وقوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=29785_30428_30433_30436_30440_30539_32026_34274_34513_29010nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا .. إلخ . تفصيل للتوفية وبيان لكيفيتها ، والفاء ليس بلازم ، والسوق يقتضي الحث على المسير بعنف وإزعاج وهو الغالب ويشعر بالإهانة وهو المراد هنا أي سيقوا إليها بالعنف والإهانة أفواجا متفرقة بعضها في أثر بعض مترتبة حسب ترتب طبقاتهم
[ ص: 32 ] في الضلالة والشرارة ، والزمر جمع زمرة قال
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب : هي الجماعة القليلة : ومنه قيل شاة زمرة قليلة الشعر ورجل زمر قليل المروءة ، ومنه اشتق الزمر ، والزمارة كناية عن الفاجرة ، وقال بعضهم : اشتقاق الزمرة من الزمر وهو الصوت إذ الجماعة لا تخلو عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها ليدخلوها وكانت قبل مجيئهم غير مفتوحة فهي كسائر أبواب السجون لا تزال مغلقة حتى يأتي أصحاب الجرائم الذين يسجنون فيها فتفتح ليدخلوها فإذا دخلوها أغلقت عليهم ، ( وحتى ) هي التي تحكى بعدها الجملة ، والكلام على إذا الواقعة بعدها قد مر في الأنعام . وقرأ غير واحد «فتحت » بالتشديد
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71وقال لهم خزنتها على سبيل التقريع والتوبيخ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71ألم يأتكم رسل منكم أي من جنسكم تفهمون ما ينبؤونكم به ويسهل عليكم مراجعتهم .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13617ابن هرمز «تأتكم » بتاء التأنيث ، وقرئ «نذر منكم »
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71يتلون عليكم آيات ربكم المنزلة لمصلحتكم
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71وينذرونكم لقاء يومكم هذا أي وقتكم هذا وهو وقت دخولكم النار لأن المنذر به في الحقيقة العذاب ووقته ، وجوز أن يراد به يوم القيامة والآخرة لاشتماله على هذا الوقت أو على ما يختص بهم من عذابه وأهواله ، ولا ينافيه كونه في ذاته غير مختص بهم والإضافة لامية تفيد الاختصاص لأنه يكفي للاختصاص ما ذكر ، نعم الأول أظهر فيه .
واستدل بالآية على أنه
nindex.php?page=treesubj&link=20699_27061لا تكليف قبل الشرع لأنهم وبخوهم بكفرهم بعد تبليغ الرسل للشرائع وإنذارهم ولو كان قبح الكفر معلوما بالعقل دون الشرع لقيل . ألم تعلموا بما أودع الله تعالى فيكم من العقل قبح كفركم ، ولا وجه لتفسير الرسل بالعقول لإباء الأفعال المستندة إليها عن ذلك ، نعم هو دليل إقناعي لأنه إنما يتم على اعتبار المفهوم وعموم الذين كفروا وكلاهما محل نزاع ، وقيل في وجه الاستدلال : إن الخطاب للداخلين عموما يقتضي أنهم جميعا أنذرهم الرسل ولو تحقق تكليف قبل الشرع لم يكن الأمر كذلك . وتعقب بأن للخصم أن لا يسلم العموم ، ولمن قال بوجوب الإيمان عقلا أن يقول : إنما وبخوهم بالكفر بعد التبليغ لأنه أبعد عن الاعتذار وأحق بالتوبيخ والإنكار
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71قالوا بلى قد أتانا رسل منا تلوا علينا آيات ربنا وأنذرونا لقاء يومنا هذا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71ولكن حقت أي وجبت
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71كلمة العذاب أي كلمة الله تعالى المقتضية له
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71على الكافرين والمراد بها الحكم عليهم بالشقاوة وأنهم من أهل النار لسوء اختيارهم أو قوله تعالى لإبليس :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=85لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين [ص : 85] ووضعوا الكافرين موضع ضميرهم للإيماء إلى علية الكفر ، والكلام اعتراف لا اعتذار
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=29785_30428_30433_30436_30440_30539_32026_34274_34513_29010nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا .. إِلَخْ . تَفْصِيلٌ لِلتَّوْفِيَةِ وَبَيَانٌ لِكَيْفِيَّتِهَا ، وَالْفَاءُ لَيْسَ بِلَازِمٍ ، وَالسَّوْقُ يَقْتَضِي الْحَثَّ عَلَى الْمَسِيرِ بِعُنْفٍ وَإِزْعَاجٍ وَهُوَ الْغَالِبُ وَيُشْعِرُ بِالْإِهَانَةِ وَهُوَ الْمُرَادُ هُنَا أَيْ سِيقُوا إِلَيْهَا بِالْعُنْفِ وَالْإِهَانَةِ أَفْوَاجًا مُتَفَرِّقَةً بَعْضُهَا فِي أَثَرِ بَعْضٍ مُتَرَتِّبَةً حَسَبَ تَرَتُّبِ طَبَقَاتِهِمْ
[ ص: 32 ] فِي الضَّلَالَةِ وَالشَّرَارَةِ ، وَالزُّمَرُ جَمْعُ زُمْرَةٍ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14343الرَّاغِبُ : هِيَ الْجَمَاعَةُ الْقَلِيلَةُ : وَمِنْهُ قِيلَ شَاةٌ زُمْرَةٌ قَلِيلَةُ الشَّعَرِ وَرَجُلٌ زُمْرٌ قَلِيلُ الْمُرُوءَةِ ، وَمِنْهُ اشْتُقَّ الزَّمْرُ ، وَالزَّمَّارَةُ كِنَايَةً عَنِ الْفَاجِرَةِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ : اشْتِقَاقُ الزُّمْرَةِ مِنَ الزَّمْرِ وَهُوَ الصَّوْتُ إِذِ الْجَمَاعَةُ لَا تَخْلُو عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا لِيَدْخُلُوهَا وَكَانَتْ قَبْلَ مَجِيئِهِمْ غَيْرَ مَفْتُوحَةٍ فَهِيَ كَسَائِرِ أَبْوَابِ السُّجُونِ لَا تَزَالُ مُغْلَقَةً حَتَّى يَأْتِيَ أَصْحَابُ الْجَرَائِمِ الَّذِينَ يُسْجَنُونَ فِيهَا فَتُفْتَحُ لِيَدْخُلُوهَا فَإِذَا دَخَلُوهَا أُغْلِقَتْ عَلَيْهِمْ ، ( وَحَتَّى ) هِيَ الَّتِي تُحْكَى بَعْدَهَا الْجُمْلَةُ ، وَالْكَلَامُ عَلَى إِذَا الْوَاقِعَةِ بَعْدَهَا قَدْ مَرَّ فِي الْأَنْعَامِ . وَقَرَأَ غَيْرُ وَاحِدٍ «فُتِّحَتْ » بِالتَّشْدِيدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا عَلَى سَبِيلِ التَّقْرِيعِ وَالتَّوْبِيخِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ أَيْ مِنْ جِنْسِكُمْ تَفْهَمُونَ مَا يُنْبِؤُونَكُمْ بِهِ وَيَسْهُلُ عَلَيْكُمْ مُرَاجَعَتُهُمْ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13617ابْنُ هُرْمُزَ «تَأْتِكُمْ » بِتَاءِ التَّأْنِيثِ ، وَقُرِئَ «نُذُرٌ مِنْكُمْ »
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ الْمُنَزَّلَةَ لِمَصْلَحَتِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا أَيْ وَقْتَكُمْ هَذَا وَهُوَ وَقْتُ دُخُولِكُمُ النَّارَ لِأَنَّ الْمُنْذَرَ بِهِ فِي الْحَقِيقَةِ الْعَذَابُ وَوَقْتُهُ ، وَجُوِّزَ أَنَّ يُرَادَ بِهِ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَالْآخِرَةُ لِاشْتِمَالِهِ عَلَى هَذَا الْوَقْتِ أَوْ عَلَى مَا يُخْتَصُّ بِهِمْ مِنْ عَذَابِهِ وَأَهْوَالِهِ ، وَلَا يُنَافِيهِ كَوْنُهُ فِي ذَاتِهِ غَيْرَ مُخْتَصٍّ بِهِمْ وَالْإِضَافَةُ لَامِيَّةٌ تُفِيدُ الِاخْتِصَاصَ لِأَنَّهُ يَكْفِي لِلِاخْتِصَاصِ مَا ذُكِرَ ، نَعَمِ الْأَوَّلُ أَظْهَرُ فِيهِ .
وَاسْتُدِلَّ بِالْآيَةِ عَلَى أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=20699_27061لَا تَكْلِيفَ قَبْلَ الشَّرْعِ لِأَنَّهُمْ وَبَّخُوهُمْ بِكُفْرِهِمْ بَعْدَ تَبْلِيغِ الرُّسُلِ لِلشَّرَائِعِ وَإِنْذَارِهِمْ وَلَوْ كَانَ قُبْحُ الْكُفْرِ مَعْلُومًا بِالْعَقْلِ دُونَ الشَّرْعِ لَقِيلَ . أَلَمْ تَعْلَمُوا بِمَا أَوْدَعَ اللَّهُ تَعَالَى فِيكُمْ مِنَ الْعَقْلِ قُبْحَ كُفْرِكُمْ ، وَلَا وَجْهَ لِتَفْسِيرِ الرُّسُلِ بِالْعُقُولِ لِإِبَاءِ الْأَفْعَالِ الْمُسْتَنِدَةِ إِلَيْهَا عَنْ ذَلِكَ ، نَعَمْ هُوَ دَلِيلٌ إِقْنَاعِيٌّ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَتِمُّ عَلَى اعْتِبَارِ الْمَفْهُومِ وَعُمُومِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكِلَاهُمَا مَحَلُّ نِزَاعٍ ، وَقِيلَ فِي وَجْهِ الِاسْتِدْلَالِ : إِنَّ الْخِطَابَ لِلدَّاخِلِينَ عُمُومًا يَقْتَضِي أَنَّهُمْ جَمِيعًا أَنْذَرَهُمُ الرُّسُلُ وَلَوْ تَحَقَّقَ تَكْلِيفٌ قَبْلَ الشَّرْعِ لَمْ يَكُنِ الْأَمْرُ كَذَلِكَ . وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ لِلْخَصْمِ أَنْ لَا يُسَلِّمَ الْعُمُومَ ، وَلِمَنْ قَالَ بِوُجُوبِ الْإِيمَانِ عَقْلًا أَنْ يَقُولَ : إِنَّمَا وَبَّخُوهُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ التَّبْلِيغِ لِأَنَّهُ أَبْعَدُ عَنِ الِاعْتِذَارِ وَأَحَقُّ بِالتَّوْبِيخِ وَالْإِنْكَارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71قَالُوا بَلَى قَدْ أَتَانَا رُسُلٌ مِنَّا تَلَوْا عَلَيْنَا آيَاتِ رَبِّنَا وَأَنْذَرُونَا لِقَاءَ يَوْمِنَا هَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71وَلَكِنْ حَقَّتْ أَيْ وَجَبَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَيْ كَلِمَةُ اللَّهِ تَعَالَى الْمُقْتَضِيَةُ لَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71عَلَى الْكَافِرِينَ وَالْمُرَادُ بِهَا الْحُكْمُ عَلَيْهِمْ بِالشَّقَاوَةِ وَأَنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لِسُوءِ اخْتِيَارِهِمْ أَوْ قَوْلُهُ تَعَالَى لِإِبْلِيسَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=85لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ [ص : 85] وَوَضَعُوا الْكَافِرِينَ مَوْضِعَ ضَمِيرِهِمْ لِلْإِيمَاءِ إِلَى عَلِيَّة الْكُفْرِ ، وَالْكَلَامُ اعْتِرَافٌ لَا اعْتِذَارٌ