nindex.php?page=treesubj&link=29017_18669_19881_29778_29786_30549_30588_32363_34199nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين
جواب الشرط محذوف تقديره: إن كان القرآن من عند الله وكفرتم به ألستم ظالمين. ويدل على هذا المحذوف قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10إن الله لا يهدي القوم الظالمين والشاهد من بني إسرائيل:
nindex.php?page=hadith&LINKID=653082 nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ، لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة نظر إلى وجهه، فعلم أنه ليس بوجه كذاب. وتأمله فتحقق أنه هو النبي المنتظر وقال له: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل [ ص: 496 ] الجنة؟ وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه؟ فقال عليه الصلاة والسلام: "أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت، وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل نزعه، وإن سبق ماء المرأة نزعته". فقال: أشهد أنك رسول الله حقا، ثم قال: يا رسول الله، إن اليهود قوم بهت وإن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني عندك. فجاءت اليهود فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: أي رجل عبد الله فيكم؟ فقالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا. قال: أرأيتم إن أسلم عبد الله ؟ قالوا: أعاذه الله من ذلك، فخرج إليهم عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، فقالوا: شرنا وابن شرنا، انتقصوه. قال: هذا ما كنت أخاف عليه يا رسول الله وأحذر. nindex.php?page=hadith&LINKID=653528قال nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص : ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على وجه الأرض أنه من أهل الجنة إلا nindex.php?page=showalam&ids=106لعبد الله بن سلام ، وفيه نزل: nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله الضمير للقرآن، أي: على مثله في المعنى، وهو ما في التوراة من المعاني المطابقة لمعاني القرآن من التوحيد والوعد والوعيد وغير ذلك. ويدل عليه قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=196وإنه لفي زبر الأولين [الشعراء: 196]،
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=18إن هذا لفي الصحف الأولى [الأعلى: 18]،
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=3كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك [الشورى: 3] ويجوز أن يكون المعنى: إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد على نحو ذلك، يعني كونه من عند الله. فإن قلت: أخبرني عن نظم هذا الكلام لأقف على معناه من جهة النظم.
[ ص: 497 ] قلت: الواو الأولى عاطفة لكفرتم على فعل الشرط، كما عطفته "ثم" في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=52قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به [فصلت: 52] وكذلك الواو الآخرة عاطفة لاستكبرتم على شهد شاهد، وأما الواو في
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10وشهد شاهد فقد عطفت جملة قوله: ( شهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم ) على جملة قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10كان من عند الله وكفرتم به ونظيره قولك: إن أحسنت إليك وأسأت، وأقبلت عليك وأعرضت عني، لم نتفق في أنك أخذت ضميمتين فعطفتهما على مثليهما، والمعنى: قل أخبروني إن اجتمع كون القرآن من عند الله مع كفركم به، واجتمع شهادة أعلم بني إسرائيل على نزول مثله وإيمانه به، مع استكباركم عنه وعن الإيمان به، ألستم أضل الناس وأظلمهم؟ وقد جعل الإيمان في قوله: "فآمن" مسببا عن الشهادة على مثله; لأنه لما علم أن مثله أنزل على
موسى صلوات الله عليه، وأنه من جنس الوحي وليس من كلام البشر، وأنصف من نفسه فشهد عليه واعترف كان الإيمان نتيجة ذلك.
nindex.php?page=treesubj&link=29017_18669_19881_29778_29786_30549_30588_32363_34199nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنْ اللَّهِ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
جَوَابُ الشَّرْطِ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ: إِنْ كَانَ الْقُرْآنُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ أَلَسْتُمْ ظَالِمِينَ. وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا الْمَحْذُوفِ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ وَالشَّاهِدُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=653082 nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ ، لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ نَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ، فَعَلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ. وَتَأَمَّلَهُ فَتَحَقَّقَ أَنَّهُ هُوَ النَّبِيُّ الْمُنْتَظَرُ وَقَالَ لَهُ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ: مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؟ وَمَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ [ ص: 496 ] الْجَنَّةِ؟ وَمَا بَالُ الْوَلَدِ يَنْزِعُ إِلَى أَبِيهِ أَوْ إِلَى أُمِّهِ؟ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: "أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُهُمْ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ، وَأَمَّا الْوَلَدُ فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ نَزَعَهُ، وَإِنْ سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ نَزَعَتْهُ". فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهْتٌ وَإِنْ عَلِمُوا بِإِسْلَامِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ عَنِّي بَهَتُونِي عِنْدَكَ. فَجَاءَتِ الْيَهُودُ فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللَّهِ فيكُمْ؟ فَقَالُوا: خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا، وَسَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا، وَأَعْلَمُنَا وَابْنُ أَعْلَمِنَا. قَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ ؟ قَالُوا: أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالُوا: شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا، انْتَقَصُوهُ. قَالَ: هَذَا مَا كُنْتُ أَخَافُ عَلَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأُحْذَرُ. nindex.php?page=hadith&LINKID=653528قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ : مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا nindex.php?page=showalam&ids=106لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ ، وَفيهِ نَزَلَ: nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ الضَّمِيرُ لِلْقُرْآنِ، أَيْ: عَلَى مِثْلِهِ في الْمَعْنَى، وَهُوَ مَا في التَّوْرَاةِ مِنَ الْمَعَانِي الْمُطَابِقَةِ لِمَعَانِي الْقُرْآنِ مِنَ التَّوْحِيدِ وَالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=196وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ [الشُّعَرَاءُ: 196]،
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=18إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى [الْأَعْلَى: 18]،
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=3كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ [الشُّورَى: 3] وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى: إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ عَلَى نَحْوِ ذَلِكَ، يَعْنِي كَوْنُهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ. فَإِنْ قُلْتَ: أَخْبِرْنِي عَنْ نَظْمِ هَذَا الْكَلَامِ لِأَقِفَ عَلَى مَعْنَاهُ مِنْ جِهَةِ النَّظْمِ.
[ ص: 497 ] قُلْتُ: الْوَاوُ الْأُولَى عَاطِفَةُ لِكَفَرْتُمْ عَلَى فِعْلِ الشَّرْطِ، كَمَا عَطَفَتْهُ "ثُمَّ" في قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=52قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ [فُصِّلَتْ: 52] وَكَذَلِكَ الْوَاوُ الْآخِرَةُ عَاطِفَةٌ لِاسْتَكْبَرْتُمْ عَلَى شَهِدَ شَاهِدٌ، وَأَمَّا الْوَاوُ في
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10وَشَهِدَ شَاهِدٌ فَقَدْ عُطِفَتْ جُمْلَةُ قَوْلِهِ: ( شَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مَثَلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ ) عَلَى جُمْلَةِ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَنَظِيرُهُ قَوْلُكَ: إِنْ أَحْسَنْتُ إِلَيْكَ وَأَسَأْتَ، وَأَقْبَلْتُ عَلَيْكَ وَأَعْرَضْتَ عَنِّي، لَمْ نَتَّفِقْ في أَنَّكَ أَخَذْتَ ضَمِيمَتَيْنِ فَعَطَفَتْهُمَا عَلَى مِثْلَيْهِمَا، وَالْمَعْنَى: قُلْ أَخْبِرُونِي إِنِ اجْتَمَعَ كَوْنُ الْقُرْآنِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مَعَ كُفْرِكُمْ بِهِ، وَاجْتَمَعَ شَهَادَةُ أَعْلَمَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى نُزُولِ مِثْلِهِ وَإِيمَانِهِ بِهِ، مَعَ اسْتِكْبَارِكُمْ عَنْهُ وَعَنِ الْإِيمَانِ بِهِ، أَلَسْتُمْ أَضَلَّ النَّاسِ وَأَظْلَمَهُمْ؟ وَقَدْ جُعِلَ الْإِيمَانُ في قَوْلِهِ: "فَآمَنَ" مُسَبِّبًا عَنِ الشَّهَادَةِ عَلَى مِثْلِهِ; لِأَنَّهُ لَمَّا عَلِمَ أَنَّ مِثْلَهُ أُنْزِلَ عَلَى
مُوسَى صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَأَنَّهُ مِنْ جِنْسِ الْوَحْيِ وَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْبَشَرِ، وَأَنْصَفَ مِنْ نَفْسِهِ فَشَهِدَ عَلَيْهِ وَاعْتَرَفَ كَانَ الْإِيمَانُ نَتِيجَةَ ذَلِكَ.