قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=106قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال اخسئوا فيها ولا تكلمون nindex.php?page=treesubj&link=28994قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=106قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا قراءة أهل
المدينة ، وأبي عمرو ، وعاصم شقوتنا ، وقرأ
الكوفيون إلا
عاصما ( شقاوتنا ) . وهذه القراءة مروية عن
ابن مسعود ، والحسن . ويقال : شقاء وشقا ؛ بالمد والقصر . وأحسن ما قيل في معناه : غلبت علينا لذاتنا وأهواؤنا ؛ فسمى اللذات والأهواء شقوة ، لأنهما يؤديان إليها ، كما قال الله - عز وجل - :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=10إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا ؛ لأن ذلك يؤديهم إلى النار . وقيل : ما سبق في علمك وكتب علينا في أم الكتاب من الشقاوة . وقيل : حسن الظن بالنفس وسوء الظن بالخلق .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=106وكنا قوما ضالين أي كنا في فعلنا ضالين عن الهدى . وليس هذا اعتذار منهم إنما هو إقرار ، ويدل على ذلك قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=107ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون طلبوا الرجعة إلى الدنيا كما طلبوها عند الموت .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=107فإن عدنا إلى الكفر
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=107فإنا ظالمون لأنفسنا بالعود إليه فيجابون بعد ألف سنة :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=108اخسئوا فيها ولا تكلمون أي ابعدوا في جهنم ؛ كما يقال للكلب : اخسأ ؛ أي ابعد . خسأت الكلب خسئا طردته . وخسأ الكلب بنفسه خسوءا ،
[ ص: 142 ] يتعدى ولا يتعدى . وانخسأ الكلب أيضا . وذكر
ابن المبارك قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة ، عن
قتادة يذكره عن
أبي أيوب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص قال : إن أهل جهنم يدعون
مالكا فلا يجيبهم أربعين عاما ، ثم يرد عليهم : إنكم ماكثون . قال : هانت والله دعوتهم على
مالك ورب مالك . قال : ثم يدعون ربهم فيقولون :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=106ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين . ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون . قال : فيسكت عنهم قدر الدنيا مرتين . قال : ثم يرد عليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=108اخسئوا فيها قال : فوالله ما نبس القوم بعدها بكلمة ، وما هو إلا الزفير والشهيق من نار جهنم فشبه أصواتهم بصوت الحمير ، أولها زفير وآخرها شهيق . خرجه
الترمذي مرفوعا بمعناه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء . وقال
قتادة : صوت الكفار في النار كصوت الحمار ، أوله زفير وآخره شهيق . وقال
ابن عباس : يصير لهم نباح كنباح الكلاب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي : بلغني أو ذكر لي أن أهل النار استغاثوا بالخزنة . . . الخبر بطوله ، ذكره
ابن المبارك ، وقد ذكرناه بكماله في التذكرة ، وفي آخره : ثم مكث عنهم ما شاء الله ، ثم ناداهم
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=105ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون قال : فلما سمعوا صوته قالوا الآن يرحمنا ربنا فقالوا عند ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=106ربنا غلبت علينا شقوتنا أي الكتاب الذي كتب علينا
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=106وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون فقال عند ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=108اخسئوا فيها ولا تكلمون فانقطع عند ذلك الدعاء والرجاء ، وأقبل بعضهم على بعض ينبح بعضهم في وجوه بعض ، وأطبقت عليهم .