nindex.php?page=treesubj&link=31955_32109_34091_34171_34185_34513_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=55وربك أعلم بمن في السماوات والأرض وبأحوالهم الظاهرة والباطنة فيختار منهم لنبوته وولايته من يشاء ممن تراه حكمته أهلا لذلك وهو رد عليه إذ قالوا: بعيد أن يكون يتيم
ابن أبي طالب نبيا وأن يكون العراة الجوع
كصهيب وبلال وخباب وغيرهم أصحابه دون أن يكون ذلك من الأكابر والصناديد.
وذكر من في السموات لإبطال قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=21لولا أنزل علينا الملائكة وذكر من في الأرض لرد قولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=31لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم فلا يدل تخصيصهما بالذكر وتعلقهما بأعلم بعلى اختصاص أعلميته تعالى بما ذكر فما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12095أبو علي من أن الجار متعلق بعلم محذوفا ولا يجوز تعلقه بأعلم لاقتضائه أنه سبحانه ليس بأعلم بغير ذلك ناشئ عن عدم العلم بما ذكرنا على أن
أبا حيان أنكر تعدي علم بالباء وإنما يتعدى لواحد بنفسه في مثل هذا الموضع.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=55ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض بالفضائل النفسانية والمزايا القدسية وإنزال الكتب السماوية لا بكثرة الأموال والأتباع
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=55وآتينا داود زبورا بيان لحيثية تفضيله عليه الصلاة والسلام وأنه بإيتائه الزبور لا بإيتائه الملك والسلطنة وفيه إيذان بتفضيل نبينا صلى الله عليه وسلم؛ فإن كونه عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء وأمته خير الأمم مما تضمنه الزبور وقد أخبر سبحانه عن ذلك بقوله عز قائلا:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=105ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون يعني
محمدا صلى الله عليه وسلم وأمته ونص بعضهم أن هذا من باب التلميح نحو قصة المنصور وقد وعد
الهذلي بعدة فنسيها فلما حجا وأتيا المدينة قال له يوما وهو يسايره: يا أمير المؤمنين، هذا بيت
nindex.php?page=showalam&ids=10982عاتكة الذي يقول فيه
الأحوص: يا بيت
nindex.php?page=showalam&ids=10982عاتكة الذي أتغزل؛ ففطن لمراده حيث قال ذلك ولم يسأله وعلم أنه يشير إلى قوله في هذه القصيدة:
وأراك تفعل ما تقول وبعضهم مذق اللسان يقول ما لا يفعل
فأنجز عدته، والزبور في الأصل وصف للمفعول كالحلوب أو مصدر كالقبول، نعم هذا الوزن في المصادر قليل والأكثر ضم الفاء وبه قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة وجعله بعضهم على هذه القراءة جمع زبر بكسر الزاي بمعنى مزبور ثم جعل علما للكتاب المخصوص وليس فيه من الأحكام شيء.
أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس قال: الزبور ثناء على الله عز وجل ودعاء وتسبيح، وأخرج هو
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة قال: كنا نحدث أن الزبور دعاء علمه
داود عليه السلام وتحميد وتمجيد لله عز وجل ليس فيه حلال ولا حرام ولا فرائض ولا حدود. والذي تدل عليه بعض الآثار اشتماله على بعض النواهي والأوامر.
فقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة أنه مكتوب فيه: أني أنا الله لا إله إلا أنا ملك الملوك، قلوب الملوك بيدي فأيما قوم كانوا على طاعة جعلت الملوك عليهم رحمة، وأيما قوم كانوا على معصية جعلت الملوك عليهم نقمة، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك ولا تتوبوا إليهم وتوبوا إلي أعطف قلوبهم عليكم.
والمزامير التي يفهم منها الأمر والنهي كثيرة فيه كما لا يخفى على من رآه، ومع هذا الفرق
[ ص: 96 ] بينه وبين التوراة ظاهر، ودخول أل عليه في بعض الآيات للمح الأصل وذلك لا ينافي العلمية كما في العباس والفضل.
وجوز أن يكون نكرة غير علم ونكر ليفيد أنه بعض من الكتب الإلهية أو من مطلق الكتب ولا إشكال أيضا في دخول أل عليه؛ أي: آتيناه زبورا من الزبر، وجوز أن يكون مختصا بكتاب
داود عليه السلام وليس بعلم بل من غلبة اسم الجنس وهو كالقرآن يطلق على المجموع وعلى الأجزاء، وتقدم إفادة التنكير للبعضية في قوله تعالى: ( ليلا ) فيجوز أن يكون المراد هنا آتيناه بعضا من الزبور فيه ذكره صلى الله عليه وسلم، هذا ووجه ربط الآيات بما تقدم على هذا التفسير على ما في الكشف أنه تعالى لما أرشد نبيه صلى الله عليه وسلم إلى جواب الكفار بجده في استهزائهم وتوقره في استخفافهم ليكون أغيظ لهم وأشجى لحلوقهم أرشده إلى أن يحمل أصحابه أيضا على ذلك وأن يستنوا بسنته وعلل ذلك بما اعترض به من أن الشيطان بنزغه يحمل على المخاشنة فعلى العاقل الحازم أن لا يغتر بوساوسه كيف وقد تبين له أنه عدو مبين.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=54وما أرسلناك عليهم وكيلا متعلق بجميع السابق من قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=50قل كونوا المشتمل على مجادلته بالتي هي أحسن
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53وقل لعبادي المشتمل على حملهم عليها إلى قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=54أو إن يشأ يعذبكم وقوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=55وربك أعلم بمن في السماوات والأرض من تتمة
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47إن تتبعون إلا رجلا مسحورا فإنهم طعنوا فيه وحاشاه تارة بأنه شاعر ساحر مجنون وأخرى بنحو
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=31لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم و
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11لو كان خيرا ما سبقونا إليه فأجيب عن الأول بما أجيب وعن الثاني بقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=55وربك أعلم وجوز أن يكون الخطاب في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=54ربكم أعلم إلخ للمؤمنين. وروي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي، وأخرج الأول
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج والمعنى أنه تعالى إن يشأ يرحمكم أيها المؤمنون في الدنيا بإنجائكم من الكفرة ونصركم عليهم أو إن يشأ يعذبكم بتسليطهم عليكم والمراد بالتي هي أحسن المجادلة الحسنة فكأنه تعالى لما ذكر الحجة اليقينية في صحة المعاد أمر نبيه عليه الصلاة والسلام أن يقول للمؤمنين: إذا أردتم إيراد الحجة على المخالفين فاذكروا الدلائل بالطريق الأحسن وهو أن لا يكون ذلك ممزوجا بالشتم والسب؛ لأنه لو اختلط به لا يبعد أن يقابل بمثله فيزداد الغضب ويهيج الشر فلا يحصل المقصود، وأشار سبحانه إلى ذلك بقوله عز قائلا:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53إن الشيطان إلخ. وضمير بينهم إما للكفار أو للفريقين، وروي أن المشركين أفرطوا في إيذاء المؤمنين فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت. وقيل: شتم
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رجل فهم رضي الله تعالى عنه به فأمره الله تعالى بالعفو. قال في الكشف إنه على هذين القولين الكلمة التي هي أحسن نحو: يهديكم الله تعالى وليست مفسرة بربكم أعلم بكم.
وقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53إن الشيطان ينزغ تعليل للأمر بالاحتمال بأن المخاشنة من فعل الشيطان. والخطاب في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=54ربكم أعلم بكم للمؤمنين، وفيه حث على المداراة أي: فداروهم؛ لأن ربكم أعلم بكم وبما يصلح لكم من أوامر إن يشأ يرحمكم بقبول أوامره ونواهيه أو إن يشأ يعذبكم بإبائكم أو إن يشأ يرحمكم بالملاينة والتراحم؛ لأنه سبب السلامة عن أذى الكفار أو إن يشأ يعذبكم بمخاشنتكم في غير إبانها، وما أرسلناك عليهم وكيلا فهؤلاء المؤمنون وهم أتباعك أولى وأولى بأن لا يكونوا وكيلا عليهم، ثم قال: والأول أوفق لتأليف النظم وفي إفادة
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=54ربكم أعلم بكم الحث على ما قرر تكلف ما اه.
وقيل: المراد من عبادي الكفار وحيث كان المقصود من الآيات الدعوة لا يبعد أن يعبر عنهم بذلك ليصير سببا لجذب قلوبهم وميل طباعهم إلى قبول الدين الحق فكأنه قيل: قل يا
محمد لعبادي الذين أقروا بكونهم عبادا لي: يقولوا التي هي
[ ص: 97 ] أحسن وهي الكلمة الحقة الدالة على التوحيد وإثبات القدرة على البعث وعرفهم أنه لا ينبغي لهم أن يصروا على المذهب الباطل تعصبا للأسلاف؛ فإن ذلك من الشيطان وهو للإنسان عدو مبين فلا ينبغي أن يلتفت إلى قوله، والمراد من الأمر بالقول الأمر باعتقاد ذلك، وذكر القول لما أنه دليل الاعتقاد ظاهرا ثم قال لهم سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=54ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم بالهداية
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=54أو إن يشأ يعذبكم بالإماتة على الكفر إلا أن تلك المشيئة غائبة عنكم فاجتهدوا أنتم في طلب الدين الحق ولا تصروا على الباطل لئلا تصيروا محرومين عن السعادات الأبدية والخيرات السرمدية، ثم قال سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=54وما أرسلناك عليهم وكيلا أي: لا تشدد الأمر عليهم ولا تغلظ لهم بالقول، والمقصود من كل ذلك إظهار اللين والرفق لهم عند الدعوة لأنه أقرب لحصول المقصود، ثم إنه تعالى عمم علمه بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=55وربك أعلم إلخ. ويحسن على هذا ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين من تفسير:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53التي هي أحسن بلا إله إلا الله، ونقل ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية عن فرقة من العلماء ثم قال: ويلزم عليه أن يراد بعبادي جميع الخلق لأن جميعهم مدعو إلى قول لا إله إلا الله ويجيء قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53إن الشيطان ينزغ بينهم غير مناسب إلا على معنى ينزغ خلالهم وأثناءهم ويفسر النزغ بالوسوسة والإملال ولا يخفى أنه في حيز المنع، وما ذكر من الدليل لا يتم إلا إذا لم يكن للتخصيص نكتة، وهي هاهنا ظاهرة ويكون قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=31955_32109_34091_34171_34185_34513_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=55وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَبِأَحْوَالِهِمُ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ فَيَخْتَارُ مِنْهُمْ لِنُبُوَّتِهِ وَوِلَايَتِهِ مَنْ يَشَاءُ مِمَّنْ تَرَاهُ حِكْمَتُهُ أَهْلًا لِذَلِكَ وَهُوَ رَدٌّ عَلَيْهِ إِذْ قَالُوا: بَعِيدٌ أَنْ يَكُونَ يَتِيمُ
ابْنِ أَبِي طَالِبٍ نَبِيًّا وَأَنْ يَكُونَ الْعُرَاةُ الْجُوعُ
كَصُهَيْبٍ وَبِلَالٍ وَخَبَّابٍ وَغَيْرِهِمْ أَصْحَابَهُ دُونَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنَ الْأَكَابِرِ وَالصَّنَادِيدِ.
وَذَكَرَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ لِإِبْطَالِ قَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=21لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ وَذَكَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ لِرَدِّ قَوْلِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=31لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ فَلَا يَدُلُّ تَخْصِيصُهُمَا بِالذِّكْرِ وَتَعَلُّقُهُمَا بِأَعْلَمَ بِعَلَى اخْتِصَاصِ أَعِلْمِيَّتِهِ تَعَالَى بِمَا ذُكِرَ فَمَا قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12095أَبُو عَلِيٍّ مِنْ أَنَّ الْجَارَّ مُتَعَلِّقٌ بِعَلِمَ مَحْذُوفًا وَلَا يَجُوزُ تَعَلُّقُهُ بِأَعْلَمَ لِاقْتِضَائِهِ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَيْسَ بِأَعْلَمَ بِغَيْرِ ذَلِكَ نَاشِئٌ عَنْ عَدَمِ الْعِلْمِ بِمَا ذَكَرْنَا عَلَى أَنَّ
أَبَا حَيَّانَ أَنْكَرَ تَعَدِّيَ عَلِمَ بِالْبَاءِ وَإِنَّمَا يَتَعَدَّى لِوَاحِدٍ بِنَفْسِهِ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=55وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضَ بِالْفَضَائِلِ النَّفْسَانِيَّةِ وَالْمَزَايَا الْقُدْسِيَّةِ وَإِنْزَالِ الْكُتُبِ السَّمَاوِيَّةِ لَا بِكَثْرَةِ الْأَمْوَالِ وَالْأَتْبَاعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=55وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا بَيَانٌ لِحَيْثِيَّةِ تَفْضِيلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَأَنَّهُ بِإِيتَائِهِ الزَّبُورَ لَا بِإِيتَائِهِ الْمُلْكَ وَالسَّلْطَنَةَ وَفِيهِ إِيذَانٌ بِتَفْضِيلِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِنَّ كَوْنَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ خَاتَمَ الْأَنْبِيَاءِ وَأُمَّتُهُ خَيْرُ الْأُمَمِ مِمَّا تَضَمَّنَهُ الزَّبُورُ وَقَدْ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ عَنْ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ عَزَّ قَائِلًا:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=105وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ يَعْنِي
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتَهُ وَنَصَّ بَعْضُهُمْ أَنَّ هَذَا مِنْ بَابِ التَّلْمِيحِ نَحْوَ قِصَّةِ الْمَنْصُورِ وَقَدْ وَعَدَ
الْهُذَلِيَّ بِعِدَّةٍ فَنَسِيَهَا فَلَمَّا حَجَّا وَأَتَيَا الْمَدِينَةَ قَالَ لَهُ يَوْمًا وَهُوَ يُسَايِرُهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا بَيْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=10982عَاتِكَةَ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ
الْأَحْوَصُ: يَا بَيْتَ
nindex.php?page=showalam&ids=10982عَاتِكَةَ الَّذِي أَتَغَزَّلُ؛ فَفَطِنَ لِمُرَادِهِ حَيْثُ قَالَ ذَلِكَ وَلَمْ يَسْأَلْهُ وَعَلِمَ أَنَّهُ يُشِيرُ إِلَى قَوْلِهِ فِي هَذِهِ الْقَصِيدَةِ:
وَأَرَاكَ تَفْعَلُ مَا تَقُولُ وَبَعْضُهُمْ مَذِقُ اللِّسَانِ يَقُولُ مَا لَا يَفْعَلُ
فَأَنْجَزَ عِدَتَهُ، وَالزَّبُورُ فِي الْأَصْلِ وَصْفٌ لِلْمَفْعُولِ كَالْحَلُوبِ أَوْ مَصْدَرٌ كَالْقَبُولِ، نَعَمْ هَذَا الْوَزْنُ فِي الْمَصَادِرِ قَلِيلٌ وَالْأَكْثَرُ ضَمُّ الْفَاءِ وَبِهِ قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ وَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ جَمْعَ زِبْرٍ بِكَسْرِ الزَّايِ بِمَعْنَى مَزْبُورٍ ثُمَّ جُعِلَ عَلَمًا لِلْكِتَابِ الْمَخْصُوصِ وَلَيْسَ فِيهِ مِنَ الْأَحْكَامِ شَيْءٌ.
أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14354الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: الزَّبُورُ ثَنَاءٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَدُعَاءٌ وَتَسْبِيحٌ، وَأَخْرَجَ هُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ قَالَ: كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّ الزَّبُورَ دُعَاءٌ عُلِّمَهُ
دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَتَحْمِيدٌ وَتَمْجِيدٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ فِيهِ حَلَالٌ وَلَا حَرَامٌ وَلَا فَرَائِضُ وَلَا حُدُودٌ. وَالَّذِي تَدُلُّ عَلَيْهِ بَعْضُ الْآثَارِ اشْتِمَالُهُ عَلَى بَعْضِ النَّوَاهِي وَالْأَوَامِرِ.
فَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِيهِ: أَنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا مَلِكُ الْمُلُوكِ، قُلُوبُ الْمُلُوكِ بِيَدِي فَأَيُّمَا قَوْمٍ كَانُوا عَلَى طَاعَةٍ جَعَلْتُ الْمُلُوكَ عَلَيْهِمْ رَحْمَةً، وَأَيُّمَا قَوْمٍ كَانُوا عَلَى مَعْصِيَةٍ جَعَلْتُ الْمُلُوكَ عَلَيْهِمْ نِقْمَةً، فَلَا تَشْغَلُوا أَنْفُسَكُمْ بِسَبِّ الْمُلُوكِ وَلَا تَتُوبُوا إِلَيْهِمْ وَتُوبُوا إِلَيَّ أَعْطِفْ قُلُوبَهُمْ عَلَيْكُمْ.
وَالْمَزَامِيرُ الَّتِي يُفْهَمُ مِنْهَا الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ كَثِيرَةٌ فِيهِ كَمَا لَا يَخْفَى عَلَى مَنْ رَآهُ، وَمَعَ هَذَا الْفَرْقُ
[ ص: 96 ] بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْرَاةِ ظَاهِرٌ، وَدُخُولُ أَلْ عَلَيْهِ فِي بَعْضِ الْآيَاتِ لِلَمْحِ الْأَصْلِ وَذَلِكَ لَا يُنَافِي الْعَلَمِيَّةَ كَمَا فِي الْعَبَّاسِ وَالْفَضْلِ.
وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ نَكِرَةً غَيْرَ عَلَمٍ وَنُكِّرَ لِيُفِيدَ أَنَّهُ بَعْضٌ مِنَ الْكُتُبِ الْإِلَهِيَّةِ أَوْ مِنْ مُطْلَقِ الْكُتُبِ وَلَا إِشْكَالَ أَيْضًا فِي دُخُولِ أَلْ عَلَيْهِ؛ أَيْ: آتَيْنَاهُ زَبُورًا مِنَ الزُّبُرِ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ مُخْتَصًّا بِكِتَابِ
دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَلَيْسَ بِعَلَمٍ بَلْ مِنْ غَلَبَةِ اسْمِ الْجِنْسِ وَهُوَ كَالْقُرْآنِ يُطْلَقُ عَلَى الْمَجْمُوعِ وَعَلَى الْأَجْزَاءِ، وَتَقَدَّمَ إِفَادَةُ التَّنْكِيرِ لِلْبَعْضِيَّةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ( لَيْلًا ) فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ هُنَا آتَيْنَاهُ بَعْضًا مِنَ الزَّبُورِ فِيهِ ذِكْرُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذَا وَوَجْهُ رَبْطِ الْآيَاتِ بِمَا تَقَدَّمَ عَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ عَلَى مَا فِي الْكَشْفِ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا أَرْشَدَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جَوَابِ الْكُفَّارِ بِجِدِّهِ فِي اسْتِهْزَائِهِمْ وَتَوَقُّرِهِ فِي اسْتِخْفَافِهِمْ لِيَكُونَ أَغْيَظَ لَهُمْ وَأَشْجَى لِحُلُوقِهِمْ أَرْشَدَهُ إِلَى أَنْ يَحْمِلَ أَصْحَابَهُ أَيْضًا عَلَى ذَلِكَ وَأَنْ يَسْتَنُّوا بِسُنَّتِهِ وَعَلَّلَ ذَلِكَ بِمَا اعْتُرِضَ بِهِ مِنْ أَنَّ الشَّيْطَانَ بِنَزْغِهِ يَحْمِلُ عَلَى الْمُخَاشَنَةِ فَعَلَى الْعَاقِلِ الْحَازِمِ أَنْ لَا يَغْتَرَّ بِوَسَاوِسِهِ كَيْفَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ مُبِينٌ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=54وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلا مُتَعَلِّقٌ بِجَمِيعِ السَّابِقِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=50قُلْ كُونُوا الْمُشْتَمِلِ عَلَى مُجَادَلَتِهِ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53وَقُلْ لِعِبَادِي الْمُشْتَمِلِ عَلَى حَمْلِهِمْ عَلَيْهَا إِلَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=54أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=55وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مِنْ تَتِمَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلا مَسْحُورًا فَإِنَّهُمْ طَعَنُوا فِيهِ وَحَاشَاهُ تَارَةً بِأَنَّهُ شَاعِرٌ سَاحِرٌ مَجْنُونٌ وَأُخْرَى بِنَحْوِ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=31لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ فَأُجِيبَ عَنِ الْأَوَّلِ بِمَا أُجِيبَ وَعَنِ الثَّانِي بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=55وَرَبُّكَ أَعْلَمُ وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ الْخِطَابُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=54رَبُّكُمْ أَعْلَمُ إِلَخْ لِلْمُؤْمِنِينَ. وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15097الْكَلْبِيِّ، وَأَخْرَجَ الْأَوَّلَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=12918وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ وَالْمَعْنَى أَنَّهُ تَعَالَى إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ فِي الدُّنْيَا بِإِنْجَائِكُمْ مِنَ الْكَفَرَةِ وَنَصْرِكُمْ عَلَيْهِمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ بِتَسْلِيطِهِمْ عَلَيْكُمْ وَالْمُرَادُ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ الْمُجَادَلَةُ الْحَسَنَةُ فَكَأَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا ذَكَرَ الْحُجَّةَ الْيَقِينِيَّةَ فِي صِحَّةِ الْمَعَادِ أَمَرَ نَبِيَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَنْ يَقُولَ لِلْمُؤْمِنِينَ: إِذَا أَرَدْتُمْ إِيرَادَ الْحُجَّةِ عَلَى الْمُخَالِفِينَ فَاذْكُرُوا الدَّلَائِلَ بِالطَّرِيقِ الْأَحْسَنِ وَهُوَ أَنْ لَا يَكُونَ ذَلِكَ مَمْزُوجًا بِالشَّتْمِ وَالسَّبِّ؛ لِأَنَّهُ لَوِ اخْتَلَطَ بِهِ لَا يَبْعُدُ أَنْ يُقَابَلَ بِمِثْلِهِ فَيَزْدَادَ الْغَضَبُ وَيَهِيجَ الشَّرُّ فَلَا يَحْصُلُ الْمَقْصُودُ، وَأَشَارَ سُبْحَانَهُ إِلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ عَزَّ قَائِلًا:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53إِنَّ الشَّيْطَانَ إِلَخْ. وَضَمِيرُ بَيْنَهُمْ إِمَّا لِلْكُفَّارِ أَوْ لِلْفَرِيقَيْنِ، وَرُوِيَ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ أَفْرَطُوا فِي إِيذَاءِ الْمُؤْمِنِينَ فَشَكَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ. وَقِيلَ: شَتَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ رَجُلٌ فَهَمَّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ بِهِ فَأَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالْعَفْوِ. قَالَ فِي الْكَشْفِ إِنَّهُ عَلَى هَذَيْنِ الْقَوْلَيْنِ الْكَلِمَةُ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ نَحْوَ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ تَعَالَى وَلَيْسَتْ مُفَسَّرَةً بِرَبِّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ.
وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ تَعْلِيلٌ لِلْأَمْرِ بِالِاحْتِمَالِ بِأَنَّ الْمُخَاشَنَةَ مِنْ فِعْلِ الشَّيْطَانِ. وَالْخِطَابُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=54رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَفِيهِ حَثٌّ عَلَى الْمُدَارَاةِ أَيْ: فَدَارُوهُمْ؛ لِأَنَّ رَبَّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ وَبِمَا يَصْلُحُ لَكُمْ مِنْ أَوَامِرَ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ بِقَبُولِ أَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ بِإِبَائِكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ بِالْمُلَايَنَةِ وَالتَّرَاحُمِ؛ لِأَنَّهُ سَبَبُ السَّلَامَةِ عَنْ أَذَى الْكُفَّارِ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ بِمُخَاشَنَتِكُمْ فِي غَيْرِ إِبَّانِهَا، وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا فَهَؤُلَاءِ الْمُؤْمِنُونَ وَهُمْ أَتْبَاعُكَ أَوْلَى وَأَوْلَى بِأَنْ لَا يَكُونُوا وَكِيلًا عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: وَالْأَوَّلُ أَوْفَقُ لِتَأْلِيفِ النَّظْمِ وَفِي إِفَادَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=54رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ الْحَثُّ عَلَى مَا قُرِّرَ تَكَلُّفٌ مَا اه.
وَقِيلَ: الْمُرَادُ مِنْ عِبَادِي الْكُفَّارُ وَحَيْثُ كَانَ الْمَقْصُودُ مِنَ الْآيَاتِ الدَّعْوَةَ لَا يَبْعُدُ أَنْ يُعَبَّرَ عَنْهُمْ بِذَلِكَ لِيَصِيرَ سَبَبًا لِجَذْبِ قُلُوبِهِمْ وَمِيلِ طِبَاعِهِمْ إِلَى قَبُولِ الدِّينِ الْحَقِّ فَكَأَنَّهُ قِيلَ: قُلْ يَا
مُحَمَّدُ لِعِبَادِي الَّذِينَ أَقَرُّوا بِكَوْنِهِمْ عِبَادًا لِي: يَقُولُوا الَّتِي هِيَ
[ ص: 97 ] أَحْسَنُ وَهِيَ الْكَلِمَةُ الْحَقَّةُ الدَّالَّةُ عَلَى التَّوْحِيدِ وَإِثْبَاتِ الْقُدْرَةِ عَلَى الْبَعْثِ وَعَرِّفْهُمْ أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يُصِرُّوا عَلَى الْمَذْهَبِ الْبَاطِلِ تَعَصُّبًا لِلْأَسْلَافِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ وَهُوَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُلْتَفَتَ إِلَى قَوْلِهِ، وَالْمُرَادُ مِنَ الْأَمْرِ بِالْقَوْلِ الْأَمْرُ بِاعْتِقَادِ ذَلِكَ، وَذَكَرَ الْقَوْلَ لِمَا أَنَّهُ دَلِيلُ الِاعْتِقَادِ ظَاهِرًا ثُمَّ قَالَ لَهُمْ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=54رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ بِالْهِدَايَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=54أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ بِالْإِمَاتَةِ عَلَى الْكُفْرِ إِلَّا أَنَّ تِلْكَ الْمَشِيئَةَ غَائِبَةٌ عَنْكُمْ فَاجْتَهِدُوا أَنْتُمْ فِي طَلَبِ الدِّينِ الْحَقِّ وَلَا تُصِرُّوا عَلَى الْبَاطِلِ لِئَلَّا تَصِيرُوا مَحْرُومِينَ عَنِ السِّعَادَاتِ الْأَبَدِيَّةِ وَالْخَيْرَاتِ السَّرْمَدِيَّةِ، ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=54وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلا أَيْ: لَا تُشَدِّدِ الْأَمْرَ عَلَيْهِمْ وَلَا تُغْلِظْ لَهُمْ بِالْقَوْلِ، وَالْمَقْصُودُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ إِظْهَارُ اللِّينِ وَالرِّفْقِ لَهُمْ عِنْدَ الدَّعْوَةِ لِأَنَّهُ أَقْرَبُ لِحُصُولِ الْمَقْصُودِ، ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى عَمَّمَ عِلْمَهُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=55وَرَبُّكَ أَعْلَمُ إِلَخْ. وَيَحْسُنُ عَلَى هَذَا مَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابْنِ سِيرِينَ مِنْ تَفْسِيرِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَنَقَلَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابْنُ عَطِيَّةَ عَنْ فِرْقَةٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ ثُمَّ قَالَ: وَيَلْزَمُ عَلَيْهِ أَنْ يُرَادَ بِعِبَادِي جَمِيعُ الْخَلْقِ لِأَنَّ جَمِيعَهُمْ مَدْعُوٌّ إِلَى قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيَجِيءُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ غَيْرُ مُنَاسِبٍ إِلَّا عَلَى مَعْنَى يَنْزَغُ خِلَالَهُمْ وَأَثْنَاءَهُمْ وَيُفَسَّرُ النَّزْغُ بِالْوَسْوَسَةِ وَالْإِمْلَالِ وَلَا يَخْفَى أَنَّهُ فِي حَيِّزِ الْمَنْعِ، وَمَا ذُكِرَ مِنَ الدَّلِيلِ لَا يَتِمُّ إِلَّا إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلتَّخْصِيصِ نُكْتَةٌ، وَهِيَ هَاهُنَا ظَاهِرَةٌ وَيَكُونُ قَوْلُهُ تَعَالَى: