nindex.php?page=treesubj&link=28973_30549_30554_32026nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=6إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون [ ص: 41 ] nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=6إن الذين كفروا لما ذكر خاصة عباده، وخلاصة أوليائه بصفاتهم التي أهلتهم للهدى والفلاح، عقبهم بأضدادهم العتاة المردة، الذين لا ينفع فيهم الهدى ولا تغني عنهم الآيات والنذر، ولم يعطف قصتهم على قصة المؤمنين كما عطف في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=13إن الأبرار لفي نعيم nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=14وإن الفجار لفي جحيم لتباينهما في الغرض، فإن الأولى سيقت لذكر الكتاب وبيان شأنه والأخرى مسوقة لشرح تمردهم، وانهماكهم في الضلال، و (إن) من الحروف التي تشابه الفعل في عدد الحروف والبناء على الفتح ولزوم الأسماء وإعطاء معانيه، والمتعدي خاصة في دخولها على اسمين. ولذلك أعملت عمله الفرعي وهو نصب الجزء الأول ورفع الثاني إيذانا بأنه فرع في العمل دخيل فيه.
وقال الكوفيون: الخبر قبل دخولها كان مرفوعا بالخبرية، وهي بعد باقية مقتضية للرفع قضية للاستصحاب فلا يرفعه الحرف. وأجيب بأن اقتضاء الخبرية الرفع مشروط بالتجرد لتخلفه عنها في خبر كان، وقد زال بدخولها فتعين إعمال الحرف. وفائدتها تأكيد النسبة وتحقيقها، ولذلك يتلقى بها القسم ويصدر بها الأجوبة، وتذكر في معرض الشك مثل قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=83ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=84إنا مكنا له في الأرض ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=104وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين قال
المبرد (قولك: عبد الله قائم) إخبار عن قيامه، وإن عبد الله قائم، جواب سائل عن قيامه، وإن عبد الله لقائم، جواب منكر لقيامه.
وتعريف الموصول: إما للعهد، والمراد به ناس بأعيانهم
كأبي لهب، وأبي جهل، والوليد بن المغيرة، وأحبار اليهود. أو للجنس، متناولا من صمم على الكفر، وغيرهم. فخص منهم غير المصرين بما أسند إليه. والكفر لغة: ستر النعمة، وأصله الكفر بالفتح وهو الستر، ومنه قيل للزارع ولليل كافر، ولكمام الثمرة كافور. وفي الشرع: إنكار ما علم بالضرورة مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم به، وإنما عد لبس الغيار وشد الزنار ونحوهما كفرا لأنها تدل على التكذيب، فإن من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم لا يجترئ عليها ظاهرا لا لأنها كفر في أنفسها.
واحتجت
المعتزلة بما جاء في القرآن بلفظ الماضي على حدوثه لاستدعائه سابقة المخبر عنه، وأجيب بأنه مقتضى التعلق وحدوثه لا يستلزم حدوث الكلام كما في العلم.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=6سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم خبر إن وسواء اسم بمعنى الاستواء، نعت به كما نعت بالمصادر قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=64تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم رفع بأنه خبر إن وما بعده مرتفع به على الفاعلية كأنه قيل: إن الذين كفروا مستو عليهم إنذارك وعدمه، أو بأنه خبر لما بعده بمعنى: إنذارك وعدمه سيان عليهم، والفعل إنما يمتنع الإخبار عنه إذا أريد به تمام ما وضع له، أما لو أطلق وأريد به اللفظ، أو مطلق الحدث المدلول عليه ضمنا على الاتساع فهو كالاسم في الإضافة والإسناد إليه كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=13وإذا قيل لهم آمنوا وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119الصادقين صدقهم وقولهم: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه.
وإنما عدل هاهنا عن المصدر إلى الفعل لما فيه من إيهام التجدد وحسن دخول الهمزة، وأم عليه لتقرير معنى الاستواء وتأكيده، فإنهما جردتا عن معنى الاستفهام لمجرد الاستواء، كما جردت حروف النداء عن الطلب لمجرد التخصيص في قولهم: اللهم اغفر لنا أيتها العصابة.
والإنذار: التخويف أريد به التخويف من عذاب الله، وإنما اقتصر عليه دون البشارة لأنه أوقع في القلب وأشد تأثيرا في النفس، من حيث إن دفع الضر أهم من جلب النفع، فإذا لم ينفع فيهم كانت البشارة بعدم النفع أولى، وقرئ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=6أأنذرتهم بتحقيق الهمزتين وتخفيف الثانية بين بين، وقلبها ألفا وهو لحن لأن المتحركة لا تقلب، ولأنه يؤدي إلى جمع الساكنين على غير حده، وبتوسيط ألف بينهما محققتين، وبتوسيطها والثانية بين (بين) وبحذف الاستفهامية، وبحذفها وإلقاء حركتها على الساكن قبلها.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=6لا يؤمنون جملة مفسرة لإجمال ما قبلها فيما فيه الاستواء فلا محل لها أو حال مؤكدة. أو بدل عنه. أو خبر إن والجملة قبلها اعتراض بما هو علة الحكم.
[ ص: 42 ] والآية مما احتج به من جوز
nindex.php?page=treesubj&link=20716تكليف ما لا يطاق، فإنه سبحانه وتعالى أخبر عنهم بأنهم لا يؤمنون وأمرهم بالإيمان، فلو آمنوا انقلب خبره كذبا. وشمل إيمانهم الإيمان بأنهم لا يؤمنون فيجتمع الضدان، والحق أن التكليف بالممتنع لذاته وإن جاز عقلا من حيث إن الأحكام لا تستدعي غرضا سيما الامتثال، لكنه غير واقع للاستقراء، والإخبار بوقوع الشيء أو عدمه لا ينفي القدرة عليه كإخباره تعالى عما يفعله هو أو العبد باختياره، وفائدة الإنذار بعد العلم بأنه لا ينجع إلزام الحجة، وحيازة الرسول فضل الإبلاغ، ولذلك قال
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=6سواء عليهم ولم يقل: سواء عليك. كما قال لعبدة الأصنام
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=193سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون .
وفي الآية إخبار بالغيب على ما هو به إن أريد بالموصول أشخاص بأعيانهم فهي من المعجزات.
nindex.php?page=treesubj&link=28973_30549_30554_32026nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=6إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ [ ص: 41 ] nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=6إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَمَّا ذَكَرَ خَاصَّةَ عِبَادِهِ، وَخُلَاصَةَ أَوْلِيَائِهِ بِصِفَاتِهِمُ الَّتِي أَهَّلَتْهُمْ لِلْهُدَى وَالْفَلَاحِ، عَقَّبَهُمْ بِأَضْدَادِهِمُ الْعُتَاةِ الْمَرَدَةِ، الَّذِينَ لَا يَنْفَعُ فِيهِمُ الْهُدَى وَلَا تُغْنِي عَنْهُمُ الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ، وَلَمْ يَعْطِفْ قِصَّتَهُمْ عَلَى قِصَّةِ الْمُؤْمِنِينَ كَمَا عَطَفَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=13إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=14وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ لِتَبَايُنِهِمَا فِي الْغَرَضِ، فَإِنَّ الْأُولَى سِيقَتْ لِذِكْرِ الْكِتَابِ وَبَيَانِ شَأْنِهِ وَالْأُخْرَى مَسُوقَةٌ لِشَرْحِ تَمَرُّدِهِمْ، وَانْهِمَاكِهِمْ فِي الضَّلَالِ، وَ (إِنَّ) مِنَ الْحُرُوفِ الَّتِي تُشَابِهُ الْفِعْلَ فِي عَدَدِ الْحُرُوفِ وَالْبِنَاءِ عَلَى الْفَتْحِ وَلُزُومِ الْأَسْمَاءِ وَإِعْطَاءِ مَعَانِيهِ، وَالْمُتَعَدِّي خَاصَّةً فِي دُخُولِهَا عَلَى اسْمَيْنِ. وَلِذَلِكَ أَعْمَلَتْ عَمَلَهُ الْفَرْعِيَّ وَهُوَ نَصْبُ الْجُزْءِ الْأَوَّلِ وَرَفْعِ الثَّانِي إِيذَانًا بِأَنَّهُ فَرْعٌ فِي الْعَمَلِ دَخِيلٌ فِيهِ.
وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ: الْخَبَرُ قَبْلَ دُخُولِهَا كَانَ مَرْفُوعًا بِالْخَبَرِيَّةِ، وَهِيَ بَعْدُ بَاقِيَةٌ مُقْتَضِيَةٌ لِلرَّفْعِ قَضِيَّةٌ لِلِاسْتِصْحَابِ فَلَا يَرْفَعُهُ الْحَرْفُ. وَأُجِيبُ بِأَنَّ اقْتِضَاءَ الْخَبَرِيَّةِ الرَّفْعَ مَشْرُوطٌ بِالتَّجَرُّدِ لِتَخَلُّفِهِ عَنْهَا فِي خَبَرِ كَانَ، وَقَدْ زَالَ بِدُخُولِهَا فَتَعَيَّنَ إِعْمَالُ الْحَرْفِ. وَفَائِدَتُهَا تَأْكِيدُ النِّسْبَةِ وَتَحْقِيقُهَا، وَلِذَلِكَ يُتَلَقَّى بِهَا الْقَسَمُ وَيَصْدُرُ بِهَا الْأَجْوِبَةُ، وَتُذْكَرُ فِي مَعْرِضِ الشَّكِّ مِثْلَ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=83وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=84إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=104وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ قَالَ
الْمُبَرِّدُ (قَوْلُكَ: عَبْدُ اللَّهِ قَائِمٌ) إِخْبَارٌ عَنْ قِيَامِهِ، وَإِنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَائِمٌ، جَوَابُ سَائِلٍ عَنْ قِيَامِهِ، وَإِنَّ عَبْدَ اللَّهِ لَقَائِمٌ، جَوَابُ مُنْكِرٍ لِقِيَامِهِ.
وَتَعْرِيفُ الْمَوْصُولِ: إِمَّا لِلْعَهْدِ، وَالْمُرَادُ بِهِ نَاسٌ بِأَعْيَانِهِمْ
كَأَبِي لَهَبٍ، وَأَبِي جَهْلٍ، وَالْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَأَحْبَارِ الْيَهُودِ. أَوْ لِلْجِنْسِ، مُتَنَاوِلًا مَنْ صَمَّمَ عَلَى الْكُفْرِ، وَغَيْرَهُمْ. فَخَصَّ مِنْهُمْ غَيْرَ الْمُصِرِّينَ بِمَا أُسْنِدَ إِلَيْهِ. وَالْكُفْرُ لُغَةً: سَتْرُ النِّعْمَةِ، وَأَصْلُهُ الْكَفْرُ بِالْفَتْحِ وَهُوَ السَّتْرُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلزَّارِعِ وَلِلَّيْلِ كَافِرٌ، وَلِكِمَامِ الثَّمَرَةِ كَافُورٌ. وَفِي الشَّرْعِ: إِنْكَارُ مَا عُلِمَ بِالضَّرُورَةِ مَجِيءُ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ، وَإِنَّمَا عُدَّ لُبْسُ الْغِيَارِ وَشَدُّ الزُّنَّارِ وَنَحْوُهُمَا كُفْرًا لِأَنَّهَا تَدُلُّ عَلَى التَّكْذِيبِ، فَإِنَّ مَنْ صَدَّقَ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَجْتَرِئُ عَلَيْهَا ظَاهِرًا لَا لِأَنَّهَا كُفْرٌ فِي أَنْفُسِهَا.
وَاحْتَجَّتِ
الْمُعْتَزِلَةُ بِمَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ بِلَفْظِ الْمَاضِي عَلَى حُدُوثِهِ لِاسْتِدْعَائِهِ سَابِقَةَ الْمُخْبِرِ عَنْهُ، وَأُجِيبُ بِأَنَّهُ مُقْتَضَى التَّعَلُّقِ وَحُدُوثُهُ لَا يَسْتَلْزِمُ حُدُوثَ الْكَلَامِ كَمَا فِي الْعِلْمِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=6سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ خَبَرُ إِنَّ وَسَوَاءٌ اسْمٌ بِمَعْنَى الِاسْتِوَاءِ، نُعِتَ بِهِ كَمَا نُعِتَ بِالْمَصَادِرِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=64تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ رُفِعَ بِأَنَّهُ خَبَرُ إِنَّ وَمَا بَعْدَهُ مُرْتَفِعٌ بِهِ عَلَى الْفَاعِلِيَّةِ كَأَنَّهُ قِيلَ: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُسْتَوٍ عَلَيْهِمْ إِنْذَارُكَ وَعَدَمُهُ، أَوْ بِأَنَّهُ خَبَرٌ لِمَا بَعْدَهُ بِمَعْنَى: إِنْذَارُكَ وَعَدَمُهُ سِيَّانِ عَلَيْهِمْ، وَالْفِعْلُ إِنَّمَا يَمْتَنِعُ الْإِخْبَارُ عَنْهُ إِذَا أُرِيدَ بِهِ تَمَامُ مَا وُضِعَ لَهُ، أَمَّا لَوْ أُطْلِقُ وَأُرِيدُ بِهِ اللَّفْظُ، أَوْ مُطْلَقُ الْحَدَثِ الْمَدْلُولِ عَلَيْهِ ضِمْنًا عَلَى الِاتِّسَاعِ فَهُوَ كَالِاسْمِ فِي الْإِضَافَةِ وَالْإِسْنَادِ إِلَيْهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=13وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا وَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ وَقَوْلِهِمْ: تَسْمَعُ بِالْمُعَيْدِيِّ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَرَاهُ.
وَإِنَّمَا عَدَلَ هَاهُنَا عَنِ الْمَصْدَرِ إِلَى الْفِعْلِ لِمَا فِيهِ مِنْ إِيهَامِ التَّجَدُّدِ وَحُسْنِ دُخُولِ الْهَمْزَةِ، وَأَمْ عَلَيْهِ لِتَقْرِيرِ مَعْنَى الِاسْتِوَاءِ وَتَأْكِيدِهِ، فَإِنَّهُمَا جُرِّدَتَا عَنْ مَعْنَى الِاسْتِفْهَامِ لِمُجَرَّدِ الِاسْتِوَاءِ، كَمَا جُرِّدَتْ حُرُوفُ النِّدَاءِ عَنِ الطَّلَبِ لِمُجَرَّدِ التَّخْصِيصِ فِي قَوْلِهِمُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ.
وَالْإِنْذَارُ: التَّخْوِيفُ أُرِيدَ بِهِ التَّخْوِيفُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، وَإِنَّمَا اقْتَصَرَ عَلَيْهِ دُونَ الْبِشَارَةِ لِأَنَّهُ أَوْقَعُ فِي الْقَلْبِ وَأَشَدُّ تَأْثِيرًا فِي النَّفْسِ، مِنْ حَيْثُ إِنَّ دَفْعَ الضُّرِّ أَهَمُّ مِنْ جَلْبِ النَّفْعِ، فَإِذَا لَمْ يَنْفَعْ فِيهِمْ كَانَتِ الْبِشَارَةُ بِعَدَمِ النَّفْعِ أَوْلَى، وَقُرِئَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=6أَأَنْذَرْتَهُمْ بِتَحْقِيقِ الْهَمْزَتَيْنِ وَتَخْفِيفِ الثَّانِيَةِ بَيْنَ بَيْنَ، وَقَلْبِهَا أَلِفًا وَهُوَ لَحْنٌ لِأَنَّ الْمُتَحَرِّكَةَ لَا تُقْلَبُ، وَلِأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى جَمْعِ السَّاكِنَيْنٍ عَلَى غَيْرِ حَدِّهِ، وَبِتَوْسِيطِ أَلِفٍ بَيْنَهُمَا مُحَقَّقَتَيْنِ، وَبِتَوْسِيطِهَا وَالثَّانِيَةِ بَيْنَ (بَيْنَ) وَبِحَذْفِ الِاسْتِفْهَامِيَّةِ، وَبِحَذْفِهَا وَإِلْقَاءِ حَرَكَتِهَا عَلَى السَّاكِنِ قَبْلَهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=6لا يُؤْمِنُونَ جُمْلَةٌ مُفَسِّرَةٌ لِإِجْمَالِ مَا قَبْلَهَا فِيمَا فِيهِ الِاسْتِوَاءُ فَلَا مَحَلَّ لَهَا أَوْ حَالٌ مُؤَكِّدَةٌ. أَوْ بَدَلٌ عَنْهُ. أَوْ خَبَرُ إِنَّ وَالْجُمْلَةُ قَبْلَهَا اعْتِرَاضٌ بِمَا هُوَ عِلَّةُ الْحُكْمِ.
[ ص: 42 ] وَالْآيَةُ مِمَّا احْتَجَّ بِهِ مَنْ جَوَّزَ
nindex.php?page=treesubj&link=20716تَكْلِيفَ مَا لَا يُطَاقُ، فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَخْبَرَ عَنْهُمْ بِأَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ وَأَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ، فَلَوْ آمَنُوا انْقَلَبَ خَبَرُهُ كَذِبًا. وَشَمَلَ إِيمَانُهُمُ الْإِيمَانَ بِأَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ فَيَجْتَمِعُ الضِّدَّانِ، وَالْحَقُّ أَنَّ التَّكْلِيفَ بِالْمُمْتَنِعِ لِذَاتِهِ وَإِنْ جَازَ عَقْلًا مِنْ حَيْثُ إِنَّ الْأَحْكَامَ لَا تَسْتَدْعِي غَرَضًا سِيَّمَا الِامْتِثَالَ، لَكِنَّهُ غَيْرُ وَاقِعٍ لِلِاسْتِقْرَاءِ، وَالْإِخْبَارُ بِوُقُوعِ الشَّيْءِ أَوْ عَدَمِهِ لَا يَنْفِي الْقُدْرَةَ عَلَيْهِ كَإِخْبَارِهِ تَعَالَى عَمَّا يَفْعَلُهُ هُوَ أَوِ الْعَبْدُ بِاخْتِيَارِهِ، وَفَائِدَةُ الْإِنْذَارِ بَعْدَ الْعِلْمِ بِأَنَّهُ لَا يَنْجَعُ إِلْزَامُ الْحُجَّةِ، وَحِيَازَةُ الرَّسُولِ فَضْلَ الْإِبْلَاغِ، وَلِذَلِكَ قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=6سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَقُلْ: سَوَاءٌ عَلَيْكَ. كَمَا قَالَ لِعَبَدَةِ الْأَصْنَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=193سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ .
وَفِي الْآيَةِ إِخْبَارٌ بِالْغَيْبِ عَلَى مَا هُوَ بِهِ إِنْ أُرِيدَ بِالْمَوْصُولِ أَشْخَاصٌ بِأَعْيَانِهِمْ فَهِيَ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ.