nindex.php?page=treesubj&link=28974_28662_29705_31791_34189_34304nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=79ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون nindex.php?page=treesubj&link=28974_28639_28662_29705_34189nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=80ولا [ ص: 574 ] يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=79ما كان لبشر تكذيب لمن اعتقد عبادة
عيسى، وقيل:
إن أبا رافع القرظي والسيد من نصارى نجران قالا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أتريد أن نعبدك ونتخذك ربا؟ فقال: nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ الله أن نعبد غير الله، أو أن نأمر بعبادة غير الله! فما بذلك بعثني، ولا بذلك أمرني فنزلت.
وقيل:
قال رجل: يا رسول الله، نسلم عليك كما يسلم بعضنا على بعض أفلا نسجد لك؟ قال: لا ينبغي أن يسجد لأحد من دون الله، ولكن أكرموا نبيكم واعرفوا الحق لأهله.
"والحكم": والحكمة وهي السنة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=79ولكن كونوا ربانيين ولكن يقول: كونوا، والرباني: منسوب إلى الرب بزيادة الألف والنون، كما يقال: رقباني ولحياني، وهو الشديد التمسك بدين الله وطاعته.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12691محمد ابن الحنفية أنه قال حين مات
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : اليوم مات رباني هذه الأمة، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: ربانيين: علماء فقهاء، وقيل: علماء معلمين، وكانوا يقولون: الشارع الرباني: العالم العامل المعلم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=79بما كنتم : بسبب كونكم عالمين وبسبب كونكم دارسين للعلم أوجب أن تكون الربانية التي هي قوة التمسك بطاعة الله مسببة عن العلم والدراسة، وكفى به دليلا على خيبة سعي من جهد
[ ص: 575 ] نفسه وكد روحه في جمع العلم، ثم لم يجعله ذريعة إلى العمل، فكان مثله مثل من غرس شجرة حسناء تونقه بمنظرها ولا تنفعه بثمرها.
وقرئ: (تعلمون) من التعليم، و(تعلمون) من التعلم.
"تدرسون": تقرءون، وقرئ (تدرسون) من التدريس، وتدرسون على أن أدرس بمعنى درس كأكرم وكرم وأنزل ونزل، و(تدرسون) من التدرس، ويجوز أن يكون معناه ومعنى (تدرسون) بالتخفيف: تدرسونه على الناس كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=106لتقرأه على الناس [الإسراء: 106] فيكون معناهما معنى تدرسون من التدريس، وفيه أن من علم ودرس العلم ولم يعمل به فليس من الله في شيء، وأن السبب بينه وبين ربه منقطع، حيث لم يثبت النسبة إليه إلا للمتمسكين بطاعته، وقرئ: (ولا يأمركم) بالنصب عطفا على
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=79ثم يقول وفيه وجهان:
أحدهما: أن تجعل "لا" مزيدة لتأكيد معنى النفي في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=79ما كان لبشر والمعنى: ما كان لبشر أن يستنبئه الله وينصبه للدعاء إلى اختصاص الله بالعبادة وترك الأنداد، ثم يأمر الناس بأن يكونوا عبادا له ويأمركم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=80أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا كما تقول: ما كان لزيد أن أكرمه ثم يهينني ولا يستخف بي.
والثاني: أن تجعل "لا" غير مزيدة، والمعنى:
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينهى قريشا عن عبادة الملائكة، واليهود والنصارى عن عبادة عزير والمسيح، فلما قالوا له: أنتخذك ربا؟ قيل لهم: ما كان لبشر أن يستنبئه الله، ثم يأمر الناس بعبادته وينهاكم عن عبادة الملائكة والأنبياء، والقراءة بالرفع على ابتداء الكلام أظهر، وتنصرها قراءة
عبد الله (ولن يأمركم) والضمير في
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=80ولا يأمركم : و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=80أيأمركم : لبشر، وقيل لله، والهمزة في أيأمركم للإنكار
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=80بعد إذ أنتم مسلمون دليل على أن المخاطبين كانوا مسلمين، وهم الذين أستأذنوه أن يسجدوا له.
nindex.php?page=treesubj&link=28974_28662_29705_31791_34189_34304nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=79مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهُ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28974_28639_28662_29705_34189nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=80وَلا [ ص: 574 ] يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=79مَا كَانَ لِبَشَرٍ تَكْذِيبٌ لِمَنِ اعْتَقَدَ عِبَادَةَ
عِيسَى، وَقِيلَ:
إِنَّ أَبَا رَافِعٍ الْقُرَظِيَّ وَالسَّيِّدَ مِنْ نَصَارَى نَجْرَانَ قَالَا لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَتُرِيدُ أَنْ نَعْبُدَكَ وَنَتَّخِذَكَ رَبًّا؟ فَقَالَ: nindex.php?page=showalam&ids=32مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَعْبُدَ غَيْرَ اللَّهِ، أَوْ أَنْ نَأْمُرَ بِعِبَادَةِ غَيْرِ اللَّهِ! فَمَا بِذَلِكَ بَعَثَنِي، وَلَا بِذَلِكَ أَمَرَنِي فَنَزَلَتْ.
وَقِيلَ:
قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نُسَلِّمُ عَلَيْكَ كَمَا يُسَلِّمُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ أَفَلَا نَسْجُدُ لَكَ؟ قَالَ: لَا يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ لِأَحَدٍ مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَلَكِنْ أَكْرِمُوا نَبِيَّكُمْ وَاعْرِفُوا الْحَقَّ لِأَهْلِهِ.
"وَالْحُكْمَ": وَالْحِكْمَةَ وَهِيَ السُّنَّةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=79وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ وَلَكِنْ يَقُولُ: كُونُوا، وَالرَّبَّانِيُّ: مَنْسُوبٌ إِلَى الرَّبِّ بِزِيَادَةِ الْأَلِفِ وَالنُّونِ، كَمَا يُقَالُ: رَقَبَانِيٌّ وَلِحْيَانِيٌّ، وَهُوَ الشَّدِيدُ التَّمَسُّكِ بِدِينِ اللَّهِ وَطَاعَتِهِ.
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12691مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّهُ قَالَ حِينَ مَاتَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : الْيَوْمَ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ: رَبَّانِيِّينَ: عُلَمَاءَ فُقَهَاءَ، وَقِيلَ: عُلَمَاءَ مُعَلِّمِينَ، وَكَانُوا يَقُولُونَ: الشَّارِعُ الرَّبَّانِيُّ: الْعَالِمُ الْعَامِلُ الْمُعَلِّمُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=79بِمَا كُنْتُمْ : بِسَبَبِ كَوْنِكُمْ عَالِمِينَ وَبِسَبَبِ كَوْنِكُمْ دَارِسِينَ لِلْعِلْمِ أَوْجَبَ أَنْ تَكُونَ الرَّبَّانِيَّةُ الَّتِي هِيَ قُوَّةُ التَّمَسُّكِ بِطَاعَةِ اللَّهِ مُسَبِّبَةً عَنِ الْعِلْمِ وَالدِّرَاسَةِ، وَكَفَى بِهِ دَلِيلًا عَلَى خَيْبَةِ سَعْيِ مَنْ جَهَدَ
[ ص: 575 ] نَفْسَهُ وَكَدَّ رُوحَهُ فِي جَمْعِ الْعِلْمِ، ثُمَّ لَمْ يَجْعَلْهُ ذَرِيعَةً إِلَى الْعَمَلِ، فَكَانَ مَثَلُهُ مَثَلَ مَنْ غَرَسَ شَجَرَةً حَسْنَاءَ تُوَنِّقُهَ بِمَنْظَرِهَا وَلَا تَنْفَعُهُ بِثَمَرِهَا.
وَقُرِئَ: (تُعَلِّمُونَ) مِنَ التَّعْلِيمِ، وَ(تُعْلِمُونَ) مِنَ التَّعَلُّمِ.
"تَدْرُسُونَ": تَقْرَءُونَ، وَقُرِئَ (تُدَرِّسُونَ) مِنَ التَّدْرِيسِ، وَتُدْرِسُونَ عَلَى أَنَّ أَدْرَسَ بِمَعْنَى دَرَّسَ كَأَكْرَمَ وَكَرَّمَ وَأَنْزَلَ وَنَزَّلَ، وَ(تَدَرَّسُونَ) مِنَ التَّدَرُّسِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ وَمَعْنَى (تَدْرُسُونَ) بِالتَّخْفِيفِ: تَدْرُسُونَهُ عَلَى النَّاسِ كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=106لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ [الْإِسْرَاءِ: 106] فَيَكُونُ مَعْنَاهُمَا مَعْنَى تَدْرُسُونَ مِنَ التَّدْرِيسِ، وَفِيهِ أَنَّ مَنْ عَلِمَ وَدَرَسَ الْعِلْمَ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ، وَأَنَّ السَّبَبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ مُنْقَطِعٌ، حَيْثُ لَمْ يُثْبِتِ النِّسْبَةَ إِلَيْهِ إِلَّا لِلْمُتَمَسِّكِينَ بِطَاعَتِهِ، وَقُرِئَ: (وَلَا يَأْمُرَكُمْ) بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=79ثُمَّ يَقُولَ وَفِيهِ وَجْهَانِ:
أَحَدُهُمَا: أَنْ تُجْعَلَ "لَا" مَزِيدَةً لِتَأْكِيدِ مَعْنَى النَّفْيِ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=79مَا كَانَ لِبَشَرٍ وَالْمَعْنَى: مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْتَنْبِئَهُ اللَّهُ وَيَنْصِبَهُ لِلدُّعَاءِ إِلَى اخْتِصَاصِ اللَّهِ بِالْعِبَادَةِ وَتَرْكِ الْأَنْدَادِ، ثُمَّ يَأْمُرَ النَّاسَ بِأَنْ يَكُونُوا عِبَادًا لَهُ وَيَأْمُرَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=80أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا كَمَا تَقُولُ: مَا كَانَ لِزَيْدٍ أَنْ أُكْرِمَهُ ثُمَّ يُهِينَنِي وَلَا يَسْتَخِفَّ بِي.
وَالثَّانِي: أَنْ تُجْعَلَ "لَا" غَيْرَ مَزِيدَةٍ، وَالْمَعْنَى:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَنْهَى قُرَيْشًا عَنْ عِبَادَةِ الْمَلَائِكَةِ، وَالْيَهُودَ وَالنَّصَارَى عَنْ عِبَادَةِ عُزَيْرٍ وَالْمَسِيحِ، فَلَمَّا قَالُوا لَهُ: أَنَتَّخِذُكَ رَبًّا؟ قِيلَ لَهُمْ: مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْتَنْبِئَهُ اللَّهُ، ثُمَّ يَأْمُرَ النَّاسَ بِعِبَادَتِهِ وَيَنْهَاكُمْ عَنْ عِبَادَةِ الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاءِ، وَالْقِرَاءَةُ بِالرَّفْعِ عَلَى ابْتِدَاءِ الْكَلَامِ أَظْهَرُ، وَتَنَصُرُهَا قِرَاءَةُ
عَبْدِ اللَّهِ (وَلَنْ يَأْمُرَكُمْ) وَالضَّمِيرُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=80وَلا يَأْمُرَكُمْ : وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=80أَيَأْمُرُكُمْ : لِبَشَرٍ، وَقِيلَ لِلَّهِ، وَالْهَمْزَةُ فِي أَيَأْمُرُكُمْ لِلْإِنْكَارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=80بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمُخَاطَبِينَ كَانُوا مُسْلِمِينَ، وَهُمُ الَّذِينَ أَسْتَأْذَنُوهُ أَنْ يَسْجُدُوا لَهُ.