nindex.php?page=treesubj&link=30454_30558_34106_34112_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة بيانا وتفصيلا لذلك ونظيره قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=59خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون بعد قوله عز شأنه
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=59إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم قيل وهو الأنسب بالسياق .
وذكر
الطيبي أن ها هنا نكتة سرية وهي أن يقال إنه تعالى قدم في قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29كما بدأكم تعودون المشبه به على المشبه لينبه العاقل على أن قضاء الشؤون لا يخالف القدر والعلم الأزلي البتة وكما روعي هذه الدقيقة في المفسر روعيت في التفسير وزيد أخرى عليها وهي أنه سبحانه قدم مفعول ( هدى ) للدلالة على الاختصاص وأن فريقا آخر ما أراد هدايتهم وقرر ذلك بأن عطف عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30وفريقا حق عليهم الضلالة وأبرزه في صورة الإضمار على شريطة التفسير أي أضل فريقا حق عليهم الضلالة وفيه مع الاختصاص التوكيد كما قرره صاحب المفتاح لتنقطع ريبة المخالف ولا يقول إن علم الله تعالى لا أثر له في ضلالتهم . انتهى .
وكأنه يشير بذلك إلى رد قول
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله أي تولوهم بالطاعة فيما أمروهم به وهذا دليل على أن علم الله تعالى لا أثر له في ضلالهم وإنهم هم الضالون باختيارهم وتوليتهم الشياطين دون الله تعالى فجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30إنهم اتخذوا على هذا تعليل لقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30وفريقا حق عليهم الضلالة ويؤيد ذلك أنه قرئ ( أنهم ) بالفتح ويحتمل أن تكون تأكيدا لضلالهم وتحقيقا له وأنا والحق أحق بالاتباع مع القائل : إن علم الله تعالى لا يؤثر في المعلوم وإن من علل الجبر به مبطل كيف والمتكلمون عن آخرهم قائلون إن العلم يتعلق بالشيء على ما هو عليه إنما الكلام في أن قدرة الله تعالى لا أثر لها على زعم الضلال أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ونحن مانعون لذلك أشد المنع ولا منع من التعليل بالاتخاذ عند
الأشاعرة [ ص: 109 ] لثبوت الكسب والاختيار ويكفي هذه المدخلية في التعليل
nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري قدر الفعل في قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30وفريقا حق خذل ووافقه بعض الناس وما فعله
الطيبي هو المختار عند بعض المحققين لظهور الملاءمة فيه وخلوه عن شبهة الاعتزال .
واختير تقديره مؤخرا لتتناسق الجملتان وهما عند الكثير في موضع الحال من ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29تعودون بتقدير قد أو مستأنفتان وجوز نصب
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30فريقا الأول و ( فريقا ) الثاني على الحال والجملتان بعدهما صفتان لهما ويؤيد ذلك قراءة أبي( تعودون فريقين فريقا هدى وفريقا ) .. إلخ . والمنصوب على هذه القراءة إما بدل أو مفعول به لأعني مقدرا ولم تلحق تاء التأنيث لحق للفصل أو لأن التأنيث غير حقيقي والكلام على تقدير مضاف عند بعض أي حق عليهم كلمة الضلالة وهي قوله سبحانه : ( ضلوا
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30ويحسبون أنهم مهتدون (30) عطف على ما قبله داخل معه في حيز التعليل أو التأكيد .
ولعل الكلام من قبيل بنو فلان قتلوا فلانا والأول لكونه في مقابلة من هداه الله تعالى شامل للمعاند والمخطئ والثاني مختص بالثاني وهو صادق على المقصر في النظر والباذل غاية الوسع فيه واختلف في توجيه الذم على الأخير وخلوده في النار ومذهب البعض أنه معذور ولم يفرقوا بين من لا عقل له أصلا ومن له عقل لم يدرك به الحق بعد أن لم يدع في القوس منزعا في طلبه فحيث يعذر الأول لعدم قيام الحجة عليه يعذر الثاني لذلك ولا يرون مجرد المالكية وإطلاق التصرف حجة ولله تعالى الحجة البالغة والتزام أن كل كافر معاند بعد البعثة وظهور أمر الحق كنار على علم وأنه ليس في مشارق الأرض ومغاربها اليوم كافر مستدل مما لا يقدم عليه إلا مسلم معاند أو مسلم مستدل بما هو أوهن من بيت العنكبوت وأنه لأوهن البيوت وادعى بعضهم أن المراد من المعطوف عليه المعاند ومن المعطوف المخطئ والظاهر ما قلنا وجعل الجملة حالية على معنى اتخذوا الشياطين أولياء وهم يحسبون أنهم مهتدون في ذلك الاتخاذ لا يخفى ما فيه
nindex.php?page=treesubj&link=30454_30558_34106_34112_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ بَيَانًا وَتَفْصِيلًا لِذَلِكَ وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=59خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ بَعْدَ قَوْلِهِ عَزَّ شَأْنُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=59إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ قِيلَ وَهُوَ الْأَنْسَبُ بِالسِّيَاقِ .
وَذَكَرَ
الطَّيِّبِيُّ أَنَّ هَا هُنَا نُكْتَةً سَرِيَّةً وَهِيَ أَنْ يُقَالَ إِنَّهُ تَعَالَى قَدَّمَ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ الْمُشَبَّهَ بِهِ عَلَى الْمُشَبَّهِ لِيُنَبِّهَ الْعَاقِلَ عَلَى أَنَّ قَضَاءَ الشُّؤُونِ لَا يُخَالِفُ الْقَدَرَ وَالْعِلْمَ الْأَزَلِيَّ الْبَتَّةَ وَكَمَا رُوعِيَ هَذِهِ الدَّقِيقَةُ فِي الْمُفَسَّرِ رُوعِيَتْ فِي التَّفْسِيرِ وَزِيدَ أُخْرَى عَلَيْهَا وَهِيَ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ قَدَّمَ مَفْعُولَ ( هَدَى ) لِلدَّلَالَةِ عَلَى الِاخْتِصَاصِ وَأَنَّ فَرِيقًا آخَرَ مَا أَرَادَ هِدَايَتَهُمْ وَقَرَّرَ ذَلِكَ بِأَنْ عُطِفَ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ وَأَبْرَزَهُ فِي صُورَةِ الْإِضْمَارِ عَلَى شَرِيطَةِ التَّفْسِيرِ أَيْ أَضَلَّ فَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ وَفِيهِ مَعَ الِاخْتِصَاصِ التَّوْكِيدُ كَمَا قَرَّرَهُ صَاحِبُ الْمِفْتَاحِ لِتَنْقَطِعَ رِيبَةُ الْمُخَالِفِ وَلَا يَقُولَ إِنَّ عِلْمَ اللَّهِ تَعَالَى لَا أَثَرَ لَهُ فِي ضَلَالَتِهِمُ . انْتَهَى .
وَكَأَنَّهُ يُشِيرُ بِذَلِكَ إِلَى رَدِّ قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَيْ تَوَلَّوْهُمْ بِالطَّاعَةِ فِيمَا أَمَرُوهُمْ بِهِ وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ عِلْمَ اللَّهِ تَعَالَى لَا أَثَرَ لَهُ فِي ضَلَالِهِمْ وَإِنَّهُمْ هُمُ الضَّالُّونَ بِاخْتِيَارِهِمْ وَتَوْلِيَتِهِمُ الشَّيَاطِينَ دُونَ اللَّهِ تَعَالَى فَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا عَلَى هَذَا تَعْلِيلٌ لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ أَنَّهُ قُرِئَ ( أَنَّهُمْ ) بِالْفَتْحِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ تَأْكِيدًا لِضَلَالِهِمْ وَتَحْقِيقًا لَهُ وَأَنَا وَالْحَقُّ أَحَقُّ بِالِاتِّبَاعِ مَعَ الْقَائِلِ : إِنَّ عِلْمَ اللَّهِ تَعَالَى لَا يُؤَثِّرُ فِي الْمَعْلُومِ وَإِنَّ مَنْ عَلَّلَ الْجَبْرَ بِهِ مُبْطِلٌ كَيْفَ وَالْمُتَكَلِّمُونَ عَنْ آخِرِهِمْ قَائِلُونَ إِنَّ الْعِلْمَ يَتَعَلَّقُ بِالشَّيْءِ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ إِنَّمَا الْكَلَامُ فِي أَنَّ قُدْرَةَ اللَّهِ تَعَالَى لَا أَثَرَ لَهَا عَلَى زَعْمِ الضُّلَّالِ أَصْحَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ وَنَحْنُ مَانِعُونَ لِذَلِكَ أَشَدَّ الْمَنْعِ وَلَا مَنْعَ مِنَ التَّعْلِيلِ بِالِاتِّخَاذِ عِنْدَ
الْأَشَاعِرَةِ [ ص: 109 ] لِثُبُوتِ الْكَسْبِ وَالِاخْتِيَارِ وَيَكْفِي هَذِهِ الْمَدْخَلِيَّةُ فِي التَّعْلِيلِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423وَالزَّمَخْشَرِيُّ قَدَّرَ الْفِعْلَ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30وَفَرِيقًا حَقَّ خَذَلَ وَوَافَقَهُ بَعْضُ النَّاسِ وَمَا فَعَلَهُ
الطَّيِّبِيُّ هُوَ الْمُخْتَارُ عِنْدَ بَعْضِ الْمُحَقِّقِينَ لِظُهُورِ الْمُلَاءَمَةِ فِيهِ وَخُلُوِّهِ عَنْ شُبْهَةِ الِاعْتِزَالِ .
وَاخْتِيرَ تَقْدِيرُهُ مُؤَخَّرًا لِتَتَنَاسَقَ الْجُمْلَتَانِ وَهُمَا عِنْدَ الْكَثِيرِ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29تَعُودُونَ بِتَقْدِيرِ قَدْ أَوْ مُسْتَأْنَفَتَانِ وَجُوِّزَ نَصْبُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30فَرِيقًا الْأَوَّلِ وَ ( فَرِيقًا ) الثَّانِي عَلَى الْحَالِ وَالْجُمْلَتَانِ بَعْدَهُمَا صِفَتَانِ لَهُمَا وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ قِرَاءَةُ أُبَيٍّ( تَعُودُونَ فَرِيقَيْنِ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا ) .. إِلَخْ . وَالْمَنْصُوبُ عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ إِمَّا بَدَلٌ أَوْ مَفْعُولٌ بِهِ لِأَعْنِي مُقَدَّرًا وَلَمْ تَلْحَقْ تَاءُ التَّأْنِيثِ لِحَقَّ لِلْفَصْلِ أَوْ لِأَنَّ التَّأْنِيثَ غَيْرُ حَقِيقِيٍّ وَالْكَلَامُ عَلَى تَقْدِيرِ مُضَافٍ عِنْدَ بَعْضٍ أَيْ حَقَّ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ الضَّلَالَةِ وَهِيَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ : ( ضَلُّوا
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) عُطِفَ عَلَى مَا قَبْلَهُ دَاخِلٌ مَعَهُ فِي حَيِّزِ التَّعْلِيلِ أَوِ التَّأْكِيدِ .
وَلَعَلَّ الْكَلَامَ مِنْ قَبِيلِ بَنُو فُلَانٍ قَتَلُوا فُلَانًا وَالْأَوَّلُ لِكَوْنِهِ فِي مُقَابَلَةِ مَنْ هَدَاهُ اللَّهُ تَعَالَى شَامِلٌ لِلْمُعَانِدِ وَالْمُخْطِئِ وَالثَّانِي مُخْتَصٌّ بِالثَّانِي وَهُوَ صَادِقٌ عَلَى الْمُقَصِّرِ فِي النَّظَرِ وَالْبَاذِلِ غَايَةَ الْوُسْعِ فِيهِ وَاخْتُلِفَ فِي تَوْجِيهِ الذَّمِّ عَلَى الْأَخِيرِ وَخُلُودِهِ فِي النَّارِ وَمَذْهَبُ الْبَعْضِ أَنَّهُ مَعْذُورٌ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ أَصْلًا وَمَنْ لَهُ عَقْلٌ لَمْ يُدْرِكْ بِهِ الْحَقَّ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَدَعْ فِي الْقَوْسِ مَنْزَعًا فِي طَلَبِهِ فَحَيْثُ يُعْذَرُ الْأَوَّلُ لِعَدَمِ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ يُعْذَرُ الثَّانِي لِذَلِكَ وَلَا يَرَوْنَ مُجَرَّدَ الْمَالِكِيَّةِ وَإِطْلَاقَ التَّصَرُّفِ حَجَّةً وَلِلَّهِ تَعَالَى الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ وَالْتِزَامُ أَنَّ كُلَّ كَافِرٍ مُعَانِدٍ بَعْدَ الْبَعْثَةِ وَظُهُورُ أَمْرِ الْحَقِّ كَنَارٍ عَلَى عَلَمٍ وَأَنَّهُ لَيْسَ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا الْيَوْمَ كَافِرٌ مُسْتَدِلٌّ مِمَّا لَا يُقْدِمُ عَلَيْهِ إِلَّا مُسْلِمٌ مُعَانِدٌ أَوْ مُسْلِمٌ مُسْتَدِلٌّ بِمَا هُوَ أَوْهَنُ مِنْ بَيْتِ الْعَنْكَبُوتِ وَأَنَّهُ لَأَوْهَنُ الْبُيُوتِ وَادَّعَى بَعْضُهُمْ أَنَّ الْمُرَادَ مِنَ الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ الْمُعَانِدُ وَمِنَ الْمَعْطُوفِ الْمُخْطِئُ وَالظَّاهِرُ مَا قُلْنَا وَجَعْلُ الْجُمْلَةَ حَالِيَّةً عَلَى مَعْنَى اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ فِي ذَلِكَ الِاتِّخَاذِ لَا يَخْفَى مَا فِيهِ