nindex.php?page=treesubj&link=28974_19860_19863_29694_30387_30415_30494_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=133وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين nindex.php?page=treesubj&link=28974_19546_19797_20043_32470_32487_34291nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=134الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين nindex.php?page=treesubj&link=28974_19718_19721_20025_29694_30479_30527_30538_32064_34139_34298nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون nindex.php?page=treesubj&link=28974_29694_30386_30387_30538_34141_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=136أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين nindex.php?page=treesubj&link=28974_18470_30539_32016nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=137قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين
في مصاحف أهل
المدينة والشام "سارعوا" بغير واو، وقرأ الباقون بالواو، وتنصره قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي وعبد الله: وسابقوا، ومعنى المسارعة إلى المغفرة والجنة: الإقبال على ما يستحقان به.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=133عرضها السماوات والأرض أي: عرضها عرض السماوات والأرض، كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=21عرضها كعرض السماء والأرض [الحديد: 21] والمراد: وصفها بالسعة والبسطة،
[ ص: 627 ] فشبهت بأوسع ما علمه الناس من خلقه وأبسطه، وخص العرض; لأنه في العادة أدنى من الطول للمبالغة، كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=54بطائنها من إستبرق [الرحمن: 54].
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنه -: كسبع سماوات وسبع أرضين لو وصل بعضها ببعض
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=134في السراء والضراء : في حال الرخاء واليسر وحال الضيقة والعسر، لا يخلون بأن ينفقوا في كلتا الحالتين ما قدروا عليه من كثير أو قليل، كما حكي عن بعض السلف: أنه ربما تصدق ببصلة، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة -رضي الله عنها- أنها تصدقت بحبة عنب، أو في جميع الأحوال؛ لأنها لا تخلو من حال مسرة ومضرة، لا تمنعهم حال فرح وسرور، ولا حال محنة وبلاء من المعروف، وسواء عليهم كان الواحد منهم في عرس أو في حبس، فإنه لا يدع الإحسان، وافتتح بذكر الإنفاق؛ لأنه أشق شيء على النفس وأدله على الإخلاص، ولأنه كان في ذلك الوقت أعظم الأعمال للحاجة إليه في مجاهدة العدو ومواساة فقراء المسلمين.
كظم القربة: إذا ملأها وشد فاها، وكظم البعير: إذا لم يجتر، ومنه كظم الغيظ، وهو أن يمسك على ما في نفسه منه بالصبر ولا يظهر له أثرا.
وعن النبي - صلى الله عليه وسلم -:
"من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا". وعن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها -: أن خادما لها غاظها فقالت: لله در التقوى، ما تركت لذي غيظ شفاء.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=134والعافين عن الناس : إذا جنى عليهم أحد لم يؤاخذوه.
وروي:
"ينادي مناد يوم القيامة: أين الذين [ ص: 628 ] كانت أجورهم على الله فلا يقوم إلا من عفا".
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة : أنه رواه للرشيد وقد غضب على رجل فخلاه، وعن النبي - صلى الله عليه وسلم -
:"إن هؤلاء في أمتي قليل إلا من عصم الله، وقد كانوا كثيرا في الأمم التي مضت". nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=134والله يحب المحسنين : يجوز أن تكون اللام للجنس فيتناول كل محسن ويدخل تحته هؤلاء المذكورين، وأن تكون للعهد فتكون إشارة إلى هؤلاء، "والذين": عطف على المتقين، أي: أعدت للمتقين وللتائبين، وقوله: "وأولئك": إشارة إلى الفريقين، ويجوز أن يكون "والذين": مبتدأ، خبره "أولئك".
"فاحشة": فعلة متزايدة القبح
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135أو ظلموا أنفسهم أو أذنبوا أي ذنب كان مما يؤاخذون به، وقيل: الفاحشة: الزنا، وظلم النفس ما دونه من القبلة واللمسة ونحوهما، وقيل: الفاحشة: الكبيرة، وظلم النفس: الصغيرة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135ذكروا الله تذكروا عقابه أو وعيده أو نهيه، أو حقه العظيم وجلاله الموجب للخشية والحياء منه
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135فاستغفروا لذنوبهم : فتابوا عنها لقبحها نادمين عازمين
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135ومن يغفر الذنوب إلا الله وصف لذاته بسعة الرحمة وقرب المغفرة، وإن
nindex.php?page=treesubj&link=19730_29489التائب من الذنب عنده كمن لا ذنب له، وأنه لا مفزع للمذنبين إلا فضله وكرمه، وأن عدله يوجب المغفرة للتائب; لأن العبد إذا جاء في الاعتذار والتنصل بأقصى ما يقدر عليه وجب العفو والتجاوز، وفيه تطييب لنفوس العباد، وتنشيط للتوبة، وبعث عليها وردع عن اليأس والقنوط، وأن الذنوب - وإن جلت - فإن عفوه أجل وكرمه أعظم، والمعنى: أنه وحده معه مصححات المغفرة، وهذه جملة معترضة بين المعطوف والمعطوف عليه.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135ولم يصروا : ولم يقيموا على قبيح فعلهم غير مستغفرين.
وعن النبي - صلى الله عليه وسلم -:"
nindex.php?page=hadith&LINKID=883475ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة".
وروي:
"لا كبيرة [ ص: 629 ] مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار" nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135وهم يعلمون : حال من فعل الإصرار، وحرف النفي منصب عليهما معا، والمعنى: وليسوا ممن يصرون على الذنوب وهم عالمون بقبحها وبالنهي عنها وبالوعيد عليها; لأنه قد يعذر من لا يعلم قبح القبيح، وفي
[ ص: 630 ] هذه الآيات بيان قاطع أن الذين آمنوا على ثلاث طبقات: متقون وتائبون ومصرون، وأن الجنة للمتقين والتائبين منهم دون المصرين، ومن خالف في ذلك فقد كابر عقله وعاند ربه.
قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=136أجر العاملين بعد قوله: "جزاؤهم" [آل عمران : 87] لأنهما في معنى واحد، وإنما خالف بين اللفظين لزيادة التنبيه على أن ذلك جزاء واجب على عمل، وأجر مستحق عليه، لا كما يقول المبطلون.
وروي
أن الله - عز وجل - أوحى إلى موسى: "ما أقل حياء من يطمع في جنتي بغير عمل، كيف أجود برحمتي على من يبخل بطاعتي". وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب : طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب، وانتظار الشفاعة بلا سبب نوع من الغرور، وارتجاء الرحمة ممن لا يطاع حمق وجهالة.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن -رضي الله عنه-: يقول الله تعالى يوم القيامة: "جوزوا الصراط بعفوي، وادخلوا الجنة برحمتي، واقتسموها بأعمالكم".
وعن
رابعة البصرية -رضي الله عنها-: أنها كانت تنشد [من البسيط]:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس
والمخصوص بالمدح محذوف، تقديره: ونعم أجر العاملين ذلك، يعني المغفرة والجنات.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=137قد خلت من قبلكم سنن يريد ما سنه الله في الأمم المكذبين من وقائعه، كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61وقتلوا تقتيلا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=62سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا [الأحزاب: 61 62]
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=23سنة الله التي قد خلت من قبل [الفتح: 23].
nindex.php?page=treesubj&link=28974_19860_19863_29694_30387_30415_30494_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=133وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28974_19546_19797_20043_32470_32487_34291nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=134الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28974_19718_19721_20025_29694_30479_30527_30538_32064_34139_34298nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهَ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28974_29694_30386_30387_30538_34141_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=136أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28974_18470_30539_32016nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=137قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ
فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ
الْمَدِينَةِ وَالشَّامِ "سَارِعُوا" بِغَيْرِ وَاوٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْوَاوِ، وَتَنْصُرُهُ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ: وَسَابِقُوا، وَمَعْنَى الْمُسَارَعَةِ إِلَى الْمَغْفِرَةِ وَالْجَنَّةِ: الْإِقْبَالُ عَلَى مَا يُسْتَحَقَّانِ بِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=133عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أَيْ: عَرْضُهَا عَرْضُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=21عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ [الْحَدِيدِ: 21] وَالْمُرَادُ: وَصْفُهَا بِالسَّعَةِ وَالْبَسْطَةِ،
[ ص: 627 ] فَشُبِّهَتْ بِأَوْسَعِ مَا عَلِمَهُ النَّاسُ مِنْ خَلْقِهِ وَأَبْسَطِهِ، وَخُصَّ الْعَرْضُ; لِأَنَّهُ فِي الْعَادَةِ أَدْنَى مِنَ الطُّولِ لِلْمُبَالَغَةِ، كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=54بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ [الرَّحْمَنِ: 54].
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: كَسَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَسَبْعِ أَرَضِينَ لَوْ وُصِلَ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=134فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ : فِي حَالِ الرَّخَاءِ وَالْيُسْرِ وَحَالِ الضِّيقَةِ وَالْعُسْرِ، لَا يَخْلُونَ بِأَنْ يُنْفِقُوا فِي كِلْتَا الْحَالَتَيْنِ مَا قَدَرُوا عَلَيْهِ مِنْ كَثِيرٍ أَوْ قَلِيلٍ، كَمَا حُكِيَ عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ: أَنَّهُ رُبَّمَا تَصَدَّقَ بِبَصَلَةٍ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّهَا تَصَدَّقَتْ بِحَبَّةِ عِنَبٍ، أَوْ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ؛ لِأَنَّهَا لَا تَخْلُو مِنْ حَال مَسَرَّةٍ وَمَضَرَّةٍ، لَا تَمْنَعُهُمْ حَالُ فَرَحٍ وَسُرُورٍ، وَلَا حَالُ مِحْنَةٍ وَبَلَاءٍ مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ كَانَ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ فِي عُرْسٍ أَوْ فِي حَبْسٍ، فَإِنَّهُ لَا يَدَعُ الْإِحْسَانَ، وَافْتُتِحَ بِذِكْرِ الْإِنْفَاقِ؛ لِأَنَّهُ أَشَقُّ شَيْءٍ عَلَى النَّفْسِ وَأَدُلُّهُ عَلَى الْإِخْلَاصِ، وَلِأَنَّهُ كَانَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَعْظَمَ الْأَعْمَالِ لِلْحَاجَةِ إِلَيْهِ فِي مُجَاهَدَةِ الْعَدُوِّ وَمُوَاسَاةِ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ.
كَظَمَ الْقِرْبَةَ: إِذَا مَلَأَهَا وَشَدَّ فَاهَا، وَكَظَمَ الْبَعِيرُ: إِذَا لَمْ يَجْتَرَّ، وَمِنْهُ كَظْمُ الْغَيْظِ، وَهُوَ أَنْ يُمْسِكَ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ مِنْهُ بِالصَّبْرِ وَلَا يُظْهِرَ لَهُ أَثَرًا.
وَعَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى إِنْفَاذِهِ مَلَأَ اللَّهُ قَلْبَهُ أَمْنًا وَإِيمَانًا". وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -: أَنَّ خَادِمًا لَهَا غَاظَهَا فَقَالَتْ: لِلَّهِ دَرُّ التَّقْوَى، مَا تَرَكَتْ لِذِي غَيْظٍ شِفَاءً.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=134وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ : إِذَا جَنَى عَلَيْهِمْ أَحَدٌ لَمْ يُؤَاخِذُوهُ.
وَرُوِيَ:
"يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الَّذِينَ [ ص: 628 ] كَانَتْ أُجُورُهُمْ عَلَى اللَّهِ فَلَا يَقُومُ إِلَّا مَنْ عَفَا".
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16008ابْنِ عُيَيْنَةَ : أَنَّهُ رَوَاهُ لِلرَّشِيدِ وَقَدْ غَضِبَ عَلَى رَجُلٍ فَخَلَّاهُ، وَعَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
:"إِنَّ هَؤُلَاءِ فِي أُمَّتِي قَلِيلٌ إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ، وَقَدْ كَانُوا كَثِيرًا فِي الْأُمَمِ الَّتِي مَضَتْ". nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=134وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ اللَّامُ لِلْجِنْسِ فَيَتَنَاوَلُ كُلَّ مُحْسِنٍ وَيَدْخُلُ تَحْتَهُ هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورِينَ، وَأَنْ تَكُونَ لِلْعَهْدِ فَتَكُونُ إِشَارَةً إِلَى هَؤُلَاءِ، "وَالَّذِينَ": عَطْفٌ عَلَى الْمُتَّقِينَ، أَيْ: أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ وَلِلتَّائِبِينَ، وَقَوْلُهُ: "وَأُولَئِكَ": إِشَارَةٌ إِلَى الْفَرِيقَيْنِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ "وَالَّذِينَ": مُبْتَدَأً، خَبَرُهُ "أُولَئِكَ".
"فَاحِشَةً": فَعْلَةً مُتَزَايِدَةَ الْقُبْحِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ أَوْ أَذْنَبُوا أَيَّ ذَنْبٍ كَانَ مِمَّا يُؤَاخَذُونَ بِهِ، وَقِيلَ: الْفَاحِشَةُ: الزِّنَا، وَظُلْمُ النَّفْسِ مَا دُونَهُ مِنَ الْقُبْلَةِ وَاللَّمْسَةِ وَنَحْوِهِمَا، وَقِيلَ: الْفَاحِشَةُ: الْكَبِيرَةُ، وَظُلْمُ النَّفْسِ: الصَّغِيرَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135ذَكَرُوا اللَّهَ تَذَكَّرُوا عِقَابَهُ أَوْ وَعِيدَهُ أَوْ نَهْيَهُ، أَوْ حَقَّهُ الْعَظِيمَ وَجَلَالَهُ الْمُوجِبَ لِلْخَشْيَةِ وَالْحَيَاءِ مِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ : فَتَابُوا عَنْهَا لِقُبْحِهَا نَادِمِينَ عَازِمِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَصْفٌ لِذَاتِهِ بِسَعَةِ الرَّحْمَةِ وَقُرْبِ الْمَغْفِرَةِ، وَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19730_29489التَّائِبَ مِنَ الذَّنْبِ عِنْدَهُ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ، وَأَنَّهُ لَا مَفْزَعَ لِلْمُذْنِبِينَ إِلَّا فَضْلُهُ وَكَرَمُهُ، وَأَنَّ عَدْلَهُ يُوجِبُ الْمَغْفِرَةَ لِلتَّائِبِ; لِأَنَّ الْعَبْدَ إِذَا جَاءَ فِي الِاعْتِذَارِ وَالتَّنَصُّلِ بِأَقْصَى مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَجَبَ الْعَفْوُ وَالتَّجَاوُزُ، وَفِيهِ تَطْيِيبٌ لِنُفُوسِ الْعِبَادِ، وَتَنْشِيطٌ لِلتَّوْبَةِ، وَبَعْثٌ عَلَيْهَا وَرَدْعٌ عَنِ الْيَأْسِ وَالْقُنُوطِ، وَأَنَّ الذُّنُوبَ - وَإِنْ جَلَّتْ - فَإِنَّ عَفْوَهُ أَجَلُّ وَكَرَمَهُ أَعْظَمُ، وَالْمَعْنَى: أَنَّهُ وَحْدَهُ مَعَهُ مُصَحِّحَاتُ الْمَغْفِرَةِ، وَهَذِهِ جُمْلَةٌ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ الْمَعْطُوفِ وَالْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135وَلَمْ يُصِرُّوا : وَلَمْ يُقِيمُوا عَلَى قَبِيحِ فِعْلِهِمْ غَيْرَ مُسْتَغْفِرِينَ.
وَعَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:"
nindex.php?page=hadith&LINKID=883475مَا أَصَرَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ وَإِنْ عَادَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً".
وَرُوِيَ:
"لَا كَبِيرَةَ [ ص: 629 ] مَعَ الِاسْتِغْفَارِ وَلَا صَغِيرَةَ مَعَ الْإِصْرَارِ" nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135وَهُمْ يَعْلَمُونَ : حَالٌ مِنْ فِعْلِ الْإِصْرَارِ، وَحَرْفُ النَّفْيِ مُنْصَبٌّ عَلَيْهِمَا مَعًا، وَالْمَعْنَى: وَلَيْسُوا مِمَّنْ يُصِرُّونَ عَلَى الذُّنُوبِ وَهُمْ عَالِمُونَ بِقُبْحِهَا وَبِالنَّهْيِ عَنْهَا وَبِالْوَعِيدِ عَلَيْهَا; لِأَنَّهُ قَدْ يُعْذَرُ مَنْ لَا يَعْلَمُ قُبْحَ الْقَبِيحِ، وَفِي
[ ص: 630 ] هَذِهِ الْآيَاتِ بَيَانٌ قَاطِعٌ أَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى ثَلَاثِ طَبَقَاتٍ: مُتَّقُونَ وَتَائِبُونَ وَمُصِرُّونَ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ لِلْمُتَّقِينَ وَالتَّائِبِينَ مِنْهُمْ دُونَ الْمُصِرِّينَ، وَمَنْ خَالَفَ فِي ذَلِكَ فَقَدْ كَابَرَ عَقْلَهُ وَعَانَدَ رَبَّهُ.
قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=136أَجْرُ الْعَامِلِينَ بَعْدَ قَوْلِهِ: "جَزَاؤُهُمْ" [آلِ عِمْرَانَ : 87] لِأَنَّهُمَا فِي مَعْنًى وَاحِدٍ، وَإِنَّمَا خَالَفَ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ لِزِيَادَةِ التَّنْبِيهِ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ جَزَاءٌ وَاجِبٌ عَلَى عَمَلٍ، وَأَجْرٌ مُسْتَحَقٌّ عَلَيْهِ، لَا كَمَا يَقُولُ الْمُبْطِلُونَ.
وَرُوِيَ
أَنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَوْحَى إِلَى مُوسَى: "مَا أَقَلَّ حَيَاءَ مَنْ يَطْمَعُ فِي جَنَّتِي بِغَيْرِ عَمَلٍ، كَيْفَ أَجُودُ بِرَحْمَتِي عَلَى مَنْ يَبْخَلُ بِطَاعَتِي". وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16128شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ : طَلَبُ الْجَنَّةِ بِلَا عَمَلٍ ذَنْبٌ مِنَ الذُّنُوبِ، وَانْتِظَارُ الشَّفَاعَةِ بِلَا سَبَبٍ نَوْعٌ مِنَ الْغُرُورِ، وَارْتِجَاءُ الرَّحْمَةِ مِمَّنْ لَا يُطَاعُ حُمْقٌ وَجَهَالَةٌ.
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ: "جُوزُوا الصِّرَاطَ بِعَفْوِي، وَادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي، وَاقْتَسِمُوهَا بِأَعْمَالِكُمْ".
وَعَنْ
رَابِعَةَ الْبَصْرِيَّةِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: أَنَّهَا كَانَتْ تُنْشِدُ [مِنَ الْبَسِيطِ]:
تَرْجُو النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ مَسَالِكَهَا إِنَّ السَّفِينَةَ لَا تَجْرِي عَلَى الْيَبَسِ
وَالْمَخْصُوصُ بِالْمَدْحِ مَحْذُوفٌ، تَقْدِيرُهُ: وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ذَلِكَ، يَعْنِي الْمَغْفِرَةَ وَالْجَنَّاتِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=137قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ يُرِيدُ مَا سَنَّهُ اللَّهُ فِي الْأُمَمِ الْمُكَذِّبِينَ مِنْ وَقَائِعِهِ، كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61وَقُتِّلُوا تَقْتِيلا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=62سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا [الْأَحْزَابِ: 61 62]
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=23سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ [الْفَتْحِ: 23].