وقوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=28723_34092_34103_29028nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله قيل : متعلق بمضمون الجملة الطلبية المتضمنة لمعنى الشرط إذ التقدير إن تتقوا الله وتؤمنوا برسوله يؤتكم كذا وكذا لئلا إلخ ، وقيل : متعلق بالأفعال الثلاثة قبله على التنازع ، أو بمقدر كفعل ذلك وأعلمهم ونحوه و (لا) مزيدة مثلها في قوله تعالى : ما
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=12منعك ألا تسجد [الأعراف : 12] ويجوز زيادتها مع القرينة كثيرا و (أن ) مخففة من الثقيلة واسمها المحذوف ضمير أهل الكتاب أي إنهم ، وقيل : ضمير الشأن وما بعد خبرها والجملة في حيز النصب على أنها مفعول يعلم أي ليعلم أهل الكتاب القائلون من آمن بكتابكم منا فله أجران ومن لم يؤمن بكتابكم فله أجر كأجوركم أنهم لا ينالون شيئا من فضل الله من الأجرين وغيرهما ولا يتمكنون من نيله ما لم يؤمنوا
بمحمد صلى الله عليه وسلم وحاصله الإعلام بأن إيمانهم بنبيهم لا ينفعهم شيئا ما لم يؤمنوا بالنبي عليه الصلاة والسلام فقولهم : من لم يؤمن بكتابكم فله أجر باطل .
[ ص: 194 ] وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل بن حيان قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=913316لما نزلت nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=54أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا [القصص : 54] فخر مؤمنو أهل الكتاب على أصحاب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقالوا : لنا أجران ولكم أجر فاشتد ذلك على أصحابه عليه الصلاة والسلام فأنزل الله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28يا أيها الذين آمنوا إلخ فجعل لهم سبحانه أجرين مثل ما لمؤمني أهل الكتاب ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي : فأنزل الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله الآية فجعل لهم أجرين وزادهم النور ثم قال سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29لئلا يعلم إلخ ، وحاصله على هذا ليعلموا أنهم ليسوا ملاك فضله عز وجل فيزووه عن المؤمنين ويستبدوا به دونهم ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29وأن الفضل بيد الله عطف على أن لا يقدرون داخل معه في حيز العلم ، وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29يؤتيه من يشاء خبر ثان لأن أو هو الخبر وما قبله على ما قيل : حال لازمة أو استئناف ، وقوله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29والله ذو الفضل العظيم اعتراض تذييلي مقرر لمضمون ما قبله .
وذهب بعض إلى أن الخطاب لمن آمن من أهل الكتاب اليهود والنصارى أو لمن لم يؤمن منهم بعد : فالمعنى يا أيها الذين آمنوا
بموسى وعيسى عليهما السلام آمنوا
بمحمد صلى الله تعالى عليه وسلم أي اثبتوا على الإيمان به أو أحدثوا الإيمان به عليه الصلاة والسلام يؤتكم نصيبين من رحمته نصيبا على إيمانكم بمن آمنتم به أولا ونصيبا على إيمانكم
بمحمد صلى الله تعالى عليه وسلم آخرا ليعلم الذين لم يؤمنوا من أهل الكتاب أنهم لا ينالون شيئا مما يناله المؤمنون منهم ولا يتمكنون من نيله حيث لم يأتوا بشرطه الذي هو الإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم . وأيد ذلك بما في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=hadith&LINKID=699556«من كانت له أمة علمها فأحسن تعليمها وأدبها فأحسن تأديبها وأعتقها وتزوجها فله أجران ، وأيما رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي فله أجران ، وأيما مملوك أدى حق الله تعالى وحق مواليه فله أجران » ولا إشكال في ذلك بالنسبة إلى النصارى ، ولذا قيل : الخطاب لهم لأن ملتهم غير منسوخة قبل ظهور الملة المحمدية ومعرفتهم بها فيثابون على العمل بها حتى يجب عليه الإيمان بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم فإذا آمنوا أثيبوا أيضا فكان لهم ثوابان ، نعم قد يستشكل بالنسبة إلى غيرهم لأن مللهم منسوخة بملة
عيسى عليه السلام والمنسوخ لا ثواب في العمل به ، ويجاب بأنه لا يبعد أن يثابوا على العمل بملتهم السابقة وإن كانت منسوخة ببركة الإسلام .
وأجاب بعضهم أن الإثابة على نفس إيمان ذلك الكتابي بنبيه وإن كان منسوخ الشريعة فإن
nindex.php?page=treesubj&link=30172الإيمان بكل نبي فرض سواء كان منسوخ الشريعة أم لا ، وقيل : إن (لا) في
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29لئلا يعلم غير مزيدة وضمير لا يقدرون للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم والمؤمنين أي فعلنا ما فعلنا لئلا يعتقد أهل الكتاب أن الشأن لا يقدر النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون به على شيء من فضل الله تعالى الذي هو عبارة عما أوتوه من سعادة الدارين ولا ينالونه ، أو أنهم أي النبي عليه الصلاة والسلام والمؤمنون لا يقدرون إلخ ، على أن عدم علمهم بعدم قدرتهم على ذلك كناية عن علمهم بقدرتهم عليه فيكون قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29وأن الفضل إلخ معطوفا على - أن لا يعلم - داخلا معه في حيز التعليل دون أن لا يقدر فكأنه قيل : فعلنا ما فعلنا لئلا يعتقدوا كذا ولأن الفضل بيد الله فيكون من عطف الغاية على الغاية بناء على المشهور ولتكلف هذا القيل مع مخالفته لبعض القراءات لم يذهب إليه معظم المفسرين ، وقرأ
خطاب بن عبد الله - لأن لا يعلم - بالإظهار ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة والجحدري وعبد الله بن سلمة على اختلاف ليعلم ، وقرأ
الجحدري أيضا - ولييعلم - على أن أصله لئن يعلم فقلبت الهمزة ياء
[ ص: 195 ] لكسرة ما قبلها وأدغمت النون في الياء بغير غنة ، وروى
ابن مجاهد عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن - ليلا - مثل ليلى اسم المرأة «يعلم » بالرفع ، ووجه بأن أصله - لأن لا - بفتح لام الجر وهي لغة عليه قوله :
أريد لأنسى ذكرها فكأنما تمثل لي ليلى بكل سبيل
فحذفت الهمزة اعتباطا وأدغمت النون في اللام فصار - للا - فاجتمعت الأمثال وثقل النطق بها فأبدلوا من اللام المدغمة ياء نظير ما فعلوا في قيراط ودينار حيث إن الأصل قراط ودنار فأبدلوا أحد المثلين فيهما ياء للتخفيف فصار - ليلا - ورفع الفعل لأن أن هي المخففة من الثقيلة لا الناصبة للمضارع ، وروى
قطرب عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن أيضا - ليلا - بكسر اللام ووجهه كالذي قبله إلا أن كسر اللام على اللغة الشهيرة في لام الجر وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس كي يعلم ، وعنه أيضا لكيلا يعلم ، وعن
عبد الله nindex.php?page=showalam&ids=15992وابن جبير nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة لكي يعلم .
وقرأ
عبد الله أن لا يقدروا بحذف النون على أن أن هي الناصبة للمضارع ، والله تعالى أعلم .
ومما ذكره المتصوفة قدست أسرارهم في بعض آياتها
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=3هو الأول والآخر والظاهر والباطن قالوا : هو إشارة إلى وحدانية ذاته سبحانه المحيطة بالكل ، وقالوا في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4وهو معكم أين ما كنتم إشارة إلى أنهم لا وجود لهم في جميع مراتبهم بدون وجوده عز وجل ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=6يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل إشارة إلى ظهور تجلي الجلال في تجلي الجمال وبالعكس
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=7وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه إشارة للمشايخ الكاملين إلى تربية المريدين بإفاضة ما يقوي استعدادهم مما جعلهم الله تعالى متمكنين فيه من الأحوال والملكات .
وقال سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=17اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها لئلا يقنط القاسي من رحمته تعالى ويترك الاشتغال بمداواة القلب الميت
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27فما رعوها حق رعايتها أوردها الصوفية في باب الرعاية وقسموها إلى رعاية الأعمال والأحوال والأوقات - ويرجع ما قالوه فيها - على ما قيل - إلى حفظها عن إيقاع خلل فيها
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته أي نصيبين نصيبا من معارف الصفات الفعلية ونصيبا من معارف الصفات الذاتية
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28ويجعل لكم نورا من نور ذاته عز وجل وهو على ما قيل : إشارة إلى البقاء بعد الفناء ، وقيل : هذا النور إشارة إلى نور الكشف والمشاهدة رتب سبحانه جعله للمؤمن على تقواه وإيمانه برسوله الأعظم صلى الله تعالى عليه وسلم ، وقيل : هو نور العلم النافع الذي يتمكن معه من السير في الحضرات الإلهية كما يشير إليه وصفه بقوله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28تمشون به وفي بعض الآثار
«من عمل بما علم علمه الله تعالى علم ما لم يعلم » وقال سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=282واتقوا الله ويعلمكم الله وكل ذلك في الحقيقة فضل الله تعالى والله عز وجل ذو الفضل العظيم نسأله سبحانه أن لا يحرمنا من فضله العظيم ولطفه العميم وأن يثبتنا على متابعة حبيبه الكريم عليه من الله تعالى أفضل الصلاة وأكمل التسليم .
تم بعونه تعالى وتوفيقه الجزء السابع والعشرون ، ويليه الجزء الثامن والعشرون أوله سورة المجادلة.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=28723_34092_34103_29028nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ قِيلَ : مُتَعَلِّقٌ بِمَضْمُونِ الْجُمْلَةِ الطَّلَبِيَّةِ الْمُتَضَمِّنَةِ لِمَعْنَى الشَّرْطِ إِذِ التَّقْدِيرُ إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ وَتُؤْمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كَذَا وَكَذَا لِئَلَّا إِلَخْ ، وَقِيلَ : مُتَعَلِّقٌ بِالْأَفْعَالِ الثَّلَاثَةِ قَبْلَهُ عَلَى التَّنَازُعِ ، أَوْ بِمُقَدَّرٍ كَفَعَلَ ذَلِكَ وَأَعْلَمَهُمْ وَنَحْوَهُ وَ (لَا) مَزِيدَةٌ مِثْلُهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : مَا
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=12مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ [الْأَعْرَافَ : 12] وَيَجُوزُ زِيَادَتُهَا مَعَ الْقَرِينَةِ كَثِيرًا وَ (أَنْ ) مُخَفَّفَةٌ مِنَ الثَّقِيلَةِ وَاسْمُهَا الْمَحْذُوفُ ضَمِيرُ أَهْلِ الْكِتَابِ أَيْ إِنَّهُمْ ، وَقِيلَ : ضَمِيرُ الشَّأْنِ وَمَا بَعْدُ خَبَرُهَا وَالْجُمْلَةُ فِي حَيِّزِ النَّصْبِ عَلَى أَنَّهَا مَفْعُولُ يَعْلَمُ أَيْ لِيَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ الْقَائِلُونَ مَنْ آمَنَ بِكِتَابِكُمْ مِنَّا فَلَهُ أَجْرَانِ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِكِتَابِكُمْ فَلَهُ أَجْرٌ كَأُجُورِكُمْ أَنَّهُمْ لَا يَنَالُونَ شَيْئًا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ مِنَ الْأَجْرَيْنِ وَغَيْرِهِمَا وَلَا يَتَمَكَّنُونَ مِنْ نَيْلِهِ مَا لَمْ يُؤْمِنُوا
بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَاصِلُهُ الْإِعْلَامُ بِأَنَّ إِيمَانَهُمْ بِنَبِيِّهِمْ لَا يَنْفَعُهُمْ شَيْئًا مَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِالنَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَقَوْلُهُمْ : مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِكِتَابِكُمْ فَلَهُ أَجْرٌ بَاطِلٌ .
[ ص: 194 ] وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=913316لَمَّا نَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=54أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا [الْقَصَصَ : 54] فَخَرَ مُؤْمِنُو أَهْلِ الْكِتَابِ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : لَنَا أَجْرَانِ وَلَكُمْ أَجْرٌ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِلَخْ فَجَعَلَ لَهُمْ سُبْحَانَهُ أَجْرَيْنِ مِثْلَ مَا لِمُؤْمِنِي أَهْلِ الْكِتَابِ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثَّعْلَبِيُّ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ الْآيَةَ فَجَعَلَ لَهُمْ أَجْرَيْنِ وَزَادَهُمُ النُّورَ ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29لِئَلا يَعْلَمَ إِلَخْ ، وَحَاصِلُهُ عَلَى هَذَا لِيَعْلَمُوا أَنَّهُمْ لَيْسُوا مُلَّاكَ فَضْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَزْوُوهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ وَيَسْتَبِدُّوا بِهِ دُونَهُمْ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ عَطْفٌ عَلَى أَنْ لَا يَقْدِرُونَ دَاخِلٌ مَعَهُ فِي حَيِّزِ الْعِلْمِ ، وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ خَبَرٌ ثَانٍ لِأَنْ أَوْ هُوَ الْخَبَرُ وَمَا قَبْلَهُ عَلَى مَا قِيلَ : حَالٌ لَازِمَةٌ أَوِ اسْتِئْنَافٌ ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ اعْتِرَاضٌ تَذْيِيلِيٌّ مُقَرِّرٌ لِمَضْمُونِ مَا قَبْلَهُ .
وَذَهَبَ بَعْضٌ إِلَى أَنَّ الْخِطَابَ لِمَنْ آمَنَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى أَوْ لِمَنْ لَمْ يُؤْمَنْ مِنْهُمْ بَعْدُ : فَالْمَعْنَى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
بِمُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ آمِنُوا
بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيِ اثْبُتُوا عَلَى الْإِيمَانِ بِهِ أَوْ أَحْدِثُوا الْإِيمَانَ بِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يُؤْتِكُمْ نَصِيبَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ نَصِيبًا عَلَى إِيمَانِكُمْ بِمَنْ آمَنْتُمْ بِهِ أَوَّلًا وَنَصِيبًا عَلَى إِيمَانِكُمْ
بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِرًا لِيَعْلَمَ الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أَنَّهُمْ لَا يَنَالُونَ شَيْئًا مِمَّا يَنَالُهُ الْمُؤْمِنُونَ مِنْهُمْ وَلَا يَتَمَكَّنُونَ مِنْ نَيْلِهِ حَيْثُ لَمْ يَأْتُوا بِشَرْطِهِ الَّذِي هُوَ الْإِيمَانُ بِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَأُيِّدَ ذَلِكَ بِمَا فِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ nindex.php?page=hadith&LINKID=699556«مَنْ كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ عَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا وَأَدَبَّهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا وَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا فَلَهُ أَجْرَانِ ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ وَآمَنَ بِي فَلَهُ أَجْرَانِ ، وَأَيُّمَا مَمْلُوكٍ أَدَّى حَقَّ اللَّهِ تَعَالَى وَحَقَّ مَوَالِيهِ فَلَهُ أَجْرَانِ » وَلَا إِشْكَالَ فِي ذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى النَّصَارَى ، وَلِذَا قِيلَ : الْخِطَابُ لَهُمْ لِأَنَّ مِلَّتَهُمْ غَيْرُ مَنْسُوخَةٍ قَبْلَ ظُهُورِ الْمِلَّةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ وَمَعْرِفَتِهِمْ بِهَا فَيُثَابُونَ عَلَى الْعَمَلِ بِهَا حَتَّى يَجِبَ عَلَيْهِ الْإِيمَانُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا آمَنُوا أُثِيبُوا أَيْضًا فَكَانَ لَهُمْ ثَوَابَانِ ، نَعَمْ قَدْ يُسْتَشْكَلُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى غَيْرِهِمْ لِأَنَّ مِلَلَهُمْ مَنْسُوخَةٌ بِمِلَّةِ
عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَالْمَنْسُوخُ لَا ثَوَابَ فِي الْعَمَلِ بِهِ ، وَيُجَابُ بِأَنَّهُ لَا يَبْعُدُ أَنْ يُثَابُوا عَلَى الْعَمَلِ بِمِلَّتِهِمُ السَّابِقَةِ وَإِنْ كَانَتْ مَنْسُوخَةً بِبَرَكَةِ الْإِسْلَامِ .
وَأَجَابَ بَعْضُهُمْ أَنَّ الْإِثَابَةَ عَلَى نَفْسِ إِيمَانِ ذَلِكَ الْكِتَابِيِّ بِنَبِيِّهِ وَإِنْ كَانَ مَنْسُوخَ الشَّرِيعَةِ فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30172الْإِيمَانَ بِكُلِّ نَبِيٍّ فَرْضٌ سَوَاءٌ كَانَ مَنْسُوخَ الشَّرِيعَةِ أَمْ لَا ، وَقِيلَ : إِنَّ (لَا) فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29لِئَلا يَعْلَمَ غَيْرُ مَزِيدَةٍ وَضَمِيرُ لَا يَقْدِرُونَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ أَيْ فَعَلْنَا مَا فَعَلْنَا لِئَلَّا يَعْتَقِدَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنَّ الشَّأْنَ لَا يَقْدِرُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِهِ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى الَّذِي هُوَ عِبَارَةٌ عَمَّا أُوتُوهُ مِنْ سَعَادَةِ الدَّارَيْنِ وَلَا يَنَالُونَهُ ، أَوْ أَنَّهُمْ أَيِ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَالْمُؤْمِنُونَ لَا يَقْدِرُونَ إِلَخْ ، عَلَى أَنَّ عَدَمَ عِلْمِهِمْ بِعَدَمِ قُدْرَتِهِمْ عَلَى ذَلِكَ كِنَايَةٌ عَنْ عِلْمِهِمْ بِقُدْرَتِهِمْ عَلَيْهِ فَيَكُونُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29وَأَنَّ الْفَضْلَ إِلَخْ مَعْطُوفًا عَلَى - أَنْ لَا يَعْلَمَ - دَاخِلًا مَعَهُ فِي حَيِّزِ التَّعْلِيلِ دُونَ أَنْ لَا يَقْدِرَ فَكَأَنَّهُ قِيلَ : فَعَلْنَا مَا فَعَلْنَا لِئَلَّا يَعْتَقِدُوا كَذَا وَلِأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ فَيَكُونُ مِنْ عَطْفِ الْغَايَةِ عَلَى الْغَايَةِ بِنَاءً عَلَى الْمَشْهُورِ وَلِتَكَلُّفِ هَذَا الْقِيلِ مَعَ مُخَالَفَتِهِ لِبَعْضِ الْقِرَاءَاتِ لَمْ يَذْهَبْ إِلَيْهِ مُعْظَمُ الْمُفَسِّرِينَ ، وَقَرَأَ
خَطَّابُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ - لِأَنْ لَا يَعْلَمَ - بِالْإِظْهَارِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ وَالْجَحْدَرِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ عَلَى اخْتِلَافٍ لِيَعْلَمَ ، وَقَرَأَ
الْجَحْدَرِيُّ أَيْضًا - وَلِيَيَّعْلَمَ - عَلَى أَنَّ أَصْلَهُ لِئَنْ يَعْلَمَ فَقُلِبَتِ الْهَمْزَةُ يَاءً
[ ص: 195 ] لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا وَأُدْغِمَتِ النُّونُ فِي الْيَاءِ بِغَيْرِ غُنَّةٍ ، وَرَوَى
ابْنُ مُجَاهِدٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ - لَيْلَا - مِثْلَ لَيْلَى اسْمِ الْمَرْأَةِ «يَعْلَمُ » بِالرَّفْعِ ، وَوُجِّهَ بِأَنَّ أَصْلَهُ - لِأَنْ لَا - بِفَتْحِ لَامِ الْجَرِّ وَهِيَ لُغَةٌ عَلَيْهِ قَوْلُهُ :
أُرِيدُ لِأَنْسَى ذِكْرَهَا فَكَأَنَّمَا تَمَثَّلَ لِي لَيْلَى بِكُلِّ سَبِيلِ
فَحُذِفَتِ الْهَمْزَةُ اعْتِبَاطًا وَأُدْغِمَتِ النُّونُ فِي اللَّامِ فَصَارَ - لَلَّا - فَاجْتَمَعَتِ الْأَمْثَالُ وَثَقُلَ النُّطْقُ بِهَا فَأَبْدَلُوا مِنَ اللَّامِ الْمُدْغَمَةِ يَاءً نَظِيرَ مَا فَعَلُوا فِي قِيرَاطٍ وَدِينَارٍ حَيْثُ إِنَّ الْأَصْلَ قِرَّاطٌ وَدِنَّارٌ فَأَبْدَلُوا أَحَدَ الْمَثَلَيْنِ فِيهِمَا يَاءً لِلتَّخْفِيفِ فَصَارَ - لَيْلَا - وَرُفِعَ الْفِعْلُ لِأَنَّ أَنْ هِيَ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ لَا النَّاصِبَةُ لِلْمُضَارِعِ ، وَرَوَى
قُطْرُبٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ أَيْضًا - لِيلَا - بِكَسْرِ اللَّامِ وَوَجْهُهُ كَالَّذِي قَبْلَهُ إِلَّا أَنَّ كَسْرَ اللَّامِ عَلَى اللُّغَةِ الشَّهِيرَةِ فِي لَامِ الْجَرِّ وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ كَيْ يَعْلَمَ ، وَعَنْهُ أَيْضًا لِكَيْلَا يَعْلَمَ ، وَعَنْ
عَبْدِ اللَّهِ nindex.php?page=showalam&ids=15992وَابْنِ جُبَيْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةَ لِكَيْ يَعْلَمَ .
وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ أَنْ لَا يَقْدِرُوا بِحَذْفِ النُّونِ عَلَى أَنَّ أَنْ هِيَ النَّاصِبَةُ لِلْمُضَارِعِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
وَمِمَّا ذَكَرَهُ الْمُتَصَوِّفَةُ قُدِّسَتْ أَسْرَارُهُمْ فِي بَعْضِ آيَاتِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=3هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ قَالُوا : هُوَ إِشَارَةٌ إِلَى وَحْدَانِيَّةِ ذَاتِهِ سُبْحَانَهُ الْمُحِيطَةِ بِالْكُلِّ ، وَقَالُوا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُمْ لَا وُجُودَ لَهُمْ فِي جَمِيعِ مَرَاتِبِهِمْ بِدُونِ وُجُودِهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=6يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارِ فِي اللَّيْلَ إِشَارَةٌ إِلَى ظُهُورِ تَجَلِّي الْجَلَالِ فِي تَجَلِّي الْجَمَالِ وَبِالْعَكْسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=7وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ إِشَارَةٌ لِلْمَشَايِخِ الْكَامِلِينَ إِلَى تَرْبِيَةِ الْمُرِيدِينَ بِإِفَاضَةِ مَا يُقَوِّي اسْتِعْدَادَهُمْ مِمَّا جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مُتَمَكِّنِينَ فِيهِ مِنَ الْأَحْوَالِ وَالْمَلَكَاتِ .
وَقَالَ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=17اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا لِئَلَّا يَقْنَطَ الْقَاسِي مِنْ رَحْمَتِهِ تَعَالَى وَيَتْرُكَ الِاشْتِغَالَ بِمُدَاوَاةِ الْقَلْبِ الْمَيِّتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا أَوْرَدَهَا الصُّوفِيَّةُ فِي بَابِ الرِّعَايَةِ وَقَسَّمُوهَا إِلَى رِعَايَةِ الْأَعْمَالِ وَالْأَحْوَالِ وَالْأَوْقَاتِ - وَيَرْجِعُ مَا قَالُوهُ فِيهَا - عَلَى مَا قِيلَ - إِلَى حِفْظِهَا عَنْ إِيقَاعِ خَلَلٍ فِيهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ أَيْ نَصِيبَيْنِ نَصِيبًا مِنْ مَعَارِفِ الصِّفَاتِ الْفِعْلِيَّةِ وَنَصِيبًا مِنْ مَعَارِفِ الصِّفَاتِ الذَّاتِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا مِنْ نُورِ ذَاتِهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ عَلَى مَا قِيلَ : إِشَارَةٌ إِلَى الْبَقَاءِ بَعْدَ الْفَنَاءِ ، وَقِيلَ : هَذَا النُّورُ إِشَارَةٌ إِلَى نُورِ الْكَشْفِ وَالْمُشَاهَدَةِ رَتَّبَ سُبْحَانَهُ جَعْلَهُ لِلْمُؤْمِنِ عَلَى تَقْوَاهُ وَإِيمَانِهِ بِرَسُولِهِ الْأَعْظَمِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقِيلَ : هُوَ نُورُ الْعِلْمِ النَّافِعِ الَّذِي يَتَمَكَّنُ مَعَهُ مِنَ السَّيْرِ فِي الْحَضَرَاتِ الْإِلَهِيَّةِ كَمَا يُشِيرُ إِلَيْهِ وَصْفُهُ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28تَمْشُونَ بِهِ وَفِي بَعْضِ الْآثَارِ
«مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ عَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى عِلْمَ مَا لَمْ يَعْلَمْ » وَقَالَ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=282وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهَ وَكُلُّ ذَلِكَ فِي الْحَقِيقَةِ فَضْلُ اللَّهِ تَعَالَى وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ نَسْأَلُهُ سُبْحَانَهُ أَنْ لَا يَحْرِمَنَا مِنْ فَضْلِهِ الْعَظِيمِ وَلُطْفِهِ الْعَمِيمِ وَأَنْ يُثَبِّتَنَا عَلَى مُتَابَعَةِ حَبِيبِهِ الْكَرِيمِ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَكْمَلُ التَّسْلِيمِ .
تَمَّ بِعَوْنِهِ تَعَالَى وَتَوْفِيقِهِ الْجُزْءُ السَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ ، وَيَلِيهِ الْجُزْءُ الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ أَوَّلُهُ سُورَةُ الْمُجَادَلَة.