nindex.php?page=treesubj&link=30293_30296_30340_30349_34100_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=101فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون nindex.php?page=treesubj&link=29680_30358_30495_30503_30531_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=102فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون nindex.php?page=treesubj&link=30358_30428_30431_30437_30443_30531_30539_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=103ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون nindex.php?page=treesubj&link=30434_30437_30539_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=104تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون nindex.php?page=treesubj&link=29786_30549_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=105ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون nindex.php?page=treesubj&link=30440_34299_34513_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=106قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين nindex.php?page=treesubj&link=30440_34299_34513_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=107ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون nindex.php?page=treesubj&link=30443_30539_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=108قال اخسئوا فيها ولا تكلمون nindex.php?page=treesubj&link=20009_30538_32064_32491_33179_34513_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=109إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين nindex.php?page=treesubj&link=19037_32024_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=110فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم [ ص: 1147 ] ذكري وكنتم منهم تضحكون nindex.php?page=treesubj&link=19573_29680_30495_30531_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=111إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون nindex.php?page=treesubj&link=34153_34307_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=112قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين nindex.php?page=treesubj&link=34307_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=113قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين nindex.php?page=treesubj&link=34307_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=114قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون
(101) يخبر تعالى عن هول يوم القيامة، وما في ذلك اليوم من المزعجات والمقلقات، وأنه إذا نفخ في الصور نفخة البعث فحشر الناس أجمعون لميقات يوم معلوم، أنه يصيبهم من الهول ما ينسيهم أنسابهم، التي هي أقوى الأسباب، فغير الأنساب من باب أولى، وأنه لا يسأل أحد أحدا عن حاله؛ لاشتغاله بنفسه، فلا يدري هل ينجو نجاة لا شقاوة بعدها؟ أو يشقى شقاوة لا سعادة بعدها؟ قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=34يوم يفر المرء من أخيه nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=35وأمه وأبيه nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=36وصاحبته وبنيه nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=37لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه .
(102) وفي القيامة مواضع يشتد كربها، ويعظم وقعها، كالميزان الذي يميز به أعمال العبد، وينظر فيه بالعدل ما له وما عليه، وتبين فيه مثاقيل الذر، من الخير والشر،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=102فمن ثقلت موازينه بأن رجحت حسناته على سيئاته
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=102فأولئك هم المفلحون لنجاتهم من النار، واستحقاقهم الجنة، وفوزهم بالثناء الجميل. (103)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=103ومن خفت موازينه بأن رجحت سيئاته على حسناته، وأحاطت بها خطيئاته
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=103فأولئك الذين خسروا أنفسهم كل خسارة، غير هذه الخسارة، فإنها - بالنسبة إليها- سهلة، ولكن هذه خسارة صعبة، لا يجبر مصابها، ولا يستدرك فائتها، خسارة أبدية، وشقاوة سرمدية، قد خسر نفسه الشريفة، التي يتمكن بها من السعادة الأبدية ففوتها هذا النعيم المقيم، في جوار الرب الكريم،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=103في جهنم خالدون لا يخرجون منها أبد الآبدين، وهذا الوعيد - إنما هو كما ذكرنا - لمن أحاطت خطيئاته بحسناته، ولا يكون ذلك إلا كافرا، فعلى هذا لا يحاسب محاسبة من توزن حسناته وسيئاته، فإنهم لا حسنات لهم، ولكن تعد أعمالهم وتحصى، فيوقفون عليها، ويقررون بها، ويخزون بها. وأما من معه أصل الإيمان، ولكن عظمت سيئاته، فرجحت على حسناته، فإنه - وإن دخل النار - لا يخلد فيها، كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة.
(104) ثم ذكر تعالى سوء مصير الكافرين فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=104تلفح وجوههم النار ؛ أي: تغشاهم من جميع جوانبهم، حتى تصيب أعضاءهم الشريفة، ويتقطع لهبها عن
[ ص: 1148 ] وجوههم،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=104وهم فيها كالحون قد عبست وجوههم، وقلصت شفاههم، من شدة ما هم فيه، وعظيم ما يلقونه.
(105) فيقال لهم - توبيخا ولوما -:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=105ألم تكن آياتي تتلى عليكم تدعون بها؛ لتؤمنوا، وتعرض عليكم؛ لتنظروا،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=105فكنتم بها تكذبون ظلما منكم وعنادا، وهي آيات بينات، دالات على الحق والباطل، مبينات للمحق والمبطل؟! (106) فحينئذ أقروا بظلمهم، حيث لا ينفع الإقرار
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=106قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا ؛ أي: غلبت علينا الشقاوة الناشئة عن الظلم والإعراض عن الحق، والإقبال على ما يضر وترك ما ينفع،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=106وكنا قوما ضالين في عملهم، وإن كانوا يدرون أنهم ظالمون، أي: فعلنا في الدنيا فعل التائه الضال السفيه، كما قالوا في الآية الأخرى:
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=10وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير . (107)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=107ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون وهم كاذبون في وعدهم هذا، فإنهم كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ولم يبق الله لهم حجة، بل قطع أعذارهم، وعمرهم في الدنيا، ما يتذكر فيه من تذكر، ويرتدع فيه المجرم. (108) فقال الله جوابا لسؤالهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=108اخسئوا فيها ولا تكلمون وهذا القول - نسأله تعالى العافية- أعظم قول على الإطلاق يسمعه المجرمون في التخييب، والتوبيخ، والذل، والخسار، والتأييس من كل خير، والبشرى بكل شر، وهذا الكلام والغضب من الرب الرحيم أشد عليهم وأبلغ في نكايتهم من عذاب الجحيم. (109) ثم ذكر الحال التي أوصلتهم إلى العذاب، وقطعت عنهم الرحمة فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=109إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين فجمعوا بين الإيمان المقتضي لأعماله الصالحة، والدعاء لربهم بالمغفرة والرحمة، والتوسل إليه بربوبيته، ومنته عليهم بالإيمان، والإخبار بسعة رحمته، وعموم إحسانه، وفي ضمنه ما يدل على خضوعهم وخشوعهم وانكسارهم لربهم وخوفهم ورجائهم؛ فهؤلاء سادات الناس وفضلاؤهم. (110)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=110فاتخذتموهم أيها الكفرة الأنذال ناقصو العقول والأحلام
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=110سخريا تهزءون بهم وتحتقرونهم، حتى اشتغلتم بذلك السفه.
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=110حتى أنسوكم [ ص: 1149 ] ذكري وكنتم منهم تضحكون وهذا الذي أوجب لهم نسيان الذكر اشتغالهم بالاستهزاء بهم، كما أن نسيانهم للذكر يحثهم على الاستهزاء، فكل من الأمرين يمد الآخر، فهل فوق هذه الجراءة جراءة؟!
(111)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=111إني جزيتهم اليوم بما صبروا على طاعتي، وعلى أذاكم، حتى وصلوا إلي
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=111أنهم هم الفائزون بالنعيم المقيم، والنجاة من الجحيم، كما قال في الآية الأخرى:
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=34فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون الآيات.
(112 - 114
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=112قال لهم على وجه اللوم، وأنهم سفهاء الأحلام، حيث اكتسبوا في هذه المدة اليسيرة كل شر أوصلهم إلى غضبه وعقوبته، ولم يكتسبوا ما اكتسبه المؤمنون من الخير الذي يوصلهم إلى السعادة الدائمة ورضوان ربهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=112كم لبثتم في الأرض عدد سنين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=113قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم كلامهم هذا مبني على استقصارهم جدا لمدة مكثهم في الدنيا، وأفاد ذلك، لكنه لا يفيد مقداره ولا يعينه فلهذا قالوا
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=113فاسأل العادين ؛ أي: الضابطين لعدده، وأما هم ففي شغل شاغل وعذاب مذهل عن معرفة عدده، فقال لهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=114إن لبثتم إلا قليلا سواء عينتم عدده أم لا
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=114لو أنكم كنتم تعلمون .
nindex.php?page=treesubj&link=30293_30296_30340_30349_34100_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=101فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29680_30358_30495_30503_30531_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=102فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30358_30428_30431_30437_30443_30531_30539_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=103وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30434_30437_30539_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=104تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29786_30549_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=105أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30440_34299_34513_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=106قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ nindex.php?page=treesubj&link=30440_34299_34513_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=107رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30443_30539_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=108قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ nindex.php?page=treesubj&link=20009_30538_32064_32491_33179_34513_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=109إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=19037_32024_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=110فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ [ ص: 1147 ] ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ nindex.php?page=treesubj&link=19573_29680_30495_30531_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=111إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ nindex.php?page=treesubj&link=34153_34307_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=112قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=34307_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=113قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ nindex.php?page=treesubj&link=34307_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=114قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
(101) يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ هَوْلِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْمُزْعِجَاتِ وَالْمُقْلِقَاتِ، وَأَنَّهُ إِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةُ الْبَعْثِ فَحُشِرَ النَّاسُ أَجْمَعُونَ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ، أَنَّهُ يُصِيبُهُمْ مِنَ الْهَوْلِ مَا يُنْسِيهِمْ أَنْسَابَهُمُ، الَّتِي هِيَ أَقْوَى الْأَسْبَابِ، فَغَيْرُ الْأَنْسَابِ مِنْ بَابٍ أَوْلَى، وَأَنَّهُ لَا يَسْأَلُ أَحَدٌ أَحَدًا عَنْ حَالِهِ؛ لِاشْتِغَالِهِ بِنَفْسِهِ، فَلَا يَدْرِي هَلْ يَنْجُو نَجَاةً لَا شَقَاوَةَ بَعْدَهَا؟ أَوْ يَشْقَى شَقَاوَةً لَا سَعَادَةَ بَعْدَهَا؟ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=34يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=35وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=36وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=37لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ .
(102) وَفِي الْقِيَامَةِ مَوَاضِعُ يَشْتَدُّ كَرْبُهَا، وَيَعْظُمُ وَقْعُهَا، كَالْمِيزَانِ الَّذِي يُمَيَّزُ بِهِ أَعْمَالُ الْعَبْدِ، وَيُنْظَرُ فِيهِ بِالْعَدْلِ مَا لَهُ وَمَا عَلَيْهِ، وَتَبِينُ فِيهِ مَثَاقِيلُ الذَّرِّ، مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=102فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ بِأَنْ رَجَحَتْ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=102فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ لِنَجَاتِهِمْ مِنَ النَّارِ، وَاسْتِحْقَاقِهِمُ الْجَنَّةَ، وَفَوْزِهِمْ بِالثَّنَاءِ الْجَمِيلِ. (103)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=103وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ بِأَنْ رَجَحَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ، وَأَحَاطَتْ بِهَا خَطِيئَاتُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=103فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ كُلَّ خَسَارَةٍ، غَيْرَ هَذِهِ الْخَسَارَةِ، فَإِنَّهَا - بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهَا- سَهْلَةٌ، وَلَكِنَّ هَذِهِ خَسَارَةٌ صَعْبَةٌ، لَا يُجْبَرُ مُصَابُهَا، وَلَا يُسْتَدْرَكُ فَائِتُهَا، خَسَارَةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَشَقَاوَةٌ سَرْمَدِيَّةٌ، قَدْ خَسِرَ نَفْسَهُ الشَّرِيفَةَ، الَّتِي يَتَمَكَّنُ بِهَا مِنَ السَّعَادَةِ الْأَبَدِيَّةِ فَفَوَّتَهَا هَذَا النَّعِيمَ الْمُقِيمَ، فِي جِوَارِ الرَّبِّ الْكَرِيمِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=103فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ لَا يَخْرُجُونَ مِنْهَا أَبَدَ الْآبِدِينَ، وَهَذَا الْوَعِيدُ - إِنَّمَا هُوَ كَمَا ذَكَرْنَا - لِمَنْ أَحَاطَتْ خَطِيئَاتُهُ بِحَسَنَاتِهِ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا كَافِرًا، فَعَلَى هَذَا لَا يُحَاسَبُ مُحَاسَبَةَ مَنْ تُوزَنُ حَسَنَاتُهُ وَسَيِّئَاتُهُ، فَإِنَّهُمْ لَا حَسَنَاتِ لَهُمْ، وَلَكِنْ تُعَدُّ أَعْمَالُهُمْ وَتُحْصَى، فَيُوقَفُونَ عَلَيْهَا، وَيُقَرَّرُونَ بِهَا، وَيُخْزَوْنَ بِهَا. وَأَمَّا مَنْ مَعَهُ أَصْلُ الْإِيمَانِ، وَلَكِنْ عَظُمَتْ سَيِّئَاتُهُ، فَرَجَحَتْ عَلَى حَسَنَاتِهِ، فَإِنَّهُ - وَإِنْ دَخَلَ النَّارَ - لَا يَخْلُدُ فِيهَا، كَمَا دَلَّتْ عَلَى ذَلِكَ نُصُوصُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.
(104) ثُمَّ ذَكَرَ تَعَالَى سُوءَ مَصِيرِ الْكَافِرِينَ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=104تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ ؛ أَيْ: تَغْشَاهُمْ مِنْ جَمِيعِ جَوَانِبِهِمْ، حَتَّى تُصِيبَ أَعْضَاءَهُمُ الشَّرِيفَةَ، وَيَتَقَطَّعَ لَهَبُهَا عَنْ
[ ص: 1148 ] وُجُوهِهِمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=104وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ قَدْ عَبَسَتْ وُجُوهُهُمْ، وَقَلَصَتْ شِفَاهُهُمْ، مِنْ شِدَّةِ مَا هُمْ فِيهِ، وَعَظِيمِ مَا يَلْقَوْنَهُ.
(105) فَيُقَالُ لَهُمْ - تَوْبِيخًا وَلَوْمًا -:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=105أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ تُدْعَوْنَ بِهَا؛ لِتُؤْمِنُوا، وَتُعْرَضُ عَلَيْكُمْ؛ لِتَنْظُرُوا،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=105فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ ظُلْمًا مِنْكُمْ وَعِنَادًا، وَهِيَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ، دَالَّاتٌ عَلَى الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، مُبَيِّنَاتٌ لِلْمُحِقِّ وَالْمُبْطِلِ؟! (106) فَحِينَئِذٍ أَقَرُّوا بِظُلْمِهِمْ، حَيْثُ لَا يَنْفَعُ الْإِقْرَارُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=106قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا ؛ أَيْ: غَلَبَتْ عَلَيْنَا الشَّقَاوَةُ النَّاشِئَةُ عَنِ الظُّلْمِ وَالْإِعْرَاضِ عَنِ الْحَقِّ، وَالْإِقْبَالِ عَلَى مَا يَضُرُّ وَتَرْكِ مَا يَنْفَعُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=106وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ فِي عَمَلِهِمْ، وَإِنْ كَانُوا يَدْرُونَ أَنَّهُمْ ظَالِمُونَ، أَيْ: فَعَلْنَا فِي الدُّنْيَا فِعْلَ التَّائِهِ الضَّالِّ السَّفِيهِ، كَمَا قَالُوا فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=10وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ . (107)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=107رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ وَهُمْ كَاذِبُونَ فِي وَعْدِهِمْ هَذَا، فَإِنَّهُمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَلَمْ يُبْقِ اللَّهُ لَهُمْ حُجَّةً، بَلْ قَطَعَ أَعْذَارَهُمْ، وَعَمَّرَهُمْ فِي الدُّنْيَا، مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ، وَيَرْتَدِعُ فِيهِ الْمُجْرِمُ. (108) فَقَالَ اللَّهُ جَوَابًا لِسُؤَالِهِمُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=108اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ وَهَذَا الْقَوْلُ - نَسْأَلُهُ تَعَالَى الْعَافِيَةَ- أَعْظَمُ قَوْلٍ عَلَى الْإِطْلَاقِ يَسْمَعُهُ الْمُجْرِمُونَ فِي التَّخْيِيبِ، وَالتَّوْبِيخِ، وَالذُّلِّ، وَالْخَسَارِ، وَالتَّأْيِيسِ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ، وَالْبُشْرَى بِكُلِّ شَرٍّ، وَهَذَا الْكَلَامُ وَالْغَضَبُ مِنَ الرَّبِّ الرَّحِيمِ أَشَدُّ عَلَيْهِمْ وَأَبْلَغُ فِي نِكَايَتِهِمْ مِنْ عَذَابِ الْجَحِيمِ. (109) ثُمَّ ذَكَرَ الْحَالَ الَّتِي أَوْصَلَتْهُمُ إِلَى الْعَذَابِ، وَقَطَعَتْ عَنْهُمُ الرَّحْمَةَ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=109إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَجَمَعُوا بَيْنَ الْإِيمَانِ الْمُقْتَضِي لِأَعْمَالِهِ الصَّالِحَةِ، وَالدُّعَاءِ لِرَبِّهِمْ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَالتَّوَسُّلِ إِلَيْهِ بِرُبُوبِيَّتِهِ، وَمِنَّتِهِ عَلَيْهِمْ بِالْإِيمَانِ، وَالْإِخْبَارِ بِسِعَةِ رَحْمَتِهِ، وَعُمُومِ إِحْسَانِهِ، وَفِي ضِمْنِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى خُضُوعِهِمْ وَخُشُوعِهِمْ وَانْكِسَارِهِمْ لِرَبِّهِمْ وَخَوْفِهِمْ وَرَجَائِهِمْ؛ فَهَؤُلَاءِ سَادَاتُ النَّاسِ وَفُضَلَاؤُهُمْ. (110)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=110فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ أَيُّهَا الْكَفَرَةُ الْأَنْذَالُ نَاقِصُو الْعُقُولِ وَالْأَحْلَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=110سِخْرِيًّا تَهْزَءُونَ بِهِمْ وَتَحْتَقِرُونَهُمْ، حَتَّى اشْتَغَلْتُمْ بِذَلِكَ السَّفَهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=110حَتَّى أَنْسَوْكُمْ [ ص: 1149 ] ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ وَهَذَا الَّذِي أَوْجَبَ لَهُمْ نِسْيَانَ الذِّكْرِ اشْتِغَالُهُمْ بِالِاسْتِهْزَاءِ بِهِمْ، كَمَا أَنَّ نِسْيَانَهُمْ لِلذِّكْرِ يَحُثُّهُمْ عَلَى الِاسْتِهْزَاءِ، فَكُلٌّ مِنَ الْأَمْرَيْنِ يَمُدُّ الْآخَرَ، فَهَلْ فَوْقَ هَذِهِ الْجَرَاءَةِ جَرَاءَةٌ؟!
(111)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=111إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا عَلَى طَاعَتِي، وَعَلَى أَذَاكُمْ، حَتَّى وَصَلُوا إِلَيَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=111أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ بِالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، وَالنَّجَاةِ مِنَ الْجَحِيمِ، كَمَا قَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=34فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ الْآيَاتِ.
(112 - 114
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=112قَالَ لَهُمْ عَلَى وَجْهِ اللَّوْمِ، وَأَنَّهُمْ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، حَيْثُ اكْتَسَبُوا فِي هَذِهِ الْمُدَّةِ الْيَسِيرَةِ كُلَّ شَرٍّ أَوْصَلَهُمُ إِلَى غَضَبِهِ وَعُقُوبَتِهِ، وَلَمْ يَكْتَسِبُوا مَا اكْتَسَبَهُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي يُوصِلُهُمْ إِلَى السَّعَادَةِ الدَّائِمَةِ وَرِضْوَانِ رَبِّهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=112كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=113قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ كَلَامُهُمْ هَذَا مَبْنِيٌّ عَلَى اسْتِقْصَارِهِمْ جِدًّا لِمُدَّةِ مُكْثِهِمْ فِي الدُّنْيَا، وَأَفَادَ ذَلِكَ، لَكِنَّهُ لَا يُفِيدُ مِقْدَارَهُ وَلَا يُعَيِّنُهُ فَلِهَذَا قَالُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=113فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ ؛ أَيِ: الضَّابِطِينَ لِعَدَدِهِ، وَأَمَّا هُمْ فَفِي شُغُلٍ شَاغِلٍ وَعَذَابٍ مُذْهِلٍ عَنْ مَعْرِفَةِ عَدَدِهِ، فَقَالَ لَهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=114إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلا سَوَاءٌ عَيَّنْتُمْ عَدَدَهُ أَمْ لَا
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=114لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ .