nindex.php?page=treesubj&link=29786_30549_34137_34199_34330_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=9اشتروا بآيات الله أي : المتضمنة للأمر بإيفاء العهود والاستقامة في كل أمر أو جميع آياته فيدخل فيها ما ذكر دخولا أوليا ، والمراد بالاشتراء الاستبدال ، وفي الكلام استعارة تبعية تصريحية ويتبعها مكنية حيث شبهت الآيات بالشيء المبتاع ، وقد يكون هناك مجاز مرسل باستعمال المقيد وهو الاشتراء في المطلق وهو الاستبدال على حد ما قالوا في المرسن أي استبدلوا بذلك (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=9ثمنا قليلا ) أي شيئا حقيرا من حطام الدنيا وهو أهواؤهم وشهواتهم التي اتبعوها،
[ ص: 57 ] والجملة- كما قال العلامة
الطيبي- مستأنفة كالتعليل لقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=8وأكثرهم فاسقون ) فيه أن من فسق وتمرد كان سببه مجرد اتباع الشهوات والركون إلى اللذات ، وفسر بعضهم الثمن القليل بما أنفقه
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان من الطعام وصرفه إلى الأعراب (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=9فصدوا ) أي عدلوا وأعرضوا على أنه لازم من صد صدودا أو صرفوا ومنعوا غيرهم على أنه متعد من صده عن الأمر صدا ، والفاء للدلالة على أن اشتراءهم أداهم إلى الصدود أو الصد (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=9عن سبيله ) أي : الدين الحق الموصل إليه تعالى ، والإضافة للتشريف ، أو سبيل بيته الحرام حيث كانوا يصدون الحجاج والعمار عنه ، فالسبيل إما مجاز وإما حقيقة ، وحينئذ إما أن يقدر في الكلام مضاف أو تجعل النسبة الإضافية متجوزا فيها (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=9إنهم ساء ما كانوا يعملون ) أي بئس ما كانوا يعملونه أو عملهم المستمر ، والمخصوص بالذم محذوف .
وقد جوز أن يكون كلمة ساء على بابها من التصرف لازمة بمعنى قبح أو معتدية والمفعول محذوف أي ساءهم الذي يعملونه أو عملهم ، وإذا كان جارية مجرى بئس تحول إلى فعل بالضم ويمتنع تصرفها كما قرر في محله .
nindex.php?page=treesubj&link=29786_30549_34137_34199_34330_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=9اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ أَيِ : الْمُتَضَمِّنَةِ لِلْأَمْرِ بِإِيفَاءِ الْعُهُودِ وَالِاسْتِقَامَةِ فِي كُلِّ أَمْرٍ أَوْ جَمِيعِ آيَاتِهِ فَيَدْخُلُ فِيهَا مَا ذُكِرَ دُخُولًا أَوَّلِيًّا ، وَالْمُرَادُ بِالِاشْتِرَاءِ الِاسْتِبْدَالُ ، وَفِي الْكَلَامِ اسْتِعَارَةٌ تَبَعِيَّةٌ تَصْرِيحِيَّةٌ وَيَتْبَعُهَا مُكَنِّيَةٌ حَيْثُ شُبِّهَتِ الْآيَاتُ بِالشَّيْءِ الْمُبْتَاعِ ، وَقَدْ يَكُونُ هُنَاكَ مَجَازٌ مُرْسَلٌ بِاسْتِعْمَالِ الْمُقَيَّدِ وَهُوَ الِاشْتِرَاءُ فِي الْمُطْلَقِ وَهُوَ الِاسْتِبْدَالُ عَلَى حَدِّ مَا قَالُوا فِي الْمَرْسَنِ أَيِ اسْتَبْدَلُوا بِذَلِكَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=9ثَمَنًا قَلِيلا ) أَيْ شَيْئًا حَقِيرًا مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا وَهُوَ أَهْوَاؤُهُمْ وَشَهَوَاتُهُمُ الَّتِي اتَّبَعُوهَا،
[ ص: 57 ] وَالْجُمْلَةُ- كَمَا قَالَ الْعَلَّامَةُ
الطِّيبِيُّ- مُسْتَأْنَفَةٌ كَالتَّعْلِيلِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=8وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ) فِيهِ أَنَّ مَنْ فَسَقَ وَتَمَرَّدَ كَانَ سَبَبُهُ مُجَرَّدَ اتِّبَاعِ الشَّهَوَاتِ وَالرُّكُونِ إِلَى اللَّذَّاتِ ، وَفَسَّرَ بَعْضُهُمُ الثَّمَنَ الْقَلِيلَ بِمَا أَنْفَقَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبُو سُفْيَانَ مِنَ الطَّعَامِ وَصَرَفَهُ إِلَى الْأَعْرَابِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=9فَصَدُّوا ) أَيْ عَدَلُوا وَأَعْرَضُوا عَلَى أَنَّهُ لَازِمٌ مِنْ صَدَّ صُدُودًا أَوْ صَرَفُوا وَمَنَعُوا غَيْرَهُمْ عَلَى أَنَّهُ مُتَعَدٍّ مِنْ صَدَّهُ عَنِ الْأَمْرِ صَدًّا ، وَالْفَاءُ لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ اشْتِرَاءَهُمْ أَدَّاهُمْ إِلَى الصُّدُودِ أَوِ الصَّدِّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=9عَنْ سَبِيلِهِ ) أَيِ : الدِّينِ الْحَقِّ الْمُوصِلِ إِلَيْهِ تَعَالَى ، وَالْإِضَافَةُ لِلتَّشْرِيفِ ، أَوْ سَبِيلِ بَيْتِهِ الْحَرَامِ حَيْثُ كَانُوا يَصُدُّونَ الْحُجَّاجَ وَالْعُمَّارَ عَنْهُ ، فَالسَّبِيلُ إِمَّا مَجَازٌ وَإِمَّا حَقِيقَةٌ ، وَحِينَئِذٍ إِمَّا أَنْ يُقَدَّرَ فِي الْكَلَامِ مُضَافٌ أَوْ تُجْعَلَ النِّسْبَةُ الْإِضَافِيَّةُ مُتَجَوَّزًا فِيهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=9إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) أَيْ بِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَهُ أَوْ عَمَلَهُمُ الْمُسْتَمِرُّ ، وَالْمَخْصُوصُ بِالذَّمِّ مَحْذُوفٌ .
وَقَدْ جُوِّزَ أَنْ يَكُونَ كَلِمَةُ سَاءَ عَلَى بَابِهَا مِنَ التَّصَرُّفِ لَازِمَةً بِمَعْنَى قَبُحَ أَوْ مُعْتَدِيَةً وَالْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ أَيْ سَاءَهُمُ الَّذِي يَعْمَلُونَهُ أَوْ عَمَلُهُمْ ، وَإِذَا كَانَ جَارِيَةً مَجْرَى بِئْسَ تَحَوَّلَ إِلَى فِعْلٍ بِالضَّمِّ وَيَمْتَنِعُ تَصَرُّفُهَا كَمَا قُرِّرَ فِي مَحَلِّهِ .