ومن باب الإشارة في الآيات
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو أعلم أن بعض ساداتنا الصوفية قدس الله تعالى أسرارهم ذكروا أن للغيب مراتب أولاها: غيب الغيوب وهو علم الله تعالى المسمى بالعناية الأولى، وثانيتها: غيب عالم الأرواح وهو انتقاش صورة كل ما وجد وسيوجد من الأزل إلى الأبد في العالم الأول العقلي الذي هو روح العالم المسمى بأم الكتاب على وجه كلي وهو القضاء السابق، وثالثتها: غيب عالم القلوب وهو ذلك الانتقاش بعينه مفصلا تفصيلا علميا كليا وجزئيا في عالم النفس الكلية التي هي قلب العالم المسمى باللوح المحفوظ، ورابعتها: غيب عالم الخيال وهو انتقاش الكائنات بأسرها في النفوس الجزئية الفلكية منطبعة في أجرامها معينة مشخصة مقارنة لأوقاتها على ما يقع بعينه. وذلك العالم هو الذي يعبر عنه بالسماء الدنيا إذ هو أقرب مراتب الغيوب إلى عالم الشهادة ولوح القدر الإلهي الذي هو تفصيل قضائه سبحانه، وذكروا أن علم الله تعالى الذي هو العناية الأولى عبارة عن إحاطته سبحانه بالكل حضورا، فالخزائن المشتملة على جميع الغيوب حاضرة لذاته وليس هناك شيء زائد ولا يعلمها إلا هو سبحانه. وكذا أبواب تلك الخزائن مغلقة مفاتيحها بيده تعالى لا يطلع على ما فيها أحد غيره عز وجل وقد يفتح منها ما شاء لما يشاءه
هذا وقد يقال : حقق كثير من الراسخين في العلم أن حقائق الأشياء وماهيتها ثابتة في الأزل وهي في ثبوتها غير مجعولة وإنما المجعول الصور الوجودية وهي لا تتبدل ولا تتغير ولا تتصف بالهلاك أصلا كما يشير إليه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=88كل شيء هالك إلا وجهه بناء على عود الضمير إلى الشيء، وتفسير الوجه بالحقيقة وعلم الله تعالى بها حضوري وهي كالمرايا لصورها الحادثة فتكون تلك الصور مشهودة لله تعالى أزلا مع عدمها في نفسها ذهنا وخارجا، وقد بينوا انطواء العلم بها في العلم بالذات بجميع اعتباراته التي منها كونه سبحانه مبدأ
[ ص: 192 ] لإفاضة وجوداتها عليها بمقتضى الحكمة فيمكن أن يقال : إن المفاتح بمعنى الخزائن إشارة إلى تلك الماهيات الأزلية التي هي كالمرايا لما غاب عنا من الصور وتلك حاضرة عنده تعالى أزلا ولا يعلمها علما حضوريا غير محتاج إلى صورة ظلية إلا هو جل وعلا، وهذا ظاهر لمن أخذت العناية بيده
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59ويعلم ما في البر أي بر النفوس من ألوان الشهوات ومراتبها
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59والبحر أي بحر القلوب من لآلئ الحكم ومرجان العرفان
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وما تسقط من ورقة من أوراق أشجار اللطف والقهر في مهيع النفس وخصم القلب
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59إلا يعلمها في سائر أحوالها
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59ولا حبة من بذر الجلال والجمال
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59في ظلمات الأرض وهو عالم الطبائع والأشباح
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59ولا رطب من الإلهامات التي ترد على القلب بلطف من غير انزعاج
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59ولا يابس من الوساوس والخطرات التي تفزع منها النفس حين ترد عليها
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59إلا في كتاب مبين وهو علمه سبحانه الجامع، وبعضهم لم يؤول شيئا من المذكورات وفسر الكتاب بسماء الدنيا لتعين هذه الجزئيات فيها، ويمكن أن يقال إن الكتاب إشارة إلى ماهيات الأشياء وهي المسماة بالأعيان الثابتة، ومعنى كونها فيها ما أشرنا إليه أن تلك الأعيان كالمرايا لهذه الموجودات الخارجية
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60وهو الذي يتوفاكم بالليل أي ينيمكم، وقيل : يتوفاكم بطيران أرواحكم في الملكوت وسيرها في رياض حضرات اللاهوت
وقيل : يمكن أن يكون المعنى وهو الذي يضيق عليكم إلى حيث يكاد تزهق أرواحكم في ليل القهر وتجلي الجلال
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60ويعلم ما جرحتم أي كسبتم بالنهار من الأعمال مطلقا، وقيل من الأعمال الشاقة على النفس المؤلمة لها كالطاعات
وقيل : يحتمل أن يكون المعنى ويعلم ما كسبتموه بنهار التجلي الجمالي من الأنس أو شوارد العرفان
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60ثم يبعثكم فيه أي فيما جرحتم من صور أعمالكم ومكاسبكم الحسنة والقبيحة، وقيل: الحسنة، وقيل فيما كسبتموه في نهار التجلي، وأول الأقوال هنا وفيما تقدم أولى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60ليقضى أجل مسمى أي معين عنده (ثم إلى ربكم ترجعون) في عين الجمع المطلق (فينبئكم بما كنتم تعملون) بإظهار صور أعمالكم عليكم وجزائكم بها،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=61وهو القاهر فوق عباده لأنه الوجود المطلق حتى عن قيد الإطلاق وله الظهور حسبما تقتضيه الحكمة ولا تقيده المظاهر
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=20والله من ورائهم محيط nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=61ويرسل عليكم حفظة وهي القوى التي ينطبع فيها الخير والشر ويصير هيئة أو ملكة ويظهر عند انسلاخ الروح ويتمثل بصورة مناسبة أو القوى السماوية التي تنتقش فيها الصور الجزئية ولا تغادر صغيرة ولا كبيرة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=61حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا ، قيل: هم نفس أولئك الحفظة وقد أودع الله تعالى فيهم القدرة على التوفي
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=62ثم ردوا إلى الله في عين الجمع المطلق
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=62مولاهم أي مالكهم الذي يلي سائر أحوالهم إذ لا وجود لها إلا به
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=62الحق وكل ما سواه باطل، وذكر بعض أهل الإشارة أن هذه أرجى آية في كتاب الله تعالى بناء على أن الله تعالى أخبر برجوع العبد إليه سبحانه وخروجه من سجن الدنيا وأيدي الكاتبين، واصفا نفسه له بأنه مولاه الحق المشعر بأن غيره سبحانه لا يعد مولى حقا، ولا شك أنه لا أعز للعبد من أن يكون مرده إلى مولاه
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=62ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين إذ ظهور الأعمال بالصور المناسبة آن مفارقة الروح للجسد
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=63قل من ينجيكم من ظلمات البر وهي الغواشي النفسانية والبحر وهي حجب صفات القلب
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=63تدعونه إلى كشفها
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=63تضرعا في نفوسكم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=63وخفية في أسراركم
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22لئن أنجيتنا من هذه الغواشي والحجب
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=63لنكونن من الشاكرين بنعمة الإنجاء بالاستقامة والتمكين
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=64قل الله ينجيكم منها بأنوار تجليات صفاته
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=64ومن كل كرب سوى ذلك بأن
[ ص: 193 ] يمن عليكم بالفناء
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=64ثم أنتم بعد علمكم بقدرته تعالى على ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=64تشركون به أنفسكم وأهواءكم فتعبدونها
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=65قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم بأن يحجبكم عن النظر في الملكوت أو بأن يقهركم باحتجابكم بالمعقولات والحجب الروحانية
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=65أو من تحت أرجلكم بأن لا يسهل عليكم القيام على باب الربوبية بنعت الخدمة وطلب الوصلة أو بأن يحجبكم بالحجب الطبيعية
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=65أو يلبسكم شيعا فرقا مختلفة كل فرقة على دين قوة من القوى تقابل الفرقة الأخرى أو يجعل أنفسكم مختلفة العقائد كل فرقة على دين دجال
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=65ويذيق بعضكم بأس بعض بالمنازعات والمجادلات حسبما يقتضيه الاختلاف
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=67لكل نبإ أي ما ينبأ عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=67مستقر أي محل وقوع واستقرار
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=67وسوف تعلمون حين يكشف عنكم حجب أبدانكم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا بإظهار صفات نفوسهم وإثبات العلم والقدرة لها
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68فأعرض عنهم لأنهم محجوبون مشركون
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=69وما على الذين يتقون وهم المتجردون عن صفاتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=69من حسابهم أي من حساب هؤلاء المحجوبين
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=69من شيء ولكن ذكرى أي فليذكروهم بالزجر والردع
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=69لعلهم يتقون يحترزون عن الخوض
وجوز أن يكون المعنى أن المتجردين لا يحتجبون بواسطة مخالطة المحجوبين ولكن ذكرناهم لعلهم يزيدون في التقوى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا أي اترك الذين عادتهم اللعب واللهو إلخ فإنهم قد حجبوا بما رسخ فيهم من سماع الإنذار وتأثيره فيهم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وذكر به أي بالقرءان كراهة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70أن تبسل نفس بما كسبت أي تحجب بكسبها بأن يصير لها ملكة أي ذكر من لم يكن دينه اللعب واللهو لئلا يكون دينه ذلك، وأما من وصل إلى ذلك الحد فلا ينفعه التذكير
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وهو شدة الشوق إلى الكمال
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وعذاب أليم وهو الحرمان عنه بسبب الاحتجاب بما كسبوا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا أي أنعبد من ليس له قدرة على شيء أصلا إذ لا وجود له حقيقة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71ونرد على أعقابنا بالشرك
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71بعد إذ هدانا الله إلى التوحيد الحقيقي
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71كالذي استهوته الشياطين من الوهم والتخيل في الأرض أي أرض الطبيعة ومهامه النفس
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71حيران لا يدري أين يذهب
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71له أصحاب من الفكر والقوى النظرية
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71يدعونه إلى الهدى الحقيقي يقولون
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71ائتنا فإن الطريق الحق عندنا وهو لا يسمع
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71قل إن هدى الله وهو طريق التوحيد
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71هو الهدى وغيره غيره
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71وأمرنا لنسلم لرب العالمين بمحو صفاتنا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=72وأن أقيموا الصلاة الحقيقية وهو الحضور القلبي
قال
ابن عطاء : إقامة الصلاة حفظها مع الله تعالى بالأسرار
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=72واتقوه أي اجعلوه سبحانه وقاية بالتخلص عن وجودكم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=72وهو الذي إليه تحشرون بالفناء فيه سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73وهو الذي خلق السماوات أي سموات الأرواح
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73والأرض أي أرض الجسم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73بالحق أي قائما بالعدل الذي هو مقتضى ذاته
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73ويوم يقول كن فيكون وهو وقت تعلق إرادته القديمة بالظهور في التعينات
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73قوله الحق لاقتضائه ما اقتضاه على أحسن نظام وليس في الإمكان أبدع مما كان،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73وله الملك يوم ينفخ في الصور وهو وقت إفاضة الأرواح على صور المكنونات التي هي ميتة بأنفسها بل لا وجود لها ولا حياة.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73عالم الغيب أي حقائق عالم الأرواح ويقال له الملكوت
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73والشهادة أي صور عالم الأشباح ويقال له الملك
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73وهو الحكيم الذي أفاض على القوابل حسب القابليات
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73الخبير بأحوالها ومقدار قابلياتها لا حكيم غيره ولا خبير سواه
وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ فِي الْآيَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ أَعْلَمُ أَنَّ بَعْضَ سَادَاتِنَا الصُّوفِيَّةِ قَدَّسَ اللَّهُ تَعَالَى أَسْرَارَهُمْ ذَكَرُوا أَنَّ لِلْغَيْبِ مَرَاتِبَ أُولَاهَا: غَيْبُ الْغُيُوبِ وَهُوَ عِلْمُ اللَّهِ تَعَالَى الْمُسَمَّى بِالْعِنَايَةِ الْأُولَى، وَثَانِيَتُهَا: غَيْبُ عَالَمِ الْأَرْوَاحِ وَهُوَ انْتِقَاشُ صُورَةِ كُلِّ مَا وُجِدَ وَسَيُوجَدُ مِنَ الْأَزَلِ إِلَى الْأَبَدِ فِي الْعَالَمِ الْأَوَّلِ الْعَقْلِيِّ الَّذِي هُوَ رُوحُ الْعَالَمِ الْمُسَمَّى بِأُمِّ الْكِتَابِ عَلَى وَجْهٍ كُلِّيٍّ وَهُوَ الْقَضَاءُ السَّابِقُ، وَثَالِثَتُهَا: غَيْبُ عَالَمِ الْقُلُوبِ وَهُوَ ذَلِكَ الِانْتِقَاشُ بِعَيْنِهِ مُفَصَّلًا تَفْصِيلًا عِلْمِيًّا كُلِّيًّا وَجُزْئِيًا فِي عَالَمِ النَّفْسِ الْكُلِّيَّةِ الَّتِي هِيَ قَلْبُ الْعَالَمِ الْمُسَمَّى بِاللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ، وَرَابِعَتُهَا: غَيْبُ عَالَمِ الْخَيَالِ وَهُوَ انْتِقَاشُ الْكَائِنَاتِ بِأَسْرِهَا فِي النُّفُوسِ الْجُزْئِيَّةِ الْفَلَكِيَّةِ مُنْطَبِعَةً فِي أَجْرَامِهَا مُعَيَّنَةً مُشَخَّصَةً مُقَارِنَةً لِأَوْقَاتِهَا عَلَى مَا يَقَعُ بِعَيْنِهِ. وَذَلِكَ الْعَالَمُ هُوَ الَّذِي يُعَبَّرُ عَنْهُ بِالسَّمَاءِ الدُّنْيَا إِذْ هُوَ أَقْرَبُ مَرَاتِبِ الْغُيُوبِ إِلَى عَالَمِ الشَّهَادَةِ وَلَوْحِ الْقَدْرِ الْإِلَهِيِّ الَّذِي هُوَ تَفْصِيلُ قَضَائِهِ سُبْحَانَهُ، وَذَكَرُوا أَنَّ عِلْمَ اللَّهِ تَعَالَى الَّذِي هُوَ الْعِنَايَةُ الْأَوْلَى عِبَارَةٌ عَنْ إِحَاطَتِهِ سُبْحَانَهُ بِالْكُلِّ حُضُورًا، فَالْخَزَائِنُ الْمُشْتَمِلَةُ عَلَى جَمِيعِ الْغُيُوبِ حَاضِرَةٌ لِذَاتِهِ وَلَيْسَ هُنَاكَ شَيْءٌ زَائِدٌ وَلَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ. وَكَذَا أَبْوَابُ تِلْكَ الْخَزَائِنِ مُغْلَقَةٌ مَفَاتِيحُهَا بِيَدِهِ تَعَالَى لَا يَطَّلِعُ عَلَى مَا فِيهَا أَحَدٌ غَيْرُهُ عَزَّ وَجَلَّ وَقَدْ يَفْتَحُ مِنْهَا مَا شَاءَ لِمَا يَشَاءُهُ
هَذَا وَقَدْ يُقَالُ : حَقَّقَ كَثِيرٌ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ أَنَّ حَقَائِقَ الْأَشْيَاءِ وَمَاهِيَّتَهَا ثَابِتَةٌ فِي الْأَزَلِ وَهِيَ فِي ثُبُوتِهَا غَيْرُ مَجْعُولَةٍ وَإِنَّمَا الْمَجْعُولُ الصُّوَرُ الْوُجُودِيَّةُ وَهِيَ لَا تَتَبَدَّلُ وَلَا تَتَغَيَّرُ وَلَا تَتَّصِفُ بِالْهَلَاكِ أَصْلًا كَمَا يُشِيرُ إِلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=88كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ بِنَاءً عَلَى عَوْدِ الضَّمِيرِ إِلَى الشَّيْءِ، وَتَفْسِيرُ الْوَجْهِ بِالْحَقِيقَةِ وَعِلْمُ اللَّهِ تَعَالَى بِهَا حُضُورِيٌّ وَهِيَ كَالْمَرَايَا لِصُوَرِهَا الْحَادِثَةِ فَتَكُونُ تِلْكَ الصُّوَرُ مَشْهُودَةً لِلَّهِ تَعَالَى أَزَلًا مَعَ عَدَمِهَا فِي نَفْسِهَا ذِهْنًا وَخَارِجًا، وَقَدْ بَيَّنُوا انْطِوَاءَ الْعِلْمِ بِهَا فِي الْعِلْمِ بِالذَّاتِ بِجَمِيعِ اعْتِبَارَاتِهِ الَّتِي مِنْهَا كَوْنُهُ سُبْحَانَهُ مَبْدَأً
[ ص: 192 ] لِإِفَاضَةِ وَجُودَاتِهَا عَلَيْهَا بِمُقْتَضَى الْحِكْمَةِ فَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ الْمَفَاتِحَ بِمَعْنَى الْخَزَائِنِ إِشَارَةٌ إِلَى تِلْكَ الْمَاهِيَّاتِ الْأَزَلِيَّةِ الَّتِي هِيَ كَالْمَرَايَا لِمَا غَابَ عَنَّا مِنَ الصُّوَرِ وَتِلْكَ حَاضِرَةٌ عِنْدَهُ تَعَالَى أَزَلًا وَلَا يَعْلَمُهَا عِلْمًا حُضُورِيًّا غَيْرَ مُحْتَاجٍ إِلَى صُورَةٍ ظِلِّيَّةٍ إِلَّا هُوَ جَلَّ وَعَلَا، وَهَذَا ظَاهِرٌ لِمَنْ أَخَذَتِ الْعِنَايَةُ بِيَدِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ أَيْ بَرِّ النُّفُوسِ مِنْ أَلْوَانِ الشَّهَوَاتِ وَمَرَاتِبِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وَالْبَحْرِ أَيْ بَحْرِ الْقُلُوبِ مِنْ لَآلِئِ الْحِكَمِ وَمَرْجَانِ الْعِرْفَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ مِنْ أَوْرَاقِ أَشْجَارِ اللُّطْفِ وَالْقَهْرِ فِي مَهْيَعِ النَّفْسِ وَخَصْمِ الْقَلْبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59إِلا يَعْلَمُهَا فِي سَائِرِ أَحْوَالِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وَلا حَبَّةٍ مِنْ بَذْرِ الْجَلَالِ وَالْجَمَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَهُوَ عَالَمُ الطَّبَائِعِ وَالْأَشْبَاحِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وَلا رَطْبٍ مِنَ الْإِلْهَامَاتِ الَّتِي تَرِدُ عَلَى الْقَلْبِ بِلُطْفٍ مِنْ غَيْرِ انْزِعَاجٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وَلا يَابِسٍ مِنَ الْوَسَاوِسِ وَالْخَطَرَاتِ الَّتِي تَفْزَعُ مِنْهَا النَّفْسُ حِينَ تَرُدُّ عَلَيْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ وَهُوَ عِلْمُهُ سُبْحَانَهُ الْجَامِعُ، وَبَعْضُهُمْ لَمْ يُؤَوِّلْ شَيْئًا مِنَ الْمَذْكُورَاتِ وَفَسَّرَ الْكِتَابَ بِسَمَاءِ الدُّنْيَا لِتَعَيُّنِ هَذِهِ الْجُزْئِيَّاتِ فِيهَا، وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ إِنَّ الْكِتَابَ إِشَارَةٌ إِلَى مَاهِيَّاتِ الْأَشْيَاءِ وَهِيَ الْمُسَمَّاةُ بِالْأَعْيَانِ الثَّابِتَةِ، وَمَعْنَى كَوْنِهَا فِيهَا مَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ أَنَّ تِلْكَ الْأَعْيَانَ كَالْمَرَايَا لِهَذِهِ الْمَوْجُودَاتِ الْخَارِجِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ أَيْ يُنِيمُكُمْ، وَقِيلَ : يَتَوَفَّاكُمْ بِطَيَرَانِ أَرْوَاحِكُمْ فِي الْمَلَكُوتِ وَسَيْرِهَا فِي رِيَاضِ حَضَرَاتِ اللَّاهُوتِ
وَقِيلَ : يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى وَهُوَ الَّذِي يُضَيَّقُ عَلَيْكُمْ إِلَى حَيْثُ يَكَادُ تَزْهَقُ أَرْوَاحُكُمْ فِي لَيْلِ الْقَهْرِ وَتَجَلِّي الْجَلَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ أَيْ كَسَبْتُمْ بِالنَّهَارِ مِنَ الْأَعْمَالِ مُطْلَقًا، وَقِيلَ مِنَ الْأَعْمَالِ الشَّاقَّةِ عَلَى النَّفْسِ الْمُؤْلِمَةِ لَهَا كَالطَّاعَاتِ
وَقِيلَ : يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى وَيَعْلَمُ مَا كَسَبْتُمُوهُ بِنَهَارِ التَّجَلِّي الْجَمَالِيِّ مِنَ الْأُنْسِ أَوْ شَوَارِدِ الْعِرْفَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ أَيْ فِيمَا جَرَحْتُمْ مِنْ صُوَرِ أَعْمَالِكُمْ وَمَكَاسِبِكُمُ الْحَسَنَةِ وَالْقَبِيحَةِ، وَقِيلَ: الْحَسَنَةِ، وَقِيلَ فِيمَا كَسَبْتُمُوهُ فِي نَهَارِ التَّجَلِّي، وَأَوَّلُ الْأَقْوَالِ هُنَا وَفِيمَا تَقَدَّمَ أَوْلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى أَيْ مُعَيَّنٌ عِنْدَهُ (ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) فِي عَيْنِ الْجَمْعِ الْمُطْلَقِ (فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) بِإِظْهَارِ صُوَرِ أَعْمَالِكُمْ عَلَيْكُمْ وَجَزَائِكُمْ بِهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=61وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ لِأَنَّهُ الْوُجُودُ الْمُطْلَقُ حَتَّى عَنْ قَيْدِ الِإِطْلَاقِ وَلَهُ الظُّهُورُ حَسْبَمَا تَقْتَضِيهِ الْحِكْمَةُ وَلَا تُقَيِّدُهُ الْمَظَاهِرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=20وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=61وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً وَهِيَ الْقُوَى الَّتِي يَنْطَبِعُ فِيهَا الْخَيْرُ وَالشَّرُّ وَيَصِيرُ هَيْئَةً أَوْ مَلَكَةً وَيَظْهَرُ عِنْدَ انْسِلَاخِ الرُّوحِ وَيَتَمَثَّلُ بِصُورَةٍ مُنَاسِبَةٍ أَوِ الْقُوَى السَّمَاوِيَّةُ الَّتِي تَنْتَقِشُ فِيهَا الصُّوَرُ الْجُزْئِيَّةُ وَلَا تُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=61حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا ، قِيلَ: هُمْ نَفْسُ أُولَئِكَ الْحَفَظَةِ وَقَدْ أَوْدَعَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمُ الْقُدْرَةَ عَلَى التَّوَفِّي
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=62ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ فِي عَيْنِ الْجَمْعِ الْمُطْلَقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=62مَوْلاهُمُ أَيْ مَالِكِهِمُ الَّذِي يَلِي سَائِرَ أَحْوَالِهِمْ إِذْ لَا وُجُودَ لَهَا إِلَّا بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=62الْحَقِّ وَكُلُّ مَا سِوَاهُ بَاطِلٌ، وَذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ الْإِشَارَةِ أَنَّ هَذِهِ أَرْجَى آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى بِنَاءً عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَخْبَرَ بِرُجُوعِ الْعَبْدِ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَخُرُوجِهِ مِنْ سِجْنِ الدُّنْيَا وَأَيْدِي الْكَاتِبِينَ، وَاصِفًا نَفْسَهُ لَهُ بِأَنَّهُ مَوْلَاهُ الْحَقُّ الْمُشْعِرُ بِأَنَّ غَيْرَهُ سُبْحَانَهُ لَا يُعَدُّ مَوْلًى حَقًّا، وَلَا شَكَّ أَنَّهُ لَا أَعَزَّ لِلْعَبْدِ مِنْ أَنْ يَكُونَ مَرَدُّهُ إِلَى مَوْلَاهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=62أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ إِذْ ظُهُورُ الْأَعْمَالِ بِالصُّوَرِ الْمُنَاسِبَةِ آنَ مُفَارَقَةِ الرُّوحِ لِلْجَسَدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=63قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مَنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَهِيَ الْغَوَاشِي النَّفْسَانِيَّةُ وَالْبَحْرُ وَهِيَ حُجُبُ صِفَاتِ الْقَلْبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=63تَدْعُونَهُ إِلَى كَشْفِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=63تَضَرُّعًا فِي نُفُوسِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=63وَخُفْيَةً فِي أَسْرَارِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ الْغَوَاشِي وَالْحُجُبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=63لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ بِنِعْمَةِ الْإِنْجَاءِ بِالِاسْتِقَامَةِ وَالتَّمْكِينِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=64قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا بِأَنْوَارِ تَجَلِّيَاتِ صِفَاتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=64وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ سِوَى ذَلِكَ بِأَنْ
[ ص: 193 ] يَمُنَّ عَلَيْكُمْ بِالْفَنَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=64ثُمَّ أَنْتُمْ بَعْدَ عِلْمِكُمْ بِقُدْرَتِهِ تَعَالَى عَلَى ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=64تُشْرِكُونَ بِهِ أَنْفُسَكُمْ وَأَهْوَاءَكُمْ فَتَعْبُدُونَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=65قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ بِأَنْ يَحْجِبَكُمْ عَنِ النَّظَرِ فِي الْمَلَكُوتِ أَوْ بِأَنْ يَقْهَرَكُمْ بِاحْتِجَابِكُمْ بِالْمَعْقُولَاتِ وَالْحُجُبِ الرُّوحَانِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=65أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ بِأَنْ لَا يُسَهِّلَ عَلَيْكُمُ الْقِيَامَ عَلَى بَابِ الرُّبُوبِيَّةِ بِنَعْتِ الْخِدْمَةِ وَطَلَبِ الْوَصْلَةِ أَوْ بِأَنْ يَحْجِبَكُمْ بِالْحُجُبِ الطَّبِيعِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=65أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا فِرَقًا مُخْتَلِفَةً كُلُّ فِرْقَةٍ عَلَى دِينِ قُوَّةٍ مِنَ الْقُوَى تُقَابِلُ الْفِرْقَةَ الْأُخْرَى أَوْ يَجْعَلَ أَنْفُسَكُمْ مُخْتَلِفَةَ الْعَقَائِدِ كُلُّ فِرْقَةٍ عَلَى دِينِ دَجَّالٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=65وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ بِالْمُنَازَعَاتِ وَالْمُجَادَلَاتِ حَسْبَمَا يَقْتَضِيهِ الِاخْتِلَافُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=67لِكُلِّ نَبَإٍ أَيْ مَا يُنَبَّأُ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=67مُسْتَقَرٌّ أَيْ مَحَلُّ وُقُوعٍ وَاسْتِقْرَارٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=67وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ حِينَ يَكْشِفُ عَنْكُمْ حُجُبَ أَبْدَانِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا بِإِظْهَارِ صِفَاتِ نُفُوسِهِمْ وَإِثْبَاتِ الْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ لَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ لِأَنَّهُمْ مَحْجُوبُونَ مُشْرِكُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=69وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ وَهُمُ الْمُتَجَرِّدُونَ عَنْ صِفَاتِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=69مِنْ حِسَابِهِمْ أَيْ مِنْ حِسَابِ هَؤُلَاءِ الْمَحْجُوبِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=69مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى أَيْ فَلْيُذَكِّرُوهُمْ بِالزَّجْرِ وَالرَّدْعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=69لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ يَحْتَرِزُونَ عَنِ الْخَوْضِ
وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى أَنَّ الْمُتَجَرِّدِينَ لَا يَحْتَجِبُونَ بِوَاسِطَةِ مُخَالَطَةِ الْمَحْجُوبِينَ وَلَكِنْ ذَكَّرْنَاهُمْ لَعَلَّهُمْ يَزِيدُونَ فِي التَّقْوَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا أَيِ اتْرُكِ الَّذِينَ عَادَتُهُمُ اللَّعِبُ وَاللَّهْوُ إِلَخْ فَإِنَّهُمْ قَدْ حُجِبُوا بِمَا رَسَخَ فِيهِمْ مِنْ سَمَاعِ الْإِنْذَارِ وَتَأْثِيرِهِ فِيهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وَذَكِّرْ بِهِ أَيْ بِالْقُرْءَانِ كَرَاهَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ أَيْ تُحْجَبَ بِكَسْبِهَا بِأَنْ يَصِيرَ لَهَا مَلَكَةٌ أَيْ ذَكِّرْ مَنْ لَمْ يَكُنْ دِينُهُ اللَّعِبَ وَاللَّهْوَ لِئَلَّا يَكُونَ دِينُهُ ذَلِكَ، وَأَمَّا مَنْ وَصَلَ إِلَى ذَلِكَ الْحَدِّ فَلَا يَنْفَعُهُ التَّذْكِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَهُوَ شِدَّةُ الشَّوْقِ إِلَى الْكَمَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وَعَذَابٌ أَلِيمٌ وَهُوَ الْحِرْمَانُ عَنْهُ بِسَبَبِ الِاحْتِجَابِ بِمَا كَسَبُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا أَيْ أَنَعْبُدُ مَنْ لَيْسَ لَهُ قُدْرَةً عَلَى شَيْءٍ أَصْلًا إِذْ لَا وُجُودَ لَهُ حَقِيقَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بِالشِّرْكِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ إِلَى التَّوْحِيدِ الْحَقِيقِيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ مِنَ الْوَهْمِ وَالتَّخَيُّلِ فِي الْأَرْضِ أَيْ أَرْضِ الطَّبِيعَةِ وَمَهَامِهِ النَّفْسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71حَيْرَانَ لَا يَدْرِي أَيْنَ يَذْهَبُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71لَهُ أَصْحَابٌ مِنَ الْفِكْرِ وَالْقُوَى النَّظَرِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى الْحَقِيقِيِّ يَقُولُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71ائْتِنَا فَإِنَّ الطَّرِيقَ الْحَقَّ عِنْدَنَا وَهُوَ لَا يَسْمَعُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ وَهُوَ طَرِيقُ التَّوْحِيدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71هُوَ الْهُدَى وَغَيْرُهُ غَيْرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ بِمَحْوِ صِفَاتِنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=72وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ الْحَقِيقِيَّةَ وَهُوَ الْحُضُورُ الْقَلْبِيُّ
قَالَ
ابْنُ عَطَاءَ : إِقَامَةُ الصَّلَاةِ حِفْظُهَا مَعَ اللَّهِ تَعَالَى بِالْأَسْرَارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=72وَاتَّقُوهُ أَيِ اجْعَلُوهُ سُبْحَانَهُ وِقَايَةً بِالتَّخَلُّصِ عَنْ وُجُودِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=72وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ بِالْفَنَاءِ فِيهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ أَيْ سَمَوَاتِ الْأَرْوَاحِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73وَالأَرْضَ أَيْ أَرْضَ الْجِسْمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73بِالْحَقِّ أَيْ قَائِمًا بِالْعَدْلِ الَّذِي هُوَ مُقْتَضَى ذَاتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ وَهُوَ وَقْتُ تَعَلُّقِ إِرَادَتِهِ الْقَدِيمَةِ بِالظُّهُورِ فِي التَّعَيُّنَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73قَوْلُهُ الْحَقُّ لِاقْتِضَائِهِ مَا اقْتَضَاهُ عَلَى أَحْسَنِ نِظَامٍ وَلَيْسَ فِي الْإِمْكَانِ أَبْدَعُ مِمَّا كَانَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَهُوَ وَقْتُ إِفَاضَةِ الْأَرْوَاحِ عَلَى صُوَرِ الْمَكْنُونَاتِ الَّتِي هِيَ مَيِّتَةٌ بِأَنْفُسِهَا بَلْ لَا وُجُودَ لَهَا وَلَا حَيَاةَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73عَالِمُ الْغَيْبِ أَيْ حَقَائِقِ عَالَمِ الْأَرْوَاحِ وَيُقَالُ لَهُ الْمَلَكُوتُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73وَالشَّهَادَةِ أَيْ صُوَرِ عَالَمِ الْأَشْبَاحِ وَيُقَالُ لَهُ الْمُلْكُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73وَهُوَ الْحَكِيمُ الَّذِي أَفَاضَ عَلَى الْقَوَابِلِ حَسَبَ الْقَابِلِيَّاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=73الْخَبِيرُ بِأَحْوَالِهَا وَمِقْدَارِ قَابِلِيَّاتِهَا لَا حَكِيمَ غَيْرُهُ وَلَا خَبِيرَ سِوَاهُ