وقوله سبحانه:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_30296_31757_34257_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وترى الجبال عطف على ينفخ داخل في حكم التذكير وترى من رؤية العين، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88تحسبها جامدة أي ثابتة في أماكنها لا تتحرك حال من فاعل ترى أو من مفعوله، وجوز أن يكون بدلا من سابقه، وقوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وهي تمر مر السحاب حال من ضمير الجبال في تحسبها، وجوز أن يكون حالا من ضميرها في "جامدة" ومنعه
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء لاستلزامه أن تكون جامدة ومارة في وقت واحد أي وترى الجبال رأي العين ساكنة والحال أنها تمر في الجو مر السحاب التي تسيرها الرياح سيرا حثيثا، وذلك أن الأجرام المجتمعة المتكاثرة العدد على وجه الالتصاق إذا تحركت نحو سمت لا تكاد تبين حركتها، وعليه قول
النابغة الجعدي في وصف جيش:
بأرعن مثل الطود تحسب أنهم وقوف لحاج والركاب تهملج
وقيل: شبه مرها بمر السحاب في كونها تسير سيرا وسطا كما قال
الأعشى: كأن مشيتها من بيت جارتها مر السحائب لا ريث ولا عجل
والمشهور في وجه الشبه السرعة وإن منشأ الحسبان المذكور ما سمعت، وقيل: إن حسبان الرائي إياها جامدة مع مرورها لهول ذلك اليوم فليس له ثبوت ذهن في الفكر في ذلك حتى يتحقق كونها جامدة وليس بذاك وقد أدمج في التشبيه المذكور تشبيه حال الجبال بحال السحاب في تخلخل الأجزاء وانتفاشها كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وتكون الجبال كالعهن المنفوش واختلف في وقت هذا، ففي إرشاد العقل السليم أنه مما يقع بعد النفخة الثانية كالفزع المذكور عند حشر الخلق يبدل الله تعالى شأنه الأرض غير الأرض ويغير هيئتها ويسير الجبال عن مقارها على ما ذكر من الهيئة الهائلة يشاهدها أهل المحشر وهي وإن اندكت وتصدعت عند النفخة الأولى لكن تسييرها وتسوية الأرض إنما يكون بعد النفخة الثانية كما نطق به قوله تعالى:
[ ص: 35 ] nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=105ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=106فيذرها قاعا صفصفا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=107لا ترى فيها عوجا ولا أمتا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108يومئذ يتبعون الداعي ، وقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=48يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار فإن اتباع الداعي الذي هو
إسرافيل وبروز الخلق لله تعالى لا يكونان إلا بعد النفخة الثانية وقد قالوا في تفسير قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم : إن صيغة الماضي في المعطوف مع كون المعطوف عليه مستقبلا للدلالة على تقدم الحشر على التسيير والرؤية كأنه قيل: وحشرناهم قبل ذلك اهـ.
وقال بعضهم إنه مما يقع عند النفخة الأولى وذلك أنه ترجف الأرض والجبال ثم تنفصل الجبال عن الأرض وتسير في الجو ثم تسقط فتصير كثيبا مهيلا ثم هباء منبثا، ويرشد إلى أن هذه الصيرورة مما لا يترتب على الرجفة ولا تعقبها بلا مهلة العطف بالواو دون الفاء في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=14يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا والتعبير بالماضي في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47وترى الأرض بارزة وحشرناهم لتحقق الوقوع كما مر آنفا واليوم في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=105ويسألونك عن الجبال الآية، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=48يوم تبدل الأرض إلخ يجوز أن يجعل اسما للحين الواسع الذي يقع فيه ما يكون عند النفخة الأولى من النسف والتبديل وما يكون عند النفخة الثانية من اتباع الداعي والبروز لله تعالى الواحد القهار، وقد حمل اليوم على ما يسع ما يكون عند النفختين في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=13فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=14وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=15فيومئذ وقعت الواقعة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=18يومئذ تعرضون وهذا كما تقول جئته عام كذا وإنما مجيئك في وقت من أوقاته وقد ذهب غير واحد إلى أن تبديل الأرض كالبروز بعد النفخة الثانية لما في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة nindex.php?page=hadith&LINKID=662007«قلت يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=48يوم تبدل الأرض غير الأرض فأين يكون الناس؟ قال على الصراط»
وجاء في غير خبر ما يدل على أنه قبل النفخة الأولى، وجمع صاحب الإفصاح بين الأخبار بأن التبديل يقع مرتين مرة قبل النفخة الأولى وأخرى بعد النفخة الثانية، وحكى في البحر أن أول الصفات ارتجاجها ثم صيرورتها كالعهن المنفوش ثم كالهباء بأن تتقطع بعد أن كانت كالعهن ثم نسفها بإرسال الرياح عليها ثم تطييرها بالريح في الجو كأنها غبار ثم كونها سرابا، وهذا كله على ما يقتضيه كلام
السفاريني قبل النفخة الثانية، ومن تتبع الأخبار وجدها ظاهرة في ذلك، والآية هنا تحتمل كون الرؤية المذكورة فيها قبل النفخة الثانية وكونها قبلها فتأمل
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88صنع الله الظاهر أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة السابقة وهي جملة الحال والعامل فيه ما دلت عليه من كون ذلك من صنعه تعالى فكأنه قيل: صنع الله تعالى ذلك صنعا وهذا نحو له علي ألف عرفا ويسمى في اصطلاحهم المؤكد لنفسه وإلى هذا ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج nindex.php?page=showalam&ids=14803وأبو البقاء.
وقال بعض المحققين: مؤكد لمضمون ما قبله على أنه عبارة عما ذكر من النفخ في الصور وما ترتب عليه جميعا قصد به التنبيه على عظم شأن تلك الأفاعيل وتهويل أمرها والإيذان بأنها ليست بطريق إخلال نظام العالم وإفساد أحوال الكائنات بالكلية من غير أن يكون فيه حكمة بل هي من قبيل بدائع صنع الله تعالى المبنية على أساس الحكمة المستتبعة للغايات الجميلة التي لأجلها رتبت مقدمات الخلق ومبادئ الإبداع على الوجه المتين والنهج الرصين كما يعرب عنه قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88الذي أتقن كل شيء أي أتقن خلقه وسواه على ما تقتضيه الحكمة اهـ، وحسنه ظاهر.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: هو من المصادر المؤكدة إلا أن مؤكده محذوف وهو الناصب لـ يوم ينفخ والمعنى ويوم ينفخ في الصور فكان كيت وكيت أثاب الله تعالى المحسنين وعاقب المجرمين ثم قال سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88صنع الله يريد
[ ص: 36 ] عز وجل به الإثابة والمعاقبة إلى آخر ما قال، وهو يدل على أنه فرض اليوم ممتدا شاملا لزمان النفختين وما بعدهما وجعل المصدر مؤكدا لهذا المحذوف المدلول عليه بالتفصيل في قوله تعالى الآتي: من جاء ومن جاء وباستدعاء يوم ينفخ ناصبا وفرع عليه ما فرع وتعقبه
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان بأن المصدر المؤكد لمضمون الجملة لا يجوز حذف جملته لأنه منصوب بفعل من لفظه فيجتمع حذف الفعل الناصب وحذف الجملة التي أكد مضمونها بالمصدر وذلك حذف كثير مخل ومن تتبع مساق هذه المصادر التي تؤكد مضمون الجملة وجد الجمل مصرحا بها لم يرد الحذف في شيء منها إذ الأصل أن لا يحذف المؤكد إذ الحذف ينافي التأكيد لأنه من حيث أكد معتنى به ومن حيث حذف غير معتنى به، وكأن الداعي له إلى العدول عن الظاهر على ما قيل إن الصنع المتقن لا يناسب تسيير الجبال ظاهرا وأنت تعلم أن هذا على طرف الثمام نعم الأحسن جعله مؤكدا لمضمون ما ذكر من النفخ في الصور وما بعده وجيء به للتنبيه على عظم شأن تلك الأفاعيل على ما سمعته عن بعض المحققين. وقيل هو منصوب على الإغراء بمعنى انظروا صنع الله وهو كما ترى.
واستدل بالآية على جواز
nindex.php?page=treesubj&link=28714إطلاق الصانع على الله عز وجل وهو مبني على مذهب من يرى أن ورود الفعل كاف.
واستدل بعضهم على الجواز المذكور بالخبر الصحيح
nindex.php?page=hadith&LINKID=3504330«إن الله صانع كل صانع وصنعته»
وتعقب بأن الشرط أن لا يكون الوارد على جهة المقابلة نحو
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=64أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون خلافا
للحليمي على ما يقتضيه قوله يستحب لمن ألقى بذرا في أرض أن يقول الله تعالى الزارع والمنبت والمبلغ، وما في هذا الحديث من هذا القبيل وأيضا ما في الخبر بالإضافة فلا يدل على جواز الخالي عنها ألا ترى أن قوله صلى الله تعالى عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=665730يا صاحب كل نجوى أنت الصاحب في السفر. لم يأخذوا منه أن الصاحب من غير قيد من أسمائه تعالى فكذا هو لا يؤخذ منه أن الصانع من غير قيد من أسمائه تعالى فتأمله، ونحو هذا الاستدلال بخبر مسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=661847«ليعزم في الدعاء فإن الله تعالى صانع ما شاء لا مكره له».
فإن ما فيه من قبيل المضاف أو المقيد والأولى الاستدلال بما صح في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم «اتقوا الله تعالى فإن الله تعالى فاتح لكم وصانع» ولا فرق بين المعرف والمنكر عند الفقهاء لأن تعريف المنكر لا يغير معناه ولذا يجوزون في تكبيرة الإحرام: الله الأكبر.
واستدل
القاضي عبد الجبار بعموم قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88أتقن كل شيء على أن قبائح العبد ليست من خلقه سبحانه وإلا وجب وصفها بأنها متقنة والإجماع مانع منه وأجيب بأن الآية مخصوصة بغير الأعراض لأن الإتقان بمعنى الإحكام وهو من أوصاف المركبات ولو سلم فوصف كل الأعراض به ممنوع فما من عام إلا وقد خص ولو سلم فالإجماع المذكور ممنوع بل هي متقنة أيضا بمعنى أن الحكمة اقتضتها
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88إنه خبير بما تفعلون جعله بعض المحققين تعليلا لكون ما ذكر من النفخ في الصور وما بعده صنعا محكما له تعالى ببيان أن علمه تعالى بظواهر أفعال المكلفين وبواطنها مما يستدعي إظهارها وبيان كيفياتها على ما هي عليه من الحسن والسوء وترتيب أخيريتها عليها بعد بعثهم وحشرهم وتسيير الجبال حسبما نطق به التنزيل.
وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_30296_31757_34257_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وَتَرَى الْجِبَالَ عَطْفٌ عَلَى يُنْفَخُ دَاخِلٌ فِي حُكْمِ التَّذْكِيرِ وَتَرَى مِنْ رُؤْيَةِ الْعَيْنِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88تَحْسَبُهَا جَامِدَةً أَيْ ثَابِتَةً فِي أَمَاكِنِهَا لَا تَتَحَرَّكُ حَالٌ مِنْ فَاعِلِ تَرَى أَوْ مِنْ مَفْعُولِهِ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنْ سَابِقِهِ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ الْجِبَالِ فِي تَحْسَبُهَا، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ ضَمِيرِهَا فِي "جَامِدَةً" وَمَنَعَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ لِاسْتِلْزَامِهِ أَنْ تَكُونَ جَامِدَةً وَمَارَّةً فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ أَيْ وَتَرَى الْجِبَالَ رَأْيَ الْعَيْنِ سَاكِنَةً وَالْحَالُ أَنَّهَا تَمُرُّ فِي الْجَوِّ مَرَّ السَّحَابِ الَّتِي تُسَيِّرُهَا الرِّيَاحُ سَيْرًا حَثِيثًا، وَذَلِكَ أَنَّ الْأَجْرَامَ الْمُجْتَمِعَةَ الْمُتَكَاثِرَةَ الْعَدَدِ عَلَى وَجْهِ الِالْتِصَاقِ إِذَا تَحَرَّكَتْ نَحْوَ سَمْتٍ لَا تَكَادُ تُبَيِّنُ حَرَكَتَهَا، وَعَلَيْهِ قَوْلُ
النَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ فِي وَصْفِ جَيْشٍ:
بِأَرْعَنَ مِثْلِ الطَّوْدِ تَحْسَبُ أَنَّهُمْ وُقُوفٌ لِحَاجٍّ وَالرُّكَّابُ تُهَمْلِجُ
وَقِيلَ: شَبَّهَ مَرَّهَا بِمَرِّ السَّحَابِ فِي كَوْنِهَا تَسِيرُ سَيْرًا وَسَطًا كَمَا قَالَ
الْأَعْشَى: كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جَارَتِهَا مَرَّ السَّحَائِبِ لَا رَيْثٌ وَلَا عَجَلُ
وَالْمَشْهُورُ فِي وَجْهِ الشَّبَهِ السُّرْعَةُ وَإِنَّ مَنْشَأَ الْحُسْبَانِ الْمَذْكُورِ مَا سَمِعْتَ، وَقِيلَ: إِنَّ حُسْبَانَ الرَّائِي إِيَّاهَا جَامِدَةً مَعَ مُرُورِهَا لِهَوْلِ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَلَيْسَ لَهُ ثُبُوتُ ذِهْنٍ فِي الْفِكْرِ فِي ذَلِكَ حَتَّى يَتَحَقَّقَ كَوْنُهَا جَامِدَةً وَلَيْسَ بِذَاكَ وَقَدْ أَدْمَجَ فِي التَّشْبِيهِ الْمَذْكُورِ تَشْبِيهَ حَالِ الْجِبَالِ بِحَالِ السَّحَابِ فِي تَخَلْخُلِ الْأَجْزَاءِ وَانْتِفَاشِهَا كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ وَاخْتُلِفَ فِي وَقْتِ هَذَا، فَفِي إِرْشَادِ الْعَقْلِ السَّلِيمِ أَنَّهُ مِمَّا يَقَعُ بَعْدَ النَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ كَالْفَزَعِ الْمَذْكُورِ عِنْدَ حَشْرِ الْخَلْقِ يُبَدِّلُ اللَّهُ تَعَالَى شَأْنُهُ الْأَرْضَ غَيْرَ الْأَرْضِ وَيُغَيِّرُ هَيْئَتَهَا وَيُسَيِّرُ الْجِبَالَ عَنْ مَقَارِّهَا عَلَى مَا ذَكَرَ مِنَ الْهَيْئَةِ الْهَائِلَةِ يُشَاهِدُهَا أَهْلُ الْمَحْشَرِ وَهِيَ وَإِنِ انْدَكَّتْ وَتَصَدَّعَتْ عِنْدَ النَّفْخَةِ الْأُولَى لَكِنَّ تَسْيِيرَهَا وَتَسْوِيَةَ الْأَرْضِ إِنَّمَا يَكُونُ بَعْدَ النَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ كَمَا نَطَقَ بِهِ قَوْلُهُ تَعَالَى:
[ ص: 35 ] nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=105وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=106فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=107لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ ، وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=48يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضُ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ فَإِنَّ اتِّبَاعَ الدَّاعِي الَّذِي هُوَ
إِسْرَافِيلُ وَبُرُوزَ الْخَلْقِ لِلَّهِ تَعَالَى لَا يَكُونَانِ إِلَّا بَعْدَ النَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ وَقَدْ قَالُوا فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ : إِنَّ صِيغَةَ الْمَاضِي فِي الْمَعْطُوفِ مَعَ كَوْنِ الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ مُسْتَقْبَلًا لِلدَّلَالَةِ عَلَى تَقَدُّمِ الْحَشْرِ عَلَى التَّسْيِيرِ وَالرُّؤْيَةِ كَأَنَّهُ قِيلَ: وَحَشَرْنَاهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ اهـ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّهُ مِمَّا يَقَعُ عِنْدَ النَّفْخَةِ الْأُولَى وَذَلِكَ أَنَّهُ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ ثُمَّ تَنْفَصِلُ الْجِبَالُ عَنِ الْأَرْضِ وَتَسِيرُ فِي الْجَوِّ ثُمَّ تَسْقُطُ فَتَصِيرُ كَثِيبًا مَهِيلًا ثُمَّ هَبَاءً مُنْبَثًّا، وَيُرْشِدُ إِلَى أَنَّ هَذِهِ الصَّيْرُورَةَ مِمَّا لَا يَتَرَتَّبُ عَلَى الرَّجْفَةِ وَلَا تَعْقُبُهَا بِلَا مُهْلَةٍ الْعَطْفُ بِالْوَاوِ دُونَ الْفَاءِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=14يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلا وَالتَّعْبِيرُ بِالْمَاضِي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ لِتَحَقُّقِ الْوُقُوعِ كَمَا مَرَّ آنِفًا وَالْيَوْمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=105وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ الْآيَةَ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=48يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ إِلَخْ يَجُوزُ أَنْ يُجْعَلَ اسْمًا لِلْحِينِ الْوَاسِعِ الَّذِي يَقَعُ فِيهِ مَا يَكُونُ عِنْدَ النَّفْخَةِ الْأُولَى مِنَ النَّسْفِ وَالتَّبْدِيلِ وَمَا يَكُونُ عِنْدَ النَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ مِنِ اتِّبَاعِ الدَّاعِي وَالْبُرُوزِ لِلَّهِ تَعَالَى الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ، وَقَدْ حُمِلَ الْيَوْمُ عَلَى مَا يَسَعُ مَا يَكُونُ عِنْدَ النَّفْخَتَيْنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=13فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=14وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=15فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=18يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ وَهَذَا كَمَا تَقُولُ جِئْتُهُ عَامَ كَذَا وَإِنَّمَا مَجِيئُكَ فِي وَقْتٍ مِنْ أَوْقَاتِهِ وَقَدْ ذَهَبَ غَيْرُ وَاحِدٍ إِلَى أَنَّ تَبْدِيلَ الْأَرْضِ كَالْبُرُوزِ بَعْدَ النَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ لِمَا فِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=662007«قَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=48يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضُ فَأَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ؟ قَالَ عَلَى الصِّرَاطِ»
وَجَاءَ فِي غَيْرِ خَبَرٍ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ قَبْلَ النَّفْخَةِ الْأُولَى، وَجَمَعَ صَاحِبُ الْإِفْصَاحِ بَيْنَ الْأَخْبَارِ بِأَنَّ التَّبْدِيلَ يَقَعُ مَرَّتَيْنِ مَرَّةً قَبْلَ النَّفْخَةِ الْأُولَى وَأُخْرَى بَعْدَ النَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ، وَحَكَى فِي الْبَحْرِ أَنَّ أَوَّلَ الصِّفَاتِ ارْتِجَاجُهَا ثُمَّ صَيْرُورَتُهَا كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ثُمَّ كَالْهَبَاءِ بِأَنْ تَتَقَطَّعَ بَعْدَ أَنْ كَانَتْ كَالْعِهْنِ ثُمَّ نَسْفُهَا بِإِرْسَالِ الرِّيَاحِ عَلَيْهَا ثُمَّ تَطْيِيرُهَا بِالرِّيحِ فِي الْجَوِّ كَأَنَّهَا غُبَارٌ ثُمَّ كَوْنُهَا سَرَابًا، وَهَذَا كُلُّهُ عَلَى مَا يَقْتَضِيهِ كَلَامُ
السَّفَارِينِيِّ قَبْلَ النَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ، وَمَنْ تَتَبَّعَ الْأَخْبَارَ وَجَدَهَا ظَاهِرَةً فِي ذَلِكَ، وَالْآيَةُ هُنَا تَحْتَمِلُ كَوْنَ الرُّؤْيَةِ الْمَذْكُورَةِ فِيهَا قَبْلَ النَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ وَكَوْنَهَا قَبْلَهَا فَتَأَمَّلْ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88صُنْعَ اللَّهِ الظَّاهِرُ أَنَّهُ مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ لِمَضْمُونِ الْجُمْلَةِ السَّابِقَةِ وَهِيَ جُمْلَةُ الْحَالِ وَالْعَامِلُ فِيهِ مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ مِنْ كَوْنِ ذَلِكَ مِنْ صُنْعِهِ تَعَالَى فَكَأَنَّهُ قِيلَ: صَنَعَ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ صُنْعًا وَهَذَا نَحْوٌ لَهُ عَلَيَّ أَلْفٌ عُرْفًا وَيُسَمَّى فِي اصْطِلَاحِهِمُ الْمُؤَكِّدُ لِنَفْسِهِ وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ nindex.php?page=showalam&ids=14803وَأَبُو الْبَقَاءِ.
وَقَالَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ: مُؤَكِّدٌ لِمَضْمُونِ مَا قَبْلَهُ عَلَى أَنَّهُ عِبَارَةٌ عَمَّا ذُكِرَ مِنَ النَّفْخِ فِي الصُّوَرِ وَمَا تَرَتَّبَ عَلَيْهِ جَمِيعًا قُصِدَ بِهِ التَّنْبِيهُ عَلَى عِظَمِ شَأْنِ تِلْكَ الْأَفَاعِيلِ وَتَهْوِيلِ أَمْرِهَا وَالْإِيذَانُ بِأَنَّهَا لَيْسَتْ بِطَرِيقِ إِخْلَالِ نِظَامِ الْعَالَمِ وَإِفْسَادِ أَحْوَالِ الْكَائِنَاتِ بِالْكُلِّيَّةِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ فِيهِ حِكْمَةٌ بَلْ هِيَ مِنْ قَبِيلِ بَدَائِعِ صُنْعِ اللَّهِ تَعَالَى الْمَبْنِيَّةِ عَلَى أَسَاسِ الْحِكْمَةِ الْمُسْتَتْبَعَةِ لِلْغَايَاتِ الْجَمِيلَةِ الَّتِي لِأَجْلِهَا رُتِّبَتْ مُقَدِّمَاتُ الْخَلْقِ وَمَبَادِئُ الْإِبْدَاعِ عَلَى الْوَجْهِ الْمَتِينِ وَالنَّهْجِ الرَّصِينِ كَمَا يُعْرِبُ عَنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ أَيْ أَتْقَنَ خَلْقَهُ وَسَوَّاهُ عَلَى مَا تَقْتَضِيهِ الْحِكْمَةُ اهـ، وَحُسْنُهُ ظَاهِرٌ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ مِنَ الْمَصَادِرِ الْمُؤَكِّدَةِ إِلَّا أَنَّ مُؤَكِّدَهُ مَحْذُوفٌ وَهُوَ النَّاصِبُ لِـ يَوْمَ يُنْفَخُ وَالْمَعْنَى وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَكَانَ كَيْتٌ وَكَيْتٌ أَثَابَ اللَّهُ تَعَالَى الْمُحْسِنِينَ وَعَاقَبَ الْمُجْرِمِينَ ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88صُنْعَ اللَّهِ يُرِيدُ
[ ص: 36 ] عَزَّ وَجَلَّ بِهِ الْإِثَابَةَ وَالْمُعَاقَبَةَ إِلَى آخِرِ مَا قَالَ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ فَرَضَ الْيَوْمَ مُمْتَدًّا شَامِلًا لِزَمَانِ النَّفْخَتَيْنِ وَمَا بَعْدَهُمَا وَجَعَلَ الْمَصْدَرَ مُؤَكِّدًا لِهَذَا الْمَحْذُوفِ الْمَدْلُولِ عَلَيْهِ بِالتَّفْصِيلِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى الْآتِي: مَنْ جَاءَ وَمَنْ جَاءَ وَبِاسْتِدْعَاءِ يَوْمِ يُنْفَخُ نَاصِبًا وَفَرَّعَ عَلَيْهِ مَا فَرَّعَ وَتَعَقَّبَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ بِأَنَّ الْمَصْدَرَ الْمُؤَكِّدَ لِمَضْمُونِ الْجُمْلَةِ لَا يَجُوزُ حَذْفُ جُمْلَتِهِ لِأَنَّهُ مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ مِنْ لَفْظِهِ فَيَجْتَمِعُ حَذْفُ الْفِعْلِ النَّاصِبِ وَحَذْفُ الْجُمْلَةِ الَّتِي أَكَّدَ مَضْمُونَهَا بِالْمَصْدَرِ وَذَلِكَ حَذْفُ كَثِيرٌ مُخِلٌّ وَمَنْ تَتَبَّعَ مَسَاقَ هَذِهِ الْمَصَادِرِ الَّتِي تُؤَكِّدُ مَضْمُونَ الْجُمْلَةِ وَجَدَ الْجُمَلَ مُصَرَّحًا بِهَا لَمْ يُرِدِ الْحَذْفَ فِي شَيْءٍ مِنْهَا إِذِ الْأَصْلُ أَنْ لَا يُحْذَفَ الْمُؤَكِّدَ إِذِ الْحَذْفُ يُنَافِي التَّأْكِيدَ لِأَنَّهُ مِنْ حَيْثُ أَكَّدَ مُعْتَنَى بِهِ وَمِنْ حَيْثُ حَذَفَ غَيْرَ مُعْتَنَى بِهِ، وَكَأَنَّ الدَّاعِيَ لَهُ إِلَى الْعُدُولِ عَنِ الظَّاهِرِ عَلَى مَا قِيلَ إِنَّ الصُّنْعَ الْمُتْقَنَ لَا يُنَاسِبُ تَسْيِيرَ الْجِبَالِ ظَاهِرًا وَأَنْتَ تُعْلَمُ أَنَّ هَذَا عَلَى طَرَفِ الثُّمَامِ نَعَمِ الْأَحْسَنُ جَعْلُهُ مُؤَكِّدًا لِمَضْمُونِ مَا ذُكِرَ مِنَ النَّفْخِ فِي الصُّورِ وَمَا بَعْدَهُ وَجِيءَ بِهِ لِلتَّنْبِيهِ عَلَى عِظَمِ شَأْنِ تِلْكَ الْأَفَاعِيلِ عَلَى مَا سَمِعْتُهُ عَنْ بَعْضِ الْمُحَقِّقِينَ. وَقِيلَ هُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْإِغْرَاءِ بِمَعْنَى انْظُرُوا صُنْعَ اللَّهِ وَهُوَ كَمَا تَرَى.
وَاسْتُدِلَّ بِالْآيَةِ عَلَى جَوَازِ
nindex.php?page=treesubj&link=28714إِطْلَاقِ الصَّانِعِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَرَى أَنَّ وُرُودَ الْفِعْلِ كَافٍ.
وَاسْتَدَلَّ بَعْضُهُمْ عَلَى الْجَوَازِ الْمَذْكُورِ بِالْخَبَرِ الصَّحِيحِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=3504330«إِنَّ اللَّهَ صَانِعُ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ»
وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ الشَّرْطَ أَنْ لَا يَكُونَ الْوَارِدُ عَلَى جِهَةِ الْمُقَابَلَةِ نَحْوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=64أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ خِلَافًا
لِلْحَلِيمِيِّ عَلَى مَا يَقْتَضِيهِ قَوْلُهُ يُسْتَحَبُّ لِمَنْ أَلْقَى بَذْرًا فِي أَرْضٍ أَنْ يَقُولَ اللَّهُ تَعَالَى الزَّارِعَ وَالْمُنْبِتَ وَالْمُبَلِّغَ، وَمَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ وَأَيْضًا مَا فِي الْخَبَرِ بِالْإِضَافَةِ فَلَا يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ الْخَالِي عَنْهَا أَلَا تَرَى أَنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=665730يَا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوَى أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ. لَمْ يَأْخُذُوا مِنْهُ أَنَّ الصَّاحِبَ مِنْ غَيْرِ قَيْدٍ مِنْ أَسْمَائِهِ تَعَالَى فَكَذَا هُوَ لَا يُؤْخَذُ مِنْهُ أَنَّ الصَّانِعَ مِنْ غَيْرِ قَيْدٍ مِنْ أَسْمَائِهِ تَعَالَى فَتَأَمَّلْهُ، وَنَحْوَ هَذَا الِاسْتِدْلَالِ بِخَبَرِ مُسْلِمٍ
nindex.php?page=hadith&LINKID=661847«لِيَعْزِمْ فِي الدُّعَاءِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى صَانِعُ مَا شَاءَ لَا مُكْرَهُ لَهُ».
فَإِنَّ مَا فِيهِ مِنْ قَبِيلِ الْمُضَافِ أَوِ الْمُقَيَّدِ وَالْأَوْلَى الِاسْتِدْلَالُ بِمَا صَحَّ فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=14070وَالْحَاكِمِ «اتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَاتِحٌ لَكُمْ وَصَانِعٌ» وَلَا فَرْقَ بَيْنَ الْمُعَرَّفِ وَالْمُنَكَّرِ عِنْدَ الْفُقَهَاءِ لِأَنَّ تَعْرِيفَ الْمُنْكَّرِ لَا يُغَيِّرُ مَعْنَاهُ وَلِذَا يُجَوِّزُونَ فِي تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ: اللَّهُ الْأَكْبَرُ.
وَاسْتَدَلَّ
الْقَاضِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بِعُمُومِ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ عَلَى أَنَّ قَبَائِحَ الْعَبْدِ لَيْسَتْ مِنْ خَلْقِهِ سُبْحَانَهُ وَإِلَّا وَجَبَ وَصْفُهَا بِأَنَّهَا مُتْقَنَةٌ وَالْإِجْمَاعُ مَانِعٌ مِنْهُ وَأُجِيبَ بِأَنَّ الْآيَةَ مَخْصُوصَةٌ بِغَيْرِ الْأَعْرَاضِ لِأَنَّ الْإِتْقَانَ بِمَعْنَى الْإِحْكَامِ وَهُوَ مِنْ أَوْصَافِ الْمَرْكَبَاتِ وَلَوْ سَلَّمَ فَوَصَفَ كُلَّ الْأَعْرَاضِ بِهِ مَمْنُوعٌ فَمَا مِنْ عَامٍّ إِلَّا وَقَدْ خُصَّ وَلَوْ سُلِّمَ فَالْإِجْمَاعُ الْمَذْكُورُ مَمْنُوعٌ بَلْ هِيَ مُتْقَنَةٌ أَيْضًا بِمَعْنَى أَنَّ الْحِكْمَةَ اقْتَضَتْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ جَعَلَهُ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ تَعْلِيلًا لِكَوْنِ مَا ذُكِرَ مِنَ النَّفْخِ فِي الصُّورِ وَمَا بَعْدَهُ صُنْعًا مُحْكِمًا لَهُ تَعَالَى بِبَيَانِ أَنَّ عِلْمَهُ تَعَالَى بِظَوَاهِرِ أَفْعَالِ الْمُكَلَّفِينَ وَبَوَاطِنَهَا مِمَّا يَسْتَدْعِي إِظْهَارَهَا وَبَيَانَ كَيْفِيَّاتِهَا عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ مِنَ الْحُسْنِ وَالسُّوءِ وَتَرْتِيبِ أَخْيَرِيَّتِهَا عَلَيْهَا بَعْدَ بَعْثِهِمْ وَحَشْرِهِمْ وَتَسْيِيرِ الْجِبَالِ حَسْبَمَا نَطَقَ بِهِ التَّنْزِيلُ.