nindex.php?page=treesubj&link=29012_30532_31037_31843_31847_32016_32026nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود nindex.php?page=treesubj&link=29012_28639_30549_34189_34274_34513nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13فإن أعرضوا بعد ما تتلو عليهم من هذه الحجج على وحدانيته وقدرته، فحذرهم أن تصيبهم صاعقة، أي: عذاب شديد الوقع كأنه صاعقة. وقرئ: (صعقة) مثل صعقة
عاد وثمود: وهي المرة من الصعق أو الصعق. يقال: صعقته الصاعقة صعقا فصعق صعقا، وهو من باب: فعلته ففعل.
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14من بين أيديهم ومن خلفهم أي: أتوهم من كل جانب، واجتهدوا بهم وأعملوا فيهم كل حيلة، فلم يروا منهم إلا العتو والإعراض، كما حكى الله تعالى عن الشيطان:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم [الأعراف: 17] يعني لآتينهم من كل جهة، ولأعملن فيهم كل حيلة، وتقول: استدرت بفلان من كل جانب، فلم يكن لي فيه حيلة. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن أنذروهم من وقائع الله فيمن قبلهم من الأمم وعذاب الآخرة; لأنهم إذا حذروهم ذلك فقد جاؤهم بالوعظ من جهة الزمن الماضي وما جرى فيه على الكفار، ومن جهة المستقبل وما سيجري عليهم. وقيل: معناه: إذا جاءتهم الرسل من قبلهم ومن بعدهم. فإن قلت: الرسل الذين من قبلهم ومن بعدهم كيف يوصفون بأنهم جاءوهم، وكيف يخاطبونهم بقولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=34إنا بما أرسلتم به كافرون ؟ قلت: قد جاءهم هود وصالح داعيين إلى الإيمان بهما وبجميع الرسل ممن جاء من بين أيديهم، أي: من قبلهم وممن يجيء من خلفهم، أي: من بعدهم; فكان الرسل جميعا قد جاءوهم. وقولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=34إنا بما أرسلتم به كافرون خطاب منهم لهود وصالح ولسائر الأنبياء الذين دعوا إلى الإيمان بهم. "أن" في
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14ألا تعبدوا بمعنى أي، أو مخففة من الثقيلة، أصله: بأنه لا تعبدوا، أي: بأن الشأن والحديث قولنا لكم: لا تعبدوا، ومفعول شاء محذوف
[ ص: 374 ] أي:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14لو شاء ربنا إرسال الرسل :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون معناه: فإذا أنتم بشر ولستم بملائكة، فإنا لا نؤمن بكم وبما جئتم به، وقولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14أرسلتم به ليس بإقرار بالإرسال، وإنما هو على كلام الرسل، وفيه تهكم، كما قال فرعون:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=27إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون [الشعراء: 27]. روي:
أن أبا جهل قال في ملأ من قريش: قد التبس علينا أمر محمد، فلو التمستم لنا رجلا عالما بالشعر والكهانة والسحر فكلمه ثم أتانا ببيان عن أمره، فقال عتبة بن ربيعة: والله لقد سمعت الشعر والكهانة والسحر وعلمت من ذلك علما، وما يخفى علي، فأتاه فقال: أنت يا محمد خير أم هاشم؟ أنت خير أم عبد المطلب؟ أنت خير أم عبد الله ؟ فبم تشتم آلهتنا وتضللنا، فإن كنت تريد الرياسة عقدنا لك اللواء فكنت رئيسنا، وإن تك بك الباءة زوجناك عشر نسوة تختار من أي بنات قريش شئت، وإن كان بك المال جمعنا لك من أموالنا ما تستغني به، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت; فلما فرغ قال: بسم الله الرحمن الرحيم "حم" إلى قوله: nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود [فصلت: 13] فأمسك عتبة على فيه وناشده بالرحم، ورجع إلى أهله ولم يخرج إلى قريش فلما احتبس عنهم قالوا: ما نرى عتبة إلا قد صبأ، فانطلقوا إليه وقالوا: يا عتبة ما حبسك عنا إلا أنك قد صبأت، فغضب وأقسم لا يكلم محمدا أبدا، ثم قال: والله لقد كلمته، فأجابني بشيء من الله ما هو بشعر ولا كهانة ولا سحر، ولما بلغ صاعقةعاد وثمود: أمسكت بفيه وناشدته بالرحم أن يكف، وقد علمتم أن محمدا إذا قال شيئا لم يكذب، فخفت أن ينزل بكم العذاب.
nindex.php?page=treesubj&link=29012_30532_31037_31843_31847_32016_32026nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةً عَادٍ وَثَمُودَ nindex.php?page=treesubj&link=29012_28639_30549_34189_34274_34513nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13فَإِنْ أَعْرَضُوا بَعْدَ مَا تَتْلُو عَلَيْهِمْ مِنْ هَذِهِ الْحُجَجِ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ وَقُدْرَتِهِ، فَحَذَّرَهُمْ أَنْ تُصِيبَهُمْ صَاعِقَةٌ، أَيْ: عَذَابٌ شَدِيدُ الْوَقْعِ كَأَنَّهُ صَاعِقَةٌ. وَقُرِئَ: (صَعْقَةٌ) مِثْلُ صَعْقَةِ
عَادٍ وَثَمُودَ: وَهِيَ الْمَرَّةُ مِنَ الصَّعْقِ أَوِ الصُّعْقِ. يُقَالُ: صَعَقَتْهُ الصَّاعِقَةُ صَعْقًا فَصُعِقَ صَعْقًا، وَهُوَ مِنْ بَابِ: فَعَلْتُهُ فَفَعَلَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَيْ: أَتَوْهُمْ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، وَاجْتَهَدُوا بِهِمْ وَأَعْمَلُوا فيهِمْ كُلَّ حِيلَةٍ، فَلَمْ يَرَوْا مِنْهُمْ إِلَّا الْعُتُوَّ وَالْإِعْرَاضَ، كَمَا حَكَى اللَّهُ تَعَالَى عَنِ الشَّيْطَانِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ [الْأَعْرَافُ: 17] يَعْنِي لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، وَلَأَعْمَلَنَّ فيهِمْ كُلَّ حِيلَةٍ، وَتَقُولُ: اسْتَدَرْتُ بِفُلَانٍ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، فَلَمْ يَكُنْ لِي فيهِ حِيلَةٌ. وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ أَنْذِرُوهُمْ مِنْ وَقَائِعِ اللَّهِ فيمَنْ قَبْلَهُمْ مِنَ الْأُمَمِ وَعَذَابِ الْآخِرَةِ; لِأَنَّهُمْ إِذَا حَذَّرُوهُمْ ذَلِكَ فَقَدْ جَاؤُهُمْ بِالْوَعْظِ مِنْ جِهَةِ الزَّمَنِ الْمَاضِي وَمَا جَرَى فيهِ عَلَى الْكُفَّارِ، وَمِنْ جِهَةِ الْمُسْتَقْبَلِ وَمَا سَيَجْرِي عَلَيْهِمْ. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: إِذَا جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مَنْ قَبْلِهِمْ وَمِنْ بَعْدِهِمْ. فَإِنْ قُلْتَ: الرُّسُلُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمِنْ بَعْدِهِمْ كَيْفَ يُوصَفُونَ بِأَنَّهُمْ جَاءُوهُمْ، وَكَيْفَ يُخَاطِبُونَهُمْ بِقَوْلِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=34إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ؟ قُلْتُ: قَدْ جَاءَهُمْ هُودٌ وَصَالِحٌ دَاعِيَيْنِ إِلَى الْإِيمَانِ بِهِمَا وَبِجَمِيعِ الرُّسُلِ مِمَّنْ جَاءَ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ، أَيْ: مَنْ قَبْلِهِمْ وَمِمَّنْ يَجِيءُ مِنْ خَلْفِهِمْ، أَيْ: مِنْ بَعْدِهِمْ; فَكَانَ الرُّسُلُ جَمِيعًا قَدْ جَاءُوهُمْ. وَقَوْلُهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=34إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ خِطَابٌ مِنْهُمْ لِهُودٍ وَصَالِحٍ وَلِسَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ دَعَوْا إِلَى الْإِيمَانِ بِهِمْ. "أَنْ" في
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14أَلا تَعْبُدُوا بِمَعْنَى أَيْ، أَوْ مُخَفَّفَةً مِنَ الثَّقِيلَةِ، أَصْلُهُ: بِأَنَّهُ لَا تَعْبُدُوا، أَيْ: بِأَنَّ الشَّأْنَ وَالْحَدِيثَ قَوْلُنَا لَكُمْ: لَا تَعْبُدُوا، وَمَفْعُولُ شَاءَ مَحْذُوفٌ
[ ص: 374 ] أَيْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14لَوْ شَاءَ رَبُّنَا إِرْسَالُ الرُّسُلِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14لأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ مَعْنَاهُ: فَإِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ وَلَسْتُمْ بِمَلَائِكَةٍ، فَإِنَّا لَا نُؤْمِنُ بِكُمْ وَبِمَا جِئْتُمْ بِهِ، وَقَوْلُهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14أُرْسِلْتُمْ بِهِ لَيْسَ بِإِقْرَارٍ بِالْإِرْسَالِ، وَإِنَّمَا هُوَ عَلَى كَلَامِ الرُّسُلِ، وَفيهِ تَهَكُّمٌ، كَمَا قَالَ فِرْعَوْنُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=27إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ [الشُّعَرَاءُ: 27]. رُوِيَ:
أَنَّ أَبَا جَهْلٍ قَالَ في مَلَأٍ مِنْ قُرَيْشٍ: قَدِ الْتَبَسَ عَلَيْنَا أَمْرُ مُحَمَّدٍ، فَلَوِ الْتَمَسْتُمْ لَنَا رَجُلًا عَالِمًا بِالشِّعْرِ وَالْكَهَانَةِ وَالسِّحْرِ فَكَلَّمَهُ ثُمَّ أَتَانَا بِبَيَانٍ عَنْ أَمْرِهِ، فَقَالَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ: وَاللَّهُ لَقَدْ سَمِعْتُ الشِّعْرَ وَالْكَهَانَةَ وَالسِّحْرَ وَعَلِمْتَ مِنْ ذَلِكَ عِلْمًا، وَمَا يَخْفى عَلَيَّ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ خَيْرٌ أَمْ هَاشِمٌ؟ أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ؟ أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ اللَّهِ ؟ فَبِمَ تَشْتُمُ آلِهَتَنَا وَتُضَلِّلُنَا، فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الرِّيَاسَةَ عَقَدْنَا لَكَ اللِّوَاءَ فَكُنْتَ رَئِيسَنَا، وَإِنْ تَكُ بِكَ الْبَاءَةُ زَوَّجْنَاكَ عَشْرَ نِسْوَةٍ تَخْتَارُ مِنْ أَيِّ بَنَاتِ قُرَيْشٍ شِئْتَ، وَإِنْ كَانَ بِكَ الْمَالُ جَمَعْنَا لَكَ مِنْ أَمْوَالِنَا مَا تَسْتَغْنِي بِهِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاكِتٌ; فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "حم" إِلَى قَوْلِهِ: nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةً عَادٍ وَثَمُودَ [فُصِّلَتْ: 13] فَأَمْسَكَ عُتْبَةُ عَلَى فيهِ وَنَاشَدَهُ بِالرَّحِمِ، وَرَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ وَلَمْ يَخْرُجْ إِلَى قُرَيْشٍ فَلَمَّا احْتَبَسَ عَنْهُمْ قَالُوا: مَا نَرَى عُتْبَةَ إِلَّا قَدْ صَبَأَ، فَانْطَلَقُوا إِلَيْهِ وَقَالُوا: يَا عُتْبَةَ مَا حَبَسَكَ عَنَّا إِلَّا أَنَّكَ قَدْ صَبَأْتَ، فَغَضِبَ وَأَقْسَمَ لَا يُكَلِّمُ مُحَمَّدًا أَبَدًا، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ كَلَّمْتُهُ، فَأَجَابَنِي بِشَيْءٍ مِنَ اللَّهِ مَا هُوَ بِشِعْرٍ وَلَا كَهَانَةَ وَلَا سِحْرٍ، وَلَمَّا بَلَغَ صَاعِقَةَعَادٍ وَثَمُودَ: أَمْسَكَتْ بِفيهِ وَنَاشَدَتْهُ بِالرَّحِمِ أَنْ يَكُفَّ، وَقَدْ عَلَّمْتُمْ أَنَّ مُحَمَّدًا إِذَا قَالَ شَيْئًا لَمْ يَكْذِبْ، فَخِفْتُ أَنْ يَنْزِلَ بِكُمُ الْعَذَابُ.