nindex.php?page=treesubj&link=28995_30532_30743_32384_32491nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=14ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم nindex.php?page=treesubj&link=28995_19087_27521_30743_32384_32532nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم
لولا الأولى : للتحضيض ، وهذه لامتناع الشيء لوجود غيره ، والمعنى : ولولا أني قضيت أن أتفضل عليكم في الدنيا بضروب النعم التي من جملتها الإمهال للتوبة ، وأن أترحم عليكم في الآخرة بالعفو والمغفرة ، لعاجلتكم بالعقاب على ما خضتم فيه من حديث الإفك ، يقال : أفاض في الحديث ، واندفع ، وهضب ، وخاض " إذ " : ظرف لمسكم ، أو لأفضتم ،
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15 "تلقونه " : يأخذه بعضكم من بعض ، يقال : تلقى القول وتلقنه وتلقفه ؛ ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=37فتلقى آدم من ربه كلمات [البقرة : 37 ] ، وقرئ على الأصل : "تتلقونه" و "إذ تلقونه " : بإدغام الذال في التاء ، و "تلقونه " ، من لقيه بمعنى : لقفه ، و "تلقونه " : من إلقائه بعضهم على بعض ، و "تلقونه" و "تألقونه " ، من الولق والألق : وهو الكذب ، و "تلقونه " : محكية عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة -رضي الله عنها- وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان : سمعت أمي تقرأ : "إذ تثقفونه " ، وكان أبوها يقرأ بحرف
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- .
فإن قلت : ما معنى قوله : "بأفواهكم " ، والقول لا يكون إلا بالفم ؟
قلت : معناه : أن الشيء المعلوم يكون علمه في القلب ، فيترجم عنه اللسان ، وهذا الإفك ليس إلا قولا يجري على ألسنتكم ويدور في أفواهكم من غير ترجمة عن علم به
[ ص: 276 ] في القلب ؛ كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=167يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم [آل عمران : 167 ] ، أي : تحسبونه صغيرة وهو عند الله كبيرة وموجبة ، وعن بعضهم أنه جزع عند الموت ، فقيل له : فقال : أخاف ذنبا لم يكن مني على بال ، وهو عند الله عظيم ، وفي كلام بعضهم : لا تقولن لشيء من سيئاتك حقير ، فلعله عند الله نخلة وهو عندك نقير ، وصفهم بارتكاب ثلاثة آثام وعلق مس العذاب العظيم بها .
أحدها : تلقي الإفك بألسنتهم ؛ وذلك أن الرجل كان يلقى الرجل فيقول له : ما وراءك ؟ فيحدثه بحديث الإفك حتى شاع وانتشر ، فلم يبق بيت ولا ناد إلا طار فيه .
والثاني : التكلم مما لا علم لهم به ، والثالث : استصغارهم لذلك وهو عظيمة من العظائم .
nindex.php?page=treesubj&link=28995_30532_30743_32384_32491nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=14وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=28995_19087_27521_30743_32384_32532nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ
لَوْلَا الْأُولَى : لِلتَّحْضِيضِ ، وَهَذِهِ لِامْتِنَاعِ الشَّيْءِ لِوُجُودِ غَيْرِهِ ، وَالْمَعْنَى : وَلَوْلَا أَنِّي قَضَيْتُ أَنْ أَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الدُّنْيَا بِضُرُوبِ النِّعَمِ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا الْإِمْهَالُ لِلتَّوْبَةِ ، وَأَنْ أَتَرَحَّمَ عَلَيْكُمْ فِي الْآخِرَةِ بِالْعَفْوِ وَالْمَغْفِرَةِ ، لَعَاجَلْتُكُمْ بِالْعِقَابِ عَلَى مَا خُضْتُمْ فِيهِ مِنْ حَدِيثِ الْإِفْكِ ، يُقَالُ : أَفَاضَ فِي الْحَدِيثِ ، وَانْدَفَعَ ، وَهَضَبَ ، وَخَاضَ " إِذْ " : ظَرْفٌ لِمَسَّكُمْ ، أَوْ لِأَفَضْتُمْ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15 "تَلَقَّوْنَهُ " : يَأْخُذُهُ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ، يُقَالُ : تَلَقَّى الْقَوْلَ وَتَلَقَّنَهُ وَتَلَقَّفَهُ ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=37فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ [الْبَقَرَةَ : 37 ] ، وَقُرِئَ عَلَى الْأَصْلِ : "تَتَلَقَّوْنَهُ" وَ "إِذْ تَلَقَّوْنَهُ " : بِإِدْغَامِ الذَّالِ فِي التَّاءِ ، وَ "تَلْقَوْنَهُ " ، مِنْ لَقِيَهُ بِمَعْنَى : لَقِفَهُ ، وَ "تُلْقُونَهُ " : مِنْ إِلْقَائِهِ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، وَ "تُلْقُونَهُ" وَ "تَأْلِقُونَهُ " ، مِنَ الْوَلْقِ وَالْأَلْقِ : وَهُوَ الْكَذِبُ ، وَ "تُلْقُونَهُ " : مَحْكِيَّةٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16008سُفْيَانَ : سَمِعْتُ أُمِّي تَقْرَأُ : "إِذْ تَثْقَفُونَهُ " ، وَكَانَ أَبُوهَا يَقْرَأُ بِحَرْفِ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- .
فَإِنْ قُلْتَ : مَا مَعْنَى قَوْلِهِ : "بِأَفْوَاهِكُمْ " ، وَالْقَوْلُ لَا يَكُونُ إِلَّا بِالْفَمِ ؟
قُلْتُ : مَعْنَاهُ : أَنَّ الشَّيْءَ الْمَعْلُومَ يَكُونُ عِلْمُهُ فِي الْقَلْبِ ، فَيُتَرْجِمُ عَنْهُ اللِّسَانُ ، وَهَذَا الْإِفْكُ لَيْسَ إِلَّا قَوْلًا يَجْرِي عَلَى أَلْسِنَتِكُمْ وَيَدُورُ فِي أَفْوَاهِكُمْ مِنْ غَيْرِ تَرْجَمَةٍ عَنْ عِلْمٍ بِهِ
[ ص: 276 ] فِي الْقَلْبِ ؛ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=167يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ [آلَ عِمْرَانَ : 167 ] ، أَيْ : تَحْسَبُونَهُ صَغِيرَةً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ كَبِيرَةٌ وَمُوجِبَةٌ ، وَعَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ جَزِعَ عِنْدَ الْمَوْتِ ، فَقِيلَ لَهُ : فَقَالَ : أَخَافُ ذَنْبًا لَمْ يَكُنْ مِنِّي عَلَى بَالٍ ، وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ، وَفِي كَلَامِ بَعْضِهِمْ : لَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ مِنْ سَيِّئَاتِكَ حَقِيرٌ ، فَلَعَلَّهُ عِنْدَ اللَّهِ نَخْلَةٌ وَهُوَ عِنْدَكَ نَقِيرٌ ، وَصَفَهُمْ بِارْتِكَابِ ثَلَاثَةِ آثَامٍ وَعَلَّقَ مَسَّ الْعَذَابِ الْعَظِيمِ بِهَا .
أَحَدُهَا : تَلَقِّي الْإِفْكِ بِأَلْسِنَتِهِمْ ؛ وَذَلِكَ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُولُ لَهُ : مَا وَرَاءَكَ ؟ فَيُحَدِّثُهُ بِحَدِيثِ الْإِفْكِ حَتَّى شَاعَ وَانْتَشَرَ ، فَلَمْ يَبْقَ بَيْتٌ وَلَا نَادٍ إِلَّا طَارَ فِيهِ .
وَالثَّانِي : التَّكَلُّمُ مِمَّا لَا عِلْمَ لَهُمْ بِهِ ، وَالثَّالِثُ : اسْتِصْغَارُهُمْ لِذَلِكَ وَهُوَ عَظِيمَةٌ مِنَ الْعَظَائِمِ .