وقوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=31920_31952_32516_28999nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إن فرعون علا في الأرض استئناف جار مجرى التفسير للمجمل الموعود وتصديره بحرف التأكيد للاعتناء بتحقيق مضمون ما بعده أي
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إن فرعون تجبر وطغى في أرض
مصر وجاوز الحدود المعهودة في الظلم والعدوان
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4وجعل أهلها شيعا أي فرقا يشيعونه في كل ما يريده من الشر والفساد أو يشيع بعضهم بعضا في طاعته أو أصنافا في استخدامه يستعمل
[ ص: 43 ] كل صنف في عمل من بناء وحرث وحفر وغير ذلك من الأعمال الشاقة ومن لم يعمل ضرب عليه الجزية فيخدمه بأدائها أو فرقا مختلفة قد أغرى بينهم العداوة والبغضاء لئلا تتفق كلمتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4يستضعف طائفة منهم أي يجعلهم ضعفاء مقهورين والمراد بهذه الطائفة بنو إسرائيل وعدهم من أهلها للتغليب أو لأنهم كانوا فيها زمانا طويلا، والجملة إما استئناف نحوي أو بياني في جواب ماذا صنع بعد ذلك وإما حال من فاعل جعل أو من مفعوله، وإما صفة لشيعا والتعبير بالمضارع لحكاية الحال الماضية، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم بدل من الجملة قبلها بدل اشتمال أو تفسير أو حال من فاعل يستضعف أو صفة لطائفة أو حال منها لتخصصها بالوصف وكان ذلك منه لما أن كاهنا قال له: يولد في بني إسرائيل مولود يذهب ملكك على يده.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي: إنه رأى في منامه أن نارا أقبلت من
بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت
مصر فأحرقت
القبط وتركت بني إسرائيل فسأل علماء قومه فقالوا: يخرج من هذا البلد رجل يكون هلاك
مصر على يده فأخذ يفعل ما يفعل ولا يخفى أنه من الحمق بمكان إذ لو صدق الكاهن أو الرؤيا فما فائدة القتل وإلا فما وجهه، وفي الآية دليل على أن قتل الأولاد لحفظ الملك شريعة فرعونية.
وقرأ
أبو حيوة وابن محيصن «يذبح» بفتح الياء وسكون الذال
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إنه كان من المفسدين أي الراسخين في الإفساد ولذلك اجترأ على مثل تلك العظيمة من قتل من لا جنحة له من ذراري الأنبياء عليهم السلام لتخيل فاسد
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=31920_31952_32516_28999nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ اسْتِئْنَافٌ جَارٍ مَجْرَى التَّفْسِيرِ لِلْمُجْمَلِ الْمَوْعُودِ وَتَصْدِيرُهُ بِحَرْفِ التَّأْكِيدِ لِلِاعْتِنَاءِ بِتَحْقِيقِ مَضْمُونِ مَا بَعْدَهُ أَيْ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إِنَّ فِرْعَوْنَ تَجَبَّرَ وَطَغَى فِي أَرْضِ
مِصْرَ وَجَاوَزَ الْحُدُودَ الْمَعْهُودَةَ فِي الظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا أَيْ فِرَقًا يُشَيِّعُونَهُ فِي كُلِّ مَا يُرِيدُهُ مِنَ الشَّرِّ وَالْفَسَادِ أَوْ يُشَيِّعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي طَاعَتِهِ أَوْ أَصْنَافًا فِي اسْتِخْدَامِهِ يُسْتَعْمَلُ
[ ص: 43 ] كُلُّ صِنْفٍ فِي عَمَلٍ مِنْ بِنَاءٍ وَحَرْثٍ وَحَفْرٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَعْمَالِ الشَّاقَّةِ وَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ ضَرَبَ عَلَيْهِ الْجِزْيَةَ فَيَخْدِمُهُ بِأَدَائِهَا أَوْ فِرَقًا مُخْتَلِفَةً قَدْ أَغْرَى بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ لِئَلَّا تَتَّفِقَ كَلِمَتُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ أَيْ يَجْعَلُهُمْ ضُعَفَاءَ مَقْهُورِينَ وَالْمُرَادُ بِهَذِهِ الطَّائِفَةِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَعَدَّهُمْ مِنْ أَهْلِهَا لِلتَّغْلِيبِ أَوْ لِأَنَّهُمْ كَانُوا فِيهَا زَمَانًا طَوِيلًا، وَالْجُمْلَةُ إِمَّا اسْتِئْنَافٌ نَحْوِيٌّ أَوْ بَيَانِيٌّ فِي جَوَابِ مَاذَا صَنَعَ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِمَّا حَالٌ مِنْ فَاعِلِ جَعَلَ أَوْ مِنْ مَفْعُولِهِ، وَإِمَّا صِفَةٌ لِشِيَعًا وَالتَّعْبِيرُ بِالْمُضَارِعِ لِحِكَايَةِ الْحَالِ الْمَاضِيَةِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ بَدَلٌ مِنَ الْجُمْلَةِ قَبْلَهَا بَدَلَ اشْتِمَالٍ أَوْ تَفْسِيرٌ أَوْ حَالٌ مِنْ فَاعِلِ يَسْتَضْعِفُ أَوْ صِفَةٌ لِطَائِفَةٍ أَوْ حَالٌ مِنْهَا لِتَخَصُّصِهَا بِالْوَصْفِ وَكَانَ ذَلِكَ مِنْهُ لِمَا أَنَّ كَاهِنًا قَالَ لَهُ: يُولَدُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مَوْلُودٌ يَذْهَبُ مُلْكُكَ عَلَى يَدِهِ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ: إِنَّهُ رَأَى فِي مَنَامِهِ أَنَّ نَارًا أَقْبَلَتْ مِنْ
بَيْتِ الْمَقْدِسِ حَتَّى اشْتَمَلَتْ عَلَى بُيُوتِ
مِصْرَ فَأَحْرَقَتِ
الْقِبْطَ وَتَرَكَتْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَسَأَلَ عُلَمَاءَ قَوْمِهِ فَقَالُوا: يَخْرُجُ مِنْ هَذَا الْبَلَدِ رَجُلٌ يَكُونُ هَلَاكُ
مِصْرَ عَلَى يَدِهِ فَأَخَذَ يَفْعَلُ مَا يَفْعَلُ وَلَا يَخْفَى أَنَّهُ مِنَ الْحُمْقِ بِمَكَانٍ إِذْ لَوْ صَدَقَ الْكَاهِنُ أَوِ الرُّؤْيَا فَمَا فَائِدَةُ الْقَتْلِ وَإِلَّا فَمَا وَجْهُهُ، وَفِي الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ قَتْلَ الْأَوْلَادِ لِحِفْظِ الْمُلْكِ شَرِيعَةٌ فِرْعَوْنِيَّةٌ.
وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ «يَذْبَحُ» بِفَتْحِ الْيَاءِ وَسُكُونِ الذَّالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ أَيِ الرَّاسِخِينَ فِي الْإِفْسَادِ وَلِذَلِكَ اجْتَرَأَ عَلَى مِثْلِ تِلْكَ الْعَظِيمَةِ مِنْ قَتْلِ مَنْ لَا جُنْحَةَ لَهُ مِنْ ذَرَارِيِّ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ لِتَخَيُّلٍ فَاسِدٍ