ومن باب الإشارة في الآيات ،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=12فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك إلخ لما كان مقتضى الطباع البشرية عدم نشاط المتكلم إذا لم يجد محلا قابلا لكلامه وضيق صدره من ذلك هيج جل شأنه نشاط نبيه صلى الله عليه وسلم بما أنزل عليه من هذه الآية الكريمة، وقال سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=12إنما أنت نذير ولا يخلو الإنذار عن إحدى فائدتين: رفع الحجاب عمن وفق وإلزام الحجة لمن خذل
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=12والله على كل شيء وكيل فكل الهداية إليه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=15من كان يريد بعمله الذي هو بظاهره من أعمال الآخرة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=15الحياة الدنيا كالجاه والمدح
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=15نوف إليهم أعمالهم أي جزاءها فيها إن شئنا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=15وهم فيها لا يبخسون أي لا ينقصون شيئا منها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=16أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار لتعذب قلوبهم بالحجب الدنيوية
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=16وحبط ما صنعوا فيها من أعمال البر فلم ينتفعوا بها، وجاء:
"إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى" الحديث
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17أفمن كان على بينة من ربه أي يقين برهاني عقلي أو وجداني كشفي
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17ويتلوه شاهد منه وهو القرآن المصدق لذلك، ومن هنا تؤيد الأدلة العقلية بالآيات النقلية القرآنية. ويحكم بكون الكشف صحيحا إذا شهدت له ووافقته، ولذا قالوا: كل كشف خالف ما جاء عن الله تعالى ليس بمعتبر
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17ومن قبله كتاب موسى أي يتبع البرهان من قبل هذا الكتاب كتاب موسى عليه السلام في حالة كونه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17إماما يؤتم به في تحقيق المطالب
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17ورحمة لمن يهتدي به، وهذا وجه في الآية ذكره بعضهم، وقد قدمنا ما فيها من الاحتمالات؛ وقد ذكروا أن المراد بيان بعد ما بين مرتبتي من يريد الحياة الدنيا ومن هو على بينة من ربه.
وللصوفية قدست أسرارهم عبارات شتى في البينة فقال
رويم: هي الإشراف عن القلوب والحكم على الغيوب، وقال سيد الطائفة: هي حقيقة يؤيدها ظاهر العلم، وقيل: غير ذلك، وعن
أبي بكر بن طاهر أن من كان على بينة من ربه كانت جوارحه وقفا على الطاعات والموافقات ولسانه مشغولا بالذكر ونشر الآلاء والنعماء وقلبه منورا بأنوار التوفيق وضياء التحقيق، وسره وروحه مشاهدين للحق في جميع الأوقات، وكان عالما بما يبدو من مكنون الغيوب، ورؤيته يقين لا شك فيه وحكمه على الخلق كحكم الحق لا ينطق إلا بالحق ولا يرى إلا الحق لأنه مستغرق به فأنى يرى سواه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا إلخ.. جعله بعضهم إشارة إلى المثبتين لغيره سبحانه وجودا وهم أهل الكثرة والحجاب، وفسر الأشهاد بالموحدين الذين لا يشهدون في الدار غيره سبحانه ديارا.
ومن الناس من عكس الأمر وجعلها ردا على أهل الوحدة القائلين: إن كل ما شاهدته بعينك أو تصورته بفكرك فهو الله سبحانه بمعنى كفر النصارى إيمان بالنسبة إليه وحاشا أهل الله تعالى من القول به على ما يشعر به ظاهره، ومنهم من جعلها مشيرة إلى حال من يزعم أنه ولي الله تعالى ويتزيا بزي السادات ويتكلم بكلماتهم وهو في الباطن أفسق من قرد وأجهل من حمار تومه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع قيل: (البصير) من عاين ما يراد به وما يجري له وعليه في جميع أوقاته (والسميع) من يسمع ما يخاطب به من تقريع وتأديب وحث وندب لا يغفل عن الخطاب في حال من الأحوال، وقيل: (البصير) الناظر إلى الأشياء بعين الحق فلا ينكر شيئا ولا يتعجب
[ ص: 77 ] من شيء والسميع من يسمع من الحق فيميز الإلهام من الوسواس، وقيل: (البصير) هو الذي يشهد أفعاله بعلم اليقين وصفاته بعين اليقين وذاته بحق اليقين، فالغائبات له حضور والمستورات له كشف (والسميع) من يسمع من دواعي العلم شرعا، ثم من خواطر التعريف قدرا، ثم يكاشف بخطاب من الحق سرا، وقيل: (السميع) من لا يسمع إلا كلام حبيبه، و (البصير) من لا يشاهد إلا الأنواره فهو في ضيائها ليلا ونهارا، وإلى هذا يشير قول قائلهم:
ليلى من وجهك شمس الضحى وإنما السدفة في الجو الناس في الظلمة من ليلهم
ونحن من وجهك في الضو
وفسر كل من -الأعمى والأصم- بضد ما فسر به (البصير والسميع) والمراد من قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24هل يستويان أنهما لا يستويان لما بينهما من التقابل والتباعد إلى حيث لا تتراءى ناراهما، ثم إنه تعالى ذكر من قصة
نوح عليه السلام مع قومه ما فيه إرشاد وتهديد وعظة ما عليها مزيد
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27فقال الملأ الذين كفروا من قومه أي الأشراف المليئون بأمور الدنيا الذين حجبوا بما هم فيه عن الحق
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27ما نراك إلا بشرا مثلنا لكونهم واقفين عند حد العقل المشوب بالوهم فلا يرون لأحد طورا وراء ما بلغوا إليه، ولم يشعروا بمقام النبوة ومعناها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وصفوهم بذلك لفقرهم حيث كانوا لا يعلمون إلا ظاهرا من الحياة الدنيا، ولم يعلموا أن الشرف بالكمال لا بالمال.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وما نرى لكم علينا من فضل وتقدم يؤهلكم لما تدعونه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27بل نظنكم كاذبين فلا نبوة لك ولا علم لهم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي يجب عليكم الإذعان بها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28وآتاني رحمة هداية خاصة كشفية متعالية عن درجة البرهان
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28من عنده فوق طور عقولكم من العلوم اللدنية ومقام النبوة (فعميت عليكم) لاحتجابكم بالظاهر عن الباطن وبالخليقة عن الحقيقة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28أنلزمكموها ونجبركم عليها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28وأنتم لها كارهون لا تلتفتون إليها كأنه عليه السلام أراد أنه لا يكون إلزام ذلك مع الكراهة، لكن إن شئتم تلقيه فزكوا أنفسكم واتركوا إنكاركم حتى يظهر عليكم أثر نور الإرادة فتقبلوا ذلك، وفيه إشارة إلى أن المنكر لا يمكن له الاستفاضة من أهل الله تعالى ولا يكاد ينتفع بهم ما دام منكرا ومن لم يعتقد لم ينتفع
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29ويا قوم لا أسألكم عليه مالا أي ليس لي مطمح في شيء من أموالكم التي ظننتم أن الشرف بها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29إن أجري إلا على الله فهو يثيبني بما هو خير وأبقى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقو ربهم أي إنهم أهل الزلفى عنده تعالى، وهم حمائم أبراج الملكوت وبزاة معارج الجبروت
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29ولكني أراكم قوما تجهلون تسفهون عليهم وتؤذونهم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=30ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم كما تريدون وهم بتلك المثابة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=30أفلا تذكرون لتعرفوا التماس طردهم ضلالا، وفيه إشارة إلى أن الإعراض عن فقراء المؤمنين مؤد إلى سخط رب العالمين.
قال
أبو عثمان: في الآية (ما أنا) بمعرض عمن أقبل على الله تعالى، فإن من أقبل على الله تعالى بالحقيقة أقبل الله تعالى عليه، ومن أعرض عمن أقبل الله تعالى عليه فقد أعرض عن الله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أقول لكم عندي خزائن الله إلخ.. أي أنا لا أدعي الفضل بكثرة المال ولا بالاطلاع على الغيب ولا بالملكية حتى تنكروا فضلي بفقدان ذلك وبمنافاة البشرية لما أنا عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أقول للذين تنظرون إليهم بعين الحقارة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31لن يؤتيهم الله خيرا كما تقولون أنتم، إذ الخير عندي ما عند الله تعالى لا المال
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31الله أعلم بما في أنفسهم من الخير مني ومنكم وهو أعلم بقدرهم
[ ص: 78 ] وخطرهم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31إني إذا أي إذ نفيت
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31لمن الظالمين مثلكم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37واصنع الفلك بأعيننا قيل: فيه إشارة إلى عين الجمع المشار إليه بخبر:
"لا زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل" الحديث.
وقيل: أي كن في أعين رعايتنا وحفظنا ولا تكن في رؤية عملك والاعتماد عليه، فإن من نظر إلى غيري احتجب به عني، وقال بعضهم: أي أسقط عن نفسك تدبيرك واصنع ما أنت صانع من أفعالك على مشاهدتنا دون مشاهدة نفسك أو أحد من خلقي، وقيل: أي اصنع الفلك ولا تعتمد عليه فإنك بأعيننا رعاية وكلاءة، فإن اعتمدت على الفلك وكلت إليه وسقطت من أعيننا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون فيه إشارة إلى رقة قلبه عليه السلام بعد احتمال جفوتهم وأذيتهم، وهكذا شأن الصديقين، والكلام في باقي الآية ظاهر، ولا يخفى أنه يجب الإيمان بظاهرها والتصديق بوقوع الطوفان حسبما قص الله سبحانه، وإنكار ذلك كفر صريح، لكن ذكر بعض السادة أنه بعد الإيمان بذلك يمكن احتمال التأويل على أنه حظ الصوفي من الآية، وذلك بأن يؤول الفلك بشريعة
نوح التي نجا بها هو ومن آمن معه، والطوفان باستيلاء بحر الهيولي وإهلاك من لم يتجرد عنها بمتابعة نبي وتزكية نفس كما جاء في مخاطبات
إدريس عليه السلام لنفسه ما معناه إن هذه الدنيا بحر مملوء ماء، فإن اتخذت سفينة تركبها عند خراب البدن نجوت منها إلى عالمك وإلا غرقت فيها وهلكت، وعلى هذا يقال: معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38ويصنع الفلك يتخذ شريعة من ألواح الأعمال الصالحة ودسر العلوم تنتظم بها الأعمال وتحكم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه كما هو المشاهد في أرباب الخلاعة الممتطين غارب الهوى يسخرون من المتشرعين المتقيدين بقيود الطاعة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38قال إن تسخروا منا بجهلكم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38فإنا نسخر منكم عند ظهور وخامة عاقبتكم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38كما تسخرون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39فسوف تعلمون عند ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39من يأتيه عذاب يخزيه في الدنيا من حلول ما لا يلائم غرضه وشهوته
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39ويحل عليه عذاب مقيم في الآخرة من استيلاء نيران الحرمان وظهور هيئات الرذائل المظلمة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40حتى إذا جاء أمرنا بإهلاك أمته
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وفار التنور باستيلاء الأخلاط الفاسدة والرطوبات الفضلية على الحرارة الغريزية وقوة طبيعة ماء الهيولي على نار الروح الحيوانية، أو
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40أمرنا بإهلاكهم المعنوي
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وفار التنور باستيلاء ماء هوى الطبيعة على القلب وإغراقه في بحر الهيولي الجسماني
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40قلنا احمل فيها من كل زوجين أي من كل صنفين من نوع اثنين هما صورتاهما النوعية والصنفية الباقيتان عند فناء الأشخاص.
ومعنى حملهما فيها علمه ببقائهما مع بقاء الأرواح الإنسية، فإن علمه جزء من السفينة المتركبة من العلم والعمل، فمعلوميتهما محموليتهما وعالميته بهما حامليته إياهما فيها (وأهلك) ومن يتصل بك في سيرتك من أقاربك
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40إلا من سبق عليه القول أي الحكم بإهلاكه في الأزل لكفره
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40ومن آمن من أمتك
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها أي بسم الله تعالى الأعظم الذي هو وجود كل عارف كامل من أفراد نوع الإنسان إجراء أحكامها وترويجها في بحر العالم الجسماني وإثباتها وأحكامها كما ترى من إجراء كل شريعة وأحكامها بوجود الكامل ممن ينسب إليها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41إن ربي لغفور لهيئات نفوسكم البدنية المظلمة وذنوب ملابس الطبيعة المهلكة إياكم المغرقة في بحرها وذلك بمتابعة الشريعة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41رحيم بإضافة المواهب العلمية والكشفية والهيئات النورانية التي ينجيكم بها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وهي تجري بهم في موج من بحر الطبيعة الجسمانية
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42كالجبال الحاجبة للنظر المانعة من السير، وهم لا يبالون بذلك محفوظون من أن يصيبهم شيء من ذلك الموج، وهذا الجريان يعرض للسالك في ابتداء أمره ولولا أنه محفوظ في لزوم سفينة الشرع لهلك.
[ ص: 79 ] ولعل في الآية على هذا تغليبا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42ونادى نوح ابنه المحجوب بالعقل المشوب بالوهم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وكان في معزل لذلك الحجاب عن الدين والشريعة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42يا بني اركب معنا أي ادخل في ديننا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42ولا تكن مع الكافرين المحجوبين الهالكين بأمواج هوى النفس المغرقين في بحر الطبع
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء أي سألتجئ إلى الدماغ وأستعصم بالعقل المشرق هناك ليحفظني من استيلاء بحر الهيولي فلا أغرق فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وهو الله الذي رحم أهل التوحيد وأفاض عليهم من شآبيب لطفه ما عرفوا به دينه الحق
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43وحال بينهما الموج أي موج هوى النفس واستيلاء ماء بحر الطبيعة وحجب عن الحق
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43فكان من المغرقين في بحر الهيولي الجسمانية، وقيل: من جهة الحق على لسان الشرع لأرض الطبيعة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44يا أرض ابلعي ماءك وقفي على حد الاعتدال ولسماء العقل المحجوبة بالعادة والحس المشوبة بالوهم المغيمة بغيم الهوى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44ويا سماء أقلعي عن إمداد الأرض
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وغيض الماء ) أي ماء قوة الطبيعة الجسمانية ومدد الرطوبة الحاجبة لنور الحق المانعة للحياة الحقيقية
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وقضي الأمر بإنجاء من نجا وإهلاك من هلك
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44واستوت أي سفينة شريعته
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44على الجودي وهو جبل وجود
نوح nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وقيل بعدا للقوم الظالمين الذين عبدوا الهوى دون الحق ووضعوا الطبيعة مكان الشريعة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=45ونادى نوح ربه إلخ.. الكلام على هذا الطرز فيه ظاهر
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48قيل يا نوح اهبط من محل الجمع وذروة مقام الولاية، والاستغراق في التوحيد إلى مقام التفصيل وتشريع النبوة بالرجوع إلى الخلق ومشاهدة الكثرة في عين الوحدة غير معطل للمراتب (بسلام منا) أي سلامة عن الاحتجاب بالكثرة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48وبركات من تقنين قوانين الشرع
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48عليك وعلى أمم ناشئة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48ممن معك على دينك إلى آخر الزمان (وأمم) أي وينشأ ممن معك أمم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48سنمتعهم في الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48ثم يمسهم منا في العقبى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48عذاب أليم بإحراقهم بنار الآثار وتعذيبهم بالهيئات المظلمة.
هذا ثم ذكر أنه إذا شئت التطبيق على ما في الأنفس أولت نوحا بروحك والفلك بكمالك العلمي والعملي الذي به نجاتك عند طوفان بحر الهيولي، والتنور بتنور البدن، وفورانه استيلاء الرطوبة الغريبة والأخلاط الفاسدة، وما أشار إليه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40من كل زوجين اثنين بجيوش القوى الحيوانية والطبيعة وطيور القوى الروحانية، وأولت ما جاء في القصة من البنين الثلاثة والزوجة، بحام القلب، وسام العقل النظري، ويافث العقل العملي وزوجة النفس المطمئنة، والابن الآخر الوهم، والزوجة الأخرى الطبيعة الجسمانية التي يتولد منها الوهم، والجبل بالدماغ واستواءها على الجودي وهبوطه بمثل نزول
عيسى عليه السلام في آخر الزمان، انتهى، ومن نظر بعين الإنصاف لم يعول إلا على ظاهر القصة وكان له به غنى عن هذا التأويل، واكتفى بما أشار إليه من أن النسب إذا لم يحط بالصلاح كان غريقا في بحر العدم.
فما ينفع الأصل من هاشم إذا كانت النفس من باهله
ومن أنه ينبغي للإنسان التحري بالدعاء وأن لا تشغله الشفقة عن ذلك إلى غير ما ذكر، والآية نص في كفر قوم
نوح عليه السلام الذين أغرقهم الله تعالى، وفي نصوص الحكم
للشيخ الأكبر قدس سره ما هو نص في إيمانهم ونجاتهم من العذاب يوم القيامة، وذلك أمر لا نفهمه من كتاب ولا سنة
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=76وفوق كل ذي علم عليم والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل.
وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ فِي الْآيَاتِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=12فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ إِلَخْ لِمَا كَانَ مُقْتَضَى الطِّبَاعِ الْبَشَرِيَّةِ عَدَمَ نَشَاطِ الْمُتَكَلِّمِ إِذَا لَمْ يَجِدْ مَحَلًّا قَابِلًا لِكَلَامِهِ وَضِيقِ صَدْرِهِ مِنْ ذَلِكَ هَيَّجَ جَلَّ شَأْنُهُ نَشَاطَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا أَنْزَلَ عَلَيْهِ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ، وَقَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=12إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَلَا يَخْلُو الْإِنْذَارُ عَنْ إِحْدَى فَائِدَتَيْنِ: رَفْعِ الْحِجَابِ عَمَّنْ وُفِّقَ وَإِلْزَامِ الْحُجَّةِ لِمَنْ خَذَلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=12وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ فَكُلُّ الْهِدَايَةِ إِلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=15مَنْ كَانَ يُرِيدُ بِعَمَلِهِ الَّذِي هُوَ بِظَاهِرِهِ مِنْ أَعْمَالِ الْآخِرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=15الْحَيَاةَ الدُّنْيَا كَالْجَاهِ وَالْمَدْحِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=15نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ أَيْ جَزَاءَهَا فِيهَا إِنْ شِئْنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=15وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أَيْ لَا يَنْقُصُونَ شَيْئًا مِنْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=16أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ لِتُعَذَّبَ قُلُوبُهُمْ بِالْحُجُبِ الدُّنْيَوِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=16وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ فَلَمْ يَنْتَفِعُوا بِهَا، وَجَاءَ:
"إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى" الْحَدِيثَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَيْ يَقِينٍ بُرْهَانِيٍّ عَقْلِيٍّ أَوْ وِجْدَانِيٍّ كَشْفِيٍّ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَهُوَ الْقُرْآنُ الْمُصَدِّقُ لِذَلِكَ، وَمِنْ هُنَا تُؤَيِّدُ الْأَدِلَّةُ الْعَقْلِيَّةُ بِالْآيَاتِ النَّقْلِيَّةِ الْقُرْآنِيَّةِ. وَيُحْكَمُ بِكَوْنِ الْكَشْفِ صَحِيحًا إِذَا شَهِدَتْ لَهُ وَوَافَقَتْهُ، وَلِذَا قَالُوا: كُلُّ كَشْفٍ خَالَفَ مَا جَاءَ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى لَيْسَ بِمُعْتَبَرٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى أَيْ يَتْبَعُ الْبُرْهَانَ مِنْ قَبْلِ هَذَا الْكِتَابِ كِتَابُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي حَالَةِ كَوْنِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17إِمَامًا يُؤْتَمُّ بِهِ فِي تَحْقِيقِ الْمَطَالِبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17وَرَحْمَةً لِمَنْ يَهْتَدِي بِهِ، وَهَذَا وَجْهٌ فِي الْآيَةِ ذَكَرَهُ بَعْضُهُمْ، وَقَدْ قَدَّمْنَا مَا فِيهَا مِنْ الِاحْتِمَالَاتِ؛ وَقَدْ ذَكَرُوا أَنَّ الْمُرَادَ بَيَانُ بَعْدَ مَا بَيْنَ مَرْتَبَتَيْ مَنْ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَنْ هُوَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ.
وَلِلصُّوفِيَّةِ قُدِّسَتْ أَسْرَارُهُمْ عِبَارَاتٌ شَتَّى فِي الْبَيِّنَةِ فَقَالَ
رُوَيْمٌ: هِيَ الْإِشْرَافُ عَنِ الْقُلُوبِ وَالْحُكْمُ عَلَى الْغُيُوبِ، وَقَالَ سَيِّدُ الطَّائِفَةِ: هِيَ حَقِيقَةٌ يُؤَيِّدُهَا ظَاهِرُ الْعِلْمِ، وَقِيلَ: غَيْرُ ذَلِكَ، وَعَنْ
أَبِي بَكْرِ بْنِ طَاهِرٍ أَنَّ مَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَانَتْ جَوَارِحُهُ وَقْفًا عَلَى الطَّاعَاتِ وَالْمُوَافَقَاتِ وَلِسَانُهُ مَشْغُولًا بِالذِّكْرِ وَنَشْرِ الْآلَاءِ وَالنَّعْمَاءِ وَقَلْبُهُ مُنَوَّرًا بِأَنْوَارِ التَّوْفِيقِ وَضِيَاءِ التَّحْقِيقِ، وَسِرُّهُ وَرُوحُهُ مُشَاهِدِينَ لِلْحَقِّ فِي جَمِيعِ الْأَوْقَاتِ، وَكَانَ عَالِمًا بِمَا يَبْدُو مِنْ مَكْنُونِ الْغُيُوبِ، وَرُؤْيَتُهُ يَقِينٌ لَا شَكَّ فِيهِ وَحُكْمُهُ عَلَى الْخَلْقِ كَحُكْمِ الْحَقِّ لَا يَنْطِقُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَرَى إِلَّا الْحَقَّ لِأَنَّهُ مُسْتَغْرَقٌ بِهِ فَأَنَّى يَرَى سِوَاهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِلَخْ.. جَعَلَهُ بَعْضُهُمْ إِشَارَةً إِلَى الْمُثْبِتِينَ لِغَيْرِهِ سُبْحَانَهُ وَجُودًا وَهُمْ أَهْلُ الْكَثْرَةِ وَالْحِجَابِ، وَفَسَّرَ الْأَشْهَادُ بِالْمُوَحِّدِينَ الَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ فِي الدَّارِ غَيْرَهُ سُبْحَانَهُ دِيَارًا.
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ عَكَسَ الْأَمْرَ وَجَعَلَهَا رَدًّا عَلَى أَهْلِ الْوَحْدَةِ الْقَائِلِينَ: إِنَّ كُلَّ مَا شَاهَدْتَهُ بِعَيْنِكَ أَوْ تَصَوَّرْتَهُ بِفِكْرِكَ فَهُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِمَعْنَى كُفْرُ النَّصَارَى إِيمَانٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ وَحَاشَا أَهْلَ اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الْقَوْلِ بِهِ عَلَى مَا يُشْعِرُ بِهِ ظَاهِرُهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَهَا مُشِيرَةً إِلَى حَالِ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ وَلِيُّ اللَّهِ تَعَالَى وَيَتَزَيَّا بِزِيِّ السَّادَاتِ وَيَتَكَلَّمُ بِكَلِمَاتِهِمْ وَهُوَ فِي الْبَاطِنِ أَفْسَقُ مِنْ قِرْدٍ وَأَجْهَلُ مِنْ حِمَارِ تُومَهْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ قِيلَ: (الْبَصِيرُ) مَنْ عَايَنَ مَا يُرَادُ بِهِ وَمَا يَجْرِي لَهُ وَعَلَيْهِ فِي جَمِيعِ أَوْقَاتِهِ (وَالسَّمِيعُ) مَنْ يَسْمَعُ مَا يُخَاطَبُ بِهِ مِنْ تَقْرِيعٍ وَتَأْدِيبٍ وَحَثٍّ وَنَدْبٍ لَا يَغْفُلُ عَنِ الْخِطَابِ فِي حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ، وَقِيلَ: (الْبَصِيرُ) النَّاظِرُ إِلَى الْأَشْيَاءِ بِعَيْنِ الْحَقِّ فَلَا يُنْكِرُ شَيْئًا وَلَا يَتَعَجَّبُ
[ ص: 77 ] مِنْ شَيْءٍ وَالسَّمِيعُ مَنْ يَسْمَعُ مِنَ الْحَقِّ فَيُمَيِّزُ الْإِلْهَامَ مِنَ الْوَسْوَاسِ، وَقِيلَ: (الْبَصِيرُ) هُوَ الَّذِي يَشْهَدُ أَفْعَالَهُ بِعِلْمِ الْيَقِينِ وَصِفَاتِهِ بِعَيْنِ الْيَقِينِ وَذَاتَهُ بِحَقِّ الْيَقِينِ، فَالْغَائِبَاتُ لَهُ حُضُورٌ وَالْمَسْتُورَاتُ لَهُ كَشْفٌ (وَالسَّمِيعُ) مَنْ يَسْمَعُ مِنْ دَوَاعِي الْعِلْمِ شَرْعًا، ثُمَّ مِنْ خَوَاطِرِ التَّعْرِيفِ قَدْرًا، ثُمَّ يُكَاشِفُ بِخِطَابٍ مِنَ الْحَقِّ سِرًّا، وَقِيلَ: (السَّمِيعُ) مَنْ لَا يَسْمَعُ إِلَّا كَلَامَ حَبِيبِهِ، وَ (الْبَصِيرُ) مَنْ لَا يُشَاهِدُ إِلَّا الْأَنْوَارَهُ فَهُوَ فِي ضِيَائِهَا لَيْلًا وَنَهَارًا، وَإِلَى هَذَا يُشِيرُ قَوْلُ قَائِلِهِمْ:
لَيْلَى مِنْ وَجْهِكِ شَمْسُ الضُّحَى وَإِنَّمَا السُّدْفَةُ فِي الْجَوِّ النَّاسُ فِي الظُّلْمَةِ مِنْ لَيْلِهِمْ
وَنَحْنُ مِنْ وَجْهِكِ فِي الضَّوِّ
وَفُسِّرَ كُلٌّ مِنَ -الْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ- بِضِدِّ مَا فُسِّرَ بِهِ (الْبَصِيرُ وَالسَّمِيعُ) وَالْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24هَلْ يَسْتَوِيَانِ أَنَّهُمَا لَا يَسْتَوِيَانِ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنَ التَّقَابُلِ وَالتَّبَاعُدِ إِلَى حَيْثُ لَا تَتَرَاءَى نَارَاهُمَا، ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى ذَكَرَ مِنْ قِصَّةِ
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعَ قَوْمِهِ مَا فِيهِ إِرْشَادٌ وَتَهْدِيدٌ وَعِظَةٌ مَا عَلَيْهَا مَزِيدٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ أَيِ الْأَشْرَافُ الْمَلِيئُونَ بِأُمُورِ الدُّنْيَا الَّذِينَ حُجِبُوا بِمَا هُمْ فِيهِ عَنِ الْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27مَا نَرَاكَ إِلا بَشَرًا مِثْلَنَا لِكَوْنِهِمْ وَاقِفِينَ عِنْدَ حَدِّ الْعَقْلِ الْمَشُوبِ بِالْوَهْمِ فَلَا يَرَوْنَ لِأَحَدٍ طَوْرًا وَرَاءَ مَا بَلَغُوا إِلَيْهِ، وَلَمْ يَشْعُرُوا بِمَقَامِ النُّبُوَّةِ وَمَعْنَاهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَصَفُوهُمْ بِذَلِكَ لِفَقْرِهِمْ حَيْثُ كَانُوا لَا يَعْلَمُونَ إِلَّا ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ الشَّرَفَ بِالْكَمَالِ لَا بِالْمَالِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ وَتَقَدُّمٌ يُؤَهِّلُكُمْ لِمَا تَدْعُونَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ فَلَا نُبُوَّةَ لَكَ وَلَا عِلْمَ لَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي يَجِبُ عَلَيْكُمُ الْإِذْعَانُ بِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28وَآتَانِي رَحْمَةً هِدَايَةً خَاصَّةً كَشْفِيَّةً مُتَعَالِيَةً عَنْ دَرَجَةِ الْبُرْهَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28مِنْ عِنْدِهِ فَوْقَ طَوْرِ عُقُولِكُمْ مِنَ الْعُلُومِ اللَّدُنِّيَّةِ وَمَقَامِ النُّبُوَّةِ (فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ) لِاحْتِجَابِكُمْ بِالظَّاهِرِ عَنِ الْبَاطِنِ وَبِالْخَلِيقَةِ عَنِ الْحَقِيقَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَنُجْبِرُكُمْ عَلَيْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ لَا تَلْتَفِتُونَ إِلَيْهَا كَأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَرَادَ أَنَّهُ لَا يَكُونُ إِلْزَامُ ذَلِكَ مَعَ الْكَرَاهَةِ، لَكِنْ إِنْ شِئْتُمْ تَلَقِّيَهُ فَزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ وَاتْرُكُوا إِنْكَارَكُمْ حَتَّى يَظْهَرَ عَلَيْكُمْ أَثَرُ نُورِ الْإِرَادَةِ فَتَقَبَّلُوا ذَلِكَ، وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْمُنْكَرَ لَا يُمْكِنُ لَهُ الِاسْتِفَاضَةُ مِنْ أَهْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَلَا يَكَادُ يَنْتَفِعُ بِهِمْ مَا دَامَ مُنْكِرًا وَمَنْ لَمْ يَعْتَقِدْ لَمْ يَنْتَفِعْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالا أَيْ لَيْسَ لِي مَطْمَحٌ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْوَالِكُمُ الَّتِي ظَنَنْتُمْ أَنَّ الشَّرَفَ بِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ فَهُوَ يُثِيبُنِي بِمَا هُوَ خَيْرٌ وَأَبْقَى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ أَيْ إِنَّهُمْ أَهْلُ الزُّلْفَى عِنْدَهُ تَعَالَى، وَهُمْ حَمَائِمُ أَبْرَاجِ الْمَلَكُوتِ وَبُزَاةُ مَعَارِجِ الْجَبَرُوتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ تَسْفَهُونَ عَلَيْهِمْ وَتُؤْذُونَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=30وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مَنْ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ كَمَا تُرِيدُونَ وَهُمْ بِتِلْكَ الْمَثَابَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=30أَفَلا تَذَكَّرُونَ لِتَعْرِفُوا الْتِمَاسَ طَرْدِهِمْ ضَلَالًا، وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْإِعْرَاضَ عَنْ فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ مُؤَدٍّ إِلَى سُخْطِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
قَالَ
أَبُو عُثْمَانَ: فِي الْآيَةِ (مَا أَنَا) بِمُعْرِضٍ عَمَّنْ أَقْبَلَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، فَإِنَّ مَنْ أَقْبَلَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالْحَقِيقَةِ أَقْبَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَمَّنْ أَقْبَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ فَقَدْ أَعْرَضَ عَنِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ إِلَخْ.. أَيْ أَنَا لَا أَدَّعِي الْفَضْلَ بِكَثْرَةِ الْمَالِ وَلَا بِالِاطِّلَاعِ عَلَى الْغَيْبِ وَلَا بِالْمَلَكِيَّةِ حَتَّى تُنْكِرُوا فَضْلِي بِفِقْدَانِ ذَلِكَ وَبِمُنَافَاةِ الْبَشَرِيَّةِ لِمَا أَنَا عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ بِعَيْنِ الْحَقَارَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا كَمَا تَقُولُونَ أَنْتُمْ، إِذِ الْخَيْرُ عِنْدِي مَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى لَا الْمَالُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ مِنَ الْخَيْرِ مِنِّي وَمِنْكُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِقَدْرِهِمْ
[ ص: 78 ] وَخَطَرِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31إِنِّي إِذًا أَيْ إِذْ نَفَيْتُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31لَمِنَ الظَّالِمِينَ مِثْلَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا قِيلَ: فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى عَيْنِ الْجَمْعِ الْمُشَارِ إِلَيْهِ بِخَبَرِ:
"لَا زَالَ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ" الْحَدِيثَ.
وَقِيلَ: أَيْ كُنْ فِي أَعْيُنِ رِعَايَتِنَا وَحِفْظِنَا وَلَا تَكُنْ فِي رُؤْيَةِ عَمَلِكَ وَالِاعْتِمَادِ عَلَيْهِ، فَإِنَّ مَنْ نَظَرَ إِلَى غَيْرِي احْتَجَبَ بِهِ عَنِّي، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَيْ أَسْقِطْ عَنْ نَفْسِكَ تَدْبِيرَكَ وَاصْنَعْ مَا أَنْتَ صَانِعٌ مِنْ أَفْعَالِكَ عَلَى مُشَاهَدَتِنَا دُونَ مُشَاهَدَةِ نَفْسِكَ أَوْ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِي، وَقِيلَ: أَيِ اصْنَعِ الْفُلْكَ وَلَا تَعْتَمِدْ عَلَيْهِ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا رِعَايَةً وَكِلَاءَةً، فَإِنِ اعْتَمَدْتَ عَلَى الْفُلْكِ وُكِّلْتَ إِلَيْهِ وَسَقَطْتَ مِنْ أَعْيُنِنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى رِقَّةِ قَلْبِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ احْتِمَالِ جَفْوَتِهِمْ وَأَذِيَّتِهِمْ، وَهَكَذَا شَأْنُ الصِّدِّيقِينَ، وَالْكَلَامُ فِي بَاقِي الْآيَةِ ظَاهِرٌ، وَلَا يَخْفَى أَنَّهُ يَجِبُ الْإِيمَانُ بِظَاهِرِهَا وَالتَّصْدِيقُ بِوُقُوعِ الطُّوفَانِ حَسْبَمَا قَصَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ، وَإِنْكَارُ ذَلِكَ كُفْرٌ صَرِيحٌ، لَكِنْ ذَكَرَ بَعْضُ السَّادَةِ أَنَّهُ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِذَلِكَ يُمْكِنُ احْتِمَالُ التَّأْوِيلِ عَلَى أَنَّهُ حَظُّ الصُّوفِيِّ مِنَ الْآيَةِ، وَذَلِكَ بِأَنْ يُؤَوَّلَ الْفُلْكُ بِشَرِيعَةِ
نُوحٍ الَّتِي نَجَا بِهَا هُوَ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ، وَالطُّوفَانُ بِاسْتِيلَاءِ بَحْرِ الْهَيُولِيِّ وَإِهْلَاكِ مَنْ لَمْ يَتَجَرَّدْ عَنْهَا بِمُتَابَعَةِ نَبِيٌّ وَتَزْكِيَةِ نَفْسٍ كَمَا جَاءَ فِي مُخَاطَبَاتِ
إِدْرِيسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِنَفْسِهِ مَا مَعْنَاهُ إِنَّ هَذِهِ الدُّنْيَا بَحْرٌ مَمْلُوءٌ مَاءً، فَإِنِ اتَّخَذْتَ سَفِينَةً تَرْكَبُهَا عِنْدَ خَرَابِ الْبَدَنِ نَجَوْتَ مِنْهَا إِلَى عَالَمِكَ وَإِلَّا غَرِقْتَ فِيهَا وَهَلَكْتَ، وَعَلَى هَذَا يُقَالُ: مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ يَتَّخِذُ شَرِيعَةً مِنْ أَلْوَاحِ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَدُسُرِ الْعُلُومِ تَنْتَظِمُ بِهَا الْأَعْمَالُ وَتُحْكَمُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ كَمَا هُوَ الْمُشَاهَدُ فِي أَرْبَابِ الْخَلَاعَةِ الْمُمْتَطِينَ غَارِبَ الْهَوَى يَسْخَرُونَ مِنَ الْمُتَشَرِّعِينَ الْمُتَقَيِّدِينَ بِقُيُودِ الطَّاعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا بِجَهْلِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ عِنْدَ ظُهُورِ وَخَامَةِ عَاقِبَتِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38كَمَا تَسْخَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ عِنْدَ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ فِي الدُّنْيَا مِنْ حُلُولِ مَا لَا يُلَائِمُ غَرَضَهُ وَشَهْوَتَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ فِي الْآخِرَةِ مِنِ اسْتِيلَاءِ نِيرَانِ الْحِرْمَانِ وَظُهُورِ هَيْئَاتِ الرَّذَائِلِ الْمُظْلِمَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا بِإِهْلَاكِ أُمَّتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وَفَارَ التَّنُّورُ بِاسْتِيلَاءِ الْأَخْلَاطِ الْفَاسِدَةِ وَالرُّطُوبَاتِ الْفَضْلِيَّةِ عَلَى الْحَرَارَةِ الْغَرِيزِيَّةِ وَقُوَّةِ طَبِيعَةِ مَاءِ الْهَيُولِيِّ عَلَى نَارِ الرُّوحِ الْحَيَوَانِيَّةِ، أَوْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40أَمْرُنَا بِإِهْلَاكِهِمُ الْمَعْنَوِيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وَفَارَ التَّنُّورُ بِاسْتِيلَاءِ مَاءِ هَوَى الطَّبِيعَةِ عَلَى الْقَلْبِ وَإِغْرَاقِهِ فِي بَحْرِ الْهَيُولِيِّ الْجُسْمَانِيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ أَيْ مِنْ كُلِّ صِنْفَيْنِ مِنْ نَوْعٍ اثْنَيْنِ هُمَا صُورَتَاهُمَا النَّوْعِيَّةُ وَالصِّنْفِيَّةُ الْبَاقِيَتَانِ عِنْدَ فَنَاءِ الْأَشْخَاصِ.
وَمَعْنَى حَمْلِهِمَا فِيهَا عِلْمُهُ بِبَقَائِهِمَا مَعَ بَقَاءِ الْأَرْوَاحِ الْإِنْسِيَّةِ، فَإِنَّ عِلْمَهُ جُزْءٌ مِنَ السَّفِينَةِ الْمُتَرَكِّبَةِ مِنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، فَمَعْلُومِيَّتُهُمَا مَحْمُولِيَّتُهُمَا وَعَالِمِيَّتُهُ بِهِمَا حَامِلِيَّتُهُ إِيَّاهُمَا فِيهَا (وَأَهْلَكَ) وَمَنْ يَتَّصِلُ بِكَ فِي سِيرَتِكَ مِنْ أَقَارِبِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40إِلا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ أَيِ الْحُكْمُ بِإِهْلَاكِهِ فِي الْأَزَلِ لِكُفْرِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وَمَنْ آمَنَ مِنْ أُمَّتِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا أَيْ بِسْمِ اللَّهِ تَعَالَى الْأَعْظَمِ الَّذِي هُوَ وُجُودُ كُلِّ عَارِفٍ كَامِلٍ مِنْ أَفْرَادِ نَوْعِ الْإِنْسَانِ إِجْرَاءُ أَحْكَامِهَا وَتَرْوِيجُهَا فِي بَحْرِ الْعَالَمِ الْجُسْمَانِيِّ وَإِثْبَاتُهَا وَأَحْكَامُهَا كَمَا تَرَى مِنْ إِجْرَاءِ كُلِّ شَرِيعَةٍ وَأَحْكَامُهَا بِوُجُودِ الْكَامِلِ مِمَّنْ يُنْسَبُ إِلَيْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ لِهَيْئَاتِ نُفُوسِكُمُ الْبَدَنِيَّةِ الْمُظْلِمَةِ وَذُنُوبِ مَلَابِسِ الطَّبِيعَةِ الْمُهْلِكَةِ إِيَّاكُمُ الْمُغْرِقَةِ فِي بَحْرِهَا وَذَلِكَ بِمُتَابَعَةِ الشَّرِيعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41رَحِيمٌ بِإِضَافَةِ الْمَوَاهِبِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْكَشْفِيَّةِ وَالْهَيْئَاتِ النُّورَانِيَّةِ الَّتِي يُنْجِيكُمْ بِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ مِنْ بَحْرِ الطَّبِيعَةِ الْجُسْمَانِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42كَالْجِبَالِ الْحَاجِبَةِ لِلنَّظَرِ الْمَانِعَةِ مِنَ السَّيْرِ، وَهُمْ لَا يُبَالُونَ بِذَلِكَ مَحْفُوظُونَ مِنْ أَنْ يُصِيبَهُمْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْجِ، وَهَذَا الْجَرَيَانِ يَعْرِضُ لِلسَّالِكِ فِي ابْتِدَاءِ أَمْرِهِ وَلَوْلَا أَنَّهُ مَحْفُوظٌ فِي لُزُومِ سَفِينَةِ الشَّرْعِ لَهَلَكَ.
[ ص: 79 ] وَلَعَلَّ فِي الْآيَةِ عَلَى هَذَا تَغْلِيبًا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ الْمَحْجُوبَ بِالْعَقْلِ الْمَشُوبَ بِالْوَهْمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ لِذَلِكَ الْحِجَابِ عَنِ الدِّينِ وَالشَّرِيعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا أَيِ ادْخُلْ فِي دِينِنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ الْمَحْجُوبِينَ الْهَالِكِينَ بِأَمْوَاجِ هَوَى النَّفْسِ الْمُغْرَقِينَ فِي بَحْرِ الطَّبْعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ أَيْ سَأَلْتَجِئُ إِلَى الدِّمَاغِ وَأَسْتَعْصِمُ بِالْعَقْلِ الْمُشْرِقِ هُنَاكَ لِيَحْفَظَنِي مِنِ اسْتِيلَاءِ بَحْرِ الْهَيُولِيِّ فَلَا أَغْرَقُ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلا مِنْ رَحِمَ وَهُوَ اللَّهُ الَّذِي رَحِمَ أَهْلَ التَّوْحِيدِ وَأَفَاضَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَآبِيبِ لُطْفِهِ مَا عَرَفُوا بِهِ دِينَهُ الْحَقَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ أَيْ مَوْجُ هَوَى النَّفْسِ وَاسْتِيلَاءُ مَاءِ بَحْرِ الطَّبِيعَةِ وَحُجِبَ عَنِ الْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ فِي بَحْرِ الْهَيُولِيِّ الْجُسْمَانِيَّةِ، وَقِيلَ: مِنْ جِهَةِ الْحَقِّ عَلَى لِسَانِ الشَّرْعِ لِأَرْضِ الطَّبِيعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَقِفِي عَلَى حَدِّ الِاعْتِدَالِ وَلِسَمَاءِ الْعَقْلِ الْمَحْجُوبَةِ بِالْعَادَةِ وَالْحِسِّ الْمَشُوبَةِ بِالْوَهْمِ الْمُغَيَّمَةِ بِغَيْمِ الْهَوَى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي عَنْ إِمْدَادِ الْأَرْضِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَغِيضَ الْمَاءُ ) أَيْ مَاءُ قُوَّةِ الطَّبِيعَةِ الْجُسْمَانِيَّةِ وَمَدَدُ الرُّطُوبَةِ الْحَاجِبَةِ لِنُورِ الْحَقِّ الْمَانِعَةِ لِلْحَيَاةِ الْحَقِيقِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَقُضِيَ الأَمْرُ بِإِنْجَاءِ مَنْ نَجَا وَإِهْلَاكِ مَنْ هَلَكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَاسْتَوَتْ أَيْ سَفِينَةُ شَرِيعَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44عَلَى الْجُودِيِّ وَهُوَ جَبَلُ وُجُودِ
نُوحٍ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ عَبَدُوا الْهَوَى دُونَ الْحَقِّ وَوَضَعُوا الطَّبِيعَةَ مَكَانَ الشَّرِيعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=45وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ إِلَخِ.. الْكَلَامُ عَلَى هَذَا الطَّرْزِ فِيهِ ظَاهِرٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ مِنْ مَحِلِّ الْجَمْعِ وَذُرْوَةِ مَقَامِ الْوِلَايَةِ، وَالِاسْتِغْرَاقُ فِي التَّوْحِيدِ إِلَى مَقَامِ التَّفْصِيلِ وَتَشْرِيعِ النُّبُوَّةِ بِالرُّجُوعِ إِلَى الْخَلْقِ وَمُشَاهَدَةِ الْكَثْرَةِ فِي عَيْنِ الْوَحْدَةِ غَيْرُ مُعَطِّلٍ لِلْمَرَاتِبِ (بِسَلَامٍ مِنَّا) أَيْ سَلَامَةٍ عَنْ الِاحْتِجَابِ بِالْكَثْرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48وَبَرَكَاتٍ مِنْ تَقْنِينِ قَوَانِينِ الشَّرْعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ نَاشِئَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48مِمَّنْ مَعَكَ عَلَى دِينِكَ إِلَى آخِرِ الزَّمَانِ (وَأُمَمٌ) أَيْ وَيَنْشَأُ مِمَّنْ مَعَكَ أُمَمٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48سَنُمَتِّعُهُمْ فِي الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا فِي الْعُقْبَى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48عَذَابٌ أَلِيمٌ بِإِحْرَاقِهِمْ بِنَارِ الْآثَارِ وَتَعْذِيبِهِمْ بِالْهَيْئَاتِ الْمُظْلِمَةِ.
هَذَا ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّهُ إِذَا شِئْتَ التَّطْبِيقَ عَلَى مَا فِي الْأَنْفُسِ أَوَّلْتَ نُوحًا بِرُوحِكَ وَالْفُلْكَ بِكَمَالِكَ الْعِلْمِيِّ وَالْعَمَلِيِّ الَّذِي بِهِ نَجَاتُكَ عِنْدَ طُوفَانِ بَحْرِ الْهَيُولِيِّ، وَالتَّنُّورَ بِتَنُّورِ الْبَدَنِ، وَفَوَرَانَهُ اسْتِيلَاءَ الرُّطُوبَةِ الْغَرِيبَةِ وَالْأَخْلَاطِ الْفَاسِدَةِ، وَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ بِجُيُوشِ الْقُوَى الْحَيَوَانِيَّةِ وَالطَّبِيعَةِ وَطُيُورِ الْقُوَى الرُّوحَانِيَّةِ، وَأَوَّلْتَ مَا جَاءَ فِي الْقِصَّةِ مِنَ الْبَنِينَ الثَّلَاثَةِ وَالزَّوْجَةِ، بِحَامٍ الْقَلْبَ، وَسَامٍ الْعَقْلَ النَّظَرِيَّ، وَيَافِثَ الْعَقْلَ الْعَمَلِيَّ وَزَوْجَةٍ النَّفْسَ الْمُطْمَئِنَّةَ، وَالِابْنَ الْآخَرَ الْوَهْمَ، وَالزَّوْجَةَ الْأُخْرَى الطَّبِيعَةَ الْجُسْمَانِيَّةَ الَّتِي يَتَوَلَّدُ مِنْهَا الْوَهْمُ، وَالْجَبَلَ بِالدِّمَاغِ وَاسْتِوَاءَهَا عَلَى الْجُودِيِّ وَهُبُوطَهُ بِمِثْلِ نُزُولِ
عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، انْتَهَى، وَمَنْ نَظَرَ بِعَيْنِ الْإِنْصَافِ لَمْ يُعَوِّلْ إِلَّا عَلَى ظَاهِرِ الْقِصَّةِ وَكَانَ لَهُ بِهِ غِنًى عَنْ هَذَا التَّأْوِيلِ، وَاكْتَفَى بِمَا أَشَارَ إِلَيْهِ مِنْ أَنَّ النَّسَبَ إِذَا لَمْ يُحَطْ بِالصَّلَاحِ كَانَ غَرِيقًا فِي بَحْرِ الْعَدَمِ.
فَمًا يَنْفَعُ الْأَصْلُ مِنْ هَاشِمٍ إِذَا كَانَتِ النَّفْسُ مِنْ بَاهِلِهِ
وَمِنْ أَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ التَّحَرِّي بِالدُّعَاءِ وَأَنْ لَا تَشْغَلَهُ الشَّفَقَةُ عَنْ ذَلِكَ إِلَى غَيْرِ مَا ذُكِرَ، وَالْآيَةُ نَصٌّ فِي كُفْرِ قَوْمِ
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ الَّذِينَ أَغْرَقَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى، وَفِي نُصُوصِ الْحُكْمِ
لِلشَّيْخِ الْأَكْبَرِ قَدَّسَ سِرَّهُ مَا هُوَ نَصٌّ فِي إِيمَانِهِمْ وَنَجَاتِهِمْ مِنَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَذَلِكَ أَمْرٌ لَا نَفْهَمُهُ مِنْ كِتَابٍ وَلَا سُنَّةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=76وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ وَاللَّهُ تَعَالَى الْهَادِي إِلَى سَوَاءِ السَّبِيلِ.