nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_30549_30550_32409_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26ولقد مكناهم أي قررنا عادا وأقدرناهم، و (ما) في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26فيما إن مكناكم فيه موصولة أو موصولة ( وإن ) نافية أي في الذي أو في شيء ما مكناكم فيه من السعة والبسطة وطول الأعمار وسائر مبادي التصرفات كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم ولم يكن النفي بلفظ ( ما ) كراهة لتكرير اللفظ وإن اختلف المعنى، ولذا قال من ذهب إلى أن أصل مهما ما ما على أن ما الشرطية مكررة للتأكيد قلبت الألف الأولى هاء فرارا من كراهة التكرار، وعابوا على
nindex.php?page=showalam&ids=15155المتنبي قوله:
لعمرك ما ما بان منك لضارب بأقتل مما بان منك لعائب
أي ما الذي بان إلخ، يريد لسانه لا يتقاعد عن سنانه هذا للعائب وذلك للضارب، وكان يسعه أن يقول: إن ما بان، وإدخال الباء للنفي لا للعمل على أن إعمال إن قد جاء عن
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد ، وقيل: (إن) شرطية محذوفة
[ ص: 28 ] الجواب والتقدير إن مكناكم فيه طغيتم، وقيل: إنها صلة بعد ما الموصولة تشبيها بما النافية وما التوقيتية، فهي في الآية مثلها في قوله:
يرجي المرء ما أن لا يراه وتعرض دون أدناه الخطوب
أي مكناهم في مثل الذي مكناكم فيه، وكونها نافية هو الوجه لأن القرآن العظيم يدل عليه في مواضع وهو أبلغ في التوبيخ وأدخل في الحث على الاعتبار
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة ليستعملوها فيما خلقت له ويعرفوا بكل منها ما نيطت به معرفته من فنون النعم ويستدلوا بها على شؤون منعمها عز وجل ويداوموا على شكره جل شأنه
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26فما أغنى عنهم سمعهم حيث لم يستعملوه في استماع الوحي ومواعظ الرسل
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26ولا أبصارهم حيث لم يجتلوا بها الآيات التكوينية المرسومة في صحائف العالم
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26ولا أفئدتهم حيث لم يستعملوها في معرفة الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26من شيء أي شيئا من الإغناء، ( ومن ) مزيدة للتوكيد والتنوين للتقليل.
وجوز أن تكون تبعيضية أي ما أغنى بعض الإغناء وهو القليل، و (ما) في
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26فما أغنى نافية وجوز كونها استفهامية. وتعقبه
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان بأنه يلزم عليه زيادة ( من ) في الواجب وهو لا يجوز على الصحيح. ورد بأنهم قالوا: تزاد في غير الموجب وفسروه بالنفي والنهي والاستفهام، وإفراد السمع في النظم الجليل وجمع غيره لاتحاد المدرك به وهو الأصوات وتعدد مدركات غيره أو لأنه في الأصل مصدر، وأيضا مسموعهم من الرسل متحد.
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26إذ كانوا يجحدون بآيات الله ظرف متعلق بالنفي الصريح أو الضمني في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26فما أغنى وهو ظرف أريد به التعليل كناية أو مجازا لاستواء مؤدى الظرف والتعليل في قولك: ضربته لإساءته وضربته إذ أساء لأنك إنما ضربته في ذلك الوقت لوجود الإساءة فيه، وهذا مما غلب في إذ وحيث من بين سائر الظروف حتى كاد يلحق بمعانيهما الوضعية
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون من العذاب الذي كانوا يستعجلونه بطريق الاستهزاء ويقولون:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=22فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين .
nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_30549_30550_32409_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ أَيْ قَرَّرْنَا عَادًا وَأَقْدَرْنَاهُمْ، وَ (مَا) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ مَوْصُولَةٌ أَوْ مَوْصُولَةٌ ( وَإِنْ ) نَافِيَةٌ أَيْ فِي الَّذِي أَوْ فِي شَيْءٍ مَا مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ مِنَ السِّعَةِ وَالْبَسْطَةِ وَطُولِ الْأَعْمَارِ وَسَائِرِ مَبَادِي التَّصَرُّفَاتِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَلَمْ يَكُنِ النَّفْيُ بِلَفْظِ ( مَا ) كَرَاهَةً لِتَكْرِيرِ اللَّفْظِ وَإِنِ اخْتَلَفَ الْمَعْنَى، وَلِذَا قَالَ مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ أَصْلَ مَهْمَا مَا مَا عَلَى أَنَّ مَا الشَّرْطِيَّةَ مُكَرَّرَةٌ لِلتَّأْكِيدِ قُلِبَتِ الْأَلِفُ الْأُولَى هَاءً فِرَارًا مِنْ كَرَاهَةِ التَّكْرَارِ، وَعَابُوا عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15155الْمُتَنَبِّي قَوْلَهُ:
لَعَمْرُكَ مَا مَا بَانَ مِنْكَ لَضَارِبُ بِأَقْتَلَ مِمَّا بَانَ مِنْكَ لَعَائِبُ
أَيْ مَا الَّذِي بَانَ إِلَخْ، يُرِيدُ لِسَانَهُ لَا يَتَقَاعَدُ عَنْ سِنَانِهِ هَذَا لِلْعَائِبِ وَذَلِكَ لِلضَّارِبِ، وَكَانَ يَسَعُهُ أَنْ يَقُولَ: إِنَّ مَا بَانَ، وَإِدْخَالُ الْبَاءِ لِلنَّفْيِ لَا لِلْعَمَلِ عَلَى أَنَّ إِعْمَالَ إِنْ قَدْ جَاءَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدِ ، وَقِيلَ: (إِنْ) شَرْطِيَّةٌ مَحْذُوفَةُ
[ ص: 28 ] الْجَوَابِ وَالتَّقْدِيرُ إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ طَغَيْتُمْ، وَقِيلَ: إِنَّهَا صِلَةٌ بَعْدَ مَا الْمَوْصُولَةِ تَشْبِيهًا بِمَا النَّافِيَةِ وَمَا التَّوْقِيتِيَّةِ، فَهِيَ فِي الْآيَةِ مِثْلُهَا فِي قَوْلِهِ:
يُرَجِّي الْمَرْءُ مَا أَنْ لَا يَرَاهُ وَتَعْرِضُ دُونَ أَدْنَاهُ الْخُطُوبُ
أَيْ مَكَّنَّاهُمْ فِي مِثْلِ الَّذِي مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ، وَكَوْنُهَا نَافِيَةً هُوَ الْوَجْهُ لِأَنَّ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ يَدُلُّ عَلَيْهِ فِي مَوَاضِعَ وَهُوَ أَبْلُغُ فِي التَّوْبِيخِ وَأَدْخَلُ فِي الْحَثِّ عَلَى الِاعْتِبَارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً لِيَسْتَعْمِلُوهَا فِيمَا خُلِقَتْ لَهُ وَيَعْرِفُوا بِكُلٍّ مِنْهَا مَا نِيطَتْ بِهِ مَعْرِفَتَهُ مِنْ فُنُونِ النِّعَمِ وَيَسْتَدِلُّوا بِهَا عَلَى شُؤُونِ مُنْعِمِهَا عَزَّ وَجَلَّ وَيُدَاوِمُوا عَلَى شُكْرِهِ جَلَّ شَأْنُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ حَيْثُ لَمْ يَسْتَعْمِلُوهُ فِي اسْتِمَاعِ الْوَحْيِ وَمَوَاعِظِ الرُّسُلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26وَلا أَبْصَارُهُمْ حَيْثُ لَمْ يَجْتَلُوا بِهَا الْآيَاتِ التَّكْوِينِيَّةَ الْمَرْسُومَةَ فِي صَحَائِفِ الْعَالَمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26وَلا أَفْئِدَتُهُمْ حَيْثُ لَمْ يَسْتَعْمِلُوهَا فِي مَعْرِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26مِنْ شَيْءٍ أَيْ شَيْئًا مِنَ الْإِغْنَاءِ، ( وَمِنْ ) مَزِيدَةٌ لِلتَّوْكِيدِ وَالتَّنْوِينُ لِلتَّقْلِيلِ.
وَجُوِّزَ أَنْ تَكُونَ تَبْعِيضِيَّةً أَيْ مَا أَغْنَى بَعْضَ الْإِغْنَاءِ وَهُوَ الْقَلِيلُ، وَ (مَا) فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26فَمَا أَغْنَى نَافِيَةٌ وَجُوِّزَ كَوْنُهَا اسْتِفْهَامِيَّةً. وَتَعَقَّبَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ بِأَنَّهُ يَلْزَمُ عَلَيْهِ زِيَادَةُ ( مِنْ ) فِي الْوَاجِبِ وَهُوَ لَا يَجُوزُ عَلَى الصَّحِيحِ. وَرُدَّ بِأَنَّهُمْ قَالُوا: تُزَادُ فِي غَيْرِ الْمُوجَبِ وَفَسَّرُوهُ بِالنَّفْيِ وَالنَّهْيِ وَالِاسْتِفْهَامِ، وَإِفْرَادُ السَّمْعِ فِي النَّظْمِ الْجَلِيلِ وَجَمْعُ غَيْرِهِ لِاتِّحَادِ الْمُدْرِكِ بِهِ وَهُوَ الْأَصْوَاتُ وَتَعَدُّدِ مُدْرِكَاتِ غَيْرِهِ أَوْ لِأَنَّهُ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ، وَأَيْضًا مَسْمُوعُهُمْ مِنَ الرُّسُلِ مُتَّحِدٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ظَرْفٌ مُتَعَلِّقٌ بِالنَّفْيِ الصَّرِيحِ أَوِ الضِّمْنِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26فَمَا أَغْنَى وَهُوَ ظَرْفٌ أُرِيدَ بِهِ التَّعْلِيلُ كِنَايَةً أَوْ مَجَازًا لِاسْتِوَاءِ مُؤَدَّى الظَّرْفِ وَالتَّعْلِيلُ فِي قَوْلِكَ: ضَرْبَتُهُ لِإِسَاءَتِهِ وَضَرَبْتُهُ إِذْ أَسَاءَ لِأَنَّكَ إِنَّمَا ضَرَبْتَهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ لِوُجُودِ الْإِسَاءَةِ فِيهِ، وَهَذَا مِمَّا غَلَبَ فِي إِذْ وَحَيْثُ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الظُّرُوفِ حَتَّى كَادَ يُلْحَقُ بِمَعَانِيهِمَا الْوَضْعِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ مِنَ الْعَذَابِ الَّذِي كَانُوا يَسْتَعْجِلُونَهُ بِطَرِيقِ الِاسْتِهْزَاءِ وَيَقُولُونَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=22فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ .