قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن كم في موضع نصب بأهلكنا لا بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6ألم يروا لأن لفظ الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله ، وإنما يعمل فيه ما بعده ، من
[ ص: 303 ] أجل أن له صدر الكلام . والمعنى : ألا يعتبرون بمن أهلكنا من الأمم قبلهم لتكذيبهم أنبياءهم ، أي ألم يعرفوا ذلك ، والقرن الأمة من الناس . والجمع القرون ; قال الشاعر :
إذا ذهب القرن الذي كنت فيهم وخلفت في قرن فأنت غريب
فالقرن كله عالم في عصره مأخوذ من الاقتران ، أي : عالم مقترن به بعضهم إلى بعض ; وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=830725خير الناس قرني - يعني أصحابي - ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم هذا أصح ما قيل فيه . وقيل : المعنى من
أهل قرن فحذف كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82واسأل القرية . فالقرن على هذا مدة من الزمان ; قيل : ستون عاما وقيل سبعون ، وقيل : ثمانون ; وقيل : مائة ; وعليه أكثر أصحاب الحديث أن القرن مائة سنة ; واحتجوا بأن
nindex.php?page=hadith&LINKID=839251النبي صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=showalam&ids=11788لعبد الله بن بسر : تعيش قرنا فعاش مائة سنة ; ذكره
النحاس . وأصل القرن الشيء الطالع كقرن ما له قرن من الحيوان .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم خروج من الغيبة إلى الخطاب ; عكسه
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة . وقال
أهل البصرة أخبر عنهم بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6ألم يروا وفيهم
محمد عليه السلام وأصحابه ; ثم خاطبهم معهم ; والعرب تقول : قلت لعبد الله ما أكرمه : وقلت لعبد الله ما أكرمك ; ولو جاء على ما تقدم من الغيبة لقال : ما لم نمكن لهم . ويجوز مكنه ومكن له ; فجاء باللغتين جميعا ; أي : أعطيناهم ما لم نعطكم من الدنيا .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6وأرسلنا السماء عليهم مدرارا يريد المطر الكثير ; عبر عنه بالسماء لأنه من السماء ينزل ; ومنه قول الشاعر : ( وهو
معاوية بن مالك )
إذا سقط السماء بأرض قوم رعيناه وإن كانوا غضابا
مدرارا بناء دال على التكثير ; كمذكار للمرأة التي كثرت ولادتها للذكور ; ومئناث للمرأة التي تلد الإناث ; يقال : در اللبن يدر إذا أقبل على الحالب بكثرة . وانتصب مدرارا على الحال .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم أي : من تحت أشجارهم ومنازلهم ; ومنه قول
فرعون :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=51وهذه الأنهار تجري من تحتي والمعنى : وسعنا عليهم النعم فكفروها .
[ ص: 304 ] nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6فأهلكناهم بذنوبهم أي : بكفرهم فالذنوب سبب الانتقام وزوال النعم .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين أي : أوجدنا ; فليحذر هؤلاء من الإهلاك أيضا .