nindex.php?page=treesubj&link=28723_29676_30454_30874_30875_31104_31134_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار قال أصحاب المعاني المراد ذكر التوبة على
المهاجرين والأنصار إلا أنه جيء في ذلك بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم تشريفا لهم وتعظيما لقدرهم وهذا كما قالوا في ذكره تعالى في قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41فأن لله خمسه وللرسول إلخ أي عفا سبحانه عن زلات سبقت منهم يوم أحد ويوم حنين وقيل: المراد ذكر التوبة عليه عليه الصلاة والسلام وعليهم والذنب بالنسبة إليه صلى الله تعالى عليه وسلم من باب خلاف الأولى نظرا إلى مقامه الجليل وفسر هنا على ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بالإذن للمنافقين في التخلف وبالنسبة إليهم رضي الله تعالى عنهم لا مانع من أن يكون حقيقيا إذ لا عصمة عندنا لغير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ويفسر بما فسر أولا
وجوز أيضا أن يكون من باب خلاف الأولى بناء على ما قيل: إن ذنبهم كان الميل إلى القعود عن غزوة
تبوك حيث وقعت في وقت شديد وقد تفسر التوبة بالبراءة عن الذنب والصون عنه مجازا حيث إنه لا مؤاخذة
[ ص: 40 ] في كل، وظاهر الإطلاق الحقيقة، وفي الآية ما لا يخفى من التحريض والبعث على التوبة للناس كلهم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117الذين اتبعوه ولم يتخلفوا عنه صلى الله تعالى عليه وسلم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117في ساعة العسرة أي في وقت الشدة والضيق والتعبير عنه بالساعة لزيادة تعيينه وكانت تلك الشدة حالهم في غزوة
تبوك فإنهم كانوا في شدة من الظهر يعتقب العشرة على بعير واحد وفي شدة من الزاد تزودوا التمر المدود والشعير المسوس والإهالة الزنخة وبلغت بهم الشدة أن قسم التمرة اثنان وربما مصها الجماعة ليشربوا عليها الماء كما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة وفي شدة من الماء حتى نحروا الإبل واعتصروا فروثها كما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وفي شدة زمان من حمارة القيظ ومن الجدب والقحط ومن هنا قيل لتلك الغزوة: غزوة العسرة ولجيشها جيش العسرة
ووصف
المهاجرين والأنصار بالاتباع في هذه الساعة للإشارة إلى أنهم حريون بأن يتوب الله عليهم لذلك وفيه أيضا تأكيد لأمر التحريض السابق
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم بيان لتناهي الشدة وبلوغها الغاية القصوى وهو إشراف بعضهم إلى أن يميلوا إلى التخلف عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وقيل: هو إشراف بعضهم إلى أن يميلوا عن الثبات على الإيمان وحمل ذلك على مجرد الهم والوسوسة وقيل: كان ميلا من ضعفائهم وحديثي عهدهم بالإسلام وفي كاد ضمير الشأن و
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117قلوب فاعل
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117يزيغ والجملة في موضع الخبر لكاد ولا تحتاج إلى رابط لكونها خبرا عن ضمير الشأن وهو المنقول عن
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه وإضمار الشأن على ما نقل عن الرضي ليس بمشهور في أفعال المقاربة إلا في كاد وفي الناقصة إلا في كان وليس، وجوز أن يكون اسم كاد ضمير القوم والجملة في موضع الخبر أيضا، والرابط عليه الضمير في
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117منهم وهذا على قراءة
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117يزيغ بالياء التحتانية وهي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة وحفص nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وأما على قراءة (تزيغ) التاء الفوقانية وهي قراءة الباقين فيحتمل أن يكون
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117قلوب اسم كاد و (تزيغ) خبرها وفيه ضمير يعود على اسمها ولا يصح هذا على القراءة الأولى لتذكير ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117يزيغ وتأنيث ما يعود إليه وقد ذكر هذا الوجه
منتخب الدين الهمداني وأبو طالب المكي وغيرهما وتعقبه في الكشف بأن في جعل القلوب اسم كاد خلاف وضعه من وجوب تقديم اسمه على خبره كما ذكره الشيخ
nindex.php?page=showalam&ids=12671ابن الحاجب في شرح المفصل وفي البحر أن تقديم خبر كاد على اسمها مبني على جواز تركيب كان يقوم زيد وفيه خلاف والأصح المنع وأجاب بعض فضلاء الروم بأن
أبا علي جوز ذلك وكفى به حجة وبأن عليه كلام
ابن مالك في التسهيل وكذا كلام شراحه ومنهم
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان وجرى عليه في ارتشافه أيضا ولا يعبأ بمخالفته في البحر إذ مبنى ذلك القياس على باب كان وهو لا يصادم النص عن
أبي علي، على أن في كون
أبي حيان من أهل القياس منعا ظاهرا فالحق الجواز، ويحتمل أن يكون اسم كاد ضميرا يعود على جمع
المهاجرين والأنصار أي من بعد ما كاد الجمع، وقدر
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية مرجع الضمير القوم أي من بعد ما كاد القوم وضعف بأنه أضمر في كاد ضمير لا يعود إلا على متوهم، وبأن خبرها يكون قد رفع سببيا، وقد قالوا: إنه لا يرفع إلا ضميرا عائدا على اسمها وكذا خبر سائر أخواتها ما عدا عسى في رأي، ولا يخفى ورود هذا أيضا على توجيهي القراءة الأولى لكن الأمر على التوجيه الأول سهل وجوز الرضي تخريج الآية على التنازع وهو ظاهر على القراءة الثانية ويتعين حينئذ إعمال الأول إذ لو أعمل الثاني لوجب أن يقال في الأول (كادت) كما قرأ به
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي رضي الله تعالى عنه
[ ص: 41 ] ولا يجوز كاد إلا عند
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي فإنه يحذف الفاعل وكأن
nindex.php?page=showalam&ids=14374الرضي لم يبال بما لزم على هذا التخريج من تقديم خبر كاد على اسمه لما عرفت من أنه ليس بمحذور على ما هو الحق وذهب
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان إلى أن
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117كاد زائدة ومعناها مراد ككان ولا عمل لها في اسم ولا خبر ليخلص من القيل والقال ويؤيده قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود (من بعد ما زاغت) بإسقاط كاد وقد ذهب الكوفيون إلى زيادتها في نحو لم يكد مع أنها عاملة معمولة فهذا أولى
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش (تزيغ) بضم التاء وجعلوا الضمير على قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود للمتخلفين سواء كانوا من المنافقين أم لا
كأبي لبابة nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117ثم تاب عليهم تكرير للتأكيد بناء على أن الضمير للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم
والمهاجرين والأنصار رضي الله تعالى عنهم والتأكيد يجوز عطفه بثم كما صرح به النحاة وإن كان كلام أهل المعاني يخالفه ظاهرا وفيه تنبيه على أن توبته سبحانه في مقابلة ما قاسوه من الشدائد كما دل عليه التعليق بالموصول ويحتمل أن يكون الضمير للفريق والمراد أنه تاب عليهم لكيدودتهم وقربهم من الزيغ لأنه جرم محتاج إلى التوبة عليه فلا تكرار لما سبق وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117إنه بهم رءوف رحيم 117 استئناف تعليلي فإن صفة الرأفة والرحمة من دواعي التوبة والعفو وجوز كون الأول عبارة عن ازالة الضرر والثاني عن إيصال النفع وأن يكون أحدهما للسوابق والآخر للواحق
nindex.php?page=treesubj&link=28723_29676_30454_30874_30875_31104_31134_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ قَالَ أَصْحَابُ الْمَعَانِي الْمُرَادُ ذِكْرُ التَّوْبَةِ عَلَى
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ إِلَّا أَنَّهُ جِيءَ فِي ذَلِكَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْرِيفًا لَهُمْ وَتَعْظِيمًا لِقَدْرِهِمْ وَهَذَا كَمَا قَالُوا فِي ذِكْرِهِ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ إِلَخْ أَيْ عَفَا سُبْحَانَهُ عَنْ زَلَّاتٍ سَبَقَتْ مِنْهُمْ يَوْمَ أُحُدٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ وَقِيلَ: الْمُرَادُ ذِكْرُ التَّوْبَةِ عَلَيْهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَعَلَيْهِمْ وَالذَّنَبُ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَابِ خِلَافِ الْأَوْلَى نَظَرًا إِلَى مَقَامِهِ الْجَلِيلِ وَفُسِّرَ هُنَا عَلَى مَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ بِالْإِذْنِ لِلْمُنَافِقِينَ فِي التَّخَلُّفِ وَبِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ لَا مَانِعَ مِنْ أَنْ يَكُونَ حَقِيقِيًّا إِذْ لَا عِصْمَةَ عِنْدَنَا لِغَيْرِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَيُفَسَّرُ بِمَا فُسِّرَ أَوَّلًا
وَجُوِّزَ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ مِنْ بَابِ خِلَافِ الْأَوْلَى بِنَاءً عَلَى مَا قِيلَ: إِنَّ ذَنْبَهُمْ كَانَ الْمَيْلَ إِلَى الْقُعُودِ عَنْ غَزْوَةِ
تَبُوكَ حَيْثُ وَقَعَتْ فِي وَقْتٍ شَدِيدٍ وَقَدْ تُفَسَّرُ التَّوْبَةُ بِالْبَرَاءَةِ عَنِ الذَّنْبِ وَالصَّوْنِ عَنْهُ مَجَازًا حَيْثُ إِنَّهُ لَا مُؤَاخَذَةَ
[ ص: 40 ] فِي كُلٍّ، وَظَاهِرُ الْإِطْلَاقِ الْحَقِيقَةُ، وَفِي الْآيَةِ مَا لَا يَخْفَى مِنَ التَّحْرِيضِ وَالْبَعْثِ عَلَى التَّوْبَةِ لِلنَّاسِ كُلِّهِمُ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَلَمْ يَتَخَلَّفُوا عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ أَيْ فِي وَقْتِ الشِّدَّةِ وَالضِّيقِ وَالتَّعْبِيرُ عَنْهُ بِالسَّاعَةِ لِزِيَادَةِ تَعْيِينِهِ وَكَانَتْ تِلْكَ الشِّدَّةُ حَالَهُمْ فِي غَزْوَةِ
تَبُوكَ فَإِنَّهُمْ كَانُوا فِي شِدَّةٍ مِنَ الظَّهْرِ يَعْتَقِبُ الْعَشَرَةُ عَلَى بَعِيرٍ وَاحِدٍ وَفِي شِدَّةٍ مِنَ الزَّادِ تَزَوَّدُوا التَّمْرَ الْمُدَوَّدَ وَالشَّعِيرَ الْمُسَوَّسَ وَالْإِهَالَةَ الزَّنِخَةَ وَبَلَغَتْ بِهِمُ الشِّدَّةُ أَنْ قَسَمَ التَّمْرَةَ اثْنَانِ وَرُبَّمَا مَصَّهَا الْجَمَاعَةُ لِيَشْرَبُوا عَلَيْهَا الْمَاءَ كَمَا رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ وَفِي شِدَّةٍ مِنَ الْمَاءِ حَتَّى نَحَرُوا الْإِبِلَ وَاعْتَصَرُوا فُرُوثَهَا كَمَا رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَفِي شِدَّةِ زَمَانٍ مِنْ حِمَارَةِ الْقَيْظِ وَمِنَ الْجَدْبِ وَالْقَحْطِ وَمِنْ هُنَا قِيلَ لِتِلْكَ الْغَزْوَةِ: غَزْوَةُ الْعُسْرَةِ وَلِجَيْشِهَا جَيْشُ الْعُسْرَةِ
وَوَصْفُ
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ بِالِاتِّبَاعِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّهُمْ حَرِيُّونَ بِأَنْ يَتُوبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ لِذَلِكَ وَفِيهِ أَيْضًا تَأْكِيدٌ لِأَمْرِ التَّحْرِيضِ السَّابِقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ بَيَانٌ لِتَنَاهِي الشِّدَّةِ وَبُلُوغِهَا الْغَايَةَ الْقُصْوَى وَهُوَ إِشْرَافُ بَعْضِهِمْ إِلَى أَنْ يَمِيلُوا إِلَى التَّخَلُّفِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقِيلَ: هُوَ إِشْرَافُ بَعْضِهِمْ إِلَى أَنْ يَمِيلُوا عَنِ الثَّبَاتِ عَلَى الْإِيمَانِ وَحُمِلَ ذَلِكَ عَلَى مُجَرَّدِ الْهَمِّ وَالْوَسْوَسَةِ وَقِيلَ: كَانَ مَيْلًا مِنْ ضُعَفَائِهِمْ وَحَدِيثِي عَهْدِهِمْ بِالْإِسْلَامِ وَفِي كَادَ ضَمِيرُ الشَّأْنِ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117قُلُوبُ فَاعِلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117يَزِيغُ وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ الْخَبَرِ لَكَادَ وَلَا تَحْتَاجُ إِلَى رَابِطٍ لِكَوْنِهَا خَبَرًا عَنْ ضَمِيرِ الشَّأْنِ وَهُوَ الْمَنْقُولُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ وَإِضْمَارُ الشَّأْنِ عَلَى مَا نُقِلَ عَنِ الرَّضِيِّ لَيْسَ بِمَشْهُورٍ فِي أَفْعَالِ الْمُقَارَبَةِ إِلَّا فِي كَادَ وَفِي النَّاقِصَةِ إِلَّا فِي كَانَ وَلَيْسَ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ اسْمُ كَادَ ضَمِيرَ الْقَوْمِ وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ الْخَبَرِ أَيْضًا، وَالرَّابِطُ عَلَيْهِ الضَّمِيرُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117مِنْهُمْ وَهَذَا عَلَى قِرَاءَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117يَزِيغُ بِالْيَاءِ التَّحْتَانِيَّةِ وَهِيَ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةَ وَحَفْصٍ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشِ وَأَمَّا عَلَى قِرَاءَةِ (تَزِيغُ) التَّاءِ الْفَوْقَانِيَّةِ وَهِيَ قِرَاءَةُ الْبَاقِينَ فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117قُلُوبُ اسْمَ كَادَ وَ (تَزِيغُ) خَبَرَهَا وَفِيهِ ضَمِيرٌ يَعُودُ عَلَى اسْمِهَا وَلَا يَصِحُّ هَذَا عَلَى الْقِرَاءَةِ الْأُولَى لِتَذْكِيرِ ضَمِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117يَزِيغُ وَتَأْنِيثِ مَا يَعُودُ إِلَيْهِ وَقَدْ ذَكَرَ هَذَا الْوَجْهَ
مُنْتَخَبُ الدِّينِ الْهَمْدَانِيُّ وَأَبُو طَالِبٍ الْمَكِّيُّ وَغَيْرُهُمَا وَتَعَقَّبَهُ فِي الْكَشْفِ بِأَنَّ فِي جَعْلِ الْقُلُوبِ اسْمَ كَادَ خِلَافُ وَضْعِهِ مِنْ وُجُوبِ تَقْدِيمِ اسْمِهِ عَلَى خَبَرِهِ كَمَا ذَكَرَهُ الشَّيْخُ
nindex.php?page=showalam&ids=12671ابْنُ الْحَاجِبِ فِي شَرْحِ الْمُفَصَّلِ وَفِي الْبَحْرِ أَنَّ تَقْدِيمَ خَبَرِ كَادَ عَلَى اسْمِهَا مَبْنِيٌّ عَلَى جَوَازِ تَرْكِيبِ كَانَ يَقُومُ زَيْدٌ وَفِيهِ خِلَافٌ وَالْأَصَحُّ الْمَنْعُ وَأَجَابَ بَعْضُ فُضَلَاءِ الرُّومِ بِأَنَّ
أَبَا عَلِيٍّ جَوَّزَ ذَلِكَ وَكَفَى بِهِ حُجَّةً وَبِأَنَّ عَلَيْهِ كَلَامُ
ابْنِ مَالِكٍ فِي التَّسْهِيلِ وَكَذَا كَلَامُ شُرَّاحِهِ وَمِنْهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ وَجَرَى عَلَيْهِ فِي ارْتِشَافِهِ أَيْضًا وَلَا يَعْبَأُ بِمُخَالَفَتِهِ فِي الْبَحْرِ إِذْ مَبْنَى ذَلِكَ الْقِيَاسُ عَلَى بَابِ كَانَ وَهُوَ لَا يُصَادِمُ النَّصَّ عَنْ
أَبِي عَلِيٍّ، عَلَى أَنَّ فِي كَوْنِ
أَبِي حَيَّانَ مِنْ أَهْلِ الْقِيَاسِ مَنْعًا ظَاهِرًا فَالْحَقُّ الْجَوَازُ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ اسْمُ كَادَ ضَمِيرًا يَعُودُ عَلَى جَمْعِ
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ أَيْ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ الْجَمْعُ، وَقَدَّرَ
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابْنُ عَطِيَّةَ مَرْجِعَ الضَّمِيرِ الْقَوْمُ أَيْ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ الْقَوْمُ وَضَعُفَ بِأَنَّهُ أُضْمِرَ فِي كَادَ ضَمِيرٌ لَا يَعُودُ إِلَّا عَلَى مُتَوَهِّمٍ، وَبِأَنَّ خَبَرَهَا يَكُونُ قَدْ رُفِعَ سَبَبِيًّا، وَقَدْ قَالُوا: إِنَّهُ لَا يَرْفَعُ إِلَّا ضَمِيرًا عَائِدًا عَلَى اسْمِهَا وَكَذَا خَبَرُ سَائِرِ أَخَوَاتِهَا مَا عَدَا عَسَى فِي رَأْيٍ، وَلَا يَخْفَى وُرُودُ هَذَا أَيْضًا عَلَى تَوْجِيهَيِ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى لَكِنَّ الْأَمْرَ عَلَى التَّوْجِيهِ الْأَوَّلِ سَهْلٌ وَجَوَّزَ الرَّضِيُّ تَخْرِيجَ الْآيَةِ عَلَى التَّنَازُعِ وَهُوَ ظَاهِرٌ عَلَى الْقِرَاءَةِ الثَّانِيَةِ وَيَتَعَيَّنُ حِينَئِذٍ إِعْمَالُ الْأَوَّلِ إِذْ لَوْ أُعْمِلَ الثَّانِي لَوَجَبَ أَنْ يُقَالَ فِي الْأَوَّلِ (كَادَتْ) كَمَا قَرَأَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيٌّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ
[ ص: 41 ] وَلَا يَجُوزُ كَادَ إِلَّا عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيِّ فَإِنَّهُ يَحْذِفُ الْفَاعِلَ وَكَأَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=14374الرَّضِيَّ لَمْ يُبَالِ بِمَا لَزِمَ عَلَى هَذَا التَّخْرِيجِ مِنْ تَقْدِيمِ خَبَرِ كَادَ عَلَى اسْمِهِ لِمَا عَرَفْتَ مِنْ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَحْذُورٍ عَلَى مَا هُوَ الْحَقُّ وَذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ إِلَى أَنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117كَادَ زَائِدَةٌ وَمَعْنَاهَا مُرَادٌ كَكَانَ وَلَا عَمَلَ لَهَا فِي اسْمٍ وَلَا خَبَرٍ لِيَخْلُصَ مِنَ الْقِيلِ وَالْقَالِ وَيُؤَيِّدُهُ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ (مِنْ بَعْدِ مَا زَاغَتْ) بِإِسْقَاطِ كَادَ وَقَدْ ذَهَبَ الْكُوفِيُّونَ إِلَى زِيَادَتِهَا فِي نَحْوِ لَمْ يَكَدْ مَعَ أَنَّهَا عَامِلَةٌ مَعْمُولَةٌ فَهَذَا أَوْلَى
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ (تُزِيغُ) بِضَمِّ التَّاءِ وَجَعَلُوا الضَّمِيرَ عَلَى قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ لِلْمُتَخَلِّفِينَ سَوَاءٌ كَانُوا مِنَ الْمُنَافِقِينَ أَمْ لَا
كَأَبِي لُبَابَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ تَكْرِيرٌ لِلتَّأْكِيدِ بِنَاءً عَلَى أَنَّ الضَّمِيرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ وَالتَّأْكِيدُ يَجُوزُ عَطْفُهُ بِثُمَّ كَمَا صَرَّحَ بِهِ النُّحَاةُ وَإِنْ كَانَ كَلَامُ أَهْلِ الْمَعَانِي يُخَالِفُهُ ظَاهِرًا وَفِيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ تَوْبَتَهُ سُبْحَانَهُ فِي مُقَابَلَةِ مَا قَاسُوهُ مِنَ الشَّدَائِدِ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ التَّعْلِيقُ بِالْمَوْصُولِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ لِلْفَرِيقِ وَالْمُرَادُ أَنَّهُ تَابَ عَلَيْهِمْ لِكَيْدُودَتِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ الزَّيْغِ لِأَنَّهُ جُرْمٌ مُحْتَاجٌ إِلَى التَّوْبَةِ عَلَيْهِ فَلَا تَكْرَارَ لِمَا سَبَقَ وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ 117 اسْتِئْنَافٌ تَعْلِيلِيٌّ فَإِنَّ صِفَةَ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ مِنْ دَوَاعِي التَّوْبَةِ وَالْعَفْوِ وَجُوِّزَ كَوْنُ الْأَوَّلِ عِبَارَةً عَنِ ازَالَةِ الضَّرَرِ وَالثَّانِي عَنْ إِيصَالِ النَّفْعِ وَأَنْ يَكُونَ أَحَدُهُمَا لِلسَّوَابِقِ وَالْآخَرُ لِلَّوَاحِقِ