[ ص: 442 ] قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=19881_24582_2497_2527_27079_27487_28640_28860_29723_29785_31011_33154_34367_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون nindex.php?page=treesubj&link=19734_19736_28723_34135_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون
الشهر: مشتق من الاشتهار، لأنه مشتهر لا يتعذر علمه على أحد يريده. ورمضان علقه الاسم من مدة كان فيها في الرمض وشدة الحر. وكان اسمه قبل ذلك ناتقا، كما سمي ربيع من مدة الربيع، وجمادى من مدة الجمود. وكره
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد أن يقال: رمضان، دون أن يقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185شهر رمضان ، كما قال الله تعالى، وقال: لعل رمضان اسم من أسماء الله عز وجل، وقرأ جمهور الناس: "شهر" بالرفع، ووجهه خبر ابتداء، أي ذلكم شهر، وقيل: بدل من الصيام، وقيل: على الابتداء وخبره:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185الذي أنزل فيه القرآن ، وقيل: ابتداء وخبره:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185فمن شهد ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185الذي أنزل نعت له. فمن قال: إن الصيام في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=183كتب عليكم الصيام هي ثلاثة أيام وعاشوراء، قال: هاهنا بالابتداء، ومن قال: إن الصيام هنالك هو رمضان وهو الأيام المعدودة; قال هنا بخبر الابتداء أو بالبدل من "الصيام". وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16128وشهر بن حوشب : "شهر" بالنصب، ورواها
أبو عمارة ، عن
حفص ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم ، ورواها
هارون عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو ، وهي على الإغراء، وقيل: نصب بـ "تصوموا وقيل: نصب على الظرف. وقرأت فرقة بإدغام الراء في
[ ص: 443 ] الراء، وذلك لا تقتضيه الأصول لاجتماع الساكنين فيه.
واختلف في
nindex.php?page=treesubj&link=31011إنزال القرآن فيه، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : أنزل في فرضه وتعظيمه والحض عليه، وقيل: بدئ بنزوله فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فيما يؤثر: أنزل إلى السماء الدنيا جملة واحدة ليلة أربع وعشرين من رمضان، ثم كان
جبريل ينزله رسلا رسلا في الأوامر والنواهي والأسباب . وروى
واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=910176نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان، والتوراة لست مضين منه، والإنجيل لثلاث عشرة، والقرآن لأربع وعشرين .
وترك
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير همزة القرآن مع التعريف والتنكير حيث وقع، وقد قيل: إن اشتقاقه على هذه القراءة من قرن، وذلك ضعيف.
و"هدى" في موضع نصب على الحال من "القرآن"، فالمراد أن القرآن بجملته من محكم ومتشابه، وناسخ ومنسوخ. هدى، ثم شرف بالذكر والتخصيص "البينات" منه، يعني الحلال والحرام والمواعظ والمحكم كله. فالألف واللام في "الهدى" للعهد، والمراد الأول، "الفرقان" المفرق بين الحق والباطل. و"شهد" بمعنى حضر، و"الشهر" نصب على الظرف، والتقدير من حضر المصر في الشهر، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ،
[ ص: 444 ] nindex.php?page=showalam&ids=16748وعيسى الثقفي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري ،
nindex.php?page=showalam&ids=12067وأبو عبد الرحمن السلمي ،
وأبو حيوة : "فليصمه:" بتحريك اللام، وكذلك قرؤوا لام الأمر في جميع القرآن على أصلها الذي هو الكسر. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16536وعبيدة السلماني : " من شهد " أي من حضر دخول الشهر ظن وكان مقيما في أوله فليكمل صيامه، سافر بعد ذلك أو أقام، وإنما يفطر في السفر من دخل عليه رمضان وهو في سفر. وقال جمهور الأمة:
nindex.php?page=treesubj&link=2359_27079من شهد أول الشهر أو آخره فليصم ما دام مقيما. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة وأصحابه: من شهد الشهر بشروط التكليف غير مجنون ولا مغمى عليه فليصمه، ومن
nindex.php?page=treesubj&link=2351دخل عليه رمضان وهو مجنون، وتمادى به طول الشهر، فلا قضاء عليه، لأنه لم يشهد الشهر بصفة يجب بها الصيام، ومن جن أول الشهر أو آخره فإنه يقضي أيام جنونه.
ونصب الشهر على هذا التأويل هو على المفعول الصريح بـ "شهد" وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185أو على سفر ، بمنزلة: أو مسافرا فلذلك عطف على اسم. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر بن القعقاع ،
nindex.php?page=showalam&ids=17340ويحيى بن وثاب ،
nindex.php?page=showalam&ids=13617وابن هرمز ،
nindex.php?page=showalam&ids=16748وعيسى بن عمر : "اليسر" و "العسر" بضم السين،
[ ص: 445 ] والجمهور: بسكونه، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك بن مزاحم : "اليسر": الفطر في السفر، و"العسر":
nindex.php?page=treesubj&link=17841الصيام في السفر، والوجه عموم اللفظ في جميع أمور الدين، وقد فسر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=883449دين الله يسر .
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185ولتكملوا العدة معناه: وليكمل من أفطر في سفره أو في مرضه عدة الأيام التي أفطر فيها، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبو بكر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم ،
nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو في بعض ما روي عنه: "ولتكملوا" بتشديد الميم، وقد روي عنهما التخفيف كالجماعة، وهذه اللام متعلقة: إما بـ "يريد" فهي اللام الداخلة على المفعول، كالذي في قولك: ضربت لزيد، والمعنى: ويريد إكمال العدة، وهي مع الفعل مقدرة بأن، كأن الكلام: ويريد لأن تكملوا، هذا قول البصريين، ونحوه قول
أبي صخر :
أريد لأنسى ذكرها فكأنما .....................
وإما بفعل مضمر بعد، تقديره: ولأن تكملوا العدة رخص لكم هذه الرخصة، وهذا قول بعض الكوفيين. ويحتمل أن تكون هذه اللام لام الأمر، والواو عاطفة جملة كلام على جملة كلام.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185ولتكبروا الله ، حض على
nindex.php?page=treesubj&link=1141التكبير في آخر رمضان، واختلف الناس في
[ ص: 446 ] nindex.php?page=treesubj&link=1141حده، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : يكبر المرء من رؤية الهلال إلى انقضاء الخطبة، ويمسك وقت خروج الإمام، ويكبر بتكبيره. وقال قوم: يكبر من رؤية الهلال إلى خروج الإمام إلى الصلاة. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان : هو التكبير يوم الفطر. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : هو من حين يخرج الرجل من منزله إلى أن يخرج الإمام.
nindex.php?page=treesubj&link=1144ولفظه عند
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وجماعة من العلماء: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. ثلاثا، ومن العلماء من يكبر ثم يهلل ويسبح أثناء التكبير، ومنهم من يقول: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، وقد قيل غير هذا، والجميع حسن واسع مع البدأة بالتكبير.
و"هداكم" وقيل: المراد لما ضل فيه النصارى من تبديل صيامهم. وتعميم الهدى جيد.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185ولعلكم تشكرون ترج في حق البشر، أي: على نعمة الله في الهدى.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وإذا سألك عبادي عني الآية، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن بن أبي الحسن : سببها
أن قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فنزلت . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء : لما نزلت:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60وقال ربكم ادعوني أستجب لكم قال قوم: في أي ساعة ندعو؟ فنزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وإذا سألك عبادي عني وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : بل قالوا: إلى أين ندعو؟ فنزلت هذه الآية، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : بل قالوا: كيف ندعو؟ فنزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وإذا سألك عبادي ، روي أن المشركين قالوا لما نزل:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186فإني قريب ، كيف يكون قريبا وبيننا وبينه -على قولك- سبع سماوات في غلظ سمك كل واحدة خمسمائة عام وفيما بين كل سماء مثل ذلك؟ فنزلت:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186أجيب دعوة الداع إذا دعان ، أي فإني قريب بالإجابة والقدرة. وقال قوم: المعنى أجيب إن شئت، وقال قوم: إن الله تعالى يجيب كل الدعاء، فإما أن تظهر
[ ص: 447 ] الإجابة في الدنيا، وإما أن يكفر عنه، وإما أن يدخر له أجر في الآخرة، وهذا بحسب حديث الموطأ:
ما من داع يدعو إلا كان بين إحدى ثلاث الحديث. وهذا إذا كان الدعاء على ما يجب دون اعتداء، فإن
nindex.php?page=treesubj&link=29496الاعتداء في الدعاء ممنوع، قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=55ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين قال المفسرون: أي في الدعاء، والوصف بمجاب الدعوة وصف بحسن النظر، والبعد عن الاعتداء، والتوفيق من الله تعالى إلى الدعاء في مقدور. وانظر أن أفضل البشر المصطفى
محمدا صلى الله عليه وسلم قد دعا ألا يجعل بأس أمته بينهم الحديث فمنعها إذ كان القدر قد سبق بغير ذلك.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186فليستجيبوا لي قال
أبو رجاء الخراساني : معناه: فليدعوا لي.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
المعنى: فليطلبوا أن أجيبهم، وهذا هو باب استفعل، أي طلب الشيء إلا ما شذ مثل استغنى الله.
[ ص: 448 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، وغيره: المعنى: فليستجيبوا لي، فيما دعوتهم إليه من الإيمان، أي بالطاعة والعمل. ويقال: أجاب واستجاب بمعنى، ومنه قول الشاعر:
وداع دعا يا من يجيب إلى الندى فلم يستجبه عند ذاك مجيب
أي: لم يجبه.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وليؤمنوا بي قال
nindex.php?page=showalam&ids=12004أبو رجاء : في أني أجيب دعاءهم، وقال غيره: بل ذلك دعاء إلى الإيمان بجملته.
وقرأ الجمهور: "يرشدون" بفتح الياء وضم الشين، وقرأ قوم بضم الياء وفتح الشين، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة ،
وأبي حيوة : فتح الياء وكسر الشين باختلاف عنهما، قرأ هذه القراءة والتي قبلها.
[ ص: 442 ] قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=19881_24582_2497_2527_27079_27487_28640_28860_29723_29785_31011_33154_34367_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنَ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهُ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=19734_19736_28723_34135_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
الشَّهْرُ: مُشْتَقٌّ مِنَ الِاشْتِهَارِ، لِأَنَّهُ مُشْتَهَرٌ لَا يَتَعَذَّرُ عِلْمُهُ عَلَى أَحَدٍ يُرِيدُهُ. وَرَمَضَانُ عَلَّقَهُ الِاسْمُ مِنْ مُدَّةٍ كَانَ فِيهَا فِي الرَّمَضِ وَشِدَّةِ الْحَرِّ. وَكَانَ اسْمُهُ قَبْلَ ذَلِكَ نَاتِقًا، كَمَا سُمِّيَ رَبِيعٌ مِنْ مُدَّةِ الرَّبِيعِ، وَجُمَادَى مِنْ مُدَّةِ الْجُمُودِ. وَكَرِهَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ أَنْ يُقَالَ: رَمَضَانُ، دُونَ أَنْ يُقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185شَهْرُ رَمَضَانَ ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى، وَقَالَ: لَعَلَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَرَأَ جُمْهُورُ النَّاسِ: "شَهْرٌ" بِالرَّفْعِ، وَوَجْهُهُ خَبَرِ ابْتِدَاءٍ، أَيْ ذَلِكُمْ شَهْرُ، وَقِيلَ: بُدِّلَ مِنَ الصِّيَامِ، وَقِيلَ: عَلَى الِابْتِدَاءِ وَخَبَرُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ، وَقِيلَ: ابْتِدَاءٌ وَخَبَرُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185فَمَنْ شَهِدَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185الَّذِي أُنْزِلَ نَعْتٌ لَهُ. فَمَنْ قَالَ: إِنَّ الصِّيَامَ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=183كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ هِيَ ثَلَاثَةُ أَيَّامِ وَعَاشُورَاءَ، قَالَ: هَاهُنَا بِالِابْتِدَاءِ، وَمَنْ قَالَ: إِنَّ الصِّيَامَ هُنَالِكَ هُوَ رَمَضَانُ وَهُوَ الْأَيَّامُ الْمَعْدُودَةُ; قَالَ هُنَا بِخَبَرِ الِابْتِدَاءِ أَوْ بِالْبَدَلِ مِنَ "الصِّيَامِ". وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16128وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ : "شَهْرَ" بِالنَّصْبِ، وَرَوَاهَا
أَبُو عِمَارَةَ ، عَنْ
حَفْصٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ ، وَرَوَاهَا
هَارُونُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبِي عَمْرٍو ، وَهِيَ عَلَى الْإِغْرَاءِ، وَقِيلَ: نُصِبَ بِـ "تَصُومُوا وَقِيلَ: نُصِبَ عَلَى الظَّرْفِ. وَقَرَأَتْ فِرْقَةٌ بِإِدْغَامِ الرَّاءِ فِي
[ ص: 443 ] الرَّاءِ، وَذَلِكَ لَا تَقْتَضِيهِ الْأُصُولُ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ فِيهِ.
وَاخْتُلِفَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=31011إِنْزَالِ الْقُرْآنِ فِيهِ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ : أُنْزِلَ فِي فَرْضِهِ وَتَعْظِيمِهِ وَالْحَضِّ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: بُدِئَ بِنُزُولِهِ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ فِيمَا يُؤْثَرُ: أُنْزِلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا جُمْلَةً وَاحِدَةً لَيْلَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ كَانَ
جِبْرِيلُ يُنْزِلُهُ رُسُلًا رُسُلًا فِي الْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي وَالْأَسْبَابِ . وَرَوَى
وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=910176نَزَلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَالتَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْهُ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَالْقُرْآنُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ .
وَتَرَكَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ هَمْزَةَ الْقُرْآنِ مَعَ التَّعْرِيفِ وَالتَّنْكِيرِ حَيْثُ وَقَعَ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ اشْتِقَاقَهُ عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ مِنْ قَرَنَ، وَذَلِكَ ضَعِيفٌ.
وَ"هُدًى" فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنَ "الْقُرْآنِ"، فَالْمُرَادُ أَنَّ الْقُرْآنَ بِجُمْلَتِهِ مِنْ مُحْكَمٍ وَمُتَشَابِهٍ، وَنَاسِخٍ وَمَنْسُوخٍ. هُدًى، ثُمَّ شُرِّفَ بِالذِّكْرِ وَالتَّخْصِيصِ "الْبَيِّنَاتِ" مِنْهُ، يَعْنِي الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ وَالْمَوَاعِظَ وَالْمُحْكَمَ كُلَّهُ. فَالْأَلِفُ وَاللَّامُ فِي "الْهُدَى" لِلْعَهْدِ، وَالْمُرَادُ الْأَوَّلُ، "الْفُرْقَانِ" الْمُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ. وَ"شَهِدَ" بِمَعْنَى حَضَرَ، وَ"الشَّهْرَ" نُصِبَ عَلَى الظَّرْفِ، وَالتَّقْدِيرُ مَنْ حَضَرَ الْمِصْرَ فِي الشَّهْرِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ ،
[ ص: 444 ] nindex.php?page=showalam&ids=16748وَعِيسَى الثَّقَفِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12067وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السِّلْمِيُّ ،
وَأَبُو حَيْوَةَ : "فَلْيَصُمْهُ:" بِتَحْرِيكِ اللَّامِ، وَكَذَلِكَ قَرَؤُوا لَامَ الْأَمْرِ فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ عَلَى أَصْلِهَا الَّذِي هُوَ الْكَسْرُ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16536وَعُبَيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ : " مِنْ شَهِدَ " أَيْ مَنْ حَضَرَ دُخُولَ الشَّهْرِ ظَنَّ وَكَانَ مُقِيمًا فِي أَوَّلِهِ فَلْيُكْمِلْ صِيَامَهُ، سَافَرَ بَعْدَ ذَلِكَ أَوْ أَقَامَ، وَإِنَّمَا يُفْطِرُ فِي السَّفَرِ مَنْ دَخْلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ وَهُوَ فِي سَفَرٍ. وَقَالَ جُمْهُورُ الْأُمَّةِ:
nindex.php?page=treesubj&link=2359_27079مَنْ شَهِدَ أَوَّلَ الشَّهْرِ أَوْ آخِرَهُ فَلْيَصُمْ مَا دَامَ مُقِيمًا. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ: مَنْ شَهِدَ الشَّهْرَ بِشُرُوطِ التَّكْلِيفِ غَيْرَ مَجْنُونٍ وَلَا مُغْمًى عَلَيْهِ فَلْيَصُمْهُ، وَمَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=2351دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ وَهُوَ مَجْنُونٌ، وَتَمَادَى بِهِ طُولَ الشَّهْرِ، فَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ لَمْ يَشْهَدِ الشَّهْرَ بِصِفَةٍ يَجِبُ بِهَا الصِّيَامُ، وَمِنْ جُنَّ أَوَّلَ الشَّهْرِ أَوْ آخِرَهُ فَإِنَّهُ يَقْضِي أَيَّامَ جُنُونِهِ.
وَنُصِبَ الشَّهْرُ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ هُوَ عَلَى الْمَفْعُولِ الصَّرِيحِ بِـ "شَهِدَ" وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185أَوْ عَلَى سَفَرٍ ، بِمَنْزِلَةِ: أَوْ مُسَافِرًا فَلِذَلِكَ عُطِفَ عَلَى اسْمٍ. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْقَعْقَاعِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17340وَيَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13617وَابْنُ هُرْمُزٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16748وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ : "الْيُسُرُ" وَ "الْعُسُرُ" بِضَمِّ السِّينِ،
[ ص: 445 ] وَالْجُمْهُورُ: بِسُكُونِهِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ : "الْيُسْرُ": الْفِطْرُ فِي السَّفَرِ، وَ"الْعُسْرُ":
nindex.php?page=treesubj&link=17841الصِّيَامُ فِي السِّفْرِ، وَالْوَجْهُ عُمُومُ اللَّفْظِ فِي جَمِيعِ أُمُورِ الدِّينِ، وَقَدْ فَسَّرَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=883449دِينُ اللَّهِ يُسْرٌ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ مَعْنَاهُ: وَلِيُكْمِلَ مَنْ أَفْطَرَ فِي سَفَرِهِ أَوْ فِي مَرَضِهِ عِدَّةَ الْأَيَّامِ الَّتِي أَفْطَرَ فِيهَا، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11948أَبُو بَكْرٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12114وَأَبُو عَمْرٍو فِي بَعْضِ مَا رُوِيَ عَنْهُ: "وَلِتُكَمِّلُوا" بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُمَا التَّخْفِيفُ كَالْجَمَاعَةِ، وَهَذِهِ اللَّامُ مُتَعَلِّقَةٌ: إِمَّا بـِ "يُرِيدُ" فَهِيَ اللَّامُ الدَّاخِلَةُ عَلَى الْمَفْعُولِ، كَالَّذِي فِي قَوْلِكَ: ضَرَبْتُ لِزَيْدٍ، وَالْمَعْنَى: وَيُرِيدُ إِكْمَالَ الْعِدَّةِ، وَهِيَ مَعَ الْفِعْلِ مَقَدَّرَةٌ بِأَنْ، كَأَنَّ الْكَلَامَ: وَيُرِيدُ لِأَنْ تُكْمِلُوا، هَذَا قَوْلُ الْبَصْرِيِّينَ، وَنَحْوُهُ قَوْلُ
أَبِي صَخْرٍ :
أُرِيدُ لِأَنْسَى ذِكْرَهَا فَكَأَنَّمَا .....................
وَإِمَّا بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ بَعْدُ، تَقْدِيرُهُ: وَلِأَنْ تُكْمِلُوا الْعِدَّةَ رُخِّصَ لَكُمْ هَذِهِ الرُّخْصَةُ، وَهَذَا قَوْلُ بَعْضِ الْكُوفِيِّينَ. وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ اللَّامُ لَامَ الْأَمْرِ، وَالْوَاوُ عَاطِفَةٌ جُمْلَةَ كَلَامٍ عَلَى جُمْلَةِ كَلَامٍ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ ، حَضٌّ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=1141التَّكْبِيرِ فِي آخِرِ رَمَضَانَ، وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي
[ ص: 446 ] nindex.php?page=treesubj&link=1141حَدِّهِ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : يُكَبِّرُ الْمَرْءُ مِنْ رُؤْيَةِ الْهِلَالِ إِلَى انْقِضَاءِ الْخُطْبَةِ، وَيُمْسِكُ وَقْتَ خُرُوجِ الْإِمَامِ، وَيُكَبِّرُ بِتَكْبِيرِهِ. وَقَالَ قَوْمٌ: يُكَبِّرُ مِنْ رُؤْيَةِ الْهِلَالِ إِلَى خُرُوجِ الْإِمَامِ إِلَى الصَّلَاةِ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ : هُوَ التَّكْبِيرُ يَوْمَ الْفِطْرِ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٌ : هُوَ مِنْ حِينِ يَخْرُجُ الرَّجُلُ مِنْ مَنْزِلِهِ إِلَى أَنْ يَخْرُجَ الْإِمَامُ.
nindex.php?page=treesubj&link=1144وَلَفْظُهُ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٍ وَجَمَاعَةٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ. ثَلَاثًا، وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يُكَبِّرُ ثُمَّ يُهَلِّلُ وَيُسَبِّحُ أَثْنَاءَ التَّكْبِيرِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، وَقَدْ قِيلَ غَيْرُ هَذَا، وَالْجَمِيعُ حَسَنٌ وَاسِعٌ مَعَ الْبَدْأَةِ بِالتَّكْبِيرِ.
وَ"هَدَاكُمْ" وَقِيلَ: الْمُرَادُ لِمَا ضَلَّ فِيهِ النَّصَارَى مِنْ تَبْدِيلِ صِيَامِهِمْ. وَتَعْمِيمِ الْهُدَى جَيِّدٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ تَرَجٍّ فِي حَقِّ الْبَشَرِ، أَيْ: عَلَى نِعْمَةِ اللَّهِ فِي الْهُدَى.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي الْآيَةُ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ : سَبَبُهَا
أَنَّ قَوْمًا قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَقَرِيبٌ رَبُّنَا فَنُنَاجِيهِ أَمْ بَعِيدٌ فَنُنَادِيهِ؟ فَنَزَلَتْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٌ : لَمَّا نَزَلَتْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ قَالَ قَوْمٌ: فِي أَيِّ سَاعَةٍ نَدْعُو؟ فَنَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : بَلْ قَالُوا: إِلَى أَيْنَ نَدْعُو؟ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : بَلْ قَالُوا: كَيْفَ نَدْعُو؟ فَنَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي ، رُوِيَ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا لَمَّا نَزَلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186فَإِنِّي قَرِيبٌ ، كَيْفَ يَكُونُ قَرِيبًا وَبَيْنَنَا وَبَيْنَهُ -عَلَى قَوْلِكَ- سَبْعُ سَمَاوَاتٍ فِي غِلْظِ سُمْكِ كُلِّ وَاحِدَةٍ خَمْسَمِائَةِ عَامٍ وَفِيمَا بَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ مِثْلُ ذَلِكَ؟ فَنَزَلَتْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ، أَيْ فَإِنِّي قَرِيبٌ بِالْإِجَابَةِ وَالْقُدْرَةِ. وَقَالَ قَوْمٌ: الْمَعْنَى أُجِيبُ إِنْ شِئْتَ، وَقَالَ قَوْمٌ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُجِيبُ كُلَّ الدُّعَاءِ، فَإِمَّا أَنْ تَظْهَرَ
[ ص: 447 ] الْإِجَابَةُ فِي الدُّنْيَا، وَإِمَّا أَنْ يُكَفَّرَ عَنْهُ، وَإِمَّا أَنْ يُدَّخَرَ لَهُ أَجْرٌ فِي الْآخِرَةِ، وَهَذَا بِحَسَبِ حَدِيثِ الْمُوَطَّأِ:
مَا مِنْ دَاعٍ يَدْعُو إِلَّا كَانَ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ الْحَدِيثُ. وَهَذَا إِذَا كَانَ الدُّعَاءُ عَلَى مَا يَجِبُ دُونَ اعْتِدَاءٍ، فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29496الِاعْتِدَاءَ فِي الدُّعَاءِ مَمْنُوعٌ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=55ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: أَيْ فِي الدُّعَاءِ، وَالْوَصْفُ بِمُجَابِ الدَّعْوَةِ وَصْفٌ بِحُسْنِ النَّظَرِ، وَالْبُعْدِ عَنِ الِاعْتِدَاءِ، وَالتَّوْفِيقُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى إِلَى الدُّعَاءِ فِي مَقْدُورٍ. وَانْظُرْ أَنَّ أَفْضَلَ الْبَشَرِ الْمُصْطَفَى
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ دَعَا أَلَّا يَجْعَلَ بَأْسَ أُمَّتِهِ بَيْنَهُمُ الْحَدِيثُ فَمُنِعَهَا إِذْ كَانَ الْقَدَرُ قَدْ سُبِقَ بِغَيْرِ ذَلِكَ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي قَالَ
أَبُو رَجَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ : مَعْنَاهُ: فَلْيَدْعُوا لِي.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
الْمَعْنَى: فَلْيَطْلُبُوا أَنْ أُجِيبَهُمْ، وَهَذَا هُوَ بَابُ اسْتَفْعَلَ، أَيْ طَلَبُ الشَّيْءِ إِلَّا مَا شَذَّ مِثْلُ اسْتَغْنَى اللَّهُ.
[ ص: 448 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ ، وَغَيْرُهُ: الْمَعْنَى: فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي، فِيمَا دَعَوْتُهُمْ إِلَيْهِ مِنَ الْإِيمَانِ، أَيْ بِالطَّاعَةِ وَالْعَمَلِ. وَيُقَالُ: أَجَابَ وَاسْتَجَابَ بِمَعْنًى، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
وَدَاعٍ دَعَا يَا مَنْ يُجِيبُ إِلَى النَّدَى فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُجِيبُ
أَيْ: لَمْ يُجِبْهُ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وَلْيُؤْمِنُوا بِي قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12004أَبُو رَجَاءٍ : فِي أَنِّي أُجِيبُ دُعَاءَهُمْ، وَقَالَ غَيْرُهُ: بَلْ ذَلِكَ دُعَاءٌ إِلَى الْإِيمَانِ بِجُمْلَتِهِ.
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ: "يَرْشُدُونَ" بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الشِّينِ، وَقَرَأَ قَوْمٌ بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الشِّينِ، وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنِ أَبِي عَبْلَةَ ،
وَأَبِي حَيْوَةَ : فَتْحُ الْيَاءِ وَكَسْرُ الشِّينِ بِاخْتِلَافٍ عَنْهُمَا، قَرَأَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ وَالَّتِي قَبْلَهَا.