ) وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ .
وَفِي حَدِيثِ
حُصَيْنٍ الْمُتَقَدِّمِ ، لَمَّا قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024540كَمْ تَعْبُدُ الْيَوْمَ مِنْ إِلَهٍ ؟ " قَالَ : سَبْعَةً ; سِتَّةٌ فِي الْأَرْضِ وَوَاحِدٌ فِي السَّمَاءِ . قَالَ : " فَمَنْ تَعْبُدُ لِرَغْبَتِكَ وَرَهْبَتِكَ ؟ " قَالَ : الَّذِي فِي السَّمَاءِ .
وَلَمَّا رَكِبَ بَعْضُ مُشْرِكِي
قُرَيْشٍ فَارًّا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[ ص: 485 ] حِينَ فَتَحَ
مَكَّةَ ، فَلَمَّا اضْطَرَبَ الْبَحْرُ عَلَيْهِمْ وَشَاهَدُوا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا شَاهَدُوا ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : ادْعُوا اللَّهَ فَإِنَّهُ لَا يُنَجِّيكُمْ مِنْ هَذِهِ إِلَّا هُوَ . فَقَالَ : وَاللَّهِ إِنْ كَانَ لَا يَنْفَعُ فِي الْبَحْرِ إِلَّا هُوَ فَإِنَّهُ لَا يَنْفَعُ فِي الْبَرِّ إِلَّا هُوَ ، لَئِنْ أَخْرَجَنِي اللَّهُ مِنْ هَذِهِ لَأَذْهَبَنَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْأَضَعَنَّ يَدِي فِي يَدِهِ . وَهَذَا بِخِلَافِ مُشْرِكِي زَمَانِنَا الْيَوْمَ مِنْ عُبَّادِ الْقُبُورِ وَغَيْرِهَا ، فَإِنَّهُمْ يُشْرِكُونَ فِي الشِّدَّةِ أَضْعَافَ شِرْكِهِمْ فِي الرَّخَاءِ ، حَتَّى إِنْ كَانُوا يُنْذِرُونَ لِهَذَا الْوَلِيِّ فِي الرَّخَاءِ بِبَعِيرٍ أَوْ تَبِيعٍ أَوْ شَاةٍ أَوْ دِينَارٍ أَوْ دِرْهَمٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ فَأَصَابَتْهُمُ الشِّدَّةُ زَادُوا ضَعْفَ ذَلِكَ ، فَجَعَلُوا لَهُ بَعِيرَيْنِ أَوْ تَبِيعَيْنِ أَوْ شَاتَيْنِ أَوْ دِينَارَيْنِ أَوْ دِرْهَمَيْنِ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ . وَأَيْضًا فَإِنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ فِيهِمْ مِنْ صِفَاتِ الرُّبُوبِيَّةِ وَأَنَّهُمْ مُتَصَرِّفُونَ فِيمَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلَّا اللَّهُ ، وَغَلَا بَعْضُهُمْ حَتَّى جَعَلَ مِنْهُمُ الْمُتَصَرِّفَ فِي تَدْبِيرِ الْكَوْنِ عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِقْلَالِ ، وَيَقُولُونَ فِيهِ : إِنَّهَا لَا تَتَحَرَّكُ ذَرَّةٌ وَلَا تَسْكُنُ إِلَّا بِإِذْنِ فُلَانٍ ، تَعَالَى اللَّهُ وَتَقَدَّسَ وَجَلَّ وَعَلَا عَنْ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ إِلَهٌ غَيْرُهُ ، أَوْ يَكُونَ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ أَوْ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=22لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=91مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=92عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=42قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=43سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=44تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ) وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ .
يَقْصِدُهُ عِنْدَ نُزُولِ الضُّرِّ لِجَلْبِ خَيْرٍ أَوْ لِدَفْعِ الشَّرِّ أَوْ عِنْدَ أَيِّ غَرَضٍ لَا يَقْدِرُ
عَلَيْهِ إِلَّا الْمَالِكُ الْمُقْتَدِرُ مَعْ جَعْلِهِ لِذَلِكَ الْمَدْعُوِّ
أَوِ الْمُعَظَّمِ أَوِ الْمَرْجُوِّ فِي الْغَيْبِ سَلَّطَانًا بِهِ يَطَّلِعُ
عَلَى ضَمِيرِ مَنْ إِلَيْهِ يَفْزَعُ
.
[ ص: 486 ] ( يَقْصِدُهُ ) أَيِ الْمُتَّخِذُ ذَلِكَ النِّدِّ مِنْ دُونِ اللَّهِ يَقْصِدُ نِدَّهُ عِنْدَ نُزُولِ الضُّرِّ بِهِ مِنْ خَيْرٍ فَاتَهُ أَوْ شَرٍّ دَهَمَهُ ( لِجَلْبِ خَيْرٍ ) لَهُ أَوْ ( لِدَفْعِ الشَّرِّ عَنْهُ ) ( أَوْ عِنْدَ ) احْتِيَاجِ ( أَيِّ غَرَضٍ ) مِنَ الْأَغْرَاضِ ، وَالْحَالُ أَنَّهُ ( لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ ) أَيْ عَلَى ذَلِكَ الْغَرَضِ ( إِلَّا الْمَالِكُ الْمُقْتَدِرُ ) وَهُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ( مَعَ جَعْلِهِ ) أَيِ الْعَبْدِ ( لِذَلِكَ الْمَدْعُوِّ أَوِ الْمُعَظَّمِ أَوِ الْمَرْجُوِّ ) مِنْ مَلَكٍ أَوْ نَبِيٍّ أَوْ وَلِيٍّ أَوْ قَبْرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ حَجَرٍ أَوْ كَوْكَبٍ أَوْ جِنِّيٍّ ( فِي الْغَيْبِ سُلْطَانًا ) ; أَيْ يَعْتَقِدُ أَنَّ لَهُ سُلْطَانًا غَيْبِيًّا فَوْقَ طَوْقِ الْبَشَرِ ( بِهِ يَطَّلِعُ ) ; أَيْ بِذَلِكَ السُّلْطَانِ الَّذِي اعْتَقَدَهُ فِيهِ ( عَلَى ضَمِيرِ مَنْ إِلَيْهِ ) إِلَى ذَلِكَ النِّدِّ ( يَفْزَعُ ) فِي قَضَاءِ أَيِّ حَاجَةٍ مِنْ شِفَاءِ مَرِيضٍ أَوْ رَدِّ غَائِبٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ ، فَيَرَى أَنَّهُ يَسْمَعُهُ إِذَا دَعَاهُ وَيَرَى مَكَانَهُ وَيَعْلَمُ حَاجَتَهُ وَيَقْضِيهَا بِقُدْرَةٍ اعْتَقَدَهَا فِيهِ مَعَ اللَّهِ ، وَالْمَقْصُودُ أَنَّهُ يُثْبِتُ لَهُ مِنْ صِفَاتِ الرُّبُوبِيَّةِ مَا يَرْفَعُهُ عَنْ دَرَجَةِ الْعُبُودِيَّةِ إِلَى دَرَجَةِ الرُّبُوبِيَّةِ ، وَيَجْعَلُهُ مُسْتَحِقًّا الْعِبَادَةَ مَعَ اللَّهِ . وَمِنْ هُنَا يَتَبَيَّنُ لَكَ مَا قَدَّمْنَا مِنْ أَنَّ الشِّرْكَ فِي الْأُلُوهِيَّةِ يَسْتَلْزِمُ الشِّرْكَ فِي الرُّبُوبِيَّةِ وَالْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ وَلَا بُدَّ ، وَيَتَبَيَّنُ لَكَ عِظَمُ ذَنَبِ الشِّرْكِ وَأَنَّهُ أَقْبَحُ الذُّنُوبِ وَأَظْلَمُ الظُّلْمِ وَأَكْبَرُ الْكَبَائِرِ ، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَغْفِرُهُ وَلَا يَقْبَلُ لِأَحَدٍ مَعَهُ عَمَلًا ، وَأَنَّهُ لَا أَشْدَّ هَلَكَةً مِنْهُ ، وَمَا أَرْسَلَ اللَّهُ الرُّسُلَ وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ إِلَّا بِالنِّذَارَةِ عَنِ الشِّرْكِ وَالدَّعْوَةِ إِلَى التَّوْحِيدِ ، وَمَا هَلَكَتِ الْأُمَمُ الْغَابِرَةُ وَأُعِدَّتْ لَهُمُ النِّيرَانُ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا بِالشِّرْكِ وَالْإِبَاءِ عَنِ التَّوْحِيدِ ، وَلَا نَجَا الرُّسُلُ وَأَتْبَاعُهُمْ مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ إِلَّا بِالْتِزَامِ التَّوْحِيدِ وَالْبَرَاءَةِ مِنَ الشِّرْكِ ، فَمَا هَلَكَ
قَوْمُ نُوحٍ بِالطُّوفَانِ ، وَلَا
عَادٌ بِالرِّيحِ الْعَظِيمِ ، وَلَا
ثَمُودُ بِالصَّيْحَةِ ، وَلَا
أَهْلُ مَدْيَنٍ بِعَذَابِ يَوْمِ الظُّلَّةِ ، إِلَّا بِالشِّرْكِ وَعِبَادَةِ الْأَصْنَامِ ، وَهَكَذَا الْأُمَمُ مِنْ بَعْدِهِمْ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ ، وَلَمْ يَخْرُجْ عُصَاةُ الْمُوَحِّدِينَ مِنَ النَّارِ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا بِالتَّوْحِيدِ ، وَلَمْ يُخَلَّدْ غَيْرُهُمْ فِيهَا أَبَدًا مُؤَبَّدًا إِلَّا بِالشِّرْكِ ، ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّ مَا عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِمَّا عَاقِلٌ أَوْ غَيْرُ عَاقِلٍ ، فَالْعَاقِلُ كَالْآدَمِيِّ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ وَيَنْقَسِمُونَ إِلَى قِسْمَيْنِ : رَاضٍ بِالْعِبَادَةِ لَهُ وَغَيْرُ رَاضٍ بِهَا . فَالْأَوَّلُ
كَفِرْعَوْنَ وَإِبْلِيسَ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الطَّوَاغِيتِ ، وَهَؤُلَاءِ فِي النَّارِ مَعَ عَابِدِيهِمْ ، كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=166إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=167وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ )
[ ص: 487 ] ( الْبَقَرَةِ : 166 ) .
وَقَالَ تَعَالَى فِي شَأْنِ إِبْلِيسَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=85لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ) ( ص : 85 ) وَقَالَ فِي شَأْنِ
فِرْعَوْنَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=98يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ) ( هُودٍ : 98 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=29وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ ) ( فُصِّلَتْ : 29 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ) ( الْأَنْعَامِ : 128 ) وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ .
وَالْقَسَمُ الثَّانِي وَهُوَ مَنْ كَانَ مُطِيعًا لِلَّهِ وَغَيْرَ رَاضٍ بِالْعِبَادَةِ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ،
كَعِيسَى وَمَرْيَمَ وَعُزَيْرٍ وَالْمَلَائِكَةِ وَغَيْرِهِمْ ، فَهُمْ بُرَآءُ مِمَّنْ عَبَدَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ
عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ) ( الْمَائِدَةِ : 116 ) إِلَى آخِرِ الْآيَاتِ . وَقَالَ تَعَالَى فِي شَأْنِ الْمَلَائِكَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=40وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=41قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ ) ( سَبَأٍ : 40 ) .
وَقَالَ تَعَالَى فِي شَأْنِ كُلِّ مَنْ عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الْمَلَائِكَةِ
وَعِيسَى وَأُمِّهِ
وَعُزَيْرٍ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ مُطْلَقًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=17وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=18قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=19فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا ) ( الْفَرْقَانِ : 17 - 19 ) الْآيَةَ وَغَيْرَهَا مِنَ الْآيَاتِ .
[ ص: 488 ] وَأَمَّا غَيْرُ الْعَاقِلِ مِنَ الْأَشْجَارِ وَالْأَحْجَارِ وَغَيْرِهَا مِمَّا لَا يَعْقِلُ فَيَشْمَلُهَا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=99لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ ) ( الْأَنْبِيَاءِ : 98 - 99 ) وَلَكِنَّ الْأَحْجَارَ لَا أَرْوَاحَ فِيهَا وَإِنَّمَا يُعَذَّبُ بِهَا مَنْ عَبَدَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=6يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) ( التَّحْرِيمِ : 6 ) الْآيَةَ . وَكَمَا يُعَذَّبُ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ بِهِمَا ، كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=34وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=35يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ ) ( التَّوْبَةِ : 34 - 35 ) .
وَفِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ
أَبِي سَعِيدٍ فِي الشَّفَاعَةِ بِطُولِهِ ، وَفِيهِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024541يُنَادِي مُنَادٍ : لِيَذْهَبْ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ . فَيَذْهَبُ أَصْحَابُ الصَّلِيبِ مَعَ صَلِيبِهِمْ ، وَأَصْحَابُ الْأَوْثَانِ مَعَ أَوْثَانِهِمْ ، وَأَصْحَابُ كُلِّ آلِهَةٍ مَعَ آلِهَتِهِمْ " . وَفِيهِ فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024542يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ : مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتْبَعْهُ . فَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ ، وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ ، وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ " الْحَدِيثَ .
وَفِي حَدِيثِ الصُّورِ الطَّوِيلِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024543أَلَا لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ عَبَدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِلَّا مُثِّلَتْ لَهُ آلْهِتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَيُجْعَلُ يَوْمَئِذٍ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَلَى صُورَةِ عُزَيْرٍ ، وَيُجْعَلُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَلَى صُورَةِ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ ، ثُمَّ يَتْبَعُ هَذَا الْيَهُودُ وَهَذَا النَّصَارَى ، ثُمَّ قَادَتْهُمْ آلِهَتُهُمْ إِلَى النَّارِ ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=99لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ ) . وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّرَاقُطْنِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْمُصَنِّفِينَ
[ ص: 489 ] فِي السُّنَّةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ . وَفِيهِ : "
ثُمَّ يُنَادِي : أَيُّهَا النَّاسُ ، أَلَمْ تَرْضُوا مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ وَأَمَرَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا أَنْ يُوَلِّيَ كُلَّ أُنَاسٍ مِنْكُمْ مَا كَانُوا يَتَوَلَّوْنَ وَيَعْبُدُونَ فِي الدُّنْيَا ، أَلَيْسَ ذَلِكَ عَدْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى . قَالَ : فَيَنْطَلِقُ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ وَيَتَوَلَّوْنَ فِي الدُّنْيَا . قَالَ : فَيَنْطَلِقُونَ وَيُمَثَّلُ لَهُمْ أَشْبَاهُ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ إِلَى الشَّمْسِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ إِلَى الْقَمَرِ وَإِلَى الْأَوْثَانِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَأَشْبَاهِ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ . قَالَ : وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عِيسَى شَيْطَانُ عِيسَى ، وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عُزَيْرًا شَيْطَانُ عَزِيزٍ ، وَيَبْقَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَتُّهُ " الْحَدِيثَ . قُلْتُ : وَقَوْلُهُ : " وَيُمَثَّلُ لَهُمْ أَشْبَاهُ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ " إِلَخْ ، هَذَا فِي مِثْلِ
عِيسَى وَعُزَيْرٍ . وَأَمَّا عَبْدَةُ الطَّاغُوتِ فَتَقُودُهُمْ طَوَاغِيتُهُمْ حَقِيقَةً لَا أَشْبَاهَهَا ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .