nindex.php?page=treesubj&link=28328_28723_29677_29693_30232_30525_30803_33678_34308_34310_34315_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152ولقد صدقكم الله وعده أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=15466الواحدي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب قال :
لما رجع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم [ ص: 89 ] إلى المدينة ، وقد أصيبوا بما أصيبوا يوم أحد ، قال ناس من أصحابه : من أين أصابنا هذا وقد وعدنا الله تعالى النصر ، فأنزل الله تعالى الآية ، ووعده مفعول ثان لصدق صريحا فإنه يتعدى إلى مفعولين في مثل هذا النحو ، وقد يتعدى إلى الثاني بحرف الجر فيقال : صدقت زيدا في الحديث ، ومن هنا جوز بعضهم أن يكون نصبا بنزع الخافض ، والمراد بهذا الوعد ما وعدهم سبحانه من النصر بقوله عز اسمه :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=125إن تصبروا وتتقوا إلخ ، وعلى لسان نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم حيث قال للرماة : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=889871لا تبرحوا مكانكم فلن نزال غالبين ما ثبتم مكانكم " .
وفي رواية أخرى : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=889871لا تبرحوا عن هذا المكان فإنا لا نزال غالبين ما دمتم في هذا المكان " .
وأيد الأول بما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة قال : كان الله تعالى وعدهم على الصبر والتقوى أن يمدهم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ، وكان قد فعل ، فلما عصوا أمر الرسول وتركوا مصافهم ، وتركت الرماة عهد الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم إليهم أن لا يبرحوا منازلهم وأرادوا الدنيا ؛ رفع الله تعالى مدد الملائكة . واختار مولانا
شيخ الإسلام الثاني ، وقد تقدم لك ما ينفعك هنا .
والقول بأن المراد ما وعده جل شأنه بقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=151سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب ليس بشيء كما لا يخفى .
وأخرج الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وجماعة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال : ما نصر الله تعالى نبيه في موطن كما نصره يوم
أحد ، فأنكروا ذلك ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله تعالى ، إن الله تعالى يقول يوم
أحد :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم أي تقتلونهم وهو التفسير المأثور ، واستشهد عليه الحبر بقول
عتبة الليثي :
(نحسهم) بالبيض حتى كأننا نفلق منهم بالجماجم حنظلا
وبقوله :
ومنا الذي لاقى بسيف محمد (فحس) به الأعداء عرض العساكر
وأصل معنى حسه أصاب حاسته بآفة فأبطلها مثل كبده ، ولذا عبر به عن القتل ، ومنه جراد محسوس وهو الذي قتله البرد ، وقيل : هو الذي مسته النار ، وكثيرا ما يستعمل الحس بالقتل على سبيل الاستئصال ، والظرف متعلق بـ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152صدقكم وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء أن يكون ظرفا للوعد
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152بإذنه أي بتيسيره وتوفيقه ، والتقييد به لتحقيق أن قتلهم بما وعدهم الله تعالى من النصر
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152حتى إذا فشلتم أي فزعتم وجبنتم عن عدوكم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152وتنازعتم في الأمر أي أمر الحرب أو أمره صلى الله تعالى عليه وسلم لكم في سد ذلك الثغر على ما تقدم تفسيره
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152وعصيتم إذ لم تثبتوا هناك وملتم إلى الغنيمة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152من بعد ما أراكم ما تحبون من انهزام المشركين وغلبتكم عليهم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : نصر الله تعالى المؤمنين على المشركين حتى ركب نساء المشركين على كل صعب وزلول ثم أديل عليهم المشركون بمعصيتهم للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، وروي أن
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد أقبل بخيل المشركين ومعه
عكرمة بن أبي جهل ، فأرسل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير رضي الله تعالى عنه أن احمل عليه ، فحمل عليه فهزمه ومن معه ، فلما رأى الرماة ذلك انكفأوا إلا قليلا ودخلوا العسكر وخالفوا الأمر وأخلوا الخلة التي كانوا فيها ، فدخلت خيول المشركين من ذلك الموضع على الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، فضرب بعضهم بعضا والتبسوا ، وقتل من المسلمين أناس كثير بسبب ذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152منكم من يريد الدنيا وهم الرماة الذين طمعوا في النهب وفارقوا المركز له
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152ومنكم من يريد الآخرة كعبد الله بن جبير أمير الرماة ومن ثبت معه ممتثلا أمر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حتى
[ ص: 90 ] استشهد
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152ثم صرفكم عنهم أي كفكم عنهم حتى تحولت الحال من الغلبة إلى ضدها
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152ليبتليكم أي ليعاملكم معاملة من يمتحن ليبين أمركم وثباتكم على الإيمان ، ففي الكلام استعارة تمثيلية ، وإلا فالامتحان محال على الله تعالى ، وفي (حتى) هنا قولان : أحدهما أنها حرف جر بمنزلة إلى ومتعلقها
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152تحسونهم أو
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152صدقكم أو محذوف تقديره دام لكم ذلك ، وثانيهما أنها حرف ابتداء دخلت على الجملة الشرطية من إذا وما بعدها ، وجواب (إذا) قيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59تنازعتم والواو زائدة واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء ، وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152صرفكم ، و (ثم) زائدة وهو ضعيف جدا ، والصحيح أنه محذوف وعليه البصريون ، وقدره
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء : بأن أمركم ،
وأبو حيان : انقسمتم إلى قسمين بدليل ما بعده ،
nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري : منعكم نصره ،
nindex.php?page=showalam&ids=13366وابن عطية : انهزمتم ، ولكل وجهة ، وبعض المتأخرين : امتحنكم ، ورد بجعل الابتداء غاية للصرف المترتب على منع النصر ، وعلى كل تقدير يكون
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152صرفكم معطوفا على ذلك المحذوف ، وقيل : إن (إذا) اسم كما في قولهم : إذا يقوم زيد إذا يقوم عمرو ، و (حتى) حرف جر بمعنى إلى متعلقة بـ (صدقكم) باعتبار تضمنه معنى النصر كأنه قيل : لقد نصركم الله تعالى إلى وقت فشلكم وتنازعكم إلخ ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152ثم صرفكم حينئذ عطف على ذلك ، وهاتان الجملتان الظرفيتان اعتراض بين المتعاطفين .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152ولقد عفا عنكم بمحض التفضل أو لما علم من عظيم ندمكم على المخالفة ، قيل : والمراد بذلك العفو عن الذنب وهو عام لسائر المنصرفين .
ويؤيد ذلك ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
عثمان بن موهب قال : جاء رجل إلى
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله تعالى عنهما فقال : إني سائلك عن شيء فحدثني به أنشدك بحرمة هذا
البيت أتعلم أن
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان فر يوم
أحد ؟ قال : نعم . قال : فتعلمه تغيب عن
بدر فلم يشهدها ؟ قال : نعم . قال : فتعلم أنه تخلف عن بيعة الرضوان فلم يشهدها ؟ قال : نعم . فكبر . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : تعال لأخبرك ولأبين لك عما سألتني عنه ، أما فراره يوم
أحد فأشهد أن الله تعالى عفا عنه ، وأما تغيبه عن
بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وكانت مريضة ، فقال له رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه .
وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعز ببطن
مكة من
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان لبعثه مكانه ، فبعث
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان فكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان إلى
مكة فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بيده اليمنى وضرب بها على يده فقال : هذه يد
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان اذهب بها الآن معك ، وقال
البلخي : إنه عفو عن الاستئصال ، وروي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، وزعم
nindex.php?page=showalam&ids=13980أبو علي الجبائي أنه خاص بمن لم يعص الله تعالى بانصرافه ، والكل خلاف الظاهر ، وقد يقال : الداعي لقول
البلخي : إن العفو عن الذنب سيأتي ما يدل عليه بأصرح وجه ، والتأسيس خير من التأكيد ، وكلام
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله تعالى عنه ليس فيه أكثر من أن الله تعالى عفا عن ذنب الفارين وهو صريح الآية الآتية ، وأما أنه يفهم منه ولو بالإشعار أن المراد من العفو هنا العفو عن الذنب فلا أظن منصفا يدعيه .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152والله ذو فضل على المؤمنين (152) تذييل مقرر لمضمون ما قبله ، وفيه إيذان بأن ذلك العفو ولو كان بعد التوبة بطريق التفضل لا الوجوب أي شأنه أن يتفضل عليهم بالعفو أو في جميع الأحوال أديل لهم أو أديل عليهم ، إذ الابتلاء أيضا رحمة ، والتنوين للتفخيم ، والمراد بالمؤمنين إما المخاطبون ، والإظهار في مقام الإضمار للتشريف والإشعار بعلة الحكم ، وإما الجنس ويدخلون فيه دخولا أوليا ، ولعل التعميم هنا وفيما قبله أولى من التخصيص ، وتخصيص الفضل بالعفو أولى من تخصيصه بعدم الاستئصال كما زعمه البعض .
nindex.php?page=treesubj&link=28328_28723_29677_29693_30232_30525_30803_33678_34308_34310_34315_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=15466الْوَاحِدِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ :
لَمَا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ ص: 89 ] إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَقَدْ أُصِيبُوا بِمَا أُصِيبُوا يَوْمَ أُحُدٍ ، قَالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ : مِنْ أَيْنَ أَصَابَنَا هَذَا وَقَدْ وَعَدَنَا اللَّهُ تَعَالَى النَّصْرَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى الْآيَةَ ، وَوَعْدَهُ مَفْعُولٌ ثَانٍ لِصَدَقَ صَرِيحًا فَإِنَّهُ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ فِي مِثْلِ هَذَا النَّحْوِ ، وَقَدْ يَتَعَدَّى إِلَى الثَّانِي بِحَرْفِ الْجَرِّ فَيُقَالُ : صَدَقْتُ زَيْدًا فِي الْحَدِيثِ ، وَمِنْ هُنَا جَوَّزَ بَعْضُهُمْ أَنْ يَكُونَ نَصْبًا بِنَزْعِ الْخَافِضِ ، وَالْمُرَادُ بِهَذَا الْوَعْدِ مَا وَعَدَهُمْ سُبْحَانَهُ مِنَ النَّصْرِ بِقَوْلِهِ عَزَّ اسْمُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=125إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا إِلَخْ ، وَعَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ قَالَ لِلرُّمَاةِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=889871لَا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ فَلَنْ نَزَالَ غَالِبِينَ مَا ثَبَتُّمْ مَكَانَكُمْ " .
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=889871لَا تَبْرَحُوا عَنْ هَذَا الْمَكَانِ فَإِنَّا لَا نَزَالُ غَالِبِينَ مَا دُمْتُمْ فِي هَذَا الْمَكَانِ " .
وَأُيِّدَ الْأَوَّلُ بِمَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةَ قَالَ : كَانَ اللَّهُ تَعَالَى وَعَدَهُمْ عَلَى الصَّبْرِ وَالتَّقْوَى أَنْ يَمُدَّهُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ، وَكَانَ قَدْ فَعَلَ ، فَلَمَّا عَصَوْا أَمْرَ الرَّسُولِ وَتَرَكُوا مَصَافَّهُمْ ، وَتَرَكَتِ الرُّمَاةُ عَهْدَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ أَنْ لَا يَبْرَحُوا مَنَازِلَهُمْ وَأَرَادُوا الدُّنْيَا ؛ رَفَعَ اللَّهُ تَعَالَى مَدَدَ الْمَلَائِكَةِ . وَاخْتَارَ مَوْلَانَا
شَيْخُ الْإِسْلَامِ الثَّانِيَ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ لَكَ مَا يَنْفَعُكَ هُنَا .
وَالْقَوْلُ بِأَنَّ الْمُرَادَ مَا وَعَدَهُ جَلَّ شَأْنُهُ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=151سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ لَيْسَ بِشَيْءٍ كَمَا لَا يَخْفَى .
وَأَخْرَجَ الْإِمَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ وَجَمَاعَةٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ : مَا نَصَرَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ فِي مَوْطِنٍ كَمَا نَصَرَهُ يَوْمَ
أُحُدٍ ، فَأَنْكَرُوا ذَلِكَ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ
أُحُدٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ أَيْ تَقْتُلُونَهُمْ وَهُوَ التَّفْسِيرُ الْمَأْثُورُ ، وَاسْتَشْهَدَ عَلَيْهِ الْحَبْرُ بِقَوْلِ
عُتْبَةَ اللَّيْثِيِّ :
(نَحُسُّهُمْ) بِالْبَيْضِ حَتَّى كَأَنَّنَا نَفْلِقُ مِنْهُمْ بِالْجَمَاجِمِ حَنْظَلَا
وَبِقَوْلِهِ :
وَمِنَّا الَّذِي لَاقَى بِسَيْفِ مُحَمَّدٍ (فَحَسَّ) بِهِ الْأَعْدَاءَ عَرْضَ الْعَسَاكِرِ
وَأَصْلُ مَعْنَى حَسَّهُ أَصَابَ حَاسَّتَهُ بِآفَةٍ فَأَبْطَلَهَا مِثْلَ كَبِدِهِ ، وَلِذَا عُبِّرَ بِهِ عَنِ الْقَتْلِ ، وَمِنْهُ جَرَادٌ مَحْسُوسٌ وَهُوَ الَّذِي قَتَلَهُ الْبَرْدُ ، وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي مَسَّتْهُ النَّارُ ، وَكَثِيرًا مَا يُسْتَعْمَلُ الْحَسُّ بِالْقَتْلِ عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِئْصَالِ ، وَالظَّرْفُ مُتَعَلِّقٌ بِـ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152صَدَقَكُمُ وَجَوَّزَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا لِلْوَعْدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152بِإِذْنِهِ أَيْ بِتَيْسِيرِهِ وَتَوْفِيقِهِ ، وَالتَّقْيِيدُ بِهِ لِتَحْقِيقِ أَنَّ قَتْلَهُمْ بِمَا وَعَدَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ النَّصْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ أَيْ فَزِعْتُمْ وَجَبُنْتُمْ عَنْ عَدُوِّكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ أَيْ أَمْرِ الْحَرْبِ أَوْ أَمْرِهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكُمْ فِي سَدِّ ذَلِكَ الثَّغْرِ عَلَى مَا تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152وَعَصَيْتُمْ إِذْ لَمْ تَثْبُتُوا هُنَاكَ وَمِلْتُمْ إِلَى الْغَنِيمَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنِ انْهِزَامِ الْمُشْرِكِينَ وَغَلَبَتِكُمْ عَلَيْهِمْ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : نَصَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ حَتَّى رَكِبَ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ عَلَى كُلِّ صَعْبٍ وَزَلُولٍ ثُمَّ أُدِيلَ عَلَيْهِمُ الْمُشْرِكُونَ بِمَعْصِيَتِهِمْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرُوِيَ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=22خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ أَقْبَلَ بِخَيْلِ الْمُشْرِكِينَ وَمَعَهُ
عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنِ احْمِلْ عَلَيْهِ ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ فَهَزَمَهُ وَمَنْ مَعَهُ ، فَلَمَّا رَأَى الرُّمَاةُ ذَلِكَ انْكَفَأُوا إِلَّا قَلِيلًا وَدَخَلُوا الْعَسْكَرَ وَخَالَفُوا الْأَمْرَ وَأَخْلَوُا الْخَلَّةَ الَّتِي كَانُوا فِيهَا ، فَدَخَلَتْ خُيُولُ الْمُشْرِكِينَ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ عَلَى الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ ، فَضَرَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَالْتَبَسُوا ، وَقُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أُنَاسٌ كَثِيرٌ بِسَبَبِ ذَلِكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَهُمُ الرُّمَاةُ الَّذِينَ طَمِعُوا فِي النَّهْبِ وَفَارَقُوا الْمَرْكَزَ لَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ كَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ أَمِيرِ الرُّمَاةِ وَمَنْ ثَبَتَ مَعَهُ مُمْتَثِلًا أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى
[ ص: 90 ] اسْتُشْهِدَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ أَيْ كَفِّكُمْ عَنْهُمْ حَتَّى تَحَوَّلَتِ الْحَالُ مِنَ الْغَلَبَةِ إِلَى ضِدِّهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152لِيَبْتَلِيَكُمْ أَيْ لِيُعَامِلَكُمْ مُعَامَلَةَ مَنْ يُمْتَحَنُ لِيَبِينَ أَمْرُكُمْ وَثَبَاتُكُمْ عَلَى الْإِيمَانِ ، فَفِي الْكَلَامِ اسْتِعَارَةٌ تَمْثِيلِيَّةٌ ، وَإِلَّا فَالِامْتِحَانُ مُحَالٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ، وَفِي (حَتَّى) هُنَا قَوْلَانِ : أَحَدُهُمَا أَنَّهَا حَرْفُ جَرٍّ بِمَنْزِلَةِ إِلَى وَمُتَعَلِّقُهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152تَحُسُّونَهُمْ أَوْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152صَدَقَكُمُ أَوْ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ دَامَ لَكُمْ ذَلِكَ ، وَثَانِيهِمَا أَنَّهَا حَرْفُ ابْتِدَاءٍ دَخَلَتْ عَلَى الْجُمْلَةِ الشَّرْطِيَّةِ مِنْ إِذَا وَمَا بَعْدَهَا ، وَجَوَابُ (إِذَا) قِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59تَنَازَعْتُمْ وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ وَاخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ ، وَقِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152صَرَفَكُمْ ، وَ (ثُمَّ) زَائِدَةٌ وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ مَحْذُوفٌ وَعَلَيْهِ الْبَصْرِيُّونَ ، وَقَدَّرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ : بِأَنْ أَمَرَكُمْ ،
وَأَبُو حَيَّانَ : انْقَسَمْتُمْ إِلَى قِسْمَيْنِ بِدَلِيلِ مَا بَعْدَهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14423وَالزَّمَخْشَرِيُّ : مَنَعَكُمْ نَصْرَهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13366وَابْنُ عَطِيَّةَ : انْهَزَمْتُمْ ، وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ ، وَبَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ : امْتَحَنَكُمْ ، وَرُدَّ بِجَعْلِ الِابْتِدَاءِ غَايَةً لِلصَّرْفِ الْمُتَرَتِّبِ عَلَى مَنْعِ النَّصْرِ ، وَعَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ يَكُونُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152صَرَفَكُمْ مَعْطُوفًا عَلَى ذَلِكَ الْمَحْذُوفِ ، وَقِيلَ : إِنَّ (إِذَا) اسْمٌ كَمَا فِي قَوْلِهِمْ : إِذَا يَقُومُ زَيْدٌ إِذَا يَقُومُ عَمْرٌو ، وَ (حَتَّى) حَرْفُ جَرٍّ بِمَعْنَى إِلَى مُتَعَلِّقَةٌ بِـ (صَدَقَكُمْ) بِاعْتِبَارِ تَضَمُّنِهِ مَعْنَى النَّصْرِ كَأَنَّهُ قِيلَ : لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى وَقْتِ فَشَلِكُمْ وَتَنَازُعِكُمْ إِلَخْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152ثُمَّ صَرَفَكُمْ حِينَئِذٍ عَطْفٌ عَلَى ذَلِكَ ، وَهَاتَانِ الْجُمْلَتَانِ الظَّرْفِيَّتَانِ اعْتِرَاضٌ بَيْنَ الْمُتَعَاطِفَيْنِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ بِمَحْضِ التَّفَضُّلِ أَوْ لِمَا عَلِمَ مِنْ عَظِيمِ نَدَمِكُمْ عَلَى الْمُخَالَفَةِ ، قِيلَ : وَالْمُرَادُ بِذَلِكَ الْعَفْوُ عَنِ الذَّنْبِ وَهُوَ عَامٌّ لِسَائِرِ الْمُنْصَرِفِينَ .
وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنْ
عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا فَقَالَ : إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَيْءٍ فَحَدِّثْنِي بِهِ أَنْشُدُكَ بِحُرْمَةِ هَذَا
الْبَيْتِ أَتَعْلَمُ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَرَّ يَوْمَ
أُحُدٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَتَعْلَمُهُ تَغَيَّبَ عَنْ
بَدْرٍ فَلَمْ يَشْهَدْهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَتَعْلَمُ أَنَّهُ تَخَلَّفَ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَمْ يَشْهَدْهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ . فَكَبَّرَ . فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ : تَعَالَ لِأُخْبِرَكَ وَلِأُبَيِّنَ لَكَ عَمَّا سَأَلْتَنِي عَنْهُ ، أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ
أُحُدٍ فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَفَا عَنْهُ ، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ
بَدْرٍ فَإِنَّهُ كَانَ تَحْتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ مَرِيضَةً ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ .
وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ
مَكَّةَ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ لَبَعَثَهُ مَكَانَهُ ، فَبَعَثَ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ فَكَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ إِلَى
مَكَّةَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ فَقَالَ : هَذِهِ يَدُ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ اذْهَبْ بِهَا الْآنَ مَعَكَ ، وَقَالَ
الْبَلْخِيُّ : إِنَّهُ عَفْوٌ عَنِ الِاسْتِئْصَالِ ، وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، وَزَعَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=13980أَبُو عَلِيٍّ الْجُبَّائِيُّ أَنَّهُ خَاصٌّ بِمَنْ لَمْ يَعْصِ اللَّهَ تَعَالَى بِانْصِرَافِهِ ، وَالْكُلُّ خِلَافُ الظَّاهِرِ ، وَقَدْ يُقَالُ : الدَّاعِي لِقَوْلِ
الْبَلْخِيِّ : إِنَّ الْعَفْوَ عَنِ الذَّنْبِ سَيَأْتِي مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ بِأَصْرَحِ وَجْهٍ ، وَالتَّأْسِيسُ خَيْرٌ مِنَ التَّأْكِيدِ ، وَكَلَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ لَيْسَ فِيهِ أَكْثَرُ مِنْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَفَا عَنْ ذَنْبِ الْفَارِّينَ وَهُوَ صَرِيحُ الْآيَةِ الْآتِيَةِ ، وَأَمَّا أَنَّهُ يُفْهَمُ مِنْهُ وَلَوْ بِالْإِشْعَارِ أَنَّ الْمُرَادَ مِنَ الْعَفْوِ هُنَا الْعَفْوُ عَنِ الذَّنْبِ فَلَا أَظُنُّ مُنْصِفًا يَدَّعِيهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) تَذْيِيلٌ مُقَرِّرٌ لِمَضْمُونِ مَا قَبْلَهُ ، وَفِيهِ إِيذَانٌ بِأَنَّ ذَلِكَ الْعَفْوَ وَلَوْ كَانَ بَعْدَ التَّوْبَةِ بِطَرِيقِ التَّفَضُّلِ لَا الْوُجُوبِ أَيْ شَأْنُهُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْهِمْ بِالْعَفْوِ أَوْ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ أُدِيلَ لَهُمْ أَوْ أُدِيلَ عَلَيْهِمْ ، إِذِ الِابْتِلَاءُ أَيْضًا رَحْمَةٌ ، وَالتَّنْوِينُ لِلتَّفْخِيمِ ، وَالْمُرَادُ بِالْمُؤْمِنِينَ إِمَّا الْمُخَاطَبُونَ ، وَالْإِظْهَارُ فِي مَقَامِ الْإِضْمَارِ لِلتَّشْرِيفِ وَالْإِشْعَارِ بِعِلَّةِ الْحُكْمِ ، وَإِمَّا الْجِنْسُ وَيَدْخُلُونَ فِيهِ دُخُولًا أَوَّلِيًّا ، وَلَعَلَّ التَّعْمِيمَ هُنَا وَفِيمَا قَبْلَهُ أَوْلَى مِنَ التَّخْصِيصِ ، وَتَخْصِيصُ الْفَضْلِ بِالْعَفْوِ أَوْلَى مِنْ تَخْصِيصِهِ بِعَدَمِ الِاسْتِئْصَالِ كَمَا زَعَمَهُ الْبَعْضُ .