قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=30532_32016_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=102فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين nindex.php?page=treesubj&link=29675_29677_34135_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=103ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين nindex.php?page=treesubj&link=28639_28662_31048_34103_34189_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=104قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين
هذا وعيد وحض على الإيمان، أي: إذا لجوا في الكفر حل بهم العذاب، وإذا آمنوا نجوا، هذه سنة الله في الأمم الخالية، فهل عند هؤلاء غير ذلك؟. وهو استفهام بمعنى التوقيف.
وفي قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=102قل فانتظروا مهادنة ما، وهي من جملة ما نسخه القتال.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=103ثم ننجي رسلنا الآية، لما كان العذاب لم تحصر مدته وكان النبي والمؤمنون بين أظهر الكفرة وقع التصريح بأن عادة الله عز وجل سلفت بإنجاء رسله ومتبعيهم، فالتخويف -على هذا- أشد، وكلهم قرأ: "ننجي" مشددة الجيم إلا
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي وحفصا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم فإنهما قرآ: "ننجي" بسكون النون وتخفيف الجيم، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم في سورة الأنبياء في بعض ما روي عنه: "نجي" بضم النون وحذف الثانية وشد الجيم، كأن النون أدغمت فيها، وهي قراءة لا وجه لها، ذكر ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج .
[ ص: 533 ] وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم نحوها عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، وخط المصحف في هذه اللفظة "ننج" بجيم مطلقة دون ياء، وكذلك قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي في سورة مريم: "ثم ننجي الذين اتقوا" بسكون النون وتخفيف الجيم، والباقون بفتح النون وشد الجيم، والكاف في قوله: كذلك يصح أن تكون في موضع رفع، ويصح أن تكون في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=104قل يا أيها الناس الآية، مخاطبة عامة للناس أجمعين إلى يوم القيامة، يدخل تحتها كل من اتصف بالشك في دين الإسلام، وهذه الآية يتسق معناها بمحذوفات يدل عليها هذا الظاهر الوجيز، والمعنى: إن كنتم في شك من ديني فأنتم لا تعبدون الله، كذلك فليس هو بأهل أن يشك فيه، وإنما يشك في دينكم ويرفض، وأما لا أعبد أحدا غيره، فاقتضت فصاحة الكلام وإيجازه اختصار هذا كله، ثم صرح بمعبوده وخص من أوصافه
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=104الذي يتوفاكم لما فيها من التذكير للموت وقرع النفوس به، والمصير إلى الله بعده، والنقد للأصنام التي كانوا يعتقدونها ضارة ونافعة.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=30532_32016_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=102فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنْتَظِرِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29675_29677_34135_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=103ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28639_28662_31048_34103_34189_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=104قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهِ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ
هَذَا وَعِيدٌ وَحَضٌّ عَلَى الْإِيمَانِ، أَيْ: إِذَا لَجُّوا فِي الْكُفْرِ حَلَّ بِهِمُ الْعَذَابُ، وَإِذَا آمَنُوا نَجَوْا، هَذِهِ سُنَّةُ اللَّهِ فِي الْأُمَمِ الْخَالِيَةِ، فَهَلْ عِنْدَ هَؤُلَاءِ غَيْرُ ذَلِكَ؟. وَهُوَ اسْتِفْهَامٌ بِمَعْنَى التَّوْقِيفِ.
وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=102قُلْ فَانْتَظِرُوا مُهَادَنَةٌ مَا، وَهِيَ مِنْ جُمْلَةِ مَا نَسَخَهُ الْقِتَالُ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=103ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا الْآيَةُ، لَمَّا كَانَ الْعَذَابُ لَمْ تُحْصَرْ مُدَّتُهُ وَكَانَ النَّبِيُّ وَالْمُؤْمِنُونَ بَيْنَ أَظْهُرِ الْكَفَرَةِ وَقَعَ التَّصْرِيحُ بِأَنَّ عَادَةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَلَفَتْ بِإِنْجَاءِ رُسُلِهِ وَمُتَّبِعِيهِمْ، فَالتَّخْوِيفُ -عَلَى هَذَا- أَشَدُّ، وَكُلُّهُمْ قَرَأَ: "نُنَجِّي" مُشَدَّدَةَ الْجِيمِ إِلَّا
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيَّ وَحَفْصًا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ فَإِنَّهُمَا قَرَآ: "نُنْجِي" بِسُكُونِ النُّونِ وَتَخْفِيفِ الْجِيمِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٌ فِي سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ فِي بَعْضِ مَا رُوِيَ عَنْهُ: "نُجِّي" بِضَمِّ النُّونِ وَحَذْفِ الثَّانِيَةِ وَشَدِّ الْجِيمِ، كَأَنَّ النُّونَ أُدْغِمَتْ فِيهَا، وَهِيَ قِرَاءَةٌ لَا وَجْهَ لَهَا، ذَكَرَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ .
[ ص: 533 ] وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=11971أَبُو حَاتِمٍ نَحْوَهَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشِ ، وَخَطُّ الْمُصْحَفِ فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ "نُنْجِ" بِجِيمٍ مُطْلَقَةٍ دُونَ يَاءٍ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ فِي سُورَةِ مَرْيَمَ: "ثُمَّ نُنْجِي الَّذِينَ اتَّقَوْا" بِسُكُونِ النُّونِ وَتَخْفِيفِ الْجِيمِ، وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِ النُّونِ وَشَدِّ الْجِيمِ، وَالْكَافُ فِي قَوْلِهِ: كَذَلِكَ يَصِحُّ أَنْ تَكُونَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ، وَيَصِحُّ أَنْ تَكُونَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ نَعْتًا لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=104قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ الْآيَةُ، مُخَاطَبَةٌ عَامَّةٌ لِلنَّاسِ أَجْمَعِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، يَدْخُلُ تَحْتَهَا كُلُّ مَنِ اتَّصَفَ بِالشَّكِّ فِي دِينِ الْإِسْلَامِ، وَهَذِهِ الْآيَةُ يَتَّسِقُ مَعْنَاهَا بِمَحْذُوفَاتٍ يَدُلُّ عَلَيْهَا هَذَا الظَّاهِرُ الْوَجِيزُ، وَالْمَعْنَى: إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَأَنْتُمْ لَا تَعْبُدُونَ اللَّهَ، كَذَلِكَ فَلَيْسَ هُوَ بِأَهْلٍ أَنْ يُشَكَّ فِيهِ، وَإِنَّمَا يُشَكُّ فِي دِينِكُمْ وَيُرْفَضُ، وَأَمَّا لَا أَعْبُدُ أَحَدًا غَيْرَهُ، فَاقْتَضَتْ فَصَاحَةُ الْكَلَامِ وَإِيجَازُهُ اخْتِصَارَ هَذَا كُلِّهِ، ثُمَّ صَرَّحَ بِمَعْبُودِهِ وَخَصَّ مِنْ أَوْصَافِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=104الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ لِمَا فِيهَا مِنَ التَّذْكِيرِ لِلْمَوْتِ وَقَرْعِ النُّفُوسِ بِهِ، وَالْمَصِيرِ إِلَى اللَّهِ بَعْدَهُ، وَالنَّقْدِ لِلْأَصْنَامِ الَّتِي كَانُوا يَعْتَقِدُونَهَا ضَارَّةً وَنَافِعَةً.