nindex.php?page=treesubj&link=24406_24582_32484_32496_33386_33387_34496_28979nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=45يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة أي حاربتم جماعة من الكفرة ولم يصفها سبحانه لظهور أن المؤمنين لا يحاربون إلا الكفار ، وقيل : ليشمل بإطلاقه البغاة ولا ينافيه خصوص سبب النزول ، ومنهم من زعم أن الانقطاع معتبر في معنى الفئة لأنها من فأوت أي قطعت والمنقطع عن المؤمنين إما كفار أو بغاة ، وبني على ذلك أنه لا ينبغي أن يقال : لم توصف لظهور إلخ، وليس بشيء كما لا يخفى ، واللقاء قد غلب في القتال كالنزال ، وتصدير الخطاب بحرفي النداء والتنبيه إظهارا لكمال الاعتناء بمضمون ما بعده (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=45فاثبتوا ) للقائهم
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=15فلا تولوهم الأدبار والظاهر أن المراد إلا وأو على ما مر
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=45واذكروا الله كثيرا أي في تضاعيف القتال ، وفسر بعضهم هذا الذكر بالتكبير ، وبعضهم بالدعاء ورووا أدعية كثيرة في القتال منها: اللهم أنت ربنا وربهم نواصينا ونواصيهم بيدك فاقتلهم واهزمهم ، وقيل : المراد بذكره سبحانه إخطاره بالقلب وتوقع نصره ، وقيل : المراد اذكروا ما وعدكم الله تعالى من النصر على الأعداء في الدنيا والثواب في الآخرة ليدعوكم ذلك إلى الثبات في القتال
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=45لعلكم تفلحون أي تفوزون بمرامكم من النصر والمثوبة ، والأولى حمل الذكر على ما يعم التكبير والدعاء وغير ذلك من أنواع الذكر ، وفي الآية تنبيه على أن العبد ينبغي أن لا يشغله شيء عن ذكر مولاه سبحانه ، وذكره جل شأنه في مثل ذلك الموطن من أقوى أدلة محبته جل شأنه ، ألا ترى من أحب مخلوقا مثله كيف يقول :
ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تشرب من دمي فوددت تقبيل السيوف لأنها
برقت كبارق ثغرك المتبسم
nindex.php?page=treesubj&link=24406_24582_32484_32496_33386_33387_34496_28979nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=45يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً أَيْ حَارَبْتُمْ جَمَاعَةً مِنَ الْكَفَرَةِ وَلَمْ يَصِفْهَا سُبْحَانَهُ لِظُهُورِ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ لَا يُحَارِبُونَ إِلَّا الْكُفَّارَ ، وَقِيلَ : لِيَشْمَلَ بِإِطْلَاقِهِ الْبُغَاةَ وَلَا يُنَافِيهُ خُصُوصُ سَبَبِ النُّزُولِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الِانْقِطَاعَ مُعْتَبَرٌ فِي مَعْنَى الْفِئَةِ لِأَنَّهَا مِنْ فَأَوْتُ أَيْ قَطَعْتُ وَالْمُنْقَطِعُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِمَّا كُفَّارٌ أَوْ بُغَاةٌ ، وَبُنِيَ عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ : لَمْ تُوصَفْ لِظُهُورِ إِلَخْ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ كَمَا لَا يَخْفَى ، وَاللِّقَاءُ قَدْ غَلَبَ فِي الْقِتَالِ كَالنِّزَالِ ، وَتَصْدِيرُ الْخِطَابِ بِحَرْفَيِ النِّدَاءِ وَالتَّنْبِيهِ إِظْهَارًا لِكَمَالِ الِاعْتِنَاءِ بِمَضْمُونِ مَا بَعْدَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=45فَاثْبُتُوا ) لِلِقَائِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=15فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ إِلَّا وَأَوْ عَلَى مَا مَرَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=45وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا أَيْ فِي تَضَاعِيفِ الْقِتَالِ ، وَفَسَّرَ بَعْضُهُمْ هَذَا الذِّكْرَ بِالتَّكْبِيرِ ، وَبَعْضُهُمْ بِالدُّعَاءِ وَرَوَوْا أَدْعِيَةً كَثِيرَةً فِي الْقِتَالِ مِنْهَا: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبَّنَا وَرَبَّهُمْ نَوَاصِينَا وَنَوَاصِيهِمْ بِيَدِكَ فَاقْتُلْهُمْ وَاهْزِمْهُمْ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِذِكْرِهِ سُبْحَانَهُ إِخْطَارُهُ بِالْقَلْبِ وَتَوَقُّعُ نَصْرِهِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ اذْكُرُوا مَا وَعَدَكُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ النَّصْرِ عَلَى الْأَعْدَاءِ فِي الدُّنْيَا وَالثَّوَابِ فِي الْآخِرَةِ لِيَدْعُوَكُمْ ذَلِكَ إِلَى الثَّبَاتِ فِي الْقِتَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=45لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ أَيْ تَفُوزُونَ بِمَرَامِكُمْ مِنَ النَّصْرِ وَالْمَثُوبَةِ ، وَالْأَوْلَى حَمْلُ الذِّكْرِ عَلَى مَا يَعُمُّ التَّكْبِيرَ وَالدُّعَاءَ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الذِّكْرِ ، وَفِي الْآيَةِ تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ الْعَبْدَ يَنْبَغِي أَنْ لَا يَشْغَلَهُ شَيْءٌ عَنْ ذِكْرِ مَوْلَاهُ سُبْحَانَهُ ، وَذِكْرُهُ جَلَّ شَأْنُهُ فِي مِثْلِ ذَلِكَ الْمَوْطِنِ مَنْ أَقْوَى أَدِلَّةِ مَحَبَّتِهِ جَلَّ شَأْنُهُ ، أَلَا تَرَى مَنْ أَحَبَّ مَخْلُوقًا مِثْلَهُ كَيْفَ يَقُولُ :
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكَ وَالرِّمَاحُ نَوَاهِلُ مِنِّي وَبِيضُ الْهِنْدِ تَشْرَبُ مِنْ دَمِي فَوَدِدْتُ تَقْبِيلَ السُّيُوفِ لِأَنَّهَا
بَرَقَتْ كَبَارِقِ ثَغْرَكِ الْمُتَبَسِّمِ