nindex.php?page=treesubj&link=30513_30549_32022_33953_34141_34513_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29ويا قوم ناداهم بذلك تلطفا بهم واستدراجا لهم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29لا أسألكم عليه أي التبليغ المفهوم مما تقدم، وقيل: الضمير للإنذار، وإفراد الله سبحانه بالعبادة، وقيل: للدعاء إلى التوحيد، وقيل: غير ذلك، وكلها أقوال متقاربة أي لا أطلب منكم على ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29مالا تؤدونه إلي بعد إيمانكم، وأجرا لي في مقابلة اهتدائكم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29إن أجري إلا على الله فهو سبحانه يثيبني على ذلك في الآخرة، ولا بد حسب وعده الذي لا يخلف فالمراد بالأجر الأجر على التبليغ، وجوز أن يراد الأجر على الطاعة مطلقا، ويدخل فيه ذلك دخولا أوليا، وفي التعبير بالمال أولا وبالأجر ثانيا ما لا يخفى من مزية ما عند الله تعالى على ما عندهم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وما أنا بطارد الذين آمنوا قيل: هو جواب عما لوحوا به بقولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا من أنه لو اتبعه الأشراف لوافقوهم وإن اتباع الفقراء مانع لهم عن ذلك كما صرحوا به في قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=111أنؤمن لك واتبعك الأرذلون فكان ذلك التماسا منهم لطردهم وتعليقا لإيمانهم به عليه السلام بذلك أنفة من الانتظام معهم في سلك واحد، انتهى، والمروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج أنهم قالوا له يا
نوح: إن أحببت أن نتبعك فاطرد هؤلاء، وإلا فلن نرضى أن نكون نحن وهم في الأمر سواء وذلك كما قال قريش للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم في فقراء الصحابة رضي الله تعالى عنهم: اطرد هؤلاء عنك ونحن نتبعك فإنا نستحي أن نجلس معهم في مجلسك، فهو جواب عما لم يذكر في النظم الكريم لكن فيه نوع إشارة إليه، وقرئ (بطارد) بالتنوين. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: على الأصل، يعني أن اسم الفاعل إذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال فأصله أن يعمل ولا يضاف، وهو ظاهر كلام
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه، واستدرك عليه
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان بأنه قد يقال: إن الأصل الإضافة لأنه قد اعتوره شبهان: أحدهما شبهه بالمضارع وهو شبه بغير جنسه والآخر شبهه بالأسماء إذا كانت فيها الإضافة، وإلحاقه بجنسه أولى من إلحاقه بغير جنسه، انتهى، وربما يقال: إن أولوية إلحاقه بالأسماء إنما يتم القول بها إذا كانت الإضافة في الأسماء هي الأصل وليس فليس.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29إنهم ملاقو ربهم تعليل للامتناع من طردهم كأنه قيل: لا أطردهم ولا أبعدهم عن مجلسي لأنهم من أهل الزلفى المقربون الفائزون عند الله تعالى، وانفهام الفوز بمعونة المقام وإلا فملاقاة الله تعالى تكون للفائز وغيره أو أنهم ملاقو ربهم فيخاصمون طاردهم عنده فيعاقبه على ما فعل -وحمله على أنهم مصدقون في الدنيا بلقاء ربهم موقنون به عالمون أنهم ملاقوه لا محالة فكيف أطردهم- خلاف الظاهر على أن هذا التصديق من توابع الإيمان، وقيل: المعنى إنهم يلاقونه تعالى فيجازيهم على ما في قلوبهم من إيمان صحيح ثابت كما ظهر لي، أو على خلاف ذلك مما تعرفونهم به من بناء أمرهم على بادئ الرأي من غير تعمق في الفكر، وما علي أن أشق عن قلوبهم وأتعرف سر ذلك منهم حتى أطردهم إن كان الأمر كما تزعمون، وفيه أنه مع كونه
[ ص: 42 ] مبنيا على أن سؤال الطرد لعدم إخلاصهم لا لاسترذالهم، وحاله أظهر من أن يخفى يأباه الجزم بترتب غضب الله تعالى على طردهم كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29ولكني أراكم قوما تجهلون أي بكل ما ينبغي أن يعلم، ويدخل فيه جهلهم بمنزلتهم عند الله تعالى وبما يترتب من المحذور على طردهم وبركاكة رأيهم في التماس ذلك وتوقيف إيمانهم عليه وغير ذلك، وإيثار صيغة الفعل للدلالة على التجدد والاستمرار وعبر بالرؤية موافقة لتعبيرهم، وجوز أن يكون الجهل بمعنى الجناية على الغير وفعل ما يشق عليه لا بمعنى عدم العلم المذموم وهو معنى شائع كما في قوله:
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
أي: ولكني أراكم قوما تتسفهون على المؤمنين بنسبتهم إلى الخساسة،
nindex.php?page=treesubj&link=30513_30549_32022_33953_34141_34513_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وَيَا قَوْمِ نَادَاهُمْ بِذَلِكَ تَلَطُّفًا بِهِمْ وَاسْتِدْرَاجًا لَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَيِ التَّبْلِيغِ الْمَفْهُومِ مِمَّا تَقَدَّمَ، وَقِيلَ: الضَّمِيرُ لِلْإِنْذَارِ، وَإِفْرَادِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ بِالْعِبَادَةِ، وَقِيلَ: لِلدُّعَاءِ إِلَى التَّوْحِيدِ، وَقِيلَ: غَيْرُ ذَلِكَ، وَكُلُّهَا أَقْوَالٌ مُتَقَارِبَةٌ أَيْ لَا أَطْلُبُ مِنْكُمْ عَلَى ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29مَالا تُؤَدُّونَهُ إِلَيَّ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ، وَأَجْرًا لِي فِي مُقَابَلَةِ اهْتِدَائِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ فَهُوَ سُبْحَانَهُ يُثِيبُنِي عَلَى ذَلِكَ فِي الْآخِرَةِ، وَلَا بُدَّ حَسَبَ وَعْدِهِ الَّذِي لَا يُخْلَفُ فَالْمُرَادُ بِالْأَجْرِ الْأَجْرُ عَلَى التَّبْلِيغِ، وَجَوَّزَ أَنْ يُرَادَ الْأَجْرُ عَلَى الطَّاعَةِ مُطْلَقًا، وَيَدْخُلُ فِيهِ ذَلِكَ دُخُولًا أَوَّلِيًّا، وَفِي التَّعْبِيرِ بِالْمَالِ أَوَّلًا وَبِالْأَجْرِ ثَانِيًا مَا لَا يَخْفَى مِنْ مَزِيَّةِ مَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى مَا عِنْدَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا قِيلَ: هُوَ جَوَابٌ عَمَّا لَوَّحُوا بِهِ بِقَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا مِنْ أَنَّهُ لَوِ اتَّبَعَهُ الْأَشْرَافُ لَوَافَقُوهُمْ وَإِنَّ اتِّبَاعَ الْفُقَرَاءِ مَانِعٌ لَهُمْ عَنْ ذَلِكَ كَمَا صَرَّحُوا بِهِ فِي قَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=111أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ فَكَانَ ذَلِكَ الْتِمَاسًا مِنْهُمْ لِطَرْدِهِمْ وَتَعْلِيقًا لِإِيمَانِهِمْ بِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِذَلِكَ أَنَفَةً مِنْ الِانْتِظَامِ مَعَهُمْ فِي سِلْكٍ وَاحِدٍ، انْتَهَى، وَالْمَرْوِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ أَنَّهُمْ قَالُوا لَهُ يَا
نُوحُ: إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ نَتْبَعَكَ فَاطْرُدْ هَؤُلَاءِ، وَإِلَّا فَلَنْ نَرْضَى أَنْ نَكُونَ نَحْنُ وَهُمْ فِي الْأَمْرِ سَوَاءً وَذَلِكَ كَمَا قَالَ قُرَيْشٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فُقَرَاءِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمُ: اطْرُدْ هَؤُلَاءِ عَنْكَ وَنَحْنُ نَتْبَعُكَ فَإِنَّا نَسْتَحِي أَنْ نَجْلِسَ مَعَهُمْ فِي مَجْلِسِكَ، فَهُوَ جَوَابٌ عَمَّا لَمْ يُذْكَرْ فِي النَّظْمِ الْكَرِيمِ لَكِنَّ فِيهِ نَوْعَ إِشَارَةٍ إِلَيْهِ، وَقُرِئَ (بِطَارِدٍ) بِالتَّنْوِينِ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ: عَلَى الْأَصْلِ، يَعْنِي أَنَّ اسْمَ الْفَاعِلِ إِذَا كَانَ بِمَعْنَى الْحَالِ أَوْ الِاسْتِقْبَالِ فَأَصْلُهُ أَنْ يَعْمَلَ وَلَا يُضَافَ، وَهُوَ ظَاهِرُ كَلَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ، وَاسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ بِأَنَّهُ قَدْ يُقَالُ: إِنَّ الْأَصْلَ الْإِضَافَةُ لِأَنَّهُ قَدِ اعْتَوَرَهُ شَبَهَانِ: أَحَدُهُمَا شَبَهُهُ بِالْمُضَارِعِ وَهُوَ شَبَهٌ بِغَيْرِ جِنْسِهِ وَالْآخَرُ شَبَهُهُ بِالْأَسْمَاءِ إِذَا كَانَتْ فِيهَا الْإِضَافَةُ، وَإِلْحَاقُهُ بِجِنْسِهِ أَوْلَى مِنْ إِلْحَاقِهِ بِغَيْرِ جِنْسِهِ، انْتَهَى، وَرُبَّمَا يُقَالُ: إِنَّ أَوْلَوِيَّةَ إِلْحَاقِهِ بِالْأَسْمَاءِ إِنَّمَا يَتِمُّ الْقَوْلُ بِهَا إِذَا كَانَتِ الْإِضَافَةُ فِي الْأَسْمَاءِ هِيَ الْأَصْلَ وَلَيْسَ فَلَيْسَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29إِنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ تَعْلِيلٌ لِلِامْتِنَاعِ مِنْ طَرْدِهِمْ كَأَنَّهُ قِيلَ: لَا أَطْرُدُهُمْ وَلَا أُبْعِدُهُمْ عَنْ مَجْلِسِي لِأَنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ الزُّلْفَى الْمُقَرَّبُونَ الْفَائِزُونَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى، وَانْفِهَامُ الْفَوْزِ بِمَعُونَةِ الْمَقَامِ وَإِلَّا فَمُلَاقَاةُ اللَّهِ تَعَالَى تَكُونُ لِلْفَائِزِ وَغَيْرِهِ أَوْ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ فَيُخَاصِمُونَ طَارِدَهُمْ عِنْدَهُ فَيُعَاقِبُهُ عَلَى مَا فَعَلَ -وَحَمَلَهُ عَلَى أَنَّهُمْ مُصَدِّقُونَ فِي الدُّنْيَا بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ مُوقِنُونَ بِهِ عَالِمُونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُوهُ لَا مَحَالَةَ فَكَيْفَ أَطْرُدُهُمْ- خِلَافَ الظَّاهِرِ عَلَى أَنَّ هَذَا التَّصْدِيقَ مِنْ تَوَابِعِ الْإِيمَانِ، وَقِيلَ: الْمَعْنَى إِنَّهُمْ يُلَاقُونَهُ تَعَالَى فَيُجَازِيهِمْ عَلَى مَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ إِيمَانٍ صَحِيحٍ ثَابِتٍ كَمَا ظَهَرَ لِي، أَوْ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ مِمَّا تَعْرِفُونَهُمْ بِهِ مِنْ بِنَاءِ أَمْرِهِمْ عَلَى بَادِئِ الرَّأْيِ مِنْ غَيْرِ تَعَمُّقٍ فِي الْفِكْرِ، وَمَا عَلَيَّ أَنْ أَشُقَّ عَنْ قُلُوبِهِمْ وَأَتَعَرَّفَ سِرَّ ذَلِكَ مِنْهُمْ حَتَّى أَطْرُدَهُمْ إِنْ كَانَ الْأَمْرُ كَمَا تَزْعُمُونَ، وَفِيهِ أَنَّهُ مَعَ كَوْنِهِ
[ ص: 42 ] مَبْنِيًّا عَلَى أَنَّ سُؤَالَ الطَّرْدِ لِعَدَمِ إِخْلَاصِهِمْ لَا لِاسْتِرْذَالِهِمْ، وَحَالُهُ أَظْهَرُ مِنْ أَنْ يَخْفَى يَأْبَاهُ الْجَزْمُ بِتَرَتُّبِ غَضَبِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى طَرْدِهِمْ كَمَا سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ أَيْ بِكُلِّ مَا يَنْبَغِي أَنْ يُعْلَمَ، وَيَدْخُلُ فِيهِ جَهْلُهُمْ بِمَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى وَبِمَا يَتَرَتَّبُ مِنَ الْمَحْذُورِ عَلَى طَرْدِهِمْ وَبِرَكَاكَةِ رَأْيِهِمْ فِي الْتِمَاسِ ذَلِكَ وَتَوْقِيفِ إِيمَانِهِمْ عَلَيْهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَإِيثَارُ صِيغَةِ الْفِعْلِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى التَّجَدُّدِ وَالِاسْتِمْرَارِ وَعَبَّرَ بِالرُّؤْيَةِ مُوَافَقَةً لِتَعْبِيرِهِمْ، وَجَوَّزَ أَنْ يَكُونَ الْجَهْلُ بِمَعْنَى الْجِنَايَةِ عَلَى الْغَيْرِ وَفِعْلِ مَا يَشُقُّ عَلَيْهِ لَا بِمَعْنَى عَدَمِ الْعِلْمِ الْمَذْمُومِ وَهُوَ مَعْنًى شَائِعٌ كَمَا فِي قَوْلِهِ:
أَلَا لَا يَجْهَلَنَّ أَحَدٌ عَلَيْنَا فَنَجْهَلُ فَوْقَ جَهْلِ الْجَاهِلِينَا
أَيْ: وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَتَسَفَّهُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ بِنِسْبَتِهِمْ إِلَى الْخَسَاسَةِ،