nindex.php?page=treesubj&link=30532_30563_32517_7856_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20ويقول الذين آمنوا حرصا على الجهاد لما فيه من الثواب الجزيل فالمراد بهم المؤمنون الصادقون
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20لولا نزلت سورة أي هلا أنزلت سورة يؤمر فيها بالجهاد. فلولا: تحضيضية، وعن
ابن مالك أن لا زائدة والتقدير لو أنزلت سورة وليس بشيء.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال أي بطريق الأمر به، والمراد ب"محكمة" مبينة لا تشابه ولا احتمال فيها لوجه آخر سوى وجوب القتال، وفسرها
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري بغير منسوخة الأحكام. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة كل سورة فيها القتال فهي محكمة وهو أشد القرآن على المنافقين وهذا أمر استقرأه
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة من القرآن لا بخصوصية هذه الآية والمتحقق أن آيات القتال غير منسوخة وحكمها باق إلى يوم القيامة. وقيل: محكمة بالحلال والحرام.
وقرئ (نزلت) سورة بالبناء للفاعل من نزل الثلاثي المجرد ورفع (سورة) على الفاعل.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي (نزلت) كذلك إلا أنه نصب ( سورة محكمة ) ، وخرج ذلك على كون الفاعل ضمير السورة، و (سورة محكمة) نصب على الحال. وقرأ هو
وابن عمير (وذكر) مبنيا للفاعل وهو ضميره تعالى
[ ص: 67 ] (القتال) بالنصب على أنه مفعول به
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20رأيت الذين في قلوبهم مرض أي نفاق، وقيل: ضعف في الدين
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت أي نظر المحتضر الذي لا يطرف بصره، والمراد تشخص أبصارهم جبنا وهلعا، وقيل: يفعلون ذلك من شدة العداوة له عليه الصلاة والسلام، وقيل: من خشية الفضيحة فإنهم إن تخلفوا عن القتال افتضحوا وبان نفاقهم، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : كانوا يدعون الحرص على الجهاد ويتمنونه بألسنتهم ويقولون: لولا أنزلت سورة في معنى الجهاد فإذا أنزلت وأمروا فيها بما تمنوا وحرصوا عليه كاعوا وشق عليهم وسقط في أيديهم كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=77فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس والظاهر ما ذكرناه أولا من أن القائلين هم الذين أخلصوا في إيمانهم وإنما عرا المنافقين ما عرا عند نزول أمر المؤمنين بالجهاد لدخولهم فيهم بحسب ظاهر حالهم، وقد جوز هو أيضا إرادة الخاص من الذين آمنوا لكن كلامه ظاهر في ترجح ما ذكره أولا عنده والظاهر أن في الكلام عليه إقامة الظاهر مقام المضمر، وجوز أن يكون المطلوب في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20لولا نزلت سورة إنزال سورة مطلقا حيث كانوا يستأنسون بالوحي ويستوحشون إذا أبطأ، وروي نحوه عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج . أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر عنه أنه قال في الآية: كان المؤمنون يشتاقون إلى كتاب الله تعالى وإلى بيان ما ينزل عليهم فيه فإذا نزلت السورة يذكر فيها القتال رأيت يا
محمد المنافقين ينظرون إليك إلخ.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20فأولى لهم تهديد ووعيد على ما روي عن غير واحد، وعن
أبي علي أن (أولى) فيه علم لعين الويل مبني على زنة أفعل من لفظ الويل على القلب وأصله أويل وهو غير منصرف للعلمية والوزن. فالكلام مبتدأ وخبر.
واعترض بأن الويل غير متصرف فيه، ومثل يوم أيوم مع أنه غير منقاس لا يفرد عن الموصوف البتة، وإن القلب خلاف الأصل لا يرتكب إلا بدليل، وإن علم الجنس شيء خارج عن القياس مشكل التعقل خاصة فيما نحن فيه، ثم قيل: إن الاشتقاق الواضح من الولي بمعنى القرب كما في قوله:
تكلفني ليلى وقد شط وليها وعادت عواد بيننا وخطوب
يرشد إلى أنه للتفضيل في الأصل غلب في قرب الهلاك ودعاء السوء كأنه قيل: هلاكا أولى لهم بمعنى أهلكهم الله تعالى هلاكا أقرب لهم من كل شر وهلاك، وهذا كما غلب بعدا وسحقا في الهلاك، وهو على هذا منصوب على أنه صفة في الأصل لمصدر محذوف وقد أقيم مقامه والجار متعلق به. وفي الصحاح عن
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي أولى له قاربه ما يهلكه أي نزل به وأنشد:
فعادى بين هاديتين منها وأولى أن يزيد على الثلاث
أي قارب أن يزيد، قال
nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب: ولم يقل أحد في (أولى) أحسن مما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي ، وعلى هذا هو فعل مستتر فيه ضمير الهلاك بقرينة السياق، وقريب منه ما قيل: إنه فعل ماض وفاعله ضميره عز وجل واللام مزيدة أي أولاهم الله تعالى ما يكرهون أو غير مزيدة أي أدنى الله عز وجل الهلاك لهم، والظاهر زيادة اللام على ما سمعت عن
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي ، ومن فسره بقرب جوز الأمرين، وقيل: هو اسم فعل والمعنى وليهم شر بعد شر. وقيل: هو فعلى من آل بمعنى رجع لا أفعل من الولي فهو في الأصل دعاء عليهم بأن يرجع أمرهم إلى الهلاك، والمراد أهلكهم الله تعالى إلا أن التركيب مبتدأ وخبر، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14374الرضي: هو علم للوعيد من وليه الشر أي قربه، والتركيب مبتدأ وخبر أيضا. واستدل بما حكي
أبو زيد من قولهم: أولاة بتاء التأنيث على أنه ليس بأفعل تفضيل ولا أفعل
[ ص: 68 ] فعلى وأنه علم وليس بفعل ثم قال: بل هو مثل أرمل وأرملة إذا سمي بهما ولذا لم ينصرف، وليس اسم فعل أيضا بدليل أولاة في تأنيثه بالرفع يعني أنه معرب ولو كان اسم فعل كان مبنيا مثله. وتعقب بأنه لا مانع من كون أولاة لفظا آخر بمعناه يرد من ذلك على قائلي ما تقدم أصلا، وجاء أول أفعل تفضيل وظرفا كقبل وسمع فيه أولة كما نقله
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان ، وقيل: الأحسن كونه أفعل تفضيل بمعنى أحق وأحرى وهو خبر لمبتدأ محذوف يقدر في كل مقام بما يليق به والتقدير هاهنا العقاب أولى لهم، وروي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ومال إلى هذا القول
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية ، وعلى جميع هذه الأقوال
nindex.php?page=treesubj&link=30532_30563_32517_7856_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا حِرْصًا عَلَى الْجِهَادِ لِمَا فِيهِ مِنَ الثَّوَابِ الْجَزِيلِ فَالْمُرَادُ بِهِمُ الْمُؤْمِنُونَ الصَّادِقُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ أَيْ هَلَّا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ يُؤْمَرُ فِيهَا بِالْجِهَادِ. فَلَوْلَا: تَحْضِيضِيَّةٌ، وَعَنِ
ابْنِ مَالِكٍ أَنَّ لَا زَائِدَةٌ وَالتَّقْدِيرُ لَوْ أُنْزِلَتْ سُورَةٌ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ أَيْ بِطَرِيقِ الْأَمْرِ بِهِ، وَالْمُرَادُ بِ"مَحْكَمَةٌ" مُبَيِّنَةٌ لَا تَشَابُهَ وَلَا احْتِمَالَ فِيهَا لِوَجْهٍ آخَرَ سِوَى وُجُوبِ الْقِتَالِ، وَفَسَّرَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ بِغَيْرِ مَنْسُوخَةِ الْأَحْكَامِ. وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ كُلُّ سُورَةٍ فِيهَا الْقِتَالُ فَهِيَ مُحْكَمَةٌ وَهُوَ أَشَدُّ الْقُرْآنِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ وَهَذَا أَمْرٌ اسْتَقْرَأَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ مِنَ الْقُرْآنِ لَا بِخُصُوصِيَّةِ هَذِهِ الْآيَةِ وَالْمُتَحَقِّقُ أَنَّ آيَاتِ الْقِتَالِ غَيْرُ مَنْسُوخَةٍ وَحُكْمُهَا بَاقٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَقِيلَ: مُحْكَمَةٌ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ.
وَقُرِئَ (نُزِّلَتْ) سُورَةٌ بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ مِنْ نَزَلَ الثُّلَاثِيِّ الْمُجَرَّدِ وَرَفْعِ (سُورَةٌ) عَلَى الْفَاعِلِ.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ (نَزَلَتْ) كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ نَصَبَ ( سُورَةً مُحْكَمَةً ) ، وَخَرَجَ ذَلِكَ عَلَى كَوْنِ الْفَاعِلِ ضَمِيرَ السُّورَةِ، وَ (سُورَةً مُحْكَمَةً) نَصْبٌ عَلَى الْحَالِ. وَقَرَأَ هُوَ
وَابْنُ عُمَيْرٍ (وَذَكَرَ) مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ وَهُوَ ضَمِيرُهُ تَعَالَى
[ ص: 67 ] (الْقِتَالَ) بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَيْ نِفَاقٌ، وَقِيلَ: ضَعْفٌ فِي الدِّينِ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ أَيْ نَظَرَ الْمُحْتَضَرِ الَّذِي لَا يَطْرِفُ بَصَرُهُ، وَالْمُرَادُ تَشْخَصُ أَبْصَارُهُمْ جُبْنًا وَهَلَعًا، وَقِيلَ: يَفْعَلُونَ ذَلِكَ مِنْ شِدَّةِ الْعَدَاوَةِ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَقِيلَ: مِنْ خَشْيَةِ الْفَضِيحَةِ فَإِنَّهُمْ إِنْ تَخَلَّفُوا عَنِ الْقِتَالِ افْتُضِحُوا وَبَانَ نِفَاقُهُمْ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : كَانُوا يَدَّعُونَ الْحِرْصَ عَلَى الْجِهَادِ وَيَتَمَنَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَيَقُولُونَ: لَوْلَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فِي مَعْنَى الْجِهَادِ فَإِذَا أُنْزِلَتْ وَأُمِرُوا فِيهَا بِمَا تَمَنَّوْا وَحَرَصُوا عَلَيْهِ كَاعُوا وَشَقَّ عَلَيْهِمْ وَسَقَطَ فِي أَيْدِيهِمْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=77فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ وَالظَّاهِرُ مَا ذَكَرْنَاهُ أَوَّلًا مِنْ أَنَّ الْقَائِلِينَ هُمُ الَّذِينَ أَخْلَصُوا فِي إِيمَانِهِمْ وَإِنَّمَا عَرَا الْمُنَافِقِينَ مَا عَرَا عِنْدَ نُزُولِ أَمْرِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْجِهَادِ لِدُخُولِهِمْ فِيهِمْ بِحَسَبِ ظَاهِرِ حَالِهِمْ، وَقَدْ جَوَّزَ هُوَ أَيْضًا إِرَادَةَ الْخَاصِّ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا لَكِنَّ كَلَامَهُ ظَاهِرٌ فِي تُرَجِّحُ مَا ذَكَرَهُ أَوَّلًا عِنْدَهُ وَالظَّاهِرُ أَنَّ فِي الْكَلَامِ عَلَيْهِ إِقَامَةَ الظَّاهِرِ مَقَامَ الْمُضْمَرِ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ الْمَطْلُوبُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ إِنْزَالَ سُورَةٍ مُطْلَقًا حَيْثُ كَانُوا يَسْتَأْنِسُونَ بِالْوَحْيِ وَيَسْتَوْحِشُونَ إِذَا أَبْطَأَ، وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ . أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ فِي الْآيَةِ: كَانَ الْمُؤْمِنُونَ يَشْتَاقُونَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَإِلَى بَيَانِ مَا يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ فِيهِ فَإِذَا نَزَلَتِ السُّورَةُ يُذْكَرُ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ يَا
مُحَمَّدُ الْمُنَافِقِينَ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ إِلَخْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20فَأَوْلَى لَهُمْ تَهْدِيدٌ وَوَعِيدٌ عَلَى مَا رُوِيَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، وَعَنْ
أَبِي عَلِيٍّ أَنَّ (أَوْلَى) فِيهِ عِلْمٌ لِعَيْنِ الْوَيْلِ مَبْنِيٌّ عَلَى زِنَةِ أَفْعَلَ مِنْ لَفْظِ الْوَيْلِ عَلَى الْقَلْبِ وَأَصْلُهُ أَوَيْلُ وَهُوَ غَيْرُ مُنْصَرِفٍ لِلْعَلَمِيَّةِ وَالْوَزْنِ. فَالْكَلَامُ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ.
وَاعْتُرِضَ بِأَنَّ الْوَيْلَ غَيْرُ مُتَصَرَّفٍ فِيهِ، وَمِثْلُ يَوْمٍ أَيُومٍ مَعَ أَنَّهُ غَيْرُ مُنْقَاسٍ لَا يُفْرَدُ عَنِ الْمَوْصُوفِ الْبَتَّةَ، وَإِنَّ الْقَلْبَ خِلَافُ الْأَصْلِ لَا يُرْتَكَبُ إِلَّا بِدَلِيلٍ، وَإِنَّ عِلْمَ الْجِنْسِ شَيْءٌ خَارِجٌ عَنِ الْقِيَاسِ مُشْكِلٌ التَّعَقُّلِ خَاصَّةً فِيمَا نَحْنُ فِيهِ، ثُمَّ قِيلَ: إِنَّ الِاشْتِقَاقَ الْوَاضِحَ مِنَ الْوَلِيِّ بِمَعْنَى الْقُرْبِ كَمَا فِي قَوْلِهِ:
تُكَلِّفُنِي لَيْلَى وَقَدْ شَطَّ وَلِيُّهَا وَعَادَتْ عَوَادٌ بَيْنَنَا وَخُطُوبُ
يُرْشِدُ إِلَى أَنَّهُ لِلتَّفْضِيلِ فِي الْأَصْلِ غَلَبَ فِي قُرْبِ الْهَلَاكِ وَدُعَاءِ السُّوءِ كَأَنَّهُ قِيلَ: هَلَاكًا أَوْلَى لَهُمْ بِمَعْنَى أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى هَلَاكًا أَقْرَبَ لَهُمْ مِنْ كُلِّ شَرٍّ وَهَلَاكٍ، وَهَذَا كَمَا غَلَبَ بُعْدًا وَسَحْقًا فِي الْهَلَاكِ، وَهُوَ عَلَى هَذَا مَنْصُوبٌ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ فِي الْأَصْلِ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ وَقَدْ أُقِيمُ مَقَامَهُ وَالْجَارُّ مُتَعَلِّقٌ بِهِ. وَفِي الصِّحَاحِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيِّ أَوْلَى لَهُ قَارَبَهُ مَا يُهْلِكُهُ أَيْ نَزَلَ بِهِ وَأَنْشَدَ:
فَعَادَى بَيْنَ هَادِيَتَيْنِ مِنْهَا وَأَوْلَى أَنْ يَزِيدَ عَلَى الثَّلَاثِ
أَيْ قَارَبَ أَنْ يَزِيدَ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15611ثَعْلَبٌ: وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ فِي (أَوْلَى) أَحْسَنَ مِمَّا قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ ، وَعَلَى هَذَا هُوَ فِعْلٌ مُسْتَتِرٌ فِيهِ ضَمِيرُ الْهَلَاكِ بِقَرِينَةِ السِّيَاقِ، وَقَرِيبٌ مِنْهُ مَا قِيلَ: إِنَّهُ فِعْلٌ مَاضٍ وَفَاعِلُهُ ضَمِيرُهُ عَزَّ وَجَلَّ وَاللَّامُ مَزِيدَةٌ أَيْ أَوْلَاهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مَا يَكْرَهُونَ أَوْ غَيْرُ مَزِيدَةٍ أَيْ أَدْنَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْهَلَاكَ لَهُمْ، وَالظَّاهِرُ زِيَادَةُ اللَّامِ عَلَى مَا سَمِعْتُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيِّ ، وَمَنْ فَسَّرَهُ بِقُرْبٍ جَوَّزَ الْأَمْرَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ فِعْلٍ وَالْمَعْنَى وَلِيُّهُمْ شَرٌّ بَعْدَ شَرٍّ. وَقِيلَ: هُوَ فَعْلَى مِنْ آلَ بِمَعْنَى رَجَعَ لَا أَفْعَلُ مِنَ الْوَلِيِّ فَهُوَ فِي الْأَصْلِ دُعَاءٌ عَلَيْهِمْ بِأَنْ يَرْجِعَ أَمْرُهُمْ إِلَى الْهَلَاكِ، وَالْمُرَادُ أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَّا أَنَّ التَّرْكِيبَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14374الرَّضِيُّ: هُوَ عَلَمٌ لِلْوَعِيدِ مِنْ وَلِيَهُ الشَّرُّ أَيْ قَرُبَهُ، وَالتَّرْكِيبُ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ أَيْضًا. وَاسْتَدَلَّ بِمَا حُكِيَ
أَبُو زَيْدٍ مِنْ قَوْلِهِمْ: أَوْلَاةٌ بِتَاءِ التَّأْنِيثِ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِأَفْعَلَ تَفْضِيلٍ وَلَا أَفْعَلَ
[ ص: 68 ] فَعْلَى وَأَنَّهُ عَلَمٌ وَلَيْسَ بِفِعْلٍ ثُمَّ قَالَ: بَلْ هُوَ مِثْلَ أَرْمَلٍ وَأَرْمَلَةٍ إِذَا سُمِّيَ بِهِمَا وَلِذَا لَمْ يَنْصَرِفْ، وَلَيْسَ اسْمَ فِعْلٍ أَيْضًا بِدَلِيلِ أَوْلَاةٍ فِي تَأْنِيثِهِ بِالرَّفْعِ يَعْنِي أَنَّهُ مُعْرَبٌ وَلَوْ كَانَ اسْمَ فِعْلٍ كَانَ مَبْنِيًّا مِثْلَهُ. وَتُعِقِّبَ بِأَنَّهُ لَا مَانِعَ مِنْ كَوْنِ أَوْلَاةٍ لَفْظًا آخَرَ بِمَعْنَاهُ يَرُدُّ مِنْ ذَلِكَ عَلَى قَائِلِي مَا تَقَدَّمَ أَصْلًا، وَجَاءَ أَوَّلَ أَفْعَلَ تَفْضِيلٍ وَظَرْفًا كَقَبْلُ وَسُمِعَ فِيهِ أَوْلَةٌ كَمَا نَقَلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ ، وَقِيلَ: الْأَحْسَنُ كَوْنُهُ أَفْعَلَ تَفْضِيلٍ بِمَعْنَى أَحَقَّ وَأَحْرَى وَهُوَ خَبَرٌ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ يُقَدَّرُ فِي كُلِّ مَقَامٍ بِمَا يَلِيقُ بِهِ وَالتَّقْدِيرُ هَاهُنَا الْعِقَابُ أَوْلَى لَهُمْ، وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ وَمَالَ إِلَى هَذَا الْقَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابْنُ عَطِيَّةَ ، وَعَلَى جَمِيعِ هَذِهِ الْأَقْوَالِ