nindex.php?page=treesubj&link=28982_25987_28723_30525_33522nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=113ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون
قرئ: "ولا تركنوا" بفتح الكاف وضمها مع فتح التاء، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو : بكسر التاء وفتح الكاف، على لغة
تميم في كسرهم حروف المضارعة إلا الياء في كل ما كان من باب علم يعلم; ونحوه قراءة من قرأ: "فتمسكم النار" بكسر التاء، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة : "ولا تركنوا" على البناء للمفعول، من أركنه إذا أماله، والنهي متناول للانحطاط في هواهم، والانقطاع إليهم، ومصاحبتهم ومجالستهم، وزيارتهم، ومداهنتهم، والرضا بأعمالهم، والتشبه بهم، والتزيي بزيهم، ومد العين إلى زهرتهم، وذكرهم بما فيه تعظيم لهم، وتأمل قوله: "ولا تركنوا": فإن الركون هو الميل اليسير، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=113إلى الذين ظلموا أي: إلى الذين وجد منهم الظلم، ولم يقل: إلى الظالمين، وحكي أن الموفق صلى خلف الإمام فقرأ بهذه الآية فغشي عليه، فلما أفاق قيل له، فقال: هذا فيمن ركن إلى من ظلم، فكيف بالظالم؟. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن -رحمه الله-: جعل الله الدين بين لاءين:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=81ولا تطغوا [طه: 81]،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=113ولا تركنوا ، ولما خالط
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري السلاطين كتب إليه أخ له في الدين: عافانا الله وإياك
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر من الفتن، فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك أن يدعو لك الله ويرحمك: أصبحت شيخا كبيرا، وقد أثقلتك نعم الله بما فهمك الله من كتابه وعلمك من سنة نبيه، وليس كذلك أخذ الله الميثاق على العلماء، قال الله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=187لتبيننه للناس ولا تكتمونه [آل عمران : 187]، واعلم أن أيسر ما ارتكبت وأخف ما احتملت: أنك آنست وحشة الظالم، وسهلت سبيل الغي بدنوك ممن لم يؤد حقا، ولم يترك باطلا، حين أدناك اتخذوك قطبا تدور عليك رحى باطلهم، وجسرا يعبرون عليك إلى بلائهم، وسلما يصعدون فيك إلى ضلالهم، يدخلون الشك بك على العلماء، ويقتادون بك قلوب الجهلاء، فما أيسر ما عمروا لك في جنب ما خربوا عليك، وما أكثر ما أخذوا منك في جنب ما أفسدوا عليك من دينك، فما يؤمنك أن تكون ممن قال الله فيهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=59فخلف من بعدهم خلف أضاعوا [ ص: 242 ] الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا [مريم: 59]، فإنك تعامل من لا يجهل، ويحفظ عليك من لا يغفل، فداو دينك فقد دخله سقم، وهيئ زادك فقد حضر السفر البعيد، وما يخفي على الله من شيء في الأرض ولا في السماء، والسلام .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان : في جهنم واد لا يسكنه إلا القراء الزائرون للملوك، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي : ما من شيء أبغض إلى الله من عالم يزور عاملا ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=80محمد بن مسلمة : الذباب على العذرة، أحسن من قارئ على باب هؤلاء، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
"من دعا لظالم بالبقاء، فقد أحب أن يعصى الله في أرضه"، ولقد سئل
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان عن ظالم أشرف على الهلاك في برية، هل يسقى شربة ماء ؟ فقال: لا، فقيل له: يموت ؟ فقال: دعه يموت،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=113وما لكم من دون الله من أولياء : حال من قوله: "فتمسكم" أي: فتمسكم النار وأنتم على هذه الحال، ومعناه: وما لكم من دون الله من أنصار يقدرون على منعكم من عذابه، لا يقدر على منعكم من غيره،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=113ثم لا تنصرون : ثم لا ينصركم هو، لأنه وجب في حكمته تعذيبكم وترك الإبقاء عليكم .
فإن قلت: فما معنى "ثم" ؟
قلت: معناها: الاستبعاد، لأن النصرة من الله مستبعدة مع استيجابهم العذاب واقتضاء حكمته له .
nindex.php?page=treesubj&link=28982_25987_28723_30525_33522nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=113وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ
قُرِئَ: "وَلَا تَرْكَنُوا" بِفَتْحِ الْكَافِ وَضَمِّهَا مَعَ فَتْحِ التَّاءِ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبِي عَمْرٍو : بِكَسْرِ التَّاءِ وَفَتْحِ الْكَافِ، عَلَى لُغَةِ
تَمِيمٍ فِي كَسْرِهِمْ حُرُوفَ الْمُضَارَعَةِ إِلَّا الْيَاءَ فِي كُلِّ مَا كَانَ مِنْ بَابِ عَلِمَ يَعْلَمُ; وَنَحْوُهُ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ: "فَتِمَسَّكُمُ النَّارُ" بِكَسْرِ التَّاءِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ : "وَلَا تُرْكَنُوا" عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ، مِنْ أَرْكَنَهُ إِذَا أَمَالَهُ، وَالنَّهْيُ مُتَنَاوِلٌ لِلِانْحِطَاطِ فِي هَوَاهُمْ، وَالِانْقِطَاعِ إِلَيْهِمْ، وَمُصَاحَبَتِهِمْ وَمُجَالَسَتِهِمْ، وَزِيَارَتِهِمْ، وَمُدَاهَنَتِهِمْ، وَالرِّضَا بِأَعْمَالِهِمْ، وَالتَّشَبُّهِ بِهِمْ، وَالتَّزَيِّي بِزِيِّهِمْ، وَمَدِّ الْعَيْنِ إِلَى زَهْرَتِهِمْ، وَذِكْرِهِمْ بِمَا فِيهِ تَعْظِيمٌ لَهُمْ، وَتَأَمَّلْ قَوْلَهُ: "وَلَا تَرْكَنُوا": فَإِنَّ الرُّكُونَ هُوَ الْمَيْلُ الْيَسِيرُ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=113إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيْ: إِلَى الَّذِينَ وُجِدَ مِنْهُمُ الظُّلْمُ، وَلَمْ يَقُلْ: إِلَى الظَّالِمِينَ، وَحُكِيَ أَنَّ الْمُوَفَّقَ صَلَّى خَلْفَ الْإِمَامِ فَقَرَأَ بِهَذِهِ الْآيَةِ فَغُشِيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قِيلَ لَهُ، فَقَالَ: هَذَا فِيمَنْ رَكَنَ إِلَى مَنْ ظَلَمَ، فَكَيْفَ بِالظَّالِمِ؟. وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: جَعَلَ اللَّهُ الدِّينَ بَيْنَ لَاءَيْنِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=81وَلا تَطْغَوْا [طَهَ: 81]،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=113وَلا تَرْكَنُوا ، وَلَمَّا خَالَطَ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيُّ السَّلَاطِينَ كَتَبَ إِلَيْهِ أَخٌ لَهُ فِي الدِّينِ: عَافَانَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ مِنَ الْفِتَنِ، فَقَدْ أَصْبَحْتَ بِحَالٍ يَنْبَغِي لِمَنْ عَرَفَكَ أَنْ يَدْعُوَ لَكَ اللَّهَ وَيَرْحَمَكَ: أَصْبَحْتَ شَيْخًا كَبِيرًا، وَقَدْ أَثْقَلَتْكَ نِعَمُ اللَّهِ بِمَا فَهَّمَكَ اللَّهُ مِنْ كِتَابِهِ وَعَلَّمَكَ مِنْ سُنَّةِ نَبِيِّهِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ أَخْذُ اللَّهِ الْمِيثَاقَ عَلَى الْعُلَمَاءِ، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=187لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ [آلُ عِمْرَانَ : 187]، وَاعْلَمْ أَنَّ أَيْسَرَ مَا ارْتَكَبْتَ وَأَخَفَّ مَا احْتَمَلْتَ: أَنَّكَ آنَسْتَ وَحْشَةَ الظَّالِمِ، وَسَهَّلْتَ سَبِيلَ الْغَيِّ بِدُنُوِّكَ مِمَّنْ لَمْ يُؤَدِّ حَقًّا، وَلَمْ يَتْرُكْ بَاطِلًا، حِينَ أَدْنَاكَ اتَّخَذُوكَ قُطْبًا تَدُورُ عَلَيْكَ رَحَى بَاطِلِهِمْ، وَجِسْرًا يُعْبُرُونَ عَلَيْكَ إِلَى بَلَائِهِمْ، وَسُلَّمًا يَصْعَدُونَ فِيكَ إِلَى ضَلَالِهِمْ، يُدْخِلُونَ الشَّكَّ بِكَ عَلَى الْعُلَمَاءِ، وَيَقْتَادُونَ بِكَ قُلُوبَ الْجُهَلَاءِ، فَمَا أَيْسَرَ مَا عَمَّرُوا لَكَ فِي جَنْبِ مَا خَرَّبُوا عَلَيْكَ، وَمَا أَكْثَرَ مَا أَخَذُوا مِنْكَ فِي جَنْبِ مَا أَفْسَدُوا عَلَيْكَ مِنْ دِينِكَ، فَمَا يُؤَمِّنُكَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=59فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا [ ص: 242 ] الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا [مَرْيَمُ: 59]، فَإِنَّكَ تُعَامِلُ مَنْ لَا يَجْهَلُ، وَيَحْفَظُ عَلَيْكَ مَنْ لَا يَغْفُلُ، فَدَاوِ دِينَكَ فَقَدْ دَخَلَهُ سُقْمٌ، وَهَيَّئْ زَادَكَ فَقَدْ حَضَرَ السَّفَرُ الْبَعِيدُ، وَمَا يَخْفي عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ، وَالسَّلَامُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16008سُفْيَانُ : فِي جَهَنَّمَ وَادٍ لَا يَسْكُنُهُ إِلَّا الْقُرَّاءُ الزَّائِرُونَ لِلْمُلُوكِ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13760الْأَوْزَاعِيِّ : مَا مِنْ شَيْءٍ أَبْغَضَ إِلَى اللَّهِ مِنْ عَالِمٍ يَزُورُ عَامِلًا ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=80مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ : الذُّبَابُ عَلَى الْعَذْرَةِ، أَحْسَنُ مِنْ قَارِئٍ عَلَى بَابِ هَؤُلَاءِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
"مَنْ دَعَا لِظَالِمٍ بِالْبَقَاءِ، فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ يُعْصَى اللَّهُ فِي أَرْضِهِ"، وَلَقَدْ سُئِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=16008سُفْيَانُ عَنْ ظَالِمٍ أَشْرَفَ عَلَى الْهَلَاكِ فِي بَرِّيَّةٍ، هَلْ يُسْقَى شَرْبَةَ مَاءٍ ؟ فَقَالَ: لَا، فَقِيلَ لَهُ: يَمُوتُ ؟ فَقَالَ: دَعْهُ يَمُوتُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=113وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ : حَالٌ مِنْ قَوْلِهِ: "فَتَمَسَّكُمْ" أَيْ: فَتَمَسُّكُمُ النَّارُ وَأَنْتُمْ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ، وَمَعْنَاهُ: وَمَا لَكَمَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَنْصَارٍ يَقْدِرُونَ عَلَى مَنْعِكُمْ مِنْ عَذَابِهِ، لَا يَقْدِرُ عَلَى مَنْعِكُمْ مِنْ غَيْرِهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=113ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ : ثُمَّ لَا يَنْصُرُكُمْ هُوَ، لِأَنَّهُ وَجَبَ فِي حِكْمَتِهِ تَعْذِيبُكُمْ وَتَرْكُ الْإِبْقَاءِ عَلَيْكُمْ .
فَإِنْ قُلْتَ: فَمَا مَعْنَى "ثُمَّ" ؟
قُلْتُ: مَعْنَاهَا: الِاسْتِبْعَادُ، لِأَنَّ النُّصْرَةَ مِنَ اللَّهِ مُسْتَبْعَدَةٌ مَعَ اسْتِيجَابِهِمُ الْعَذَابَ وَاقْتِضَاءِ حِكْمَتِهِ لَهُ .