nindex.php?page=treesubj&link=19605_29396_30794_30798_31791_32484_34221_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=144وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين nindex.php?page=treesubj&link=19605_28270_30513_32872_34103_34310_7856_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=145وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين
(144) يقول تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=144وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أي: ليس ببدع من الرسل، بل هو من جنس الرسل الذين قبله، وظيفتهم تبليغ رسالات ربهم وتنفيذ أوامره، ليسوا بمخلدين، وليس بقاؤهم شرطا في امتثال أوامر الله، بل
[ ص: 248 ] الواجب على الأمم عبادة ربهم في كل وقت وبكل حال، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=144أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم بترك ما جاءكم من إيمان أو جهاد أو غير ذلك.
قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=144ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا إنما يضر نفسه، وإلا فالله تعالى غني عنه، وسيقيم دينه، ويعز عباده المؤمنين.
فلما وبخ تعالى من انقلب على عقبيه، مدح من ثبت مع رسوله، وامتثل أمر ربه، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=144وسيجزي الله الشاكرين والشكر لا يكون إلا بالقيام بعبودية الله تعالى في كل حال.
وفي هذه الآية الكريمة إرشاد من الله تعالى لعباده أن يكونوا بحالة لا يزعزعهم عن إيمانهم أو عن بعض لوازمه، فقد رئيس ولو عظم، وما ذاك إلا بالاستعداد في كل أمر من أمور الدين بعدة أناس من أهل الكفاءة فيه، إذا فقد أحدهم قام به غيره، وأن يكون عموم المؤمنين قصدهم إقامة دين الله، والجهاد عنه، بحسب الإمكان، لا يكون لهم قصد في رئيس دون رئيس، فبهذه الحال يستتب لهم أمرهم، وتستقيم أمورهم.
وفي هذه الآية أيضا أعظم دليل على
nindex.php?page=treesubj&link=31139فضيلة الصديق الأكبر أبي بكر، وأصحابه الذين قاتلوا المرتدين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم هم سادات الشاكرين.
(145) ثم أخبر تعالى أن النفوس جميعها متعلقة بآجالها بإذن الله وقدره وقضائه، فمن حتم عليه بالقدر أن يموت مات ولو بغير سبب، ومن أراد بقاءه، فلو أتى من الأسباب كل سبب، لم يضره ذلك قبل بلوغ أجله، وذلك أن الله قضاه وقدره وكتبه إلى أجل مسمى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=49إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون .
ثم أخبر تعالى أنه يعطي الناس من ثواب الدنيا والآخرة ما تعلقت به إراداتهم، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=145ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها .
قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=20كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=21انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=145وسنجزي الشاكرين ولم يذكر جزاءهم ليدل ذلك على كثرته وعظمته، وليعلم أن الجزاء على قدر الشكر، قلة وكثرة وحسنا.
[ ص: 249 ]
nindex.php?page=treesubj&link=19605_29396_30794_30798_31791_32484_34221_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=144وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ nindex.php?page=treesubj&link=19605_28270_30513_32872_34103_34310_7856_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=145وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ
(144) يَقُولُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=144وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَيْ: لَيْسَ بِبِدْعٍ مِنَ الرُّسُلِ، بَلْ هُوَ مِنْ جِنْسِ الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلَهُ، وَظِيفَتُهُمْ تَبْلِيغُ رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَتَنْفِيذُ أَوَامِرِهِ، لَيْسُوا بِمُخَلَّدِينَ، وَلَيْسَ بَقَاؤُهُمْ شَرْطًا فِي امْتِثَالِ أَوَامِرِ اللَّهِ، بَلِ
[ ص: 248 ] الْوَاجِبُ عَلَى الْأُمَمِ عِبَادَةُ رَبِّهِمْ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَبِكُلِّ حَالٍ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=144أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ بِتَرْكِ مَا جَاءَكُمْ مِنْ إِيمَانٍ أَوْ جِهَادٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=144وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا إِنَّمَا يَضُرُّ نَفْسَهُ، وَإِلَّا فَاللَّهُ تَعَالَى غَنِيٌّ عَنْهُ، وَسَيُقِيمُ دِينَهُ، وَيُعِزُّ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ.
فَلَمَّا وَبَّخَ تَعَالَى مَنِ انْقَلَبَ عَلَى عَقِبَيْهِ، مَدَحَ مَنْ ثَبَتَ مَعَ رَسُولِهِ، وَامْتَثَلَ أَمْرَ رَبِّهِ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=144وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ وَالشُّكْرُ لَا يَكُونُ إِلَّا بِالْقِيَامِ بِعُبُودِيَّةِ اللَّهِ تَعَالَى فِي كُلِّ حَالٍ.
وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ إِرْشَادٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِعِبَادِهِ أَنْ يَكُونُوا بِحَالَةٍ لَا يُزَعْزِعُهُمْ عَنْ إِيمَانِهِمْ أَوْ عَنْ بَعْضِ لَوَازِمِهِ، فَقْدُ رَئِيسٍ وَلَوْ عَظُمَ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا بِالِاسْتِعْدَادِ فِي كُلِّ أَمْرٍ مِنْ أُمُورِ الدِّينِ بِعِدَّةِ أُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ الْكَفَاءَةِ فِيهِ، إِذَا فُقِدَ أَحَدُهُمْ قَامَ بِهِ غَيْرُهُ، وَأَنْ يَكُونَ عُمُومُ الْمُؤْمِنِينَ قَصْدُهُمْ إِقَامَةُ دِينِ اللَّهِ، وَالْجِهَادُ عَنْهُ، بِحَسْبِ الْإِمْكَانِ، لَا يَكُونُ لَهُمْ قَصْدٌ فِي رَئِيسٍ دُونَ رَئِيسٍ، فَبِهَذِهِ الْحَالِ يَسْتَتِبُّ لَهُمْ أَمْرُهُمْ، وَتَسْتَقِيمَ أُمُورُهُمْ.
وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ أَيْضًا أَعْظَمُ دَلِيلٍ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=31139فَضِيلَةِ الصِّدِّيقِ الْأَكْبَرِ أَبِي بَكْرٍ، وَأَصْحَابِهِ الَّذِينَ قَاتَلُوا الْمُرْتَدِّينَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّهُمْ هُمْ سَادَاتُ الشَّاكِرِينَ.
(145) ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ النُّفُوسَ جَمِيعَهَا مُتَعَلِّقَةٌ بِآجَالِهَا بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ وَقَضَائِهِ، فَمَنْ حُتِمَ عَلَيْهِ بِالْقَدَرِ أَنْ يَمُوتَ مَاتَ وَلَوْ بِغَيْرِ سَبَبٍ، وَمَنْ أَرَادَ بَقَاءَهُ، فَلَوْ أَتَى مِنَ الْأَسْبَابِ كُلَّ سَبَبٍ، لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ قَبْلَ بُلُوغِ أَجَلِهِ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ قَضَاهُ وَقَدَّرَهُ وَكَتَبَهُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=49إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ .
ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ يُعْطِي النَّاسَ مِنْ ثَوَابِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَا تَعَلَّقَتْ بِهِ إِرَادَاتُهُمْ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=145وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا .
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=20كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=21انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=145وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ وَلَمْ يَذْكُرْ جَزَاءَهُمْ لِيَدُلَّ ذَلِكَ عَلَى كَثْرَتِهِ وَعَظَمَتِهِ، وَلِيُعْلَمَ أَنَّ الْجَزَاءَ عَلَى قَدْرِ الشُّكْرِ، قِلَّةً وَكَثْرَةً وَحُسْنًا.
[ ص: 249 ]