nindex.php?page=treesubj&link=28902_30351_30551_32433_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39والذين كفروا إلى آخره عطف على ما قبله عطف القصة على القصة أو على مقدر ينساق إليه ما قبله كأنه قيل الذين آمنوا أعمالهم حالا ومآلا كما وصف الذين كفروا
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39أعمالهم كسراب أي أعمالهم التي هي من أبواب البر كصلة الأرحام وفك العناة
[ ص: 180 ] وسقاية الحاج وعمارة البيت وإغاثة الملهوفين وقرى الأضياف ونحو ذلك على ما قيل، وقيل أعمالهم التي يظنون الانتفاع بها سواء كان مما يشترط فيها الإيمان كالحج أم كانت مما لا يشترط فيها ذلك كسقاية الحاج وسائر ما تقدم، وقيل المراد بها ما يشمل الحسن والقبيح ليتأتى التشبيهان، وسيأتي إن شاء الله تعالى الكلام في ذلك، والسراب بخار رقيق يرتفع من قعور القيعان فإذا اتصل به ضوء الشمس أشبه من بعيد الماء السارب أي الجاري واشترط فيه
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء اللصوق في الأرض، وقيل هو ما ترقرق من الهواء في الهجير في فيافي الأرض المنبسطة، وقيل: هو الشعاع الذي يرى نصف النهار عند اشتداد الحر في البر يخيل للناظر أنه ماء سارب، قال الشاعر:
فلما كففنا الحرب كانت عهودكم كلمع سراب في الفلا متألق
وإلى هذا ذهب
الطبرسي ، وفسر الآل بأنه شعاع يرتفع بين السماء والأرض كالماء ضحوة النهار
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39بقيعة متعلق بمحذوف هو صفة سراب أي كائن بقيعة وهي الأرض المنبسطة المستوية، وقيل هي جمع قاع كجيرة في جار ونيرة في نار، وقرأ
مسلمة بن محارب «بقيعات» بتاء طويلة على أنه جمع قيعة كديمات وقيمات في ديمة وقيمة، وعنه أيضا قرأ «بقيعاة» بتاء مدورة ويقف عليها بالهاء فيحتمل أن يكون جمع قيعة ووقف بالهاء على لغة طيئ كما قالوا: البناه والإخواه، ويحتمل كما قال صاحب اللوامح أن يكون مفردا وأصله قيعة كما في قراءة الجمهور لكنه أشبع الفتحة فتولدت منها الألف
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39يحسبه الظمآن ماء صفة أخرى لسراب.
وجوز أن يكون هو الصفة وبقيعة ظرفا لما يتعلق به الكاف وهو الخبر والحسبان الظن على المشهور وفرق بينهم
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب بأن الظن أن يخطر النقيضان بباله ويغلب أحدهما على الآخر والحسبان أن يحكم بأحدهما من غير أن يخطر الآخر بباله فيعقد عليه الأصبع ويكون بعرض أن يعتريه فيه شك، وتخصيص الحسبان بالظمآن مع شموله كل من يراه كائنا من كان من العطشان والريان لتكميل التشبيه بتحقيق شركة طرفيه في وجه الشبه الذي هو المطلع والمقطع المؤيس.
وقرأ
شيبة nindex.php?page=showalam&ids=11962وأبو جعفر nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع بخلاف عنهما «الظمآن» بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى الميم
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39حتى إذا جاءه أي إذا جاء العطشان ما حسبه ما، وقيل: إذا جاء موضعه
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39لم يجده أي لم يجد ما حسبه ماء وعلق رجاءه به
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39شيئا أصلا لا محققا ولا مظنونا كان يراه من قبل فضلا عن وجه أنه ماء، ونصب
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39شيئا قيل على الحالية، وأمر الاشتقاق سهل، وقيل على أنه مفعول ثان لوجد بناء على أنها من أخوات ظن، وجوز أن يكون منصوبا على البدلية من الضمير، ويجوز إبدال النكرة من المعرفة بلا نعت إذا كان مفيدا كما صرح به
nindex.php?page=showalam&ids=14374الرضي، واختار
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء أنه منصوب على المصدرية كأنه قيل لم يجده وجدانا وهو كما ترى
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39ووجد الله عنده عطف على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39لم يجده فهو داخل في التشبيه أي ووجد الظمآن مقدوره تعالى من الهلاك عند السراب المذكور، وقيل أي وجد الله تعالى محاسبا إياه على أن العندية بمعنى الحساب لذكر التوفية بعد بقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39فوفاه حسابه أي أعطاه وافيا كاملا حساب عمله وجزاءه أو أتم حسابه بعرض الكتبة ما قدمه
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39والله سريع الحساب لا يشغله حساب عن حساب.
وفي إرشاد العقل السليم أن بيان أحوال الكفرة بطريق التمثيل قد تم بقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39لم يجده شيئا ، وقوله
[ ص: 181 ] تعالى: ( ووجد ) إلخ بيان لبقية أحوالهم العارضة لهم بعد ذلك بطريق التكملة لئلا يتوهم أن قصارى أمرهم هو الخيبة والقنوط فقط كما هو شأن الظمآن، ويظهر أنه يعتريهم بعد ذلك من سوء الحال ما لا قدر للخيبة عنده أصلا فليست الجملة معطوفة على
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39لم يجده شيئا بل على ما يفهم منه بطريق التمثيل من عدم وجدان الكفرة من أعمالهم عينا ولا أثرا كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=23وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا [الفرقان: 23] كيف لا وأن الحكم بأن أعمال الكفرة كسراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا حكم بأنها بحيث يحسبونها في الدنيا نافعة لهم في الآخرة حتى إذا جاؤوها لم يجدوها شيئا كأنه قيل: حتى إذا جاء الكفرة يوم القيامة أعمالهم التي كانوا في الدنيا يحسبونها نافعة لهم في الآخرة لم يجدوها شيئا ووجدوا الله أي حكمه وقضاءه عند المجيء، وقيل: عند العمل فوفاهم أي أعطاهم وافيا حسابهم أي حساب أعمالهم المذكورة وجزاءها فإن اعتقادهم لنفعها بغير إيمان وعملهم بموجبه كفر على كفر موجب للعقاب قطعا، وإفراد الضميرين الراجعين إلى الذين كفروا إما لإرادة الجنس كالظمآن الواقع في التمثيل وإما للحمل على كل واحد منهم، وكذا إفراد ما يرجع إلى أعمالهم انتهى، ولا يخفى ما فيه من البعد وارتكاب خلاف الظاهر.
وأيا ما كان فالمراد بالظمآن مطلق الظمآن، وقيل المراد به الكافر، وإليه ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري قال: شبه سبحانه ما يعمله من لا يعتقد الإيمان بسراب يراه الكافر بالساهرة وقد غلبه عطش القيامة فيحسبه ماء فيأتيه فلا يجده ويجد زبانية الله تعالى عنده يأخذونه فيسقونه الحميم والغساق وكأنه مأخوذ مما
أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في غرائبه عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إن الكفار يبعثون يوم القيامة وردا عطاشا فيقولون أين الماء فيمثل لهم السراب فيحسبونه ماء فينطلقون إليه فيجدون الله تعالى عنده فيوفيهم حسابهم والله سريع الحساب»
، واستطيب ذلك العلامة
الطيبي حيث قال: إنما قيد المشبه به برؤية الكافر وجعل أحواله ما يلقاه يوم القيامة ولم يطلق لقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39ووجد الله عنده إلخ لأنه من تتمة أحوال المشبه به، وهذا الأسلوب أبلغ لأن خيبة الكافر أدخل وحصوله على خلاف ما يؤمله أعرق.
وتعقبه
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان بأنه يلزم من حمل الظمآن على الكافر تشبيه الشيء نفسه، ورد بأن التشبيه على ما ذكره جار الله تمثيلي أو مقيد لا مفرق كما توهم فلا يلزم من اتحاد بعض المفردات في الطرفين تشبيه الشيء بنفسه كاتحاد الفاعل في- أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى-، وبالجملة هو أحسن مما في الإرشاد كما لا يخفى على من سلم ذهنه من غبار العتاد.
والآية على ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل نزلت في
عتبة بن ربيعة بن أمية كان تعبد وليس المسوح والتمس الدين في الجاهلية ثم كفر في الإسلام ولا يأبى ذلك قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39والذين كفروا لأنه غير خاص بسبب النزول وإن دخل فيه دخولا أوليا، ولا يرد عليه أن الآية مدنية نزلت بعد
بدر وعتبة قتل في
بدر فإن كثيرا من الآيات نزل بسبب الأموات وليس في ذلك محذور أصلا، ثم لا يبعد أن يكون في حكم هؤلاء الكفرة الفلاسفة ومتبعوهم من المتزينين بزي الإسلام فإن اعتقادهم وأعمالهم حيث لم تكن على وفق الشرع كسراب بقيعة.
nindex.php?page=treesubj&link=28902_30351_30551_32433_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى آخِرِهِ عَطْفٌ عَلَى مَا قَبْلَهُ عَطَفَ الْقِصَّةَ عَلَى الْقِصَّةِ أَوْ عَلَى مُقَدَّرٍ يَنْسَاقُ إِلَيْهِ مَا قَبْلَهُ كَأَنَّهُ قِيلَ الَّذِينَ آمَنُوا أَعْمَالَهُمْ حَالًا وَمَآلًا كَمَا وَصَفَ الَّذِينَ كَفَرُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ أَيْ أَعْمَالِهِمُ الَّتِي هِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْبِرِّ كَصِلَةِ الْأَرْحَامِ وَفَكِّ الْعُنَاةِ
[ ص: 180 ] وَسِقَايَةِ الْحَاجِّ وَعِمَارَةِ الْبَيْتِ وَإِغَاثَةِ الْمَلْهُوفِينَ وَقُرَى الْأَضْيَافِ وَنَحْوِ ذَلِكَ عَلَى مَا قِيلَ، وَقِيلَ أَعْمَالُهُمُ الَّتِي يَظُنُّونَ الِانْتِفَاعَ بِهَا سَوَاءً كَانَ مِمَّا يُشْتَرَطُ فِيهَا الْإِيمَانُ كَالْحَجِّ أَمْ كَانَتْ مِمَّا لَا يُشْتَرَطُ فِيهَا ذَلِكَ كَسِقَايَةِ الْحَاجِّ وَسَائِرِ مَا تَقَدَّمَ، وَقِيلَ الْمُرَادُ بِهَا مَا يَشْمَلُ الْحَسَنَ وَالْقَبِيحَ لِيَتَأَتَّى التَّشْبِيهَانِ، وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى الْكَلَامُ فِي ذَلِكَ، وَالسَّرَابُ بُخَارٌ رَقِيقٌ يَرْتَفِعُ مِنْ قَعُورِ الْقِيعَانِ فَإِذَا اتَّصَلَ بِهِ ضَوْءُ الشَّمْسِ أَشْبَهَ مِنْ بَعِيدٍ الْمَاءَ السَّارِبَ أَيِ الْجَارِي وَاشْتَرَطَ فِيهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفِرَاءُ اللُّصُوقَ فِي الْأَرْضِ، وَقِيلَ هُوَ مَا تَرَقْرَقَ مِنَ الْهَوَاءِ فِي الْهَجِيرِ فِي فَيَافِي الْأَرْضِ الْمُنْبَسِطَةِ، وَقِيلَ: هُوَ الشُّعَاعُ الَّذِي يَرَى نِصْفَ النَّهَارِ عِنْدَ اشْتِدَادِ الْحَرِّ فِي الْبَرِّ يُخَيَّلُ لِلنَّاظِرِ أَنَّهُ مَاءٌ سَارِبٌ، قَالَ الشَّاعِرُ:
فَلَمَّا كَفَفْنَا الْحَرْبَ كَانَتْ عُهُودَكُمْ كَلَمْعِ سَرَابٍ فِي الْفَلَا مُتَأَلِّقِ
وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ
الطَّبَرْسِيُّ ، وَفَسَّرَ الْآلَ بِأَنَّهُ شُعَاعٌ يَرْتَفِعُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ كَالْمَاءِ ضَحْوَةَ النَّهَارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39بِقِيعَةٍ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ هُوَ صِفَةُ سَرَابٍ أَيْ كَائِنٍ بِقِيعَةٍ وَهِيَ الْأَرْضُ الْمُنْبَسِطَةُ الْمُسْتَوِيَةُ، وَقِيلَ هِيَ جَمْعُ قَاعٍ كَجِيرَةٍ فِي جَارٍ وَنَيِّرَةٍ فِي نَارٍ، وَقَرَأَ
مُسَلَّمَةُ بْنُ مُحَارِبٍ «بِقِيعَاتٍ» بِتَاءٍ طَوِيلَةٍ عَلَى أَنَّهُ جَمْعُ قِيعَةٍ كَدِيمَاتٍ وَقِيمَاتٍ فِي دِيمَةٍ وَقِيمَةٍ، وَعَنْهُ أَيْضًا قَرَأَ «بِقِيعَاةٍ» بِتَاءٍ مُدَوَّرَةٍ وَيَقِفُ عَلَيْهَا بِالْهَاءِ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ جَمْعُ قِيعَةٍ وَوَقَفَ بِالْهَاءِ عَلَى لُغَةِ طَيْئٍ كَمَا قَالُوا: الْبُنَاهُ وَالْإِخْوَاهُ، وَيَحْتَمِلُ كَمَا قَالَ صَاحِبُ اللَّوَامِحِ أَنْ يَكُونَ مُفْرَدًا وَأَصْلُهُ قِيعَةٌ كَمَا فِي قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ لَكِنَّهُ أَشْبَعَ الْفَتْحَةَ فَتَوَلَّدَتْ مِنْهَا الْأَلْفُ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً صِفَةٌ أُخْرَى لِسَرَابٍ.
وَجَوَّزَ أَنْ يَكُونَ هُوَ الصِّفَةُ وَبِقِيعَةٌ ظَرْفًا لِمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ الْكَافُ وَهُوَ الْخَبَرُ وَالْحُسْبَانُ الظَّنُّ عَلَى الْمَشْهُورِ وَفَرَّقَ بَيْنَهُمُ
nindex.php?page=showalam&ids=14343الرَّاغِبُ بِأَنَّ الظَّنَّ أَنْ يَخْطُرَ النَّقِيضَانِ بِبَالِهِ وَيَغْلِبُ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ وَالْحُسْبَانِ أَنْ يَحْكُمَ بِأَحَدِهِمَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخْطِرَ الْآخَرُ بِبَالِهِ فَيَعْقِدُ عَلَيْهِ الْأُصْبُعَ وَيَكُونُ بِعَرْضِ أَنْ يَعْتَرِيَهُ فِيهِ شَكٌّ، وَتَخْصِيصُ الْحُسْبَانِ بِالظَّمْآنِ مَعَ شُمُولِهِ كُلِّ مَنْ يَرَاهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ مِنَ الْعَطْشَانِ وَالرَّيَّانِ لِتَكْمِيلِ التَّشْبِيهِ بِتَحْقِيقِ شَرِكَةِ طَرَفَيْهِ فِي وَجْهِ الشَّبَهِ الَّذِي هُوَ الْمَطْلَعُ وَالْمَقْطَعُ الْمُؤَيَّسُ.
وَقَرَأَ
شَيْبَةُ nindex.php?page=showalam&ids=11962وَأَبُو جَعْفَرَ nindex.php?page=showalam&ids=17192وَنَافِعٌ بِخِلَافِ عَنْهُمَا «الظَّمْآنُ» بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ وَنَقْلِ حَرَكَتِهَا إِلَى الْمِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39حَتَّى إِذَا جَاءَهُ أَيْ إِذَا جَاءَ الْعَطْشَانُ مَا حَسِبَهُ مَا، وَقِيلَ: إِذَا جَاءَ مَوْضِعُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39لَمْ يَجِدْهُ أَيْ لَمْ يَجِدْ مَا حَسِبَهُ مَاءً وَعَلَّقَ رَجَاءَهُ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39شَيْئًا أَصْلًا لَا مُحَقِّقًا وَلَا مَظْنُونًا كَانَ يَرَاهُ مِنْ قَبْلُ فَضْلًا عَنْ وَجْهِ أَنَّهُ مَاءٌ، وَنَصْبُ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39شَيْئًا قِيلَ عَلَى الْحَالِيَّةِ، وَأَمْرُ الِاشْتِقَاقِ سَهْلٌ، وَقِيلَ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ ثَانٍ لِوَجْدِ بِنَاءٍ عَلَى أَنَّهَا مِنْ أَخَوَاتِ ظَنَّ، وَجَوَّزَ أَنْ يَكُونَ مَنْصُوبًا عَلَى الْبَدَلِيَّةِ مِنَ الضَّمِيرِ، وَيَجُوزُ إِبْدَالُ النَّكِرَةِ مِنَ الْمَعْرِفَةِ بِلَا نَعْتٍ إِذَا كَانَ مُفِيدًا كَمَا صَرَّحَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14374الرَّضِيُّ، وَاخْتَارَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ أَنَّهُ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ كَأَنَّهُ قِيلَ لَمْ يَجِدْهُ وِجْدَانًا وَهُوَ كَمَا تَرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39لَمْ يَجِدْهُ فَهُوَ دَاخِلٌ فِي التَّشْبِيهِ أَيْ وَوُجِدَ الظَّمْآنُ مَقْدُورَهُ تَعَالَى مِنَ الْهَلَاكِ عِنْدَ السَّرَابِ الْمَذْكُورِ، وَقِيلَ أَيْ وَجَدَ اللَّهَ تَعَالَى مُحَاسِبًا إِيَّاهُ عَلَى أَنَّ الْعِنْدِيَّةَ بِمَعْنَى الْحِسَابِ لِذِكْرِ التَّوْفِيَةِ بَعْدُ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ أَيْ أَعْطَاهُ وَافِيًا كَامِلًا حِسَابَ عَمَلِهِ وَجَزَاءَهُ أَوْ أَتَمَّ حِسَابَهُ بِعَرْضِ الْكَتَبَةِ مَا قَدَّمَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ لَا يَشْغَلُهُ حِسَابٌ عَنْ حِسَابٍ.
وَفِي إِرْشَادِ الْعَقْلِ السَّلِيمِ أَنَّ بَيَانَ أَحْوَالِ الْكَفَرَةِ بِطَرِيقِ التَّمْثِيلِ قَدْ تَمَّ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ، وَقَوْلُهُ
[ ص: 181 ] تَعَالَى: ( وَوَجَدَ ) إِلَخْ بَيَانٌ لِبَقِيَّةِ أَحْوَالِهِمُ الْعَارِضَةِ لَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ بِطَرِيقِ التَّكْمِلَةِ لِئَلَّا يَتَوَهَّمُ أَنَّ قُصَارَى أَمْرِهِمْ هُوَ الْخَيْبَةُ وَالْقُنُوطُ فَقَطْ كَمَا هُوَ شَأْنُ الظَّمْآنِ، وَيُظْهِرُ أَنَّهُ يَعْتَرِيهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ سُوءِ الْحَالِ مَا لَا قَدَّرَ لِلْخَيْبَةِ عِنْدَهُ أَصْلًا فَلَيْسَتِ الْجُمْلَةُ مَعْطُوفَةً عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا بَلْ عَلَى مَا يَفْهَمُ مِنْهُ بِطَرِيقِ التَّمْثِيلِ مِنْ عَدَمِ وِجْدَانِ الْكَفَرَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمْ عَيْنًا وَلَا أَثَرًا كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=23وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا [الْفَرْقَانُ: 23] كَيْفَ لَا وَأَنَّ الْحُكْمَ بِأَنَّ أَعْمَالَ الْكَفَرَةِ كَسَرَابٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا حَكَمَ بِأَنَّهَا بِحَيْثُ يَحْسَبُونَهَا فِي الدُّنْيَا نَافِعَةً لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا لَمْ يَجِدُوهَا شَيْئًا كَأَنَّهُ قِيلَ: حَتَّى إِذَا جَاءَ الْكَفَرَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَالَهُمُ الَّتِي كَانُوا فِي الدُّنْيَا يَحْسَبُونَهَا نَافِعَةً لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ لَمْ يَجِدُوهَا شَيْئًا وَوَجَدُوا اللَّهَ أَيْ حُكْمَهُ وَقَضَاءَهُ عِنْدَ الْمَجِيءِ، وَقِيلَ: عِنْدَ الْعَمَلِ فَوَفَّاهُمْ أَيْ أَعْطَاهُمْ وَافِيًا حِسَابَهُمْ أَيْ حِسَابَ أَعْمَالِهِمُ الْمَذْكُورَةِ وَجَزَاءَهَا فَإِنَّ اعْتِقَادَهُمْ لِنَفْعِهَا بِغَيْرِ إِيمَانِ وَعَمَلِهِمْ بِمُوجِبِهِ كُفْرٌ عَلَى كُفْرٍ مُوجَبٍ لِلْعِقَابِ قَطْعًا، وَإِفْرَادُ الضَّمِيرَيْنِ الرَّاجِعَيْنِ إِلَى الَّذِينَ كَفَرُوا إِمَّا لِإِرَادَةِ الْجِنْسِ كَالظَّمْآنِ الْوَاقِعِ فِي التَّمْثِيلِ وَإِمَّا لِلْحَمْلِ عَلَى كُلٍّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، وَكَذَا إِفْرَادُ مَا يَرْجِعُ إِلَى أَعْمَالِهِمِ انْتَهَى، وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ مِنَ الْبُعْدِ وَارْتِكَابِ خِلَافِ الظَّاهِرِ.
وَأَيًّا مَا كَانَ فَالْمُرَادُ بِالظَّمْآنِ مُطْلَقُ الظَّمْآنِ، وَقِيلَ الْمُرَادُ بِهِ الْكَافِرُ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ قَالَ: شَبَّهَ سُبْحَانَهُ مَا يَعْمَلُهُ مَنْ لَا يَعْتَقِدُ الْإِيمَانَ بِسَرَابٍ يَرَاهُ الْكَافِرُ بِالسَّاهِرَةِ وَقَدْ غَلَبَهُ عَطَشُ الْقِيَامَةِ فَيَحْسَبُهُ مَاءً فَيَأْتِيهِ فَلَا يَجِدُهُ وَيَجِدُ زَبَانِيَةَ اللَّهِ تَعَالَى عِنْدَهُ يَأْخُذُونَهُ فَيَسْقُونَهُ الْحَمِيمَ وَالْغَسَّاقَ وَكَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِمَّا
أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ nindex.php?page=showalam&ids=12918وَابْنُ الْمُنْذِرٍ nindex.php?page=showalam&ids=11970وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السَّدِّيِّ فِي غَرَائِبِهِ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«إِنَّ الْكُفَّارَ يَبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَرْدًا عِطَاشًا فَيَقُولُونَ أَيْنَ الْمَاءُ فَيُمَثَّلُ لَهُمُ السَّرَابُ فَيَحْسَبُونَهُ مَاءً فَيَنْطَلِقُونَ إِلَيْهِ فَيَجِدُونَ اللَّهَ تَعَالَى عِنْدَهُ فَيُوَفِّيهِمْ حِسَابَهُمْ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ»
، وَاسْتُطِيبَ ذَلِكَ الْعَلَّامَةُ
الطَّيِّبِيُّ حَيْثُ قَالَ: إِنَّمَا قَيَّدَ الْمُشَبَّهَ بِهِ بِرُؤْيَةِ الْكَافِرِ وَجَعْلِ أَحْوَالِهِ مَا يَلْقَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَمْ يُطْلِقْ لِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ إِلَخْ لِأَنَّهُ مِنْ تَتِمَّةِ أَحْوَالِ الْمُشَبَّهِ بِهِ، وَهَذَا الْأُسْلُوبُ أَبْلَغُ لِأَنَّ خَيْبَةَ الْكَافِرِ أَدْخَلُ وَحُصُولُهُ عَلَى خِلَافِ مَا يُؤَمِّلُهُ أَعْرَقُ.
وَتَعَقَّبَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ بِأَنَّهُ يَلْزَمُ مِنْ حَمْلِ الظَّمْآنِ عَلَى الْكَافِرِ تَشْبِيهُ الشَّيْءِ نَفْسِهِ، وَرَدَّ بِأَنَّ التَّشْبِيهَ عَلَى مَا ذَكَرَهُ جَارُ اللَّهِ تَمْثِيلِيٌّ أَوْ مُقَيَّدٌ لَا مُفَرِّقَ كَمَا تَوَهَّمَ فَلَا يُلْزِمُ مِنِ اتِّحَادِ بَعْضِ الْمُفْرَدَاتِ فِي الطَّرَفَيْنِ تَشْبِيهُ الشَّيْءِ بِنَفْسِهِ كَاتِّحَادِ الْفَاعِلِ فِي- أَرَاكَ تُقَدِّمُ رِجْلًا وَتُؤَخِّرُ أُخْرَى-، وَبِالْجُمْلَةِ هُوَ أَحْسَنُ مِمَّا فِي الْإِرْشَادِ كَمَا لَا يَخْفَى عَلَى مَنْ سَلَّمَ ذِهْنَهُ مِنْ غُبَارِ الْعَتَادِ.
وَالْآيَةُ عَلَى مَا رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٍ نَزَلَتْ فِي
عَتَبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أُمَيَّةَ كَانَ تَعْبُدُ وَلَيْسَ الْمُسُوحُ وَالْتَمَسَ الدِّينَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ثُمَّ كَفَرَ فِي الْإِسْلَامِ وَلَا يَأْبَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39وَالَّذِينَ كَفَرُوا لِأَنَّهُ غَيْرُ خَاصٍّ بِسَبَبِ النُّزُولِ وَإِنْ دَخَلَ فِيهِ دُخُولًا أَوَّلِيًّا، وَلَا يَرُدُّ عَلَيْهِ أَنَّ الْآيَةَ مَدَنِيَّةٌ نَزَلَتْ بَعْدَ
بَدْرٍ وَعَتَبَةُ قُتِلَ فِي
بَدْرٍ فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْآيَاتِ نَزَلَ بِسَبَبِ الْأَمْوَاتِ وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ مَحْذُورٌ أَصْلًا، ثُمَّ لَا يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ فِي حُكْمِ هَؤُلَاءِ الْكَفَرَةِ الْفَلَاسِفَةِ وَمُتَّبِعُوهُمْ مِنَ الْمُتَزَيِّنِينَ بِزِيِّ الْإِسْلَامِ فَإِنَّ اعْتِقَادَهُمْ وَأَعْمَالَهُمْ حَيْثُ لَمْ تَكُنْ عَلَى وَفْقِ الشَّرْعِ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ.