nindex.php?page=treesubj&link=32016_34273_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون nindex.php?page=treesubj&link=19037_28752_30539_30549_32410_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون nindex.php?page=treesubj&link=30252_30525_32498_34131_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين nindex.php?page=treesubj&link=30252_30539_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون
يحث تعالى، المكذبين لرسولهم، على السير في الأرض، بأبدانهم، وقلوبهم وسؤال العالمين.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82فينظروا نظر فكر واستدلال، لا نظر غفلة وإهمال.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82كيف كان عاقبة الذين من قبلهم من الأمم السالفة، كعاد، وثمود وغيرهم، ممن كانوا أعظم منهم قوة وأكثر أموالا وأشد آثارا في الأرض من الأبنية الحصينة، والغراس الأنيقة، والزروع الكثيرة
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون حين جاءهم أمر الله، فلم تغن عنهم قوتهم، ولا افتدوا بأموالهم، ولا تحصنوا بحصونهم.
ثم ذكر جرمهم الكبير فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83فلما جاءتهم رسلهم بالبينات من الكتب الإلهية، والخوارق العظيمة، والعلم النافع المبين للهدى من الضلال، والحق من الباطل
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83فرحوا بما عندهم من العلم المناقض لدين الرسل.
ومن المعلوم، أن فرحهم به، يدل على شدة رضاهم به، وتمسكهم، ومعاداة الحق، الذي جاءت به الرسل، وجعل باطلهم حقا، وهذا عام لجميع العلوم، التي نوقض بها، ما جاءت به الرسل، ومن أحقها بالدخول في هذا، علوم الفلسفة، والمنطق اليوناني، الذي ردت به كثير من آيات القرآن، ونقصت قدره في القلوب، وجعلت أدلته اليقينية القاطعة، أدلة لفظية، لا تفيد شيئا من اليقين، ويقدم عليها عقول أهل السفه والباطل، وهذا من أعظم الإلحاد في آيات الله، والمعارضة لها، والمناقضة، فالله المستعان.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83وحاق بهم أي: نزل
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83ما كانوا به يستهزئون من العذاب.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84فلما رأوا بأسنا أي: عذابنا، أقروا حيث لا ينفعهم الإقرار
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين من الأصنام والأوثان، وتبرأنا من كل ما خالف الرسل، من علم أو عمل.
[ ص: 1563 ] nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا أي: في تلك الحال، وهذه
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85سنت الله وعادته
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85التي قد خلت في عباده أن المكذبين حين ينزل بهم بأس الله وعقابه إذا آمنوا، كان إيمانهم غير صحيح، ولا منجيا لهم من العذاب، وذلك لأنه إيمان ضرورة، قد اضطروا إليه، وإيمان مشاهدة، وإنما الإيمان النافع الذي ينجي صاحبه، هو الإيمان الاختياري، الذي يكون إيمانا بالغيب، وذلك قبل وجود قرائن العذاب.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85وخسر هنالك أي: وقت الإهلاك، وإذاقة البأس
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85الكافرون دينهم ودنياهم وأخراهم، ولا يكفي مجرد الخسارة، في تلك الدار، بل لا بد من خسران يشقي في العذاب الشديد، والخلود فيه، دائما أبدا.
تم تفسير سورة المؤمن بحمد الله ولطفه ومعونته، لا بحولنا وقوتنا، فله الشكر والثناء
nindex.php?page=treesubj&link=32016_34273_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ nindex.php?page=treesubj&link=19037_28752_30539_30549_32410_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30252_30525_32498_34131_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ nindex.php?page=treesubj&link=30252_30539_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ
يُحِثُّ تَعَالَى، الْمُكَذِّبِينَ لِرَسُولِهِمْ، عَلَى السَّيْرِ فِي الْأَرْضِ، بِأَبْدَانِهِمْ، وَقُلُوبِهِمْ وَسُؤَالِ الْعَالَمِينَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82فَيَنْظُرُوا نَظَرَ فِكْرٍ وَاسْتِدْلَالٍ، لَا نَظَرَ غَفْلَةٍ وَإِهْمَالٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ، كَعَادٍ، وَثَمُودَ وَغَيْرِهِمْ، مِمَّنْ كَانُوا أَعْظَمَ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَشَدَّ آثَارًا فِي الْأَرْضِ مِنَ الْأَبْنِيَةِ الْحَصِينَةِ، وَالْغِرَاسِ الْأَنِيقَةِ، وَالزُّرُوعِ الْكَثِيرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ حِينَ جَاءَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ، فَلَمْ تُغْنِ عَنْهُمْ قُوَّتُهُمْ، وَلَا افْتَدَوْا بِأَمْوَالِهِمْ، وَلَا تَحَصَّنُوا بِحُصُونِهِمْ.
ثُمَّ ذَكَرَ جُرْمَهُمُ الْكَبِيرَ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنَ الْكُتُبِ الْإِلَهِيَّةِ، وَالْخَوَارِقِ الْعَظِيمَةِ، وَالْعِلْمِ النَّافِعِ الْمُبَيِّنِ لِلْهُدَى مِنَ الضَّلَالِ، وَالْحَقِّ مِنَ الْبَاطِلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ الْمُنَاقِضِ لِدِينِ الرُّسُلِ.
وَمِنَ الْمَعْلُومِ، أَنَّ فَرَحَهُمْ بِهِ، يَدُلُّ عَلَى شِدَّةِ رِضَاهُمْ بِهِ، وَتَمَسُّكِهِمْ، وَمُعَادَاةِ الْحَقِّ، الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ، وَجَعَلَ بَاطِلَهُمْ حَقًّا، وَهَذَا عَامٌّ لِجَمِيعِ الْعُلُومِ، الَّتِي نُوقِضَ بِهَا، مَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ، وَمِنْ أَحَقِّهَا بِالدُّخُولِ فِي هَذَا، عُلُومِ الْفَلْسَفَةِ، وَالْمَنْطِقِ الْيُونَانِيِّ، الَّذِي رُدَّتْ بِهِ كَثِيرٌ مِنْ آيَاتِ الْقُرْآنِ، وَنَقَصَتْ قَدْرَهُ فِي الْقُلُوبِ، وَجَعَلَتْ أَدِلَّتَهُ الْيَقِينِيَّةَ الْقَاطِعَةَ، أَدِلَّةً لَفْظِيَّةً، لَا تُفِيدُ شَيْئًا مِنَ الْيَقِينِ، وَيَقْدُمُ عَلَيْهَا عُقُولُ أَهْلِ السَّفَهِ وَالْبَاطِلِ، وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْإِلْحَادِ فِي آيَاتِ اللَّهِ، وَالْمُعَارَضَةِ لَهَا، وَالْمُنَاقِضَةِ، فَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83وَحَاقَ بِهِمْ أَيْ: نَزَلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ مِنَ الْعَذَابِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا أَيْ: عَذَابَنَا، أَقَرُّوا حَيْثُ لَا يَنْفَعُهُمُ الْإِقْرَارُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ مِنَ الْأَصْنَامِ وَالْأَوْثَانِ، وَتَبَرَّأْنَا مَنْ كُلِّ مَا خَالَفَ الرُّسُلَ، مِنْ عَلْمٍ أَوْ عَمَلٍ.
[ ص: 1563 ] nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا أَيْ: فِي تِلْكَ الْحَالِ، وَهَذِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85سُنَّتَ اللَّهِ وَعَادَتُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ أَنَّ الْمُكَذِّبِينَ حِينَ يَنْزِلُ بِهِمْ بَأْسُ اللَّهِ وَعِقَابُهُ إِذَا آمَنُوا، كَانَ إِيمَانُهُمْ غَيْرَ صَحِيحٍ، وَلَا مُنْجِيًا لَهُمْ مِنَ الْعَذَابِ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ إِيمَانُ ضَرُورَةٍ، قَدِ اضْطُرُّوا إِلَيْهِ، وَإِيمَانُ مُشَاهِدَةٍ، وَإِنَّمَا الْإِيمَانُ النَّافِعُ الَّذِي يُنْجِي صَاحِبَهُ، هُوَ الْإِيمَانُ الِاخْتِيَارِيُّ، الَّذِي يَكُونُ إِيمَانًا بِالْغَيْبِ، وَذَلِكَ قَبْلَ وُجُودِ قَرَائِنِ الْعَذَابِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85وَخَسِرَ هُنَالِكَ أَيْ: وَقْتَ الْإِهْلَاكِ، وَإِذَاقَةِ الْبَأْسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85الْكَافِرُونَ دِينَهُمْ وَدُنْيَاهُمْ وَأُخْرَاهُمْ، وَلَا يَكْفِي مُجَرَّدُ الْخَسَارَةِ، فِي تِلْكَ الدَّارِ، بَلْ لَا بُدَّ مِنْ خُسْرَانَ يُشْقِي فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ، وَالْخُلُودِ فِيهِ، دَائِمًا أَبَدًا.
تَمَّ تَفْسِيرُ سُورَةِ الْمُؤْمِنِ بِحَمْدِ اللَّهِ وَلُطْفِهِ وَمَعُونَتِهِ، لَا بِحَوْلِنَا وَقُوَّتِنَا، فَلَهُ الشُّكْرُ وَالثَّنَاءُ