nindex.php?page=treesubj&link=28662_28723_34513_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=32فذلكم الله ربكم الحق فذلكة لما تقرر والإشارة إلى المتصف بالصفات السابقة حسبما اعترفوا به وهي مبتدأ والاسم الجليل صفة له و
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=32ربكم خبر و (الحق) خبر بعد خبر أو صفة أو خبر مبتدأ محذوف ويجوز أن يكون الاسم
[ ص: 112 ] الجليل هو الخبر و (ربكم) بدل منه أو بيان له و (الحق) صفة الرب أي مالككم ومتولي أموركم الثابت ربوبيته والمتحقق ألوهيته تحققا لا ريب فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=32فماذا بعد الحق إلا الضلال أي لا يوجد غير الحق شيء يتبع إلا الضلال، فمن تخطى الحق وهو عبادة الله تعالى وحده لا بد وأن يقع في الضلال وهو عبادة غيره سبحانه على الانفراد أو الاشتراك لأن عبادته جل شأنه مع الاشتراك لا يعتد بها - فما اسم استفهام و- ذا - موصول ويجوز أن يكون الكل اسما واحدا قد غلب فيه الاستفهام على اسم الإشارة وهو مبتدأ خبره (بعد الحق) على ما في النهر والاستفهام إنكاري بمعنى إنكار الوقوع ونفيه و (بعد) بمعنى غير مجاز والحق ما علمت وهو غير الأول ولذا أظهر وإطلاق الحق على عبادته سبحانه وكذا إطلاق الضلال على عبادة غيره تعالى لما أن المدار في العبادة الاعتقاد وجوز أن يكون الحق عبارة عن الأول والإظهار لزيادة التقرير ومراعاة كمال المقابلة بينه وبين الضلال والمراد به هو الأصنام والمعنى فماذا بعد الرب الحق الثابت ربوبيته إلا الضلال أي الباطل الضائع المضمحل وإنما سمي بالمصدر مبالغة كأنه نفس الضلال والضياع وقيل: المراد بالحق والضلال ما يعم التوحيد وعبادة غيره سبحانه وغير ذلك ويدخل ما يقتضيه المقام هنا دخولا أوليا ويؤيده ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن
أشهب قال: سئل
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن
nindex.php?page=treesubj&link=15975شهادة اللعاب بالشطرنج والنرد فقال: أما من أدمن فما أرى شهادتهم طائلة يقول الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=32فماذا بعد الحق إلا الضلال فهذا كله من الضلال
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=32فأنى تصرفون 32 أي فكيف تصرفون عن الحق إلى الضلال والاستفهام إنكاري بمعنى إنكار الواقع واستبعاده والتعجب منه وفيه من المبالغة ما ليس في توجيه الإنكار إلى نفس الفعل فإنه لا بد لكل موجود من أن يكون وجوده على حال من الأحوال فإذا انتفى جميع أحوال وجوده فقد انتفى وجوده على الطريق البرهاني والفاء لترتيب الإنكار والتعجب على ما قبله ولعل ذلك الإنكار والتعجب متوجهان في الحقيقة إلى منشأ الصرف وإلا فنفس الصرف منه تعالى على ما هو الحق فلا معنى لإنكاره والتعجب منه مع كونه فعله جل شأنه وإنما لم يسند الفعل إلى الفاعل لعدم تعلق غرض به وذهب
المعتزلة أن فاعل الصرف نفسه المشركون فهم الذين صرفوا أنفسهم وعدلوا بها عن الحق إلى الضلال بناء على أن العباد هم الخالقون لأفعالهم وأمر الإنكار والتعجب عليه ظاهر وإنما لم يسند الفعل إلى ضميرهم على جهة الفاعلية إشارة إلى أنه بلغ من الشناعة إلى حيث إنه لا ينبغي أن يصرح بوقوعه منهم فتدبر
nindex.php?page=treesubj&link=28662_28723_34513_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=32فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَذْلَكَةٌ لِمَا تَقَرَّرَ وَالْإِشَارَةُ إِلَى الْمُتَّصِفِ بِالصِّفَاتِ السَّابِقَةِ حَسْبَمَا اعْتَرَفُوا بِهِ وَهِيَ مُبْتَدَأٌ وَالِاسْمُ الْجَلِيلُ صِفَةٌ لَهُ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=32رَبُّكُمُ خَبَرٌ وَ (الْحَقُّ) خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ أَوْ صِفَةٌ أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الِاسْمُ
[ ص: 112 ] الْجَلِيلُ هُوَ الْخَبَرَ وَ (رَبُّكُمْ) بَدَلٌ مِنْهُ أَوْ بَيَانٌ لَهُ وَ (الْحَقُّ) صِفَةُ الرَّبِّ أَيْ مَالِكُكُمْ وَمُتَوَلِّي أُمُورِكُمُ الثَّابِتِ رُبُوبِيَّتُهُ وَالْمُتَحَقَّقُ أُلُوهِيَّتُهُ تَحَقُّقًا لَا رَيْبَ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=32فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ أَيْ لَا يُوجَدُ غَيْرُ الْحَقِّ شَيْءٌ يُتَّبَعُ إِلَّا الضَّلَالُ، فَمَنْ تَخَطَّى الْحَقَّ وَهُوَ عِبَادَةُ اللَّهِ تَعَالَى وَحْدَهُ لَا بُدَّ وَأَنْ يَقَعَ فِي الضَّلَالِ وَهُوَ عِبَادَةُ غَيْرِهِ سُبْحَانَهُ عَلَى الِانْفِرَادِ أَوِ الِاشْتِرَاكِ لِأَنَّ عِبَادَتَهُ جَلَّ شَأْنُهُ مَعَ الِاشْتِرَاكِ لَا يُعْتَدُّ بِهَا - فَمَا اسْمُ اسْتِفْهَامٍ وَ- ذَا - مَوْصُولٌ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْكُلُّ اسْمًا وَاحِدًا قَدْ غَلَبَ فِيهِ الِاسْتِفْهَامُ عَلَى اسْمِ الْإِشَارَةِ وَهُوَ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ (بَعْدَ الْحَقِّ) عَلَى مَا فِي النَّهْرِ وَالِاسْتِفْهَامُ إِنْكَارِيٌّ بِمَعْنَى إِنْكَارِ الْوُقُوعِ وَنَفْيُهُ وَ (بَعْدَ) بِمَعْنَى غَيْرُ مُجَازٍ وَالْحَقُّ مَا عَلِمْتَ وَهُوَ غَيْرُ الْأَوَّلِ وَلِذَا أُظْهِرَ وَإِطْلَاقُ الْحَقِّ عَلَى عِبَادَتِهِ سُبْحَانَهُ وَكَذَا إِطْلَاقُ الضَّلَالِ عَلَى عِبَادَةِ غَيْرِهِ تَعَالَى لِمَا أَنَّ الْمَدَارَ فِي الْعِبَادَةِ الِاعْتِقَادُ وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ الْحَقُّ عِبَارَةً عَنِ الْأَوَّلِ وَالْإِظْهَارُ لِزِيَادَةِ التَّقْرِيرِ وَمُرَاعَاةِ كَمَالِ الْمُقَابَلَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الضَّلَالِ وَالْمُرَادُ بِهِ هُوَ الْأَصْنَامُ وَالْمَعْنَى فَمَاذَا بَعْدَ الرَّبِّ الْحَقِّ الثَّابِتِ رُبُوبِيَّتُهُ إِلَّا الضَّلَالُ أَيِ الْبَاطِلُ الضَّائِعُ الْمُضْمَحِلُّ وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ مُبَالَغَةً كَأَنَّهُ نَفْسُ الضَّلَالِ وَالضَّيَاعِ وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِالْحَقِّ وَالضَّلَالِ مَا يَعُمُّ التَّوْحِيدَ وَعِبَادَةَ غَيْرِهِ سُبْحَانَهُ وَغَيْرُ ذَلِكَ وَيَدْخُلُ مَا يَقْتَضِيهِ الْمَقَامُ هُنَا دُخُولًا أَوَّلِيًّا وَيُؤَيِّدُهُ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
أَشْهَبَ قَالَ: سُئِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٌ عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=15975شَهَادَةِ اللُّعَّابِ بِالشِّطْرَنْجِ وَالنَّرْدِ فَقَالَ: أَمَّا مَنْ أَدْمَنَ فَمَا أَرَى شَهَادَتَهُمْ طَائِلَةٌ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=32فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ فَهَذَا كُلُّهُ مِنَ الضَّلَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=32فَأَنَّى تُصْرَفُونَ 32 أَيْ فَكَيْفَ تُصْرَفُونَ عَنِ الْحَقِّ إِلَى الضَّلَالِ وَالِاسْتِفْهَامُ إِنْكَارِيٌّ بِمَعْنَى إِنْكَارِ الْوَاقِعِ وَاسْتِبْعَادِهِ وَالتَّعَجُّبِ مِنْهُ وَفِيهِ مِنَ الْمُبَالَغَةِ مَا لَيْسَ فِي تَوْجِيهِ الْإِنْكَارِ إِلَى نَفْسِ الْفِعْلِ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ لِكُلِّ مَوْجُودٍ مِنْ أَنْ يَكُونَ وُجُودُهُ عَلَى حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ فَإِذَا انْتَفَى جَمِيعُ أَحْوَالِ وُجُودِهِ فَقَدِ انْتَفَى وَجُودُهُ عَلَى الطَّرِيقِ الْبُرْهَانِيِّ وَالْفَاءُ لِتَرْتِيبِ الْإِنْكَارِ وَالتَّعَجُّبِ عَلَى مَا قَبْلَهُ وَلَعَلَّ ذَلِكَ الْإِنْكَارَ وَالتَّعَجُّبَ مُتَوَجِّهَانِ فِي الْحَقِيقَةِ إِلَى مَنْشَأِ الصَّرْفِ وَإِلَّا فَنَفْسُ الصَّرْفِ مِنْهُ تَعَالَى عَلَى مَا هُوَ الْحَقُّ فَلَا مَعْنَى لِإِنْكَارِهِ وَالتَّعَجُّبِ مِنْهُ مَعَ كَوْنِهِ فِعْلَهُ جَلَّ شَأْنُهُ وَإِنَّمَا لَمْ يُسْنَدِ الْفِعْلُ إِلَى الْفَاعِلِ لِعَدَمِ تَعَلُّقِ غَرَضٍ بِهِ وَذَهَبَ
الْمُعْتَزِلَةُ أَنَّ فَاعِلَ الصَّرْفِ نَفْسِهِ الْمُشْرِكُونَ فَهُمُ الَّذِينَ صَرَفُوا أَنْفُسَهُمْ وَعَدَلُوا بِهَا عَنِ الْحَقِّ إِلَى الضَّلَالِ بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْعِبَادَ هُمُ الْخَالِقُونَ لِأَفْعَالِهِمْ وَأَمْرُ الْإِنْكَارِ وَالتَّعَجُّبِ عَلَيْهِ ظَاهِرٌ وَإِنَّمَا لَمْ يُسْنَدِ الْفِعْلُ إِلَى ضَمِيرِهِمْ عَلَى جِهَةِ الْفَاعِلِيَّةِ إِشَارَةً إِلَى أَنَّهُ بَلَغَ مِنَ الشَّنَاعَةِ إِلَى حَيْثُ إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُصَرَّحَ بِوُقُوعِهِ مِنْهُمْ فَتَدَبَّرْ