nindex.php?page=treesubj&link=28976_31654_32211_34322_34384nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=87يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين nindex.php?page=treesubj&link=28976_19860_31654_32413_34383nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=88وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=87طيبات ما أحل الله لكم : ما طاب ولذ من الحلال ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=87لا تحرموا لا تمنعوها أنفسكم كمنع التحريم . أو لا تقولوا حرمناها على أنفسنا مبالغة منكم في العزم على تركها تزهدا منكم وتقشفا وروي :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف القيامة يوما لأصحابه ، فبالغ وأشبع الكلام في الإنذار ، فرقوا واجتمعوا في بيت nindex.php?page=showalam&ids=5559عثمان بن مظعون ، واتفقوا على ألا يزالوا صائمين قائمين ، وأن لا يناموا على الفرش ولا يأكلوا اللحم والودك ، ولا يقربوا النساء والطيب ، ويرفضوا الدنيا ويلبسوا المسوح ويسيحوا في الأرض ، ويجبوا مذاكيرهم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم : "إني لم أومر بذلك ، إن لأنفسكم عليكم حقا ، فصوموا وأفطروا ، وقوموا وناموا ، فإني أقوم وأنام وأصوم وأفطر ، وآكل اللحم والدسم ، وآتي النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني" ونزلت ، وروي :
أن [ ص: 284 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل الدجاج والفالوذ ، وكان يعجبه الحلواء والعسل ، وقال : "إن المؤمن حلو يحب الحلاوة" ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أن رجلا قال له : إني حرمت
[ ص: 285 ] الفراش فتلا هذه الآية وقال : "نم على فراشك وكفر عن يمينك" . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن أنه دعي إلى طعام ومعه
فرقد السنجي وأصحابه ، فقعدوا على المائدة وعليها الألوان من الدجاج المسمن والفالوذ وغير ذلك ، فاعتزل
فرقد ناحية ، فسأل
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : أهو صائم؟ قالوا : لا ، ولكنه يكره هذه الألوان . فأقبل
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن عليه وقال : يا
فريقد ، أترى لعاب النحل بلباب البر بخالص السمن يعيبه مسلم ، وعنه أنه قيل له : فلان لا يأكل الفالوذ ويقول : لا أؤدي شكره . قال : أفيشرب الماء البارد؟ قالوا : نعم . قال : إنه جاهل ، إن نعمة الله عليه في الماء البارد أكثر من نعمته عليه في الفالوذ ، وعنه إن الله تعالى أدب عباده فأحسن أدبهم . قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=7لينفق ذو سعة من سعته [الطلاق : 7] ما عاب الله قوما وسع عليهم الدنيا فتنعموا وأطاعوا ، ولا عذر قوما زواها عنهم فعصوه
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=87ولا تعتدوا : ولا تتعدوا حدود ما أحل الله لكم إلى ما حرم عليكم . أو ولا تسرفوا في تناول الطيبات . أو جعل تحريم الطيبات اعتداء وظلما ، فنهى عن الاعتداء ليدخل تحته النهي عن تحريمها دخولا أوليا لوروده على عقبه أو أراد ولا تعتدوا بذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=88وكلوا مما رزقكم الله أي : من الوجوه الطيبة التي تسمى رزقا
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=88حلالا : حال مما رزقكم الله
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=88واتقوا الله تأكيد للتوصية بما أمر به ، وزاده تأكيدا بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=88الذي أنتم به مؤمنون : لأن الإيمان به يوجب التقوى في الانتهاء إلى ما أمر به وعما نهى عنه .
nindex.php?page=treesubj&link=28976_31654_32211_34322_34384nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=87يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28976_19860_31654_32413_34383nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=88وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهُ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=87طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ : مَا طَابَ وَلَذَّ مِنَ الْحَلالِ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=87لا تُحَرِّمُوا لا تَمْنَعُوهَا أَنْفُسَكُمْ كَمَنْعِ التَّحْرِيمِ . أَوْ لا تَقُولُوا حَرَّمْنَاهَا عَلَى أَنْفُسِنَا مُبَالَغَةً مِنْكُمْ فِي الْعَزْمِ عَلَى تَرْكِهَا تَزَهُّدًا مِنْكُمْ وَتَقَشُّفًا وَرُوِيَ :
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفَ الْقِيَامَةَ يَوْمًا لِأَصْحَابِهِ ، فَبَالَغَ وَأَشْبَعَ الْكَلامَ فِي الْإِنْذَارِ ، فَرَّقُوا وَاجْتَمَعُوا فِي بَيْتِ nindex.php?page=showalam&ids=5559عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ ، وَاتَّفَقُوا عَلَى أَلَّا يَزَالُوا صَائِمِينَ قَائِمِينَ ، وَأَنْ لا يَنَامُوا عَلَى الْفُرُشِ وَلا يَأْكُلُوا اللَّحْمَ وَالْوَدَكَ ، وَلا يَقْرَبُوا النِّسَاءَ وَالطِّيبَ ، وَيَرْفُضُوا الدُّنْيَا وَيَلْبِسُوا الْمُسُوحَ وَيَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ ، وَيُجْبُوا مَذَاكِيرَهُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُمْ : "إِنِّي لِمَ أُومَرْ بِذَلِكَ ، إِنَّ لِأَنْفُسِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا ، فَصُومُوا وَأَفْطِرُوا ، وَقُومُوا وَنَامُوا ، فَإِنِّي أَقُومُ وَأَنَامُ وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَآكُلُ اللَّحْمَ وَالدَّسَمَ ، وَآتِي النِّسَاءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي" وَنَزَلَتْ ، وَرُوِيَ :
أَنَّ [ ص: 284 ] رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْكُلُ الدَّجَاجَ وَالْفَالُوذَ ، وَكَانَ يُعْجِبُهُ الْحَلْوَاءُ وَالْعَسَلُ ، وَقَالَ : "إِنَّ الْمُؤْمِنَ حُلْوٌ يُحِبُّ الْحَلاوَةَ" ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ : إِنِّي حَرَّمْتُ
[ ص: 285 ] الْفِرَاشَ فَتَلا هَذِهِ الْآيَةَ وَقَالَ : "نَمْ عَلَى فِرَاشِكَ وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ" . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ أَنَّهُ دُعِيَ إِلَى طَعَامٍ وَمَعَهُ
فَرْقَدٍ السِّنْجِيُّ وَأَصْحَابُهُ ، فَقَعَدُوا عَلَى الْمَائِدَةِ وَعَلَيْهَا الْأَلْوَانُ مِنَ الدَّجَاجِ الْمُسَمَّنِ وَالْفَالُوذِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، فَاعْتَزَلَ
فَرْقَدٌ نَاحِيَةً ، فَسَأَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : أَهْوَ صَائِمٌ؟ قَالُوا : لا ، وَلَكِنَّهُ يَكْرَهُ هَذِهِ الْأَلْوَانَ . فَأَقْبَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ عَلَيْهِ وَقَالَ : يَا
فُرَيْقَدُ ، أَتَرَى لُعَابَ النَّحْلِ بِلُبَابِ الْبُرِّ بِخَالِصِ السَّمْنِ يَعِيبُهُ مُسْلِمٌ ، وَعَنْهُ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ : فُلانٌ لا يَأْكُلُ الْفَالُوذَ وَيَقُولُ : لا أُؤَدِّي شُكْرَهُ . قَالَ : أَفَيَشْرَبُ الْمَاءَ الْبَارِدَ؟ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : إِنَّهُ جَاهِلٌ ، إِنَّ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي الْمَاءِ الْبَارِدِ أَكْثَرُ مِنْ نِعْمَتِهِ عَلَيْهِ فِي الْفَالُوذِ ، وَعَنْهُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَدَّبَ عِبَادَهُ فَأَحْسَنَ أَدَبَهُمْ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=7لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ [الطَّلاقِ : 7] مَا عَابَ اللَّهُ قَوْمًا وَسَّعَ عَلَيْهِمُ الدُّنْيَا فَتَنَعَّمُوا وَأَطَاعُوا ، وَلا عَذَرَ قَوْمًا زَوَاهَا عَنْهُمْ فَعَصَوْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=87وَلا تَعْتَدُوا : وَلا تَتَعَدَّوْا حُدُودَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ إِلَى مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ . أَوْ وَلا تُسْرِفُوا فِي تَنَاوُلِ الطَّيِّبَاتِ . أَوْ جَعَلَ تَحْرِيمَ الطَّيِّبَاتِ اعْتِدَاءً وَظُلْمًا ، فَنَهَى عَنِ الاعْتِدَاءِ لِيَدْخُلَ تَحْتَهُ النَّهْيُ عَنْ تَحْرِيمِهَا دُخُولًا أَوَّلِيًّا لِوُرُودِهِ عَلَى عَقِبِهِ أَوْ أَرَادَ وَلا تَعْتَدُوا بِذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=88وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ أَيْ : مِنَ الْوُجُوهِ الطَّيِّبَةِ الَّتِي تُسَمَّى رِزْقًا
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=88حَلالا : حَالٌ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=88وَاتَّقُوا اللَّهَ تَأْكِيدٌ لِلتَّوْصِيَةِ بِمَا أَمَرَ بِهِ ، وَزَادَهُ تَأْكِيدًا بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=88الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ : لِأَنَّ الْإِيمَانَ بِهِ يُوجِبُ التَّقْوَى فِي الانْتِهَاءِ إِلَى مَا أَمَرَ بِهِ وَعَمَّا نَهَى عَنْهُ .