nindex.php?page=treesubj&link=28974_25561_31706_32350_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون nindex.php?page=treesubj&link=28974_25561_28723_29675_31706_32350nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=170فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون nindex.php?page=treesubj&link=28974_25561_28723_30364_34141nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=171يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169ولا تحسبن : الخطاب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو لكل أحد، وقرئ بالياء على: ولا يحسبن
[ ص: 658 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أو: ولا يحسبن حاسب، ويجوز أن يكون
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169الذين قتلوا فاعلا، ويكون التقدير: ولا يحسبنهم الذين قتلوا أمواتا، أي: لا يحسبن الذين قتلوا أنفسهم أمواتا.
فإن قلت: كيف جاز حذف المفعول الأول؟ قلت: هو في الأصل مبتدأ، فحذف كما حذف المبتدأ في قوله: "أحياء" والمعنى: هم أحياء لدلالة الكلام عليهما، وقرئ: (ولا تحسبن) بفتح السين، (وقتلوا) بالتشديد، (وأحياء) بالنصب على معنى: بل احسبهم أحياء
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169عند ربهم مقربون عنده ذوو زلفى، كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=38فالذين عند ربك [فصلت: 38].
"يرزقون": مثل ما يرزق سائر الأحياء يأكلون ويشربون، وهو تأكيد لكونهم أحياء، ووصف لحالهم التي هم عليها من التنعم برزق الله
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=170فرحين بما آتاهم الله من فضله : وهو التوفيق في الشهادة وما ساق إليهم من الكرامة والتفضيل على غيرهم، من كونهم أحياء مقربين معجلا لهم رزق الجنة ونعيمها.
وعن النبي - صلى الله عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=674081 "لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر تدور في أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش".
ويستبشرون بإخوانهم المجاهدين ( الذين لم يلحقوا بهم ) أي: لم يقتلوا فيلحقوا بهم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=170من خلفهم يريد الذين من خلفهم قد بقوا بعدهم وهم قد تقدموهم، وقيل: (لم يلحقوا بهم) لم يدركوا فضلهم ومنزلتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=170ألا خوف عليهم بدل من "الذين" والمعنى: ويستبشرون بما تبين لهم من حال من تركوا خلفهم من المؤمنين، وهو أنهم يبعثون آمنين يوم القيامة.
بشرهم الله بذلك فهم مستبشرون به، وفي ذكر حال الشهداء واستبشارهم بمن خلفهم بعث للباقين بعدهم على ازدياد الطاعة، والجد في الجهاد، والرغبة في نيل منازل الشهداء وإصابة فضلهم، وإحماد لحال من يرى نفسه في خير فيتمنى مثله لإخوانه في الله، وبشرى للمؤمنين بالفوز في
[ ص: 659 ] المآب، وكرر "يستبشرون" ليعلق به ما هو بيان لقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=170ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون من ذكر النعمة والفضل، وأن ذلك أجر لهم على إيمانهم يجب في عدل الله وحكمته أن يحصل لهم ولا يضيع.
وقرئ (وأن الله) بالفتح عطفا على النعمة والفضل، وبالكسر على الابتداء وعلى أن الجملة اعتراض، وهي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي ، وتعضدها قراءة
عبد الله : (والله لا يضيع).
nindex.php?page=treesubj&link=28974_25561_31706_32350_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28974_25561_28723_29675_31706_32350nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=170فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28974_25561_28723_30364_34141nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=171يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهِ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169وَلا تَحْسَبَنَّ : الْخِطَابُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ لِكُلِّ أَحَدٍ، وَقُرِئَ بِالْيَاءِ عَلَى: وَلَا يَحْسَبَنَّ
[ ص: 658 ] رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَوْ: وَلَا يَحْسَبَنَّ حَاسِبٌ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169الَّذِينَ قُتِلُوا فَاعِلًا، وَيَكُونُ التَّقْدِيرُ: وَلَا يَحْسَبَنَّهُمُ الَّذِينَ قُتِلُوا أَمْوَاتًا، أَيْ: لَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا أَنْفُسَهُمْ أَمْوَاتًا.
فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ جَازَ حَذْفُ الْمَفْعُولِ الْأَوَّلِ؟ قُلْتُ: هُوَ فِي الْأَصْلِ مُبْتَدَأٌ، فَحُذِفَ كَمَا حُذِفَ الْمُبْتَدَأُ فِي قَوْلِهِ: "أَحْيَاءٌ" وَالْمَعْنَى: هُمْ أَحْيَاءٌ لِدَلَالَةِ الْكَلَامِ عَلَيْهِمَا، وَقُرِئَ: (وَلَا تَحْسَبَنَّ) بِفَتْحِ السِّينِ، (وَقُتِّلُوا) بِالتَّشْدِيدِ، (وَأَحْيَاءً) بِالنَّصْبِ عَلَى مَعْنَى: بَلِ احْسَبْهُمْ أَحْيَاءً
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169عِنْدَ رَبِّهِمْ مُقَرَّبُونَ عِنْدَهُ ذَوُو زُلْفَى، كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=38فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ [فُصِّلَتْ: 38].
"يُرْزَقُونَ": مِثْلَ مَا يُرْزَقُ سَائِرُ الْأَحْيَاءِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَهُوَ تَأْكِيدٌ لِكَوْنِهِمْ أَحْيَاءً، وَوَصْفٌ لِحَالِهِمُ الَّتِي هُمْ عَلَيْهَا مِنَ التَّنَعُّمِ بِرِزْقِ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=170فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ : وَهُوَ التَّوْفِيقُ فِي الشَّهَادَةِ وَمَا سَاقَ إِلَيْهِمْ مِنَ الْكَرَامَةِ وَالتَّفْضِيلِ عَلَى غَيْرِهِمْ، مِنْ كَوْنِهِمْ أَحْيَاءً مُقَرَّبِينَ مُعَجَّلًا لَهُمْ رِزْقُ الْجَنَّةِ وَنَعِيمُهَا.
وَعَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=674081 "لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ جَعَلَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَدُورُ فِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، وَتَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ".
وَيَسْتَبْشِرُونَ بِإِخْوَانِهِمُ الْمُجَاهِدِينَ ( الَّذِينَ لَمْ يُلْحِقُوا بِهِمْ ) أَيْ: لَمْ يُقْتَلُوا فَيَلْحَقُوا بِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=170مِنْ خَلْفِهِمْ يُرِيدُ الَّذِينَ مِنْ خَلْفِهِمْ قَدْ بَقُوا بَعْدَهُمْ وَهُمْ قَدْ تَقَدَّمُوهُمْ، وَقِيلَ: (لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ) لَمْ يُدْرِكُوا فَضْلَهُمْ وَمَنْزِلَتَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=170أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ بَدَلٌ مِنَ "الَّذِينَ" وَالْمَعْنَى: وَيَسْتَبْشِرُونَ بِمَا تَبَيَّنَ لَهُمْ مِنْ حَالِ مَنْ تَرَكُوا خَلْفَهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَهُوَ أَنَّهُمْ يُبْعَثُونَ آمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
بَشَّرَهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ فَهُمْ مُسْتَبْشِرُونَ بِهِ، وَفِي ذِكْرِ حَالِ الشُّهَدَاءِ وَاسْتِبْشَارِهِمْ بِمَنْ خَلْفَهُمْ بَعْثٌ لِلْبَاقِينَ بَعْدَهُمْ عَلَى ازْدِيَادِ الطَّاعَةِ، وَالْجِدِّ فِي الْجِهَادِ، وَالرَّغْبَةِ فِي نَيْلِ مَنَازِلِ الشُّهَدَاءِ وَإِصَابَةِ فَضْلِهِمْ، وَإِحْمَادٌ لِحَالِ مَنْ يَرَى نَفْسَهُ فِي خَيْرٍ فَيَتَمَنَّى مِثْلَهُ لِإِخْوَانِهِ فِي اللَّهِ، وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ بِالْفَوْزِ فِي
[ ص: 659 ] الْمَآبِ، وَكَرَّرَ "يَسْتَبْشِرُونَ" لِيُعَلِّقَ بِهِ مَا هُوَ بَيَانٌ لِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=170أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ مِنْ ذِكْرِ النِّعْمَةِ وَالْفَضْلِ، وَأَنَّ ذَلِكَ أَجْرٌ لَهُمْ عَلَى إِيمَانِهِمْ يَجِبُ فِي عَدْلِ اللَّهِ وَحِكْمَتِهِ أَنْ يَحْصُلَ لَهُمْ وَلَا يَضِيعَ.
وَقُرِئَ (وَأَنَّ اللَّهَ) بِالْفَتْحِ عَطْفًا عَلَى النِّعْمَةِ وَالْفَضْلَ، وَبِالْكَسْرِ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَعَلَى أَنَّ الْجُمْلَةَ اعْتِرَاضٌ، وَهِيَ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيِّ ، وَتُعَضِّدُهَا قِرَاءَةُ
عَبْدِ اللَّهِ : (وَاللَّهُ لَا يُضِيعُ).