nindex.php?page=treesubj&link=31910كلام الله عز وجل كلم موسى عبده تكليما ولم يزل بخلقه عليما
.
أي ومما أثبته ربنا - عز وجل - لنفسه ، وأثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - تكليمه عبده ورسوله
موسى بن عمران بدون واسطة رسول بينه وبينه ، بل أسمعه كلامه الذي هو صفته اللائقة بذاته كما شاء وعلى ما أراد ، قال الله - عز وجل - في سورة البقرة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=253تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات ) ، ( البقرة : 253 ) ، وقال في سورة النساء : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=164وكلم الله موسى تكليما ) ، ( النساء : 164 ) ، فأكده بالمصدر مبالغة في البيان والتوضيح ، وقال - تعالى - في سورة الأعراف :
[ ص: 248 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144قال ياموسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=145وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين ) ، ( الأعراف : 143 - 145 ) ، وقال - تعالى - في سورة مريم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=51واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=52وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=53ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا ) ، ( مريم : 51 - 53 ) ، وقال - تعالى - في سورة طه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=9وهل أتاك حديث موسى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=10إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=11فلما أتاها نودي ياموسى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=12إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=13وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=14إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=15إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=16فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17وما تلك بيمينك ياموسى ) . . . إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=19ألقها ياموسى ) . . . إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=21قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى ) ، ( طه : 9 - 21 ) ، إلى آخر الآيات ، وقال في سورة الشعراء : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=10وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=11قوم فرعون ألا يتقون ) ، ( الشعراء : 10 - 11 ) الآيات ، وقال - تعالى - في سورة النمل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=7إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=8فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=9ياموسى إنه أنا الله العزيز الحكيم nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=10وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب ياموسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=11إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=12وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون وقومه ) ، ( النمل : 7 - 12 ) الآيات ، وقال - تعالى - في سورة القصص :
[ ص: 249 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=29فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=30فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن ياموسى إني أنا الله رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=31وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب ياموسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=32اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين ) ، ( القصص : 29 - 32 ) الآيات ، والقرآن ممتلئ بذلك .
وفي الصحيحين من حديث احتجاج
آدم وموسى - عليهما السلام - عند ربهما ، وفيه
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024218قول آدم لموسى : أنت موسى الذي اصطفاك الله - تعالى - برسالاته وبكلامه ؟ الحديث ، وفيهما من حديث الشفاعة قول
إبراهيم - عليه السلام :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024219ولكن عليكم بموسى ، فإنه كليم الله . وفي رواية :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024220ولكن ائتوا موسى ، عبدا آتاه الله التوراة وكلمه تكليما . وفي رواية :
ولكن ائتوا موسى ، عبدا آتاه الله التوراة ، وكلمه وقربه نجيا .
فقد أخبرنا الله - عز وجل - أنه اصطفى عبده
موسى بكلامه ، واختصه بإسماعه إياه بدون واسطة ، وأنه ناداه وناجاه وكلمه تكليما ، وأخبرنا - تعالى - بما كلمه به ، وبالموضع الذي كلمه فيه ، وبالميقات الذي كلمه فيه ، وأخبر عنه رسوله
محمد - صلى الله عليه وسلم - بذلك في أصح الروايات ، فأي كلام أفصح من كلام الله - تعالى - وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأي بيان أوضح من بيان الله ورسوله ، وبأي برهان يقنع من لم يقنع بذلك ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=6فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ) ، ( الجاثية : 6 ) ، وفي هذا أعلى دلالة وأبينها ، وأوضحها على ثبوت صفة الكلام لربنا عز وجل ، وأنه يتكلم إذا شاء بما يشاء وكيف يشاء بكلام يسمعه من يشاء ، أسمعه
موسى - عليه السلام - كيف شاء وعلى ما أراد ، وقد ثبت بالكتاب والسنة نداؤه الأبوين - عليهما السلام - إذ
[ ص: 250 ] يقول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=22وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين ) ، ( الأعراف : 22 ) ، وأن الملائكة تسمع كلام الله بالوحي ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير ) ، ( سبأ : 23 ) .
وفي الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024222إن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا قضى الله الأمر في السماء ، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله ، كأنه سلسلة على صفوان ، فإذا فزع عن قلوبهم ، قالوا : ماذا قال ربكم ؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير . الحديث ، وفيهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024223إن الله - تبارك وتعالى - إذا أحب عبدا ، نادى جبريل : إن الله قد أحب فلانا فأحبه ، فيحبه جبريل ، ثم ينادي جبريل في السماء : إن الله قد أحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ويوضع له القبول في الأرض . وثبت بالكتاب والسنة كلامه مع الرسل والملائكة وغيرهم يوم القيامة ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=109يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب ) ، ( المائدة : 109 ) ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=40ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=41قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون ) ، ( النحل : 83 ) ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=83ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أم ماذا كنتم تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=85ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون ) ، ( النحل : 85 ) ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=62ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ) ، ( القصص : 62 ) ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=65ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين ) ، ( القصص : 65 ) ، وأنه يقول لأهل الجنة : سلام عليكم ، كما قال
[ ص: 251 ] تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=58سلام قولا من رب رحيم ) ، وأنه يقول لأهل النار : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=108اخسئوا فيها ولا تكلمون ) ، ( المؤمنون : 108 ) ، والقرآن ممتلئ بذلك .
وفي الصحيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=76عدي بن حاتم - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024224ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ، ليس بينه وبينه ترجمان . الحديث ، وفيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024225يقول الله تعالى : يا آدم ، فيقول : لبيك وسعديك ، فينادي بصوت : إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار . وفيه تعليقا عن
جابر ، عن
عبد الله بن أنيس - رضي الله عنهما - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024226يحشر الله العباد ، فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب : أنا الملك ، أنا الديان .
وفيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024227قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر . وفيه عنه - رضي الله عنه - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024228يقول الله تعالى : ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا أنا قبضت صفيه من أهل الدنيا ، ثم احتسبه إلا الجنة . وفيه من حديث الشفاعة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024229يقول الله - عز [ ص: 252 ] وجل : من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان ، فأخرجوه . الحديث ، وفيه من حديث آخر أهل الجنة دخولا الجنة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024230فيقول الله تعالى : اذهب فادخل الجنة ، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها .
وفيه من كلامه - تعالى - مع أهل الموقف قوله تعالى : لتتبع كل أمة ما كانت تعبد ، وقوله - عز وجل - للمؤمنين : أنا ربكم . وفيه في باب كلام الرب - عز وجل - مع أهل الجنة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024231إن الله - تعالى - يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة ، فيقولون : لبيك ربنا وسعديك ، والخير في يديك . فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : وما لنا لا نرضى يا رب ، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك . فيقول : ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ فيقولون : يا رب ، وأي شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول : أحل عليكم رضواني ، فلا أسخط عليكم بعده أبدا .
وفيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024232قال الله تعالى : أنا مع عبدي حيثما ذكرني وتحركت بي شفتاه . وفيهما
[ ص: 253 ] من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024233يقول الله عز وجل : إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة ، فلا تكتبوها عليه حتى يعملها . الحديث .
وفيهما من حديثه أيضا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024234خلق الله الخلق ، فلما فرغ منه ، قامت الرحم ، فقال : مه ؟ قالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة . فقال : ألا ترضين أن أصل من وصلك ، وأقطع من قطعك ؟ الحديث . وفيه من حديثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024235قال الله عز وجل : إذا أحب عبدي لقائي ، أحببت لقاءه ، وإذا كره لقائي ، كرهت لقاءه .
وفيه من حديثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024236قال الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي . وفيه من حديثه أيضا في قصة المذنب المستغفر ، الحديث ، وفيه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024237فقال ربه : أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ، غفرت لعبدي . وذكر الحديث ، وفيه من
[ ص: 254 ] حديث
nindex.php?page=showalam&ids=113عبد الله بن زيد - رضي الله عنه - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024238مطر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : قال الله عز وجل : أصبح من عبادي كافر بي ومؤمن بي . وفيه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - في ذكر طي الله - تعالى - السماوات والأرض ، وفيه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024239ثم يهزهن ، ثم يقول : أنا الملك ، أنا الملك . الحديث .
وفيه من حديث
عبد الله ، عن
عمر - رضي الله عنهما - أن رجلا سأله :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024240كيف سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في النجوى ؟ قال : يدنو أحدكم من ربه حتى يضع عليه كنفه ، فيقول تعالى : أعملت كذا وكذا ؟ فيقول : نعم ، ويقول : أعملت كذا وكذا ؟ فيقول : نعم . فيقرره ثم يقول : إني سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم .
وفي صحيح
مسلم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024241يقول الله - تبارك وتعالى - لأهون أهل النار عذابا : لو كانت لك الدنيا وما فيها ، أكنت مفتديا بها ؟ فيقول : نعم ، فيقول : قد أردت أهون من هذا ، وأنت في صلب آدم ألا تشرك - أحسبه قال : ولا أدخلك النار - فأبيت إلا الشرك .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وأبي سعيد - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024242يؤتى بالعبد يوم القيامة ، فيقول له : ألم أجعل لك سمعا وبصرا ، ومالا وولدا ؟ وسخرت لك الأنعام والحرث ، وتركتك ترأس وتربع ، فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذا ؟ فيقول : لا ، فيقول له : اليوم أنساك كما نسيتني . رواه
مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، وقال : هذا حديث صحيح غريب . ومعنى قوله : اليوم أنساك كما نسيتني ، اليوم أتركك في العذاب ا هـ .
وفي الصحيح عن
عائشة - رضي الله عنها - في قصة الإفك ، قالت : ولكن
[ ص: 255 ] والله ما كنت أظن أن الله ينزل في براءتي وحيا يتلى ، ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى ، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في النوم رؤيا ، يبرئني الله بها ، فأنزل الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11إن الذين جاءوا بالإفك ) العشر الآيات ، ولو ذهبنا ننقل الأحاديث في : قال الله ، ويقول ويتكلم ، وينادي ونحو ذلك لطال الفصل ، وفيما ذكرنا كفاية .
وهذه الآيات والأحاديث مما ذكرنا ومما لم نذكر كلها شاهدة بأن الله - تعالى - لم يزل متكلما بمشيئته وإرادته ، يتكلم بما شاء ، كيف شاء متى شاء بكلام حقيقة ، يسمعه من يشاء من خلقه ، وأن كلامه قول حقيقة كما أخبر ، وعلى ما يليق بعظمته كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=4والله يقول الحق ) ، وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=58سلام قولا من رب رحيم ) ، وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=13إنه لقول فصل nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=14وما هو بالهزل ) ، والقرآن كلامه - تعالى - تكلم به حقيقة كما شاء ، وهو من فاتحته إلى خاتمته شاهد بذلك ، وسيأتي - إن شاء الله تعالى - بحثه قريبا ، وكلامه - تعالى - صفة من صفاته من لوازم ذاته ، والصفة تابعة لموصوفها ، فصفات الباري - تبارك وتعالى - قائمة به أزلية باقية ببقائه ، لم يزل متصفا بها ولا يزال كذلك ، لم تجدد له صفة لم يكن متصفا بها ، ولا تنفد صفة كان متصفا بها ، بل هو الأول والآخر ، والظاهر والباطن ، وهو بكل شيء عليم .
nindex.php?page=treesubj&link=31910كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَلَّمَ مُوسَى عَبْدَهُ تَكْلِيمًا وَلَمْ يَزَلْ بِخَلْقِهِ عَلِيمًا
.
أَيْ وَمِمَّا أَثْبَتَهُ رَبُّنَا - عَزَّ وَجَلَّ - لِنَفْسِهِ ، وَأَثْبَتَهُ لَهُ رَسُولُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَكْلِيمُهُ عَبْدَهُ وَرَسُولَهُ
مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ بِدُونِ وَاسِطَةِ رَسُولٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ، بَلْ أَسْمَعَهُ كَلَامَهُ الَّذِي هُوَ صِفَتُهُ اللَّائِقَةُ بِذَاتِهِ كَمَا شَاءَ وَعَلَى مَا أَرَادَ ، قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=253تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ) ، ( الْبَقَرَةِ : 253 ) ، وَقَالَ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=164وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ) ، ( النِّسَاءِ : 164 ) ، فَأَكَّدَهُ بِالْمَصْدَرِ مُبَالَغَةً فِي الْبَيَانِ وَالتَّوْضِيحِ ، وَقَالَ - تَعَالَى - فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ :
[ ص: 248 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144قَالَ يَامُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=145وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ) ، ( الْأَعْرَافِ : 143 - 145 ) ، وَقَالَ - تَعَالَى - فِي سُورَةِ مَرْيَمَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=51وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=52وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=53وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا ) ، ( مَرْيَمَ : 51 - 53 ) ، وَقَالَ - تَعَالَى - فِي سُورَةِ طه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=9وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=10إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=11فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَامُوسَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=12إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=13وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=14إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=15إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=16فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى ) . . . إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=19أَلْقِهَا يَامُوسَى ) . . . إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=21قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى ) ، ( طه : 9 - 21 ) ، إِلَى آخِرِ الْآيَاتِ ، وَقَالَ فِي سُورَةِ الشُّعَرَاءِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=10وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=11قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ ) ، ( الشُّعَرَاءِ : 10 - 11 ) الْآيَاتِ ، وَقَالَ - تَعَالَى - فِي سُورَةِ النَّمْلِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=7إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=8فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=9يَامُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=10وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=11إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=12وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ ) ، ( النَّمْلِ : 7 - 12 ) الْآيَاتِ ، وَقَالَ - تَعَالَى - فِي سُورَةِ الْقَصَصِ :
[ ص: 249 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=29فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=30فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=31وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=32اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) ، ( الْقَصَصِ : 29 - 32 ) الْآيَاتِ ، وَالْقُرْآنُ مُمْتَلِئٌ بِذَلِكَ .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ احْتِجَاجِ
آدَمَ وَمُوسَى - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - عِنْدَ رَبِّهِمَا ، وَفِيهِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024218قَوْلُ آدَمَ لِمُوسَى : أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ - تَعَالَى - بِرِسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ ؟ الْحَدِيثَ ، وَفِيهِمَا مِنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ قَوْلُ
إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024219وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى ، فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللَّهِ . وَفِي رِوَايَةٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024220وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى ، عَبْدًا آتَاهُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ وَكَلَّمَهُ تَكْلِيمًا . وَفِي رِوَايَةٍ :
وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى ، عَبْدًا آتَاهُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ ، وَكَلَّمَهُ وَقَرَّبَهُ نَجِيًّا .
فَقَدْ أَخْبَرَنَا اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنَّهُ اصْطَفَى عَبْدَهُ
مُوسَى بِكَلَامِهِ ، وَاخْتَصَّهُ بِإِسْمَاعِهِ إِيَّاهُ بِدُونِ وَاسِطَةٍ ، وَأَنَّهُ نَادَاهُ وَنَاجَاهُ وَكَلَّمَهُ تَكْلِيمًا ، وَأَخْبَرَنَا - تَعَالَى - بِمَا كَلَّمَهُ بِهِ ، وَبِالْمَوْضِعِ الَّذِي كَلَّمَهُ فِيهِ ، وَبِالْمِيقَاتِ الَّذِي كَلَّمَهُ فِيهِ ، وَأَخْبَرَ عَنْهُ رَسُولُهُ
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِذَلِكَ فِي أَصَحِّ الرِّوَايَاتِ ، فَأَيُّ كَلَامٍ أَفْصَحُ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ - تَعَالَى - وَكَلَامِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَيُّ بَيَانٍ أَوْضَحُ مِنْ بَيَانِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَبِأَيِّ بُرْهَانٍ يَقْنَعُ مَنْ لَمْ يَقْنَعْ بِذَلِكَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=6فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ) ، ( الْجَاثِيَةِ : 6 ) ، وَفِي هَذَا أَعْلَى دَلَالَةٍ وَأَبْيَنُهَا ، وَأَوْضَحُهَا عَلَى ثُبُوتِ صِفَةِ الْكَلَامِ لِرَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَنَّهُ يَتَكَلَّمُ إِذَا شَاءَ بِمَا يَشَاءُ وَكَيْفَ يَشَاءُ بِكَلَامٍ يَسْمَعُهُ مَنْ يَشَاءُ ، أَسْمَعَهُ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - كَيْفَ شَاءَ وَعَلَى مَا أَرَادَ ، وَقَدْ ثَبَتَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ نِدَاؤُهُ الْأَبَوَيْنِ - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - إِذْ
[ ص: 250 ] يَقُولُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=22وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ ) ، ( الْأَعْرَافِ : 22 ) ، وَأَنَّ الْمَلَائِكَةَ تَسْمَعُ كَلَامَ اللَّهِ بِالْوَحْيِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) ، ( سَبَأٍ : 23 ) .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024222إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ، ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ ، كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ ، فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ ، قَالُوا : مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ . الْحَدِيثُ ، وَفِيهِمَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024223إِنَّ اللَّهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا ، نَادَى جِبْرِيلَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ، ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ فِي السَّمَاءِ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ . وَثَبَتَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ كَلَامُهُ مَعَ الرُّسُلِ وَالْمَلَائِكَةِ وَغَيْرِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=109يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ) ، ( الْمَائِدَةِ : 109 ) ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=40وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=41قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ ) ، ( النَّحْلِ : 83 ) ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=83وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=85وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ ) ، ( النَّحْلِ : 85 ) ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=62وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ) ، ( الْقَصَصِ : 62 ) ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=65وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ) ، ( الْقَصَصِ : 65 ) ، وَأَنَّهُ يَقُولُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ : سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ، كَمَا قَالَ
[ ص: 251 ] تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=58سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ) ، وَأَنَّهُ يَقُولُ لِأَهْلِ النَّارِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=108اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ) ، ( الْمُؤْمِنُونَ : 108 ) ، وَالْقُرْآنُ مُمْتَلِئٌ بِذَلِكَ .
وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=76عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024224مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ . الْحَدِيثَ ، وَفِيهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024225يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : يَا آدَمُ ، فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، فَيُنَادِي بِصَوْتٍ : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ . وَفِيهِ تَعْلِيقًا عَنْ
جَابِرٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024226يَحْشُرُ اللَّهُ الْعِبَادَ ، فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ : أَنَا الْمَلِكُ ، أَنَا الدَّيَّانُ .
وَفِيهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024227قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ . وَفِيهِ عَنْهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024228يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا أَنَا قَبَضْتُ صَفِّيَهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ، ثُمَّ احْتَسَبَهُ إِلَّا الْجَنَّةُ . وَفِيهِ مِنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024229يَقُولُ اللَّهُ - عِزَّ [ ص: 252 ] وَجَلَّ : مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ ، فَأَخْرِجُوهُ . الْحَدِيثَ ، وَفِيهِ مِنْ حَدِيثِ آخِرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024230فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ ، فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشْرَةَ أَمْثَالِهَا .
وَفِيهِ مِنْ كَلَامِهِ - تَعَالَى - مَعَ أَهْلِ الْمَوْقِفِ قَوْلُهُ تَعَالَى : لِتَتْبَعْ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ ، وَقَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِلْمُؤْمِنِينَ : أَنَا رَبُّكُمْ . وَفِيهِ فِي بَابِ كَلَامِ الرَّبِّ - عَزَّ وَجَلَّ - مَعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024231إِنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - يَقُولُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُونَ : لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ . فَيَقُولُ : هَلْ رَضِيتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى يَا رَبُّ ، وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ . فَيَقُولُ : أَلَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ ؟ فَيَقُولُونَ : يَا رَبُّ ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ ؟ فَيَقُولُ : أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي ، فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا .
وَفِيهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024232قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : أَنَا مَعَ عَبْدِي حَيْثُمَا ذَكَرَنِي وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ . وَفِيهِمَا
[ ص: 253 ] مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024233يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً ، فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا . الْحَدِيثَ .
وَفِيهِمَا مِنْ حَدِيثِهِ أَيْضًا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024234خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ ، قَامَتِ الرَّحِمُ ، فَقَالَ : مَهْ ؟ قَالَتْ : هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ . فَقَالَ : أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ؟ الْحَدِيثَ . وَفِيهِ مِنْ حَدِيثِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024235قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائِي ، أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ ، وَإِذَا كَرِهَ لِقَائِي ، كَرِهْتُ لِقَاءَهُ .
وَفِيهِ مِنْ حَدِيثِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024236قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي . وَفِيهِ مِنْ حَدِيثِهِ أَيْضًا فِي قِصَّةِ الْمُذْنِبِ الْمُسْتَغْفِرِ ، الْحَدِيثَ ، وَفِيهِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024237فَقَالَ رَبُّهُ : أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ ، غَفَرْتُ لِعَبْدِي . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، وَفِيهِ مِنْ
[ ص: 254 ] حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=113عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024238مُطِرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِي . وَفِيهِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي ذِكْرِ طَيِّ اللَّهِ - تَعَالَى - السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ، وَفِيهِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024239ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ ، ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ ، أَنَا الْمَلِكُ . الْحَدِيثَ .
وَفِيهِ مِنْ حَدِيثِ
عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ
عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024240كَيْفَ سَمِعْتَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ فِي النَّجْوَى ؟ قَالَ : يَدْنُو أَحَدُكُمْ مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ ، فَيَقُولُ تَعَالَى : أَعَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، وَيَقُولُ : أَعَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ . فَيُقَرِّرُهُ ثُمَّ يَقُولُ : إِنِّي سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا ، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ .
وَفِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024241يَقُولُ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - لِأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا : لَوْ كَانَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، أَكُنْتَ مُفْتَدِيًا بِهَا ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَقُولُ : قَدْ أَرَدْتُ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا ، وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ أَلَّا تُشْرِكَ - أَحْسَبُهُ قَالَ : وَلَا أُدْخِلُكَ النَّارَ - فَأَبَيْتَ إِلَّا الشِّرْكَ .
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَا : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024242يُؤْتَى بِالْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ لَهُ : أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ سَمْعًا وَبَصَرًا ، وَمَالًا وَوَلَدًا ؟ وَسَخَّرْتُ لَكَ الْأَنْعَامَ وَالْحَرْثَ ، وَتَرَكْتُكَ تَرَأْسُ وَتَرَبَّعُ ، فَكُنْتَ تَظُنُّ أَنَّكَ مُلَاقِيَّ يَوْمَكَ هَذَا ؟ فَيَقُولُ : لَا ، فَيَقُولُ لَهُ : الْيَوْمَ أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي . رَوَاهُ
مُسْلِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ . وَمَعْنَى قَوْلِهِ : الْيَوْمَ أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي ، الْيَوْمَ أَتْرُكُكَ فِي الْعَذَابِ ا هـ .
وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ
عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - فِي قِصَّةِ الْإِفْكِ ، قَالَتْ : وَلَكِنْ
[ ص: 255 ] وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ يُنْزِلُ فِي بَرَاءَتِي وَحْيًا يُتْلَى ، وَلَشَأْنِي فِي نَفْسِي كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى ، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي النَّوْمِ رُؤْيَا ، يُبَرِّئُنِي اللَّهُ بِهَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ ) الْعَشْرَ الْآيَاتِ ، وَلَوْ ذَهَبْنَا نَنْقُلُ الْأَحَادِيثَ فِي : قَالَ اللَّهُ ، وَيَقُولُ وَيَتَكَلَّمُ ، وَيُنَادِي وَنَحْوِ ذَلِكَ لَطَالَ الْفَصْلُ ، وَفِيمَا ذَكَرْنَا كِفَايَةٌ .
وَهَذِهِ الْآيَاتُ وَالْأَحَادِيثُ مِمَّا ذَكَرْنَا وَمِمَّا لَمْ نَذْكُرْ كُلُّهَا شَاهِدَةٌ بِأَنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا بِمَشِيئَتِهِ وَإِرَادَتِهِ ، يَتَكَلَّمُ بِمَا شَاءَ ، كَيْفَ شَاءَ مَتَى شَاءَ بِكَلَامٍ حَقِيقَةً ، يُسْمِعُهُ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ ، وَأَنَّ كَلَامَهُ قَوْلٌ حَقِيقَةً كَمَا أَخْبَرَ ، وَعَلَى مَا يَلِيقُ بِعَظَمَتِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=4وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ ) ، وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=58سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ) ، وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=13إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=14وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ ) ، وَالْقُرْآنُ كَلَامُهُ - تَعَالَى - تَكَلَّمَ بِهِ حَقِيقَةً كَمَا شَاءَ ، وَهُوَ مِنْ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ شَاهِدٌ بِذَلِكَ ، وَسَيَأْتِي - إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى - بَحْثُهُ قَرِيبًا ، وَكَلَامُهُ - تَعَالَى - صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِهِ مِنْ لَوَازِمِ ذَاتِهِ ، وَالصِّفَةُ تَابِعَةٌ لِمَوْصُوفِهَا ، فَصِفَاتُ الْبَارِي - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - قَائِمَةٌ بِهِ أَزَلِيَّةٌ بَاقِيَةٌ بِبَقَائِهِ ، لَمْ يَزَلْ مُتَّصِفًا بِهَا وَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ ، لَمْ تُجَدَّدْ لَهُ صِفَةٌ لَمْ يَكُنْ مُتَّصِفًا بِهَا ، وَلَا تَنْفَدُ صِفَةٌ كَانَ مُتَّصِفًا بِهَا ، بَلْ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ ، وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .