nindex.php?page=treesubj&link=28984_19881_28723_30347_30454_30525_30532_30549_31757_33678_34092_34199_34225nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31ولو أن قرآنا : جوابه محذوف ، كما تقول لغلامك: لو أني قمت إليك، وتترك الجواب، والمعنى: ولو أن قرآنا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31سيرت به الجبال : عن مقارها، وزعزعت عن مضاجعها،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أو قطعت به الأرض : حتى تتصدع وتتزايل قطعا،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أو كلم به الموتى : فتسمع
[ ص: 352 ] وتجيب، لكان هذا القرآن لكونه غاية في التذكير ونهاية في الإنذار والتخويف، كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=21لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله [الحشر: 21]، هذا يعضد ما فسرت به قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك [الحشر: 21] من إرادة تعظيم ما أوحي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من القرآن، وقيل: معناه: ولو أن قرآنا وقع به تسيير الجبال، وتقطيع الأرض، وتكليم الموتى، وتنبيههم، لما آمنوا به ولما تنبهوا عليه كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=111ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة [الأنعام: 111]، الآية، وقيل:
إن أبا جهل بن هشام قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سير بقرآنك الجبال عن مكة حتى تتسع لنا فنتخذ فيها البساتين والقطائع، كما سخرت لداود عليه السلام إن كنت نبيا كما تزعم، فلست بأهون على الله من داود، وسخر لنا به الريح لنركبها ونتجر إلى الشام ثم نرجع في يومنا، فقد شق علينا قطع المسافة البعيدة كما سخرت لسليمان عليه السلام، أو ابعث لنا به رجلين أو ثلاثة ممن مات من آبائنا: منهم قصي بن كلاب; فنزلت ومعنى تقطيع الأرض على هذا: قطعها بالسير ومجاوزتها، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : هو متعلق بما قبله، والمعنى: وهم يكفرون بالرحمن،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31ولو أن قرآنا سيرت به الجبال : وما بينهما اعتراض، وليس ببعيد من السداد، وقيل:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31قطعت به الأرض : شققت فجعلت أنهارا وعيونا،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31بل لله الأمر جميعا : على معنيين.
أحدهما: بل لله القدرة على كل شيء، وهو قادر على الآيات التي اقترحوها; إلا أن علمه بأن إظهارها مفسدة يصرفه.
[ ص: 353 ] والثاني: بل لله أن يلجئهم إلى الإيمان، وهو قادر على الإلجاء لولا أنه بنى أمر التكليف على الاختيار، ويعضده قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله [الرعد: 31]، يعني: مشيئة الإلجاء والقسر،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31لهدى الناس جميعا ، ومعنى: "أفلم ييئس": أفلم يعلم، قيل: هي لغة قوم من النخع، وقيل: إنما استعمل اليأس بمعنى: العلم، لتضمنه معناه; لأن اليائس عن الشيء عالم بأنه لا يكون، كما استعمل الرجاء في معنى: الخوف، والنسيان في معنى: الترك لتضمن ذلك، قال
سحيم بن وثيل الرياحي [من الطويل]:
أقول لهم بالشعب إذ ييسرونني: ... ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم
ويدل عليه أن
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس وجماعة من الصحابة والتابعين قرؤوا: "أفلم يتبين" وهو تفسير: "أفلم ييئس"، وقيل: إنما كتبه الكاتب، وهو ناعس مستوى السيئات، وهذا ونحوه مما لا يصدق في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكيف يخفي مثل هذا حتى يبقى ثابتا بين دفتي الإمام، وكان متقلبا في أيدي أولئك الأعلام المحتاطين في دين الله المهيمنين عليه لا يغفلون عن جلائله ودقائقه، خصوصا عن القانون الذي إليه المرجع، والقاعدة التي عليها البناء، وهذه – والله - فرية ما فيها مرية، ويجوز أن يتعلق "أن لو يشاء" بآمنوا، على: أو لم يقنط عن إيمان هؤلاء الكفرة الذين آمنوا بأن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولهداهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31تصيبهم بما صنعوا : من كفرهم وسوء أعمالهم، "قارعة": داهية تقرعهم بما يحل الله بهم في كل وقت من صنوف البلايا، والمصائب في نفوسهم، وأولادهم وأموالهم، "أو تحل": القارعة، "قريبا": منهم فيفزعون، ويضطربون، ويتطاير إليهم شرارها، ويتعدى إليهم شرورها،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31حتى يأتي وعد الله : وهو موتهم، أو القيامة، وقيل: ولا يزال كفار
مكة تصيبهم بما صنعوا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من العداوة والتكذيب قارعة; لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان لا يزال يبعث السرايا، فتغير حول
مكة وتختطف منهم، وتصيب من مواشيهم، أو تحل أنت يا
محمد قريبا من دارهم
[ ص: 354 ] بجيشك، كما حل
بالحديبية، حتى يأتي وعد الله، وهو فتح
مكة، وكان الله قد وعده ذلك.
nindex.php?page=treesubj&link=28984_19881_28723_30347_30454_30525_30532_30549_31757_33678_34092_34199_34225nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهُ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا : جَوَابُهُ مَحْذُوفٌ ، كَمَا تَقُولُ لِغُلَامِكَ: لَوْ أَنِّي قُمْتُ إِلَيْكَ، وَتَتْرُكُ الْجَوَابَ، وَالْمَعْنَى: وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ : عَنْ مَقَارِّهَا، وَزُعْزِعَتْ عَنْ مَضَاجِعِهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ : حَتَّى تَتَصَدَّعَ وَتَتَزَايَلَ قَطْعًا،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى : فَتَسْمَعُ
[ ص: 352 ] وَتُجِيبُ، لَكَانَ هَذَا الْقُرْآنُ لِكَوْنِهِ غَايَةً فِي التَّذْكِيرِ وَنِهَايَةً فِي الْإِنْذَارِ وَالتَّخْوِيفِ، كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=21لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [الْحَشْرُ: 21]، هَذَا يُعَضِّدُ مَا فَسَّرْتُ بِهِ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ [الْحَشْرُ: 21] مِنْ إِرَادَةِ تَعْظِيمِ مَا أُوحِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الْقُرْآنِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا وَقَعَ بِهِ تَسْيِيرُ الْجِبَالِ، وَتَقْطِيعُ الْأَرْضِ، وَتَكْلِيمُ الْمَوْتَى، وَتَنْبِيهُهُمْ، لَمَا آمَنُوا بِهِ وَلَمَا تَنَبَّهُوا عَلَيْهِ كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=111وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ [الْأَنْعَامُ: 111]، الْآيَةُ، وَقِيلَ:
إِنَّ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "سَيِّرْ بِقُرْآنِكَ الْجِبَالَ عَنْ مَكَّةَ حَتَّى تَتَّسِعَ لَنَا فَنَتَّخِذَ فِيهَا الْبَسَاتِينَ وَالْقَطَائِعَ، كَمَا سُخِّرَتْ لِدَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا كَمَا تَزْعُمُ، فَلَسْتَ بِأَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ دَاوُدَ، وَسَخِّرْ لَنَا بِهِ الرِّيحَ لِنَرْكَبَهَا وَنَتَّجِرَ إِلَى الشَّامِ ثُمَّ نَرْجِعُ فِي يَوْمِنَا، فَقَدْ شَقَّ عَلَيْنَا قَطْعُ الْمَسَافَةِ الْبَعِيدَةِ كَمَا سُخِّرَتْ لِسُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَوِ ابْعَثْ لَنَا بِهِ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً مِمَّنْ مَاتَ مِنْ آبَائِنَا: مِنْهُمْ قُصَيُّ بْنُ كِلَابٍ; فَنَزَلَتْ وَمَعْنَى تَقْطِيعِ الْأَرْضِ عَلَى هَذَا: قَطْعُهَا بِالسَّيْرِ وَمُجَاوَزَتُهَا، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءِ : هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِمَا قَبْلَهُ، وَالْمَعْنَى: وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ : وَمَا بَيْنَهُمَا اعْتِرَاضٌ، وَلَيْسَ بِبَعِيدٍ مِنَ السَّدَادِ، وَقِيلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ : شُقِّقَتْ فَجُعِلَتْ أَنْهَارًا وَعُيُونًا،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا : عَلَى مَعْنَيَيْنِ.
أَحَدُهُمَا: بَلْ لِلَّهِ الْقُدْرَةُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى الْآيَاتِ الَّتِي اقْتَرَحُوهَا; إِلَّا أَنَّ عِلْمَهُ بِأَنَّ إِظْهَارَهَا مَفْسَدَةٌ يَصْرِفُهُ.
[ ص: 353 ] وَالثَّانِي: بَلْ لِلَّهِ أَنْ يُلْجِئَهُمْ إِلَى الْإِيمَانِ، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى الْإِلْجَاءِ لَوْلَا أَنَّهُ بَنَى أَمْرَ التَّكْلِيفِ عَلَى الِاخْتِيَارِ، وَيُعَضِّدُهُ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ [الرَّعْدُ: 31]، يَعْنِي: مَشِيئَةَ الْإِلْجَاءِ وَالْقَسْرِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ، وَمَعْنَى: "أَفَلَمْ يَيْئَسْ": أَفَلَمْ يَعْلَمْ، قِيلَ: هِيَ لُغَةُ قَوْمٍ مِنَ النَّخْعِ، وَقِيلَ: إِنَّمَا اسْتُعْمِلَ الْيَأْسُ بِمَعْنَى: الْعِلْمِ، لِتَضَمُّنِهِ مَعْنَاهُ; لِأَنَّ الْيَائِسَ عَنِ الشَّيْءِ عَالِمٌ بِأَنَّهُ لَا يَكُونُ، كَمَا اسْتُعْمِلَ الرَّجَاءُ فِي مَعْنَى: الْخَوْفِ، وَالنِّسْيَانُ فِي مَعْنَى: التَّرْكِ لِتَضَمُّنِ ذَلِكَ، قَالَ
سُحَيْمُ بْنُ وَثِيلٍ الرَّيَاحِيُّ [مِنَ الطَّوِيلِ]:
أَقُولُ لَهُمْ بِالشِّعْبِ إِذْ يَيْسُرُونَنِي: ... أَلَمْ تَيْأَسُوا أَنِّي ابْنُ فَارِسٍ زَهْدَمِ
وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنَ عَبَّاسٍ وَجَمَاعَةً مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعَيْنِ قَرَؤُوا: "أَفَلَمْ يَتَبَيَّنْ" وَهُوَ تَفْسِيرُ: "أَفَلَمْ يَيْئَسْ"، وَقِيلَ: إِنَّمَا كَتَبَهُ الْكَاتِبُ، وَهُوَ نَاعِسٌ مُسْتَوَى السَّيِّئَاتِ، وَهَذَا وَنَحْوَهُ مِمَّا لَا يُصَدَّقُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ، وَكَيْفَ يَخْفي مِثْلُ هَذَا حَتَّى يَبْقَى ثَابِتًا بَيْنَ دَفَّتَيِ الْإِمَامِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي أَيْدِي أُولَئِكَ الْأَعْلَامِ الْمُحْتَاطِينَ فِي دِينِ اللَّهِ الْمُهَيْمِنِينَ عَلَيْهِ لَا يَغْفُلُونَ عَنْ جَلَائِلِهِ وَدَقَائِقِهِ، خُصُوصًا عَنِ الْقَانُونِ الَّذِي إِلَيْهِ الْمَرْجِعُ، وَالْقَاعِدَةُ الَّتِي عَلَيْهَا الْبِنَاءُ، وَهَذِهِ – وَاللَّهِ - فِرْيَةٌ مَا فِيهَا مِرْيَةٌ، وَيَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ "أَنْ لَوْ يَشَاءُ" بِآمَنُوا، عَلَى: أَوْ لَمْ يَقْنَطْ عَنْ إِيمَانِ هَؤُلَاءِ الْكَفَرَةِ الَّذِينَ آمَنُوا بِأَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَهَدَاهُمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا : مِنْ كُفْرِهِمْ وَسُوءِ أَعْمَالِهِمْ، "قَارِعَةٌ": دَاهِيَةٌ تَقْرَعُهُمْ بِمَا يُحِلُّ اللَّهُ بِهِمْ فِي كُلِّ وَقْتٍ مِنْ صُنُوفِ الْبَلَايَا، وَالْمَصَائِبِ فِي نُفُوسِهِمْ، وَأَوْلَادِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، "أَوْ تَحُلُّ": الْقَارِعَةُ، "قَرِيبًا": مِنْهُمْ فَيَفْزَعُونَ، وَيَضْطَرِبُونَ، وَيَتَطَايَرُ إِلَيْهِمْ شَرَارُهَا، وَيَتَعَدَّى إِلَيْهِمْ شُرُورُهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ : وَهُوَ مَوْتُهُمْ، أَوِ الْقِيَامَةُ، وَقِيلَ: وَلَا يَزَالُ كُفَّارُ
مَكَّةَ تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالتَّكْذِيبِ قَارِعَةٌ; لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ لَا يَزَالُ يَبْعَثُ السَّرَايَا، فَتُغِيرُ حَوْلَ
مَكَّةَ وَتَخْتَطِفُ مِنْهُمْ، وَتُصِيبُ مِنْ مَوَاشِيهِمْ، أَوْ تَحُلُّ أَنْتَ يَا
مُحَمَّدُ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ
[ ص: 354 ] بِجَيْشِكَ، كَمَا حَلَّ
بِالْحُدَيْبِيَةِ، حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ، وَهُوَ فَتْحُ
مَكَّةَ، وَكَانَ اللَّهُ قَدْ وَعَدَهُ ذَلِكَ.